![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
…»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… { .. حكاية تخطها أناملنا وتشويق مستمر .. } |
![]() ![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
يا خالتي أريد أمي
![]() بسم الله الرحمن الرحيم
يا خالتي أريد أمي ...... الفصل الأول هذه هي الحياة ، يولد الإنسان ، ثم يكبر ، ثم يشب ، ثم يتزوج وينجب ، وتستمر التربية إلى أن يموت الإنسان ، فهذا أحمد بن محمد ، عاش في قرية صغيرة ، عاش بين أحضان والديه ، وفي منزل أبيه ، تربى مع أهله وأحبابه ، وبين زملاءه وأصحابه ، هاهو يكبر أمام ناظري والديه ، إلى أن شب وأصبح يعتمد عليه ، سافر مع أصحابه ، بعدما ودع أهله وأحبابه ، يبحث عن رزقه ، يبحث عن وظيفة له ، لقي وظيفته التي تناسبه ، وظيفة في فرع من شركة تجارية كبيرة ، في مدينة كبيرة ، تبعد عن قريتهم من مائة وخمسين إلى مائتين كيلو متر تقريبا ، دخلها بسيط ، باشر فيها ، وتشبث بها ، وبعد مرور عام من الزمن . اتصل عليه والده وقال له ولدي أريد أن أفرح بك ، لابد لك من الزواج ، أحمد : ولكن يا أبي دعني أكون نفسي ، وآخذ وقتا كافيا في وظيفتي . والده : دعك من الكلام الغير مفيد ، أحمد : حسنا يا أبي ، والده : إذن يا بني على بركة الله ، عليك أن تأخذ إجازة بعد ثلاثة أشهر . أخذوا في الترتيبات ، وأعدوا التجهيزات ، خطبوا له ابنة عمه ، التي من لحمه ودمه ، تلك اليتيمة ، تلك الوحيدة ، تلك التي لم يتزوج والدها بعد وفاة أمها ، من أجل تربيتها ، إنها مريم ابنة عمه سعيد ، فهي وحيدة أبيها ، من تطبخ له ، من تعطيه الدواء ، من تهتم به ، حددوا موعد الزفاف ، وأخذ في شراء الخراف ، ويأتي الوقت الحاسم ، ويأتي موعد الزواج ، فرح أحمد ، ولا أحد منه في ذلك اليوم أسعد ، وبعد أن زفت عروسته ، وأخذ زوجته ، وذهب إلى عش الزوجية ، قضوا ذلك اليوم في سعادة وهناء ، جلسوا في القرية ثلاثة أيام ، ثم سافروا بعدها إلى المدينة التي بها وظيفة أحمد ، استقروا في شقة بسيطة هنالك ، أجارها معقول بالنسبة إليهم ، 10.000 ريال تقريبا ، وبعد شهرين تقريبا ، تحمل تلك الفتاة ، زادت السعادة ، واكتملت الفرحة ، يا لسعادة أحمد ، ويا لفرحة أحمد ، تمر الأيام والشهور ، ويبدأ العد التنازلي ، تأتي موعد الولادة ، يخرج ذلك الطفل يبكي ، والكل حوله ضاحك وفيه يحكي ، يا لجمال ثغره ، يا لجمال عينه ، يا لجمال شكله ، يخرج الأم والأب حاملين طفلاً وليداً ، حاملين ضيفاً جديداً ، حاملين البهجة معهم ، حاملين من سيضحكهم ، إنه خالد ، من سيتكرر اسمه ، من سيكثر بكائه وضحكه ، عندها زاره والده وأمه ، وفرحوا معهم ، وعندما أرادوا الرحيل في اليوم التالي ، عزموا على الذهاب بعد أن صلوا صلاة الفجر ، وعند الرحيل وبينما أحمد يودع عائلته قال له والده : الآن يا بني أصبحت أبا ، الآن أصبحت لديك عائلة ، فإذا غادرنا هذه الدنيا فهذه عائلتك ، لا تفرط فيها ، قال أحمد : أطال الله في عمرك يا والدي ، لا حاجة أن تقول هذا الكلام ، والده : لا يا بني لابد أن تسمع هذا الكلام مني عاجلا أو آجلا ، ذهبوا بعد الوداع متجهين إلى منزلهم ، وبعدما رحلوا ، إذا باتصال يأتي في الساعة العاشرة صباحا من رقم أبيه ، رد أحمد بتلهف وشوق ، هل وصلتم ، ولكن الصوت غريب ، ثم قال من معي ، أجاب المتصل ![]() |
![]() |
#2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() ![]()
|
![]() الفصل الثاني :
أنا محمد ابن خالك ، أحمد : لماذا هاتف أبي معك ، وهو في دهشة وذهول ، محمد : تمالك أعصابك ، فقد وقع حادث لأحبابك ، أحمد : ماذا تقول ! هل أنت جاد ، لا مستحيل ، قل غير هذا أرجوك ، قل غيره ، محمد : لكن هذا هو الواقع ، والحق أبويك فقد نقلوا إلى المستشفى العام بقريتنا ، أحمد : وهل هم بخير؟ محمد : إن شاء الله ، ولكن الحق بهم ، أخذ أحمد زوجته وابنه ، واتجه مباشرة إلى قريتهم ، وصلوا إلى هناك مع أذان صلاة العصر ، ذهبوا إلى المستشفى مباشرة ، كل أقاربه مجتمعون ، وأمام المستشفى يبكون ، ذهب مسرعا سائلا : أقاربه أحمد : أين أبي ؟ أين أمي ؟ ما بالكم تبكون ؟ إنهم بخير أليس كذلك ؟ ولا أحد يرد عليه ، تركهم وذهب مسرعا إلى الطوارئ وهو يصيح : أبي ، أمي ، سأل الممرضة هناك ، وأخبروه بغرفة والديه ، وعندما وصل ، كان ملك الموت قبله قد وصل ، وأخذ أرواحهم ورحل ، نظر إلى أبيه وأمه وقد غطى الطبيب على وجهيهما بشرشف أبيض ، بدأت تقل خطواته إلى والديه ، وأصبحت رجليه لا تستطيع أن تحمله ، يمشي قليلا ثم يسقط ، ثم يقوم ويمشي مرتكزا بيديه على الحائط ، وصل إلى أبيه ، ورفع اللحاف عن وجه أبيه وأمه ، وبدأ يبكي ، ويزيد في البكاء ، أبي هل أنت كما يقولون ميت ، أم أنت نائم يا أبي ، نعم أنت نائم ، ولكن استيقظ فأنا ابنك أحمد ، أمي استيقظي أرجوك ، أبي قم أرجوك ، أمي أرجوك انظري إلي ، أمي أتيت بحبيبك ، أمي أتيت بخالد ، يتنقل في الغرفة بين أمه وأبيه ، ولم يصدق من حواليه ، دخل محمد ابن خاله ، محمد : أحمد اتق الله ، واصبر فهذا مصير كل حي ، إن العين لتدمع ، وإن القلب ليحزن ، ولكن ما نقول إلا ما يرضي ربنا إنا لله وإنا إليه راجعون ، أحمد : ولكنهم لم يموتان ، والآن سيستيقظان ، محمد : اهدأ يا أحمد أرجوك ، أحمد : لا لا لم يموتان ، أمي وأبي الحبيبان ، محمد : أين إيمانك يا أحمد ، اصبر واحتسب ، أحمد : إنا لله وإنا إليه راجعون ، أكمل محمد إجراءات الخروج من المستشفى ، والغسيل والدفن ، وبعد صلاة المغرب ، أخذ الأمام ينادي : الصلاة على الميت والميتة يرحمكم الله ، صلى عليهم جماعة المسجد ومن بينهم ابنهم ، يدعو لهم ويبكي ، وقلبه يتقطع ويدمي ، وبعد أن فرغوا من الصلاة ، أخذ هو وأقاربه يحملون والديه ، إلى مقرهم الأخير ، إلى القبر ، حملوهم في سيارة كبيرة ، ودموعه تسيل على خديه ، حزين ويبكي على فراق والديه ، وصلوا إلى المقبرة ، اتجهوا نحو تلك الحفرتين المتجاورتين ، حيث سيوضع فيهما والديه الحبيبين ، عندما وضعوا والده ، وأنزلوه ووضعوه في لحده ، وأخذوا يحثون التراب عليه ، وأحمد من بينهم ، وهو يبكي بكاء شديدا ، وانتقلوا إلى أمه ، وانكب أحمد يبكي عليها ويصيح ، والكل يذكره بالله ، أخذوها من بين أحضانه ، وهو متمسك بها ، يجذب كفنها وأقاربه ينتزعونه من بين يديه ، وأنزلوها إلى قبرها ، حينما وليدها ودعها ، أخذ يصيح بصوت عال ، أحقا مات أبي ، أحقا رحلت أمي ، أحقا رحل الكوكبان ، أحقا مات الحبيبان ، وحينما انتهوا من دفنهما ، قام أحمد يدعوا لهما ، ومن ثم انصرف وودعهما ، ذهب إلى منزلهما ، من أجل أن يستقبل عزاهما ، وفي قرابة الساعة الثانية عشرة تقريبا ، انصرف الجميع ، ولم يبق إلى هو وزوجته وولده ، أخذ يجول في البيت ، يتذكر يوم أن كان صغيرا ، وأمه وأبيه يلهون معه ، يطعمونه ، يسقونه ، إذا مرض يهلعون ، وإذا تعافى يفرحون ، يضحكون لضحكاته ، ويحزنون على بكائه وصيحاته ، لهما في كل زاوية ذكرى ، ولهما في كل البيت مرأى ، يفتح غرفتهما ويبكي على فراقهما ، أبي أمي لماذا تركتموني وحيدا ، لماذا تخليتم عني ، لم ذهبتم بهذه السرعة ، زوجته تقول له مريم : هذا قضاء الله وقدره ، أحمد : في الصباح كانا معنا ، كانا فرحين بولدنا ، لماذا غادروا بهذه السرعة ، زوجته مريم : هذا أمر الله ، اصبر واحتسب وادع الله أن يجعل مثواهم الجنة ، يكفف أحمد دموعه ، ويذهب إلى فراشه ليرتاح قليلا ، ولكن صورة أبيه وأمه لا تفارقه لحظة واحدة ، وبينما تعرض الصور على مخيلته ، ويبحر في أفكاره ، إلى أن داهمه النوم ، ونام ولم يشعر إلى في الصباح ، عندما توافد الأقارب من أجل تكملة العزاء ، ويمر هذان اليومان ، وهو مرهق تعبان ، ويجلس في منزل والديه بعد العزاء أربعة أيام ، قبل أن يغلق منزلهما وينسى بالتمام ، غادروا بعد هذه الأيام ، وأقفل ذلك المنزل مع تلك الذكريات ، وينسى ما كان فيه من لحظات ، ويذهب أحمد إلى شقته ، وبعد أن وصل إلى مستقره ، وبعد يومين تقريبا ، إذا بطارق يطرق الباب ، يفتح أحمد الباب ، من هو يا ترى ؟
|
|
![]()
|