دروسٌ بينَ الحياةِ والحبّ.

*

[ 1 ]




أعلم أنَّ الحياةَ تحتاج نفسًا طويلًا من الصبر لأعيش, لكن الصّبرُ فرَّ مني ولم أعُد أحتمل العيشَ بعد.


أعلم أن الحبّ بحرٌ تهزمهُ كثرةَ الأمواج, ولا يطفو فوقه إلا مفارقيَّ الحياة, لكنّي خضتُ في قاعِه ولا زلتُ على قيدِ الحياة.


أعلم أن العلاقات العابرة هيَ الدرس الأسوء الذي قد يتعلمه المرء,


ومع ذلك تيقّنتُ أن علاقتي العابرة كانت أسوء علاقة مرّت بتاريخ البشرية, ولم أتعلم بعد.


أعلم عن نوايا الناس الكثير , لكني لم أفهمهم بعد, لا زلتُ طفلة على أن أفهم نواياهم, لكني أعلمها.


أنا أعلم الكثير, لكني لا أتعلم.


أقاتل مشاعري الساذجة حتى أتعايش مع الناس الخبثاء, لكن دائمًا تهزمني.


أنا لا أفهم الآخرين, ولا الآخرون يفهمون من أنا.


هل الناس غريبو الأطوار, أم لا أحد يفهمني؟


-



[ 2 ]




رسائل أخجل أن أوصلها لـ أصحابها:




الأصدقاء الذين خذلوني في أوجِّ حاجتي إليهم:


أنا مُمتنة لهم.


لأنهم أهدوني عقلي الذي لا يُرمِش من خوفِهِ من خياناتِ البشر.


للحبيب الذي قدّرني دائمًا لكن المجتمع الذي نتعايش به أجبرنا على الفُراق :


أنا آسفة, الزّمن علمني أن أكون أقوى من كلِّ العلاقات.


الزّمن علمني ألا أعتمد على إنسان مهما كان.


لأمي التي اقتصّت لي قطعة من قلبها لأعيش:


لن أخذلكِ أبدًا, و لن أدعكِ للأيام تشكين,


سأكون دائمًا بجانبكِ , لعلّي أعوّض الأيام التي تعبتِ بها من أجلي.


لأبي الذي علمني دروسَ الحياة:


أنا آسفة إن لم أكن الابنة التي أردتني أن أكون.


لكلّ من يقرأ هذهِ الحروف:


الحياةُ أصعب من أن نبتسم لها ونمضي, الحياة تحتاج قلبٌ مبتسم يملك قوة.


الحياةُ لن تقفَ على اعتذارٍ لشخصٍ أخطأتَ بحقِّه, فالتسامح يعني الحياة.


وكل ما تحتاجَه لتعِش سعيدًا : كُن على استعدادٍ دائمًا لـ / أن السعادة قد تأتي بعد مشقّةٍ طويلة.


وأن الحزنَ لا يعني الموت, بل يعني وقوفٍ من جديد.


وأن الغيابَ عن أحدهم, يعني التضحية بقطعةٍ من قلبك, كُن مُنصفًا مع نفسِك قبلَ الآخرين ولا تؤلمها.


الحياة قصيرة, لكن الموت أقصر بكثيرٍ منها, هذا يعني أنكَ يجب أن تستعد للموت, قبل أن تستعد للحياة!



*غادة الصالح.