01-21-2012
|
#2
|


اعتدل في جلسته وقال:
- لدينا كل فترة الظهيرة .
- إنني اعملعلى وضع برنامج شخصي يحمل عنوان " من أجل تنمية اجتماعيه سريعه"
- هل هو جيد؟ أي نوع من البرامج هو؟
ردت وهي تتنهد:
- من اجل تنمية اجتماعيه سريعة ، إنه برنامج فرضته على نفسي لأنني اكتشفت مؤخرا أنني متخلفة اجتماعيا.
- عفوا؟
كررت الشابة كلامها بنفس الصبر الذي تستخدمه لتعليم الأخوين "ستراهان"مادة الحساب:
-أنا متخلفة اجتماعيا
قال"هايس" وهو يبتسم :
-إنني متأكد أنك تستهزئين بي.
-لا، اؤكد لك انها الحقيقة .
وبدون إخفاء سخريته منها سألها الرجل:
- وماهو السر وراء صحوة الضمير هذه؟
- لقد تم اختياري في إطار دراسة تتعلق بالنمو الاجتماعي للاطفال الموهوبين. وكانت الفرضيه ان الكثير منا يصل الى سن الرشد مصحوبا بضمور في النمو الاجتماعي. تعتبر حالتي مثالا كلاسيكيا لذلك ، لأنني متفوقه دراسيا، كان عليا دائما ان التحق باقسام كان الطلبة فيها يكبروونني في السن، ولكنني كنت اصغر من ان اشاركهم نشاطاتهم الخارجية .اما اقراني فكنت اجد انهم مضجرون ومتخلفون. ماذا كنت ستفعل لو انك وجدت نفسك مبكرا كخبير في مادة الجبر وانك تحفظ مؤلفات"شكسبير" عن ظهر قلب في الوقت الذي كان فيه اقراني غير قادرين على اجراء عملية قسمة ؟ لقد كنت منبوذه من الجميع .
استدرك قائد الطائره وهو يتمتم مع ظهور علامات الجدية على وجهه قائلا:
- إنني اسف . لم اكن اعلم ان هذا يمكن ان يحدث مع انني شخصيا كانت لدي صعوبات في طفولتي ، هل كانت طفولتك تعيسه؟
-لا،لانستطيع ان نقول ذلك، لأنني لم اكن ادرك هذه المشكلة قبل ان اقرأ الدراسة التي كانت تعنيني بعض الشيء . وعندما تولد عندي -في الحقيقة- شعور بأنني حاله ميؤوس منها .
-لكنك بالتأكيد حظيت بوالدين محبين وحانيين؟
- في الواقع لا اتذكر والدي . لقد قتلا في حادث اثثناء وجودهما في "شيلي" عندما كنت صغيره جدا .كانا يعملان هناك كمهندسي مناجم .
لقد عشت مع عمَي الذين كانا خير عوض عن والدي.
ابتسمت وواصلت حديثها :
-إن عمَي كانا غير متزوجين وكانا يسكنان في نفس المنزل، لقد كانا بالنسبة لي ولأخي كل أهلنا. عندما وصلت إليهما كنت قد تعلمت المشي منذ وقت قريب . وكانا لايعرفان طبعا اي شيء فيما يخص الاطفال ولكنهما قاما بتعيين "نان" ، التي سبق ان التقيتما بها من قبل ، لكي تعتني بي . وكانا يعملان بالتدريس في جامعة "رايس" التي كانت قريبه جدا من مسكننا ، وكنت دائما سابحة في جو دراسي وراشد ، وعندما انتبها الى موهبتي الدراسيه سمحل لي بالجلوس معهما عندما كانا يتناقشان في مواضيع الفيزياء التطبيقيه او الرياضيات ، وسرعان ماالتحقت بجامعة "رايس".
- ماالمواد التي كانا يقومان بتدريسها؟
-إنهما مازالا يعملان بالتدريس ، فاالعم "والدو"دكتور في الفزياء،والعم"إيموري" في الرياضيات.
وساد صمت بينهما لفترة وجيزه ، كانت أسماعها متجهة إلى صوت الأمواج الرقيق تصطدم بهيكل القارب.
وبالرغم من كونها غير كتومة تماما إلا ان "بيب" تعودت الا تتحدث عن حياتها كثيرا ، لقج كانت تفضل دائما الحديث عن العلم او عن حبها الأوحد: الحاسب الألي.
وكانت المرأة الشابة تملك معرفة عظيمة في كل مايتعلق بهذه الآلات وكانت قادرة على خلق اي نوع من البرامج . وكانت ايضا خبيرة للبرمجة في شركة المعلومات التي يملكها اخوها.
كما انها صممت بعض البرامج لوكالة "ناسا" ، ولوزارة التعليم، وايضا بعض الاعلاب الفضائية مع استمرارها في عمل الابحاث وإلقاء المحاضرات في جامعتها.
كانت "بيب" تعتقد دائما ان حياتها سعيدة وممتعه إلى ان قامت بقراء رسالة الدكتوراة التي قامت بها"كارول فينهويزن" ...فلقد اكتشفت وقتها المفاجأة المذهلة، وهي انها كانت تتصرف دائما كطفلة في العاشرة من عمرها.
قال"سوير":
- لقد افتقدت اشياء كثيره
- هذا بالضبط ماعتقدت انني فهمته.
- ولكن ماعلاقة ذلك برفضك للعمل؟
- إن الأمر يبدو بسيطا جدا . بعد ان اكتشفت ان شخصيتي الإجتماعيه هي تقريبا نفسها قبل سته عشر عاما من الآن ، بمعنى انها كانت غير موجودة، اردت ان اقوم بعمل ابحاث ولكنني لم اكن استطيع تعلم ما ينقصني وانا اعمل ، لأن النقائص الاجتماعية التي اعاني منها كانت اساسا خارج مجال العمل، ففكرت ان احسن طريقة استطيع بها إتمام أبحاثي هي ان اضع نفسي في قالب اجتماعي مختلف يسمح لي بالتواجد في وضع اكثر ملاءمه لحل هذه المشكلة .
قال "هايس" وهو يرفع عينيه الى السماء ثم يخفضها ثانية نحو المرأة الشابة:
- لم افهم شيئا قط مما تتكلمين عنه ، كما لا افهم ايضا ماالداعي لأخذ اجازة بدون اجر.
-لأنني قمت بعمل خطة سوف تشغل كل وقتي ولدمة طويلة، إنني اشعر بأنني متأخره في نموي الاجتماعي لدرجة تجعلني ابدأ من البداية.
- ولكن كيف يمكنك البدء؟ بدء ماذا؟ ومت قال : إنك سوف تنجحين؟
-لا توجد اية اسباب للفشل ، حتى إنني استعنت "بكارول فينهويزن"
لتطوير المشروع بالكامل ، ومثال على هذا ، أنني أنضم بانتظام إلى مجموعات من الاطفال والمراهقين من مختلف الأعمار وأحاول ان اعيش مثلهم و معهم . وخلال ثلاثة اشهر وجدت انني قد انتقلت من الطفولة إلى المراهقة ..كان "سوير هايس" يحملق في الفتاة بستغراب . وكانت الجدية التي تتحدث بها معه عن نقائصها الجتماعية تجعلها لطيفة جدا لدرجة تقترب من الجاذبية .وللحظات تملكة شعور جامح بالرغية في الإمساك بيدها .
قال لها:
- لابد انك قطعت مشوارا طويلا إلى ان وصلت إلى هنا ، ولكنني متأكد انك تستمتعين جدا بمحاولة تعويض مافاتك .
ساد صمت طويل كانت "بيب" اثناءه تبدو وكأنها تفكر . ثم رفعت راسها في اتجاه قائد الطائرة:
- طبعا . لقد انضممت إلى الكشافه ، واحاول تعلم لعبة "البيس بول" وغدا سوف تعلمني "نان" طريقة عمل الحلوى بالفانيليا.
أدار "هايس" راسه محاولا إخفاء ابتسامة عريضة ظهرت على وجهه لم يكن يريد ان تعتقد الفتاة انه يسخر منها. ولكن حدسه كان يخبره انه امام شخصية جديرة بالإهتمام .
عادت الفتاة للحديث مرة اخرى وقالت:
- كما ترى الان . إن وقتي كله مشغول بواسطة إعادة تأهيلي الإجتماعي ، واظن انك فهمت لماذا لا استطيع منذ ذلك الوقت قبول اي عمل ولمدة ثلاثة شهور قادمة . واتمنى ان يتفهم رئيسك ذلك ايضا.
- "لينارد" ليس ر ....قطعت صرخة قادمة من البحيرة كلام "سوير" . كان قارب صغير لمحرك يتجه نحوهما ، كان بداخلة طفل وطفلة صغيران يرتديان سترة الانقاذ، كان شعرهما اصفر ، وكانا يلوحان إلى "بيب" .
قالت "بيب":
- شكرا لمساعدتك إياي في إنهاء عملية الطلاء ، لكن يجا ان اتركك الآن فقد حان وقت درس "البيس بول" مع ابناء "ستراهان".
رد هو قائلا بعد ان ارتدى قبعته من جديد :
- اظن انه بإمكاني البقاء قليلا ، إنني شخصيا رام جيد
*********************************
- ماذا يقصد بكلمة إقصاء؟ إنني حتى لم اضرب الكرة .
اقترب "هايس" من الفتاة وانحنى نحوها حتى كاد انفاهما يتلامسان ثم اجاب:
- بالضبط كان عليك ان تلمسيها ، كانت جيدة وقمت بإضاعتها.
- لم تكن جيدة .
- بل كانت كذلك.
- لا.
- ماعليك الا ان تسالي التؤمين او "ليونارد".
كان رجل الاعمال قد خلع سترته وربطة عنقه ويقف في مكان الواقي ، هز راسه معبرا عن قرار لا رجعة فيه.
خفضت "بيب" راسها من الإحباط ثم قالت:
- أظن انني غير موهوبة في هذه اللعبة .
طوق قائد الطائره كتفي الفتاة بذراعه وقال لها محاولا تهدئتها وهو ينظر إلى ساعته :
- لا عليك، يجب ان تتدربي اكثر فقط ، اما الآن اظن أنني و "ليونارد" يجب علينا ان نرحل إذا اردنا العودة إلى "هليوستن" قبل حلول الظلام.
كم يجب ان يعود كل من "مايك" و"ستيسي" في ميعاد العشاء . أليس كذلك؟.
تبادل كل الموجودين تحية الوداع وبمجرد وجودها بمفرها قامت "بيب" بجمع ادوات "البيس بول" ورتبتها بعناية.
تناولت عشائها بسرعه ثم قررت ان تقوم بجولة بالقرب من البحيرة بدلا من البقاء في المنزل لمشاهدة المسلسلات التلفزيونيه المخصصة للأطفال والتي كانت معتاده على متابعتها وذلك تبعا لبرنامجها .
سلكت طريقا ظيقا ادى بها إلى اكثر شواطىء البحيرو وحشة .
كانت نسمة المساء تجعلا تقشعر لكن ليس من البرد . لم تأبه إلا لسكون الطبيعة الرائع وقت الغروب . ياله من يوم غريب.. حتى هذا اليوم ، كان برنامجها يبدو ذا معنى ، فقد نجحت في اكتشاف هذا المكان الذي كانت تقضي فيه ساعات طويلة مع "مايك" و "سيسي ستراهان" وأصدقائهما من نفس السن لكي يتلقو دروسا خاصة في الرياضيات .
كانت واثقه من انها على حق ، وان خطتها تسير كما يجب . لكن زيارة "ليونارد هوكر" و "سوير هايس " ادت الى صحوت قلق مكبوت بداخلها . خاصة عندما بدات تفكر في قائد الطائرة.
كان لوجه الرجل المبتسم وعينيه الماكرتين مفعول غريب على "بيب" كما ان الطريقة التي كان ينظر بها اليها جعلت الفتاة تشعر بقشعريرة تسري في جسدها ، لتولد لديها احاسيس لم يسبق لها معرفتها من قبل .
لقد اعجبتها طريقة ضحكته التلقائيه والصريحة .
تردد بداخلها فجأة سؤال جعل وجهها شاحبا وبطنها يتقلص :
- هل كان يسخر مني؟ ربما يجدني غير مهذبه؟
مرت لحظة، احست ان لديها رغبة في البكاء وارتعدت.
لم يسبق لها ابدا ان كانت على وشك الأنهيار والبكاء مثل هذا اليوم .
وجلست على جذع شجرة ميته .
- - لماذا اهتم لهذه الدرجة بما يظن عني هذا الغريب؟
لأول مرة في حياتها يتعرض ذكاؤها لتحد خارجي بالرغم من انها كانت ماهرة في جدولة وترتيب وتنظيم كل شيء إلا انها الآن ولأول مرة أمام مشكلة لا تجد لها تسمح لها بتجاوز ما ظنت انه عائق ، وقررت ان تخوض التجربة حتى النهاية . مادام انه لايوجد شيء جديد تحت الشمس فليس من المستحيل ان تجد حلولا لأي مشكلة تتعرض لها مهما كانت صعبة.
انفرجت اسارير الفتاة بابتسامة وعادت إلى المنزل وهي تركل بمرح بعض فروع السرو المتساقطه على الطريق
|
|
|
01-21-2012
|
#3
|


********************************
دخل الرجلان في مصعد ناطحة سحاب زجاجية كبيرة في حي الأعمال بمدينة "هيوستن".
وأثناء صعود المصعد إلى الطابق الخامس والعشرين من المبني الذي يحتوي على مقر شركة "ميرث"
قال "ليونارد هوكر" وهو يحدث رفيقه:
- إن تلك الفتاة غريبة الأطوار حقا، من كان يصدق أن عالمة مثلها يمكن أن تتصرف وكأنها طفلة لم تبلغ سن المراهقة بعد ؟ غنه امر يصعب علي تصديقه.
لم يجب "سوير هايس" .كان يبدو في حالة تفكير ، تائها بين افكاره.
وصلا في النهاية إلى المكتب الرئيسي ودخلا اليه ، قام "هوكر" يتناول مشروبا اما"هايس" فالقى بنفسه علىالاريكه .
وتساءل "هوكر" وهو يوجه خطابة إلى قائد الطائرة:
- هل نحتاج إليها فعلا من اجل مشروع هذا البرنامج ذي الحقيقة الوهمية ؟
رد "هايس" وهو يضع يديه على بطنه:
- إنها تعتبر الأفضل في مجالها ، وشركة" ميرث" تقوم دائما بتوظيف الأكفاء اليس كذلك ؟ وبالتالي يجيب علينا توضيفها ، المشكلة الوحيدة هي رفضها قبول اي عمل لفترة معينة .
رد "ليونارد":
- دع الامر لي انها مثل اي شخص يعرف إمكاناته وثمنة . فلتعرض عليها مكافأة إضافية وأنا متأكد من موافقتها .
- يا عم "لين" إنني اعرف جيدا سمعتك كمفاوضوهي مستحقة ولكننا هذه المرة في مواجهة شخص مختلف ، وربما وجب علينا ان نكون اكثر ذكاء . إن الاسباب التي تدفعها إلى رفض العمل خاصة جدا ، دعني اعتني بالامر .
لم يكن "سوير" يريد ان يعرف عمه مدى اعجابه الشديد بالفتاة . ولو احس "ليونارد" بما يجول بخاطر الشاب لأَنبه بشدة مدعيا انه لايقوم بعمل اي شيء بجدية . وكان هذا المر يحدث منذ زمن بعيد لدرجة ان "سوير " لم يعد يأبه بعتاب عمه على كل تصرفاته . ثم قام وتوجه إلى المكتب الضخم الذي كان يشغل الغرفة ويأخذ منه ملفا.
مد يده باللملف إلى غرفة عمه وقال له:
- اعتن انت بهذا صباح غد، يجب علي الذهاب إلى المكتبة الآن قبل ان تغلق ابوابها .
-إلى المكتبة؟
-نعم، لابد ان اطلع على النظريات الخاصة بالتنمية االإجتماعية ، هل تعلم شيئا عنها ؟
صرخ رجل الأعمال وهو ينظر بنظرة محققة:
- طبعا لا! ولكن ماهو سبب هذا الاهتمام المفاجىء بهذا الموضوع بالذات؟
ابتسم"سوير" لعمه وقال له:
- الدكتورة "بيب"
خالجت الشاب فكرة :
- لا بد أن يثق بي في النهاية كما يجب عليه أن يقبل الامر الواقع بأنني أنا المدير.
- أرجو ألاتكون هذه إحدى الاعيبك، وألا تعود ثانية إلى الختفاء في مكان ما . لاتنس ان جمعية المساهمين منتبهة جيدا لكل تحركاتك وافعالك.
قاطعه الشاب وهو يتجه نحو باب الخروج قائلا:
- اهدأ قليلا يا عم "لين" ، حاول فقط ان تثق بي، ولو من اجل التغيير.
*****************
" الفصـــل الثـــاني ""
- الا تجدين يا "بيب" انه جميل؟ الا ترين انه يشبه" جوني ديب"؟
- من؟
- "سوير"
ابتسمن "بيب" وهي تنظر إلى الطبق المليء بالحلوى . وقالت وهي تحمر من الخجل:
- إنه جميل جدا.
كان على الفتاة أن تعترف أنها لم تكن تحتاج إلى صديقتها لكي تذكرها بوجود هذا الشاب .
ففي الواقع لم يحدث ان غاب "هايس" عن فكرها . وكانت كل مرة مصحوبة بنظرة طويلة حالمة وبدون ان تنسى القشعريرة التي كانت تسري في كل جسدها والتي بدأت تزعجها . وفجأة ظهر صوت يأتي من خلف ظهريهما:
- صباح الخير يا آنساتي ، اخبرتني "نان" أنني ساجدكما هنا ، هل تريدان مساعده؟
التفتت "بيب" لتكتشف ان الشاب يقف في المدخل وأصاهبها ذهول من المفاجأة.
وتسألت:
- لماذا هو دائم الإبتسامة هكذا؟
بهرها تعبيره لدرجة جعلت "بيب لي بارون" ترى ان هناك شيئا مختلفا تماما أنار الغرفه فجأة. وكانت تعلم جيدا أنها ليست لديها اي مناعة ضد هذا الحضور الجديد. هل كان السبب هذه الإبتسامة الساحره فقط؟ ام ان هناك شيئا اخر؟
وكانت "سيسي ستراهان" اول من قطع الصمت وقالت الفتاة الصغيره بحماس:
- أهلا "سوير " لقد كنا نتحدث عنك الآن.
حاولت "بيب" اخفاء حرجها بأن انعكفت بنشاط على تحضير كريمة الحلوى، وفي لحظه رفعت بصرها في اتجاه الشاب الذي غمز لها بعينه ، مما جعلها ببساطه تحمر لدرجة كبيره.
تساءل هو بمرح :
- كنتم تتحدثون عني؟ بكل خير اليس كذلك؟
وردت "سيسي" بسرعة:
- طبعا
هذه المرة انتبه "سوير" بوضوح إلى اضطراب "بيب" . وكان سعيدا بفكرة أن الفتاة تهتم به كما يهتم هو بها .
- تفحصها ورأى أنها بالرغم من قامتها القصيرة إلا أن جسمها كان متناسقا .
ولكن الذي لفت انتباهه بشدة كان ثغرها المرسوم بطريقة رائعة جعلته مذهولا . ولم ينتبه الى ذلك بالأمس.
وساورته فكرة ملحة:
_ إنها خلقت لتقبل.
بدون نظارتها الشمسية وواقي الأنف الذي كانت ترتدية أصبحت الدكتورة "لي بارون" فتاة رائعة الجمال . بكل ثقة في نفسه- والتي لم تترك المجال لظهور اهتمامه الكبير بها- تقدم من الطاولة وأدخل اصبعه في العجينة ليتذوقها.
وقال:
- ليست سيئه، ولكن من الافضل ان تخفق اكثر من هذا.
ردت "بيب" منزعجة:
- لااعتقد تنه يمكنني أن افعل احسن من هذا ، لقد قمت بخفقها حتى آلمتني يداي ، لايمكن ان تكون كثافتها أكثر مما هي عليه الآن .
وبدون ان يتكلم .مرر "سوير" ذراعيه حول"بيب" وتناول المضرب والطبق ، محاصرا الفتاة بصدره ، وهمس في اذنها:
_اتركي رجلا محترفا يفعل ذلك.
وبدأ يعطي ضربات قوية للخليط.. ولكن المرأة الشابة التي اضطربت من تأثير هذا الأتصال الجسدي سرعان ماقاطعته فجأة قائلة وهي تبتسم ابتسامة سخرية:
- ألا تعتقد أن الأمر سوف يصبح اسهل بكثير إذا لم اكن موجودة بينك وبين هذا الطبق؟
لا،لا، على العكس، إن وجودك بالقرب مني يساعدني ويلهمني ،أين البندق؟
وهنا تدخلت"سيسي" بأن مدت إليه وعاء مليئا بالبندق.
قال "سوير" وهو يبتعد عن "بيب" بدون ان يتوقف عن خفق المزيج:
- ضعيها بداخله.
وهمس في نفسه:
- لا داعي لفعل المزيد أمام الطفلة الصغيرة.
وبعد لحظات قام بإدخال اصبعه في الطبق من جديد وتذوق المزيج وقال بصوت مرتفع:
هكذا يجب ان تكون الحلوى ، إنها رائعه، من يريد شيئا منها؟
ولم يتردد في وضع اصبعه داخل الطبق مرة اخرى ليمده في اتجاه الفتاة .
ترددت قليلا قبل ان تتذوق إصبعه المغطى بالعجينة والبندق.
تمتمت وهي محرجة قليلا :
- إنها طيبة المذاق.
-الم اقل لك، هيا اكملي.
أحس "سوير " انها مضطربة ، وانها لاتعرف ماذا تفعل .ولكنها في النهاية فتحت فمها من جديد لتلعق اصبعه ثانية . سرت قشعريرة في جسد الشاب كلهن لم يكن ابدا يتخيل ان قليلا من الحلوى يمكن ان يؤدي إلى هذه الأستثارة الجسدية.
- "سوير" ، "سوير" هل من الممكن ان تقوم بمساعدتي أنا ايضا؟
كانت "سيسي" تقول ذلك وهي تمد نحوه طبقها.
ابتسم للفتاة الصغيرة ثم قام بخفق الكريمة حتى اصبحت بدورها جيدة.
تذوقها عدة مرات وقال للطفلة الفخور:
- لم اتذوق قط حلوى افضل من هذه.
ابتسمت "بيب" بالرغم من اضطرابها، وتفادت نظراته. لم تكن تعلم ماذا تفعل او ماذا تقول، وكانت "سيسي"من جديد هي التي قطعت الصمت المشوب بالإحراج :
- اعتقد انه حان الوقت بالنسبة لي للعودة إلى المنزل ، كنت اود البقاء معكما لفترة اطول.
ردت "بيب" :
- نحن ايضا ، غير اننا وعدنا ابويك بأنك سوف تعودين إلى المنزل في العاشرة والنصف . أعتقد ان عليك ان تسرعي إذا اردت ألا ينشغلوا عليك.
قبلت الفتاة الصغيرة الأمر الواقع ونظرت إلى "سوير هايس" نظرة غيربة وقالت:
- حسنا.
ابتسم لها وغمز لها بعينيهن مما جعل "سيسي" تحمر من الخجل ، ثم قامت "بيب" بلف طبقها واعطته لها. وخرجت الفتاة الصغيره مسرعه دون ان تقول كلمة واحده .
كانت المرأة الشابة تعرف ماتحس به الطفلة ، كانت تتمنى فقط ان تستطيع قدر الإمكان إخفاء شعورها اكثر من صديقتها الصغيرة.
هل كان هذا به المراهقون؟ بالنسبة لها لم يحدث ان شعرت بمثل هذا الشيء أثناء فترة المراهقة الخاصة بها.
أدخل "هايس" إصبعه مرة اخرى في الحلوى ثم قال:
- ماهي مشاريعك فيما تبقى من هذا اليوم ؟
- بما ان الاطفال سوف يذهبون لزيارة جديهما في نهاية الاسبوع كنت انوي ان اعكف بجد على مشروع عش الطيور.
تعجب وهو يعض على شفتيه ليمنع نفسه من الضحك وقال:
- عش الطيور؟
نظرت اليه، وراى انها تظايقت من ردة فعله.
- ما العجب في بناء عش للطيور؟ إنه نشاط يتعلق ببرنامج تنميتي الاجتماعيه .
تدارك نفسه بدبلوماسية:-
- لااشك في ذلك ابدا . لكنك سوف تفعلين ذلك في يوم آخر ، لأنني أريد أن اصطحبك إلى مكان معين، سأذهب لإخبار "نان" بأننا خارجان بينما تصلحين مكياجك.
- هل استطيع أن اعرف إلى اين سوف نذهب؟
رد بأسلوب يشوبة الغموض:
- إنها مفاجأة.
|
|
|
01-21-2012
|
#4
|


تسلمو على الردود الحلوه وثاني شي تطمنو ماراح اترككم بدون ما اكملها ::جيد::
اليــــــــــزا جاري حفظ القصه وبعد ما اقرئها راح اعطيكي رايي والف شكر الك لتلبيت الطلب
:cool:
الحين عاد نكمل القصه
************************************************** *******
عندما عادت إليه ، لاحظت "بيب" بسرعة أن هناك شيئا غير طبيعي في حالة "هايس".
- ماذا بك يا "سوير" ؟ تبدو محبطا.
رد عليها بهدوء:
- كنت اعتقد انك سترتدين سروالك القصير ، إنني احب أن انظر إلى ساقيك.
تساءلت بهتمام واضح:
- صحيح؟
أكد الشاب ذلك بقوله:
- بكل تأكيد ، إن لديك ساقين جميلتين جدا.
- اتجد ذلك حقا؟
- ألا تنظرين قط إلى نفسك في المرآة؟
- بلى ، ولكنني اجدهما عاديتين جدا.
- صدقيني، إنك مخطئة . ولن تقنعيني بأن احدا لم يمدح ساقيك من قبل ، فلن اصدقك.
-آسفة أن اخيب ظنك، ولكنني لا اتذكر أن احدا فعل ذلك من قبل .
ولكنني تلقيت ثناء بخصوص ذكائي، وسرعتي في حل المسائل الرياضيه وذكائي التحليلي...لكن ساقي، ابدا ، عذرا. هل تعتقد انه يجب علي ان اغير ملابسي؟
- كلا،لا داعي لذلك في الواقع ، لأنني كنت سأنشغل بجمالهما أثناء قيادتي للطائرة المروحية، مما قد يجعلني اصطدم بأول ناطحة سحاب تقابلني، هيا بنا يا جميلتي ن فلنغتنم ماتبقى من اليوم.
- هل سنستقل طائرتك المروحية؟
أجابها وهو يدير ظهره ليتجه إلى باب الخروج:
- نعم.
سرعان مالاحظت المرأة الشابة طريقة سيره الغريبة:
- قل لي يا "سوير" . هل يؤلمك ظهرك؟
- كلا ، لماذا ؟
- لقد لاحظت أنك تسير بطريقة غريبة.
اجابها بنوع من الحسرة:
- إنك تتقنين جيدا طريقة إحراج الرجل. لقد كنت أحاول فقط ان الفت انتباهك بطريقة "جون واين" في السير.
- أوه..
- تعرفين " جون واين" ، اليس كذلك؟
ردت الفتاة بمرح:
- طبعا ، لقد شاهدت كل افلامة بما فيها " القبعات الحمراء" وهو أسوأ افلامه.
وصحح لها:
- تقصدين " القبعات الخضراء".
- لايهم ، إنه فيلم سخيف يدور حول حرب " فيتنام".
- عزيزتي الدكتوره " لي بارون" ، ألاحظ بالرغم من كل شيء أن هناك نقائص كبيرة في ثقافتك، ولست ادري ماذا سوف يصنع تعليمي المتواضع لعلاج هذه النقائص.
- افضل الا تدعوني بلقب "دكتورة " ،فإنني لا استخدم هذا اللقب إلا في علاقاتي العملية ، بلإضافه إلى انني احس في طريقة استخدامك له بنوع من السخرية الجارحه والتي لا استسيغها ابدا.
اعترض "سوير هايس" .
- لم اقصد مطلقا أن اسخر منك ، بل إنني معجب بكل هذا العلم الذي يتبع لقبك . أنا شخصيا لم اذهب قط إلى المدرسة.
-إنك تمزح بالتأكيد.
- إطلاقا، ولا حتى إلى الحضانة.
نظرت إليه "بيب" بكل ذهول وصرخت:
-إن هذا شيء اجرامي! اين نشأت؟
- في "هيوستن". كان لدي بالطبع عدد كبير من المعلمين وكنت اقرأ كثيرا لكنني لم اضع قدمي ابدا في اي مدرسة . وكانا قد وصلا إلى الطائرة ، قام "سوير" بفتح بابها وساعد الفتاة على الركوب.
بعد ان اخذت "بيب" مكانها تساءلت في إلحاح:
- ولماذا ذلك؟
- سوف اخبرك لاحقا . هل سبق لك ركوب هذا النوع من الطائرات؟
-طبعا.لقد كنت استخدمه في تنقلاتي عندما اعمل كمستشار متنقل لشركة اخي. وقد كانت عندي رغبة في تعلم قيادتها .
- ولماذا لم تقومي بذلك؟
-لأنني متأكده من أنني لن اكون قائدة جيدة. عندما يكون ذهني مشغولا بمسألة ما، يقل انتباهي للأشياء مما يؤدي بي الى ارتكاب الحماقات. لقد حدث لي هذا مرات عديدة في السيارة ، كنت اعمل في"ناسا" على مشروع مهم جدا. وفي أحد الأيام، ذهبت لشراء بعض المواد الغذائية من السوبر ماركت الذي يقع بالقرب من المنزل وكان ذهني مشغولا في برنامجي ، لدرجة أنني اكتشفت أنني قمت بقطع مسافة ثلاثمائه كيلومتر بعيدا عن المكان الذي كنت اقصده، ولذلك فضلت أن اعين سائقا. هل حدث لك هذا من قبل ؟
كان هناك شيء يرتسم على وجة الفتاة في هذه اللحظة ، لم يكن غريبا عن "سوير" الذي سرعان ماتعرف عليه: الإحساس بالوحدة. كان هو نفسه يشعر فجأة بالوحدة والضياع، لم يكن يعرف ماذا يفعل وكيف يتصرف معها.
ورد عليها بهدوء وهو يضع قبلة حنوناعلى انفها :
- مرة أو مرتين.
فوجئت ، ونظرت إلية طويلا، لم تكن تعرف كيف تتصرف، كانت تقاوم رغبة شدية تدفعها لتقبيله، أغلق الشاب باب الطائرة واتجه ليأخذ مكانه في غرفة القيادة وبمجرد أن ثبت نفسه على كرسيه ادار راسه نحوالعالمة الشابة وقال بلهجة ذات طابع خاص:
- حسنا،نستطيع أن ننطلق الآن يا آنستي !
ابتسمت "بيب" وهي تقول:
- اعتقد أنك مازلت تقلد "جون واين" . اليس كذلك؟
هز الشاب رأسه بالسلب ورد عليها وهو يبتسم:
- خطأ لقد كنت اقلد" جيمس ستيوارت" هذه المرة.
بمجرد ان أبطل "سوير" محرك الطائرة قفز منها واتجه بسرعة ليساعد الفتاة على النزول.
تلفتت من حولها ثم سألته:
- أين نحن الآن؟
لقد اكتشفت أن قبلة "هايس" على انفها هزتها بشدة أنها لم تنتبه إلى مكان هبوطهما، بل أكثر من هذا ، إنها لم تدر أي اتجاه سلكاه. ولكنها كانت متأكدة من انه عندما قبلها على انفها كان ذلك دليلا على شخصيته المتفتحة وأنه لم يكن هناك ريب في دوافع هذا الرجل . وكانت تحس بالإحباط أكثر مما كانت تظن.
رد "هايس" وهو يلوح بيديه في حركة دائرية واسعه:
- إننا فوق قمة المبنى الخاص بشركة "ميرث، جرينواي بلازا، هيوستن،تكساس"
اشار لها إلى مكان المصاعد وابتعدا عن الطائرة المروحية.
- لماذا نحن هنا؟
أجابها بطريقة محيرة:
- لقد قلت لك: إنها مفاجأة.
|
|
|
01-21-2012
|
#5
|


قام بستدعاء المصعد بواسطة كارت مغناطيسي ، انفتحت الأبواب ودخلا فيه ، ثم قام "هايس" بالضغط على زر الدور الرابع بدون تردد. وبعد وصولهما إلى الدور المطلوب ، انفتحت الأبواب ظهر وراءها وراق صامت ، خال وذو إضاءة ضعيفة.
سألته "بيب" في قلق:
- هل انت متأكد من انه مسموح لنا بالتواجد هنا؟
وفجأة، سمعا صوت خطوات مكتومه بواسطة البساط الكثيف .
التفت "بيب" نحوها ودفعها خلف مجموعة كثيفة من النباتات وهمس لها :
-اصمتي ، ساتولى أمر الحارس.
التزمت الحائط بخوف شديد وجذبت نحوها اكبر عدد من الفروع.
وادركت اخيرا أنهما دخلا بطريقة غير شرعية إلى مقر الشركة ،وان "سوير"سوف يقوم بصرع الحارس الذي يتجه نحوه. لم يسبق لـ "بيب" أن واجهت موقفا أكثر خطورة ورعبا من هذا . فإذا ماتم القبض عليها فإن سمعتها العلمية واسمها سوف يتمرغان في الوحل ، وسوف تفقد بالتالي كل مصداقيتها أمام الناس وأمام المنظمات التي تعمل فيها. توقف صوت الخطوات في الوقت الذي كان "هايس" يختفي فيه من مجال رؤيتها ، وساد صمت قصير.
- اوه، صباح الخير يا "سوير" ، كيف حالك؟
- وانت؟
- على مايرام.
سمعت بعد ذلك صوت الخطوات تقترب منها. كانت تود لو انها تستطيع الأختفاء داخل الحائط الذي كانت تستند عليه بظهرها .
وظهر "هايس" مع الحارس وهو يقول :
- إنني أقوم ياصطحاب الدكتورة " لي بارون" في زيارة لمقر الشركة ، يظهر انها تعشق النباتات .
هدأت "بيب" في الحال بعدما رات الحارس يحييها بابتسامة وتركت الفروع التي كانت تختبىء وراءها .
- مساء الخير سيدتي.
اومأت إليه براسها وكلها حرج ، ثم قام الحارس بالإبتعاد.
واستدارت نحو "سوير هايس" لتقول له وهي غاضبة:
- أيها ال....إنك ...استطعت ان تسخر مني !
ضحك هو ورد عليها :
- هل صدقتي فعلا هذه التمثيلية؟
ردت عليه بتلعثم وهي تلوح بقبضة يدها مهددة إياه:
- لقد كنت مذهولة تماما ، كنت اعتقد أنك سوف تصرعه.
عندما راى أن المرأة الشابة مستعدة لأن تجعله يدفع ثمن سخريته. ابتعد عنها بخطوة سريعة . أسرعت وراءه وهي متذمرة وفي هذه اللحظة استدار نحوها وامسك بيدها ليجعلها تدور حوله وكأنه يداعب طفلا صغيرا
وتحولت احتجاجات "بيب" شيئا فشيئا لتصبح في النهاية مشاعر سرور عارمة . وبعد لحظات كانت تضحك بصوت مرتفع.
توقف فجأة وقال لها:
- كم احب طريقتك في الضحك ، إنني اجدها معبرة جدا، يجب عليكي أن تضحكي أكثر دائما.
وقبلها مرة اخرى على انفها .
فتح "سوير" بابا مزدوجا كانا يقفان امامه وابتعد ليسمح لها بالدخول .
وقام بحركة احترام وقال:
- تفضلي.
سألته وهي تلتفت إليه وقد اعتراها شيء من القلق:
- هل من المسموح لنا حقا التواجد هنا؟
- ثقي بي ، فأنا والمدير نحب الأمور الغريبة.
تعودت "بيب" على الضوء الخافت القادم من السقف واكتشفت وجود طاولة كبيرة جدا في نهاية الغرفة ، كان موضوعا عليها عدة أجهزة كمبيوتر من الجيل الأخير.
جذبها "سوير " نحو الطاولة ، ووجهها إلى ركن كان يوجد به زوج من القفازات المغطاة بمستقبلات صغيرة، وكانت كل هذه الأدوات موصلة بدورها إلى حاسب آلي قوي.
سألها الشاب وهو يمد إليها النظارة:
-ألا يذكرك بشيء ما؟
- إنها مجموعة للعمل على الواقع الوهمي . لقد سبق لي العمل على الكثير من المشاريع المشابهة عندما كنت في "ناسا" . كنا نستخدمها في برنامج الطيران الاصطناعي للطائرات المقاتلة أو لتدريب طياري المكوك الفضائي .
قامت بوضع النظارة أمام عينيها وقالت بلهجة خبيرة:
- إن هذه التجهيزات جيدة جدا . خفيفة وسميكة وجميلة أيضا. ماذا تنوون أن تصنعوا بها؟
- سوف ترين، تعالي معي.
لكن "بيب" لم تتحرك ، وبدأت تنظر إلى رفيقها نظرة شك . وقالت:
- لن اتبعك إن لم احصل على بعض التفسيرات.
- لقد اخبرتك أنها مفاجأة. أنا متأكد أنك سوف تستمتعين . هل يمكنك فقط أن تقفي فوق العلامات الموضوعة على الأرض ؟
نظرت "بيبط بتفحص القطع اللاصقة التي تم لصقها على الموكيت ، احست بأن بطنها ينقبض ولكنها لم تستطع أن تحدد إذا ما كان السبب في ذلك هو الخوف ام الغضب .
- هل تحاول أن تستغل خدماتي بطريقة ملتوية؟
اختفت الإبتسامة الدائمة من وجه "سوير هايس"فجأة لتحل محلها نظرة قلق وقال بصوت مرتفع حتى يخفي شعوره:
- بالطبع لا! اعدك بذلك بل احلف لك ! لقد كنت اريد ان اصتع لك مفاجأة . ولا دخل لكونك ستعملين أم لا بشركة "ميرث" .
هنا. تبدد قلق"بيب" قليلا ولكنها استمرت على حذرها . وقالت بنوع من الشدة:
- حسنا . أرني اذن تلك المفاجأة .
- سوف ترين. ارتدي فقط هذه القفازات وهذا القناع الوهمي وابقي واقفة فوق العلامات الموجودة على الأرض.
تناول "بيس بول" وأعطاها لها قبل أن يكمل حديثه:
- سوف نقوم ببعض التدريب على المضرب . وما قولك ان تتدربي مع "نولان رايان" ؟
- من هو؟
- ماذا؟ ألا تعرفين "نولان رايان"؟ إنه من أعظم الرماة في كل العصور. هل تعرفين على الأقل مالذي نفعله الآن؟
- طبقا لما قلته انت وماأراه من خلال هذهه النظارة سوف نلعب لعبة "البيس بول " .
- بالضبط! هل انت مستعدة للتجربة؟
- إن هذا مثير للإهتمام.
حرك "سوير" ذراع التحكم لتجد الفتاة نفسها أمام "رايان" وهو يستعد لأن يرمي نحوها اول كرة.
- هل ترين خصمك؟
- نعم
- حسنا. صححي وضعك جيدا وانتظري الكرة الأولى . إن الجهاز مضبوط على مستوى المبتدئين، حتى تستطيعي أن تتأقلمي مع اللعبة . ما عليك إلا النظر إلى الكرة وضربها في اي وقت تشائين، واضح؟
- واضح!
وصرخ "سوير" :
-ابدئي.
وفجأة ظهر "رايان" أمامها وهو يقوم بحركات ثم أطلق نحو "بيب" الكرة الأولى .وقامت هي بمحاولة ضربها بكل قوة ولكنها مرت بجانبها.
صرخ الصوت المعدني للحكم في اذنها :
- نقطة!
وقال "هايس":
- لقد افلتت منك.
وردت هي:
- لم اكن مستعدة لمثل هذا.
- سوف اقوم بتقليل السرعة . استمري .
وبعد عدة محاولات فاشلة ، استطاعت أن تصيب الكرة لتطيح بها خلف الخط.
صرخ الحكم:
- خط!
وبدأ الجمهور الوهمي يصفق في اذنيها.
وصرخت وهي تنزع قناعها وهي تنقض على الشاب.
- هل رايت كيف أرسلت إليه الكرة؟
رد "سوير" وهو يضحك:
- رائعه ، هل تريدين الاستمرار؟
وضعت قناعها على عينيها من جديد بحالة من التصميم وقالت:
- بعض الشيء يا صديقي سوف اجعله يأكل كراته وقامت بإرسال بعض الكرات الرائعه الأخرى قبل أن تخلع عنها القناع من جديد،وقالت وهي في غاية السرور:
- افضل أن اتوقف وانا في حالة فوز.إن هذا رائع حقا، هل تم تسويقة ام لا؟
- ليس يعد. ولا أود أن اذكر لك أن هذا المشروع سري للغاية . ولكنك قمت الآن بتجربتة أحسن ماينتج في مجال "البي بول" الوهمي.ونقوم الآن بالإعداد لدورة جولف مبنية على نفس المبدء.
-مبهر حقا ولكنه المشروع الذي كان السيد"هوكر" يطلبني من أجل العمل فيه. اليس كذلك؟
رد "هايس" بمضهر المترفع:
- أظن انه هو . قولي لي هل تحبين أن نذهب لتناول الغذاء في مكان ما؟ في مطعم مكسيكي مثلا..
- رائع ولكن أرجو ألا نستخدم الطائره المروحية.
-لا لدي سيارة تنتظرني في الأسفل.
************************
|
|
|
01-21-2012
|
#6
|


شكرا للكل على المتابعه ...
************************************************** *******
طلبت"بيب" طبق "فاخيتاس"مستخدمة لغة اسبانيه سليمة.
قال"سوير" بلهجة إعتراف:
-إنك تثيرين دهشتي حقا.
- لماذا؟
-إن لغتي الإسبانية محدوده جدا. على كل حال.إنني متأكد أنني لست في مستواك.
-لماذا؟
- بناء على مستواك التعليمي أعتقد أنك تتقنين أربع لغات على الأقل، اليس كذلك؟
- في الحقيقة ست لغات، اربع منها بدرجة جيدة نوعا ما واثنتان أقل من ذلك وانت، ماهي اللغات التي درستها؟
- الالمانية فقط . واعترف انني اتقنتها مع مرور السنين.
ضحكت ضحكة صغيرة. كان على "هايس" أن يقبل فكرة أن سحر هذه الفتاة البريء بدأيؤثر فيه .كانت تشع حرارةتجعل قلبه يذوب مثل قطعة حلوى طرية.كان مأخوذا بدرجة كبيرة بواسطة سذاجة الدكتورة "لي بارون" . وبأنفها الصغير، وبعينيها وبشفتيها، وبساقيها...
وبكل ماتبقى من جسمها ايضا.
انحنت نحوه وقالت له بمظهر المتآمر:
- يظهر أنك تعاني من نقائص في تعليمك إذا لم اكن مخطئة في اعتقادي هذا .
تملكها السرور من كونها تحاول ان تضايقه بهذه الطريقة ورد قائلا:
- هذا صحيح، هل تتحدثين الإنجليزية؟
ردت بتعجب:
-طبعا.وأيضا الألمانية ..إن اللغات الضعيفة عندي هي العربية والروسية.
وظهر على وجهه تعبير ينم على تبرئته وقال:
-هذا شيء عادي كنت اود أن اقول ذلك أيضا.
اخبريني:إذا قمت بتعليمك اللعب فهل توافقين على تعليمي الإنجليزية في مقابل ذلك؟
مدت إليه يدها وقالت:
- اتفقنا.
التقط يدها بقلب خافق. كان يود لو أمكنه أن يمسك بها طول حياته،هذه اليد الصغيرة ولكنها مليئة بالحيوية .كان يتمنى لو انه استطاع أن يرقص بجنون أو أن يصيح بكل جوارحه،أن يفعل أي شيء...ولكن بدلا من ذلك بقي جالسا ينظر إليها ببلاهة،متسائلا عما يستطيع أن يفعله،إلى أن خطرت بباله فكرة ما.
وقال فجأة:
- هيا بنا، سأصطحبك إلى مكان ما.
- ألا تريد أن تأكل؟
نظر"سوير" إلى طبقة المليء وضرب جبهته وهو يضحك:
- يا إلهي ! لقد نسيت.
- أين تريد أن تصطحبني؟
-إنها مفاجأة.هل تحبين الخيول؟
- على وجه الحقيقة لست أدري.
- ماذا تحاولين أن تقولي؟ تنشئين في "تكساس" ،ولم تمتطي حصانا قط؟
ردت عليه وقد ظهر في صوتها لحن سخرية لذيذ:
- هل تعتقد أن هذا سيفقدني حق المواطنة.
- لا.إذا قمت بتعليمك ركوب الخيل، ولكن لكل شيء ثمنه...
احتجت الفتاة قائلة:
- أظن أننا عقدنا اتفاقا منذ قليل.
- لكن يجب عليك في هذه الحالة أن تدفعي أجرا إضافيا صغيرا.
ردت عليه بظرف:
- ماهو ياترى؟يجب أن اعرف إذا ما كنت سأستطيع دفعه.
فكر مليا:
- ولم لايكون قبلة مثلا؟
نظرت إليه وكأنها مذهولة ثم قالت:
-يبدو لي أن الأمر مقبول.
لم يكن "سوير هايس" ينتظر مثل هذا الرد. اضطرب كل شيء حوله.وانتبه إلى الحركات العشوائية التي تقوم بها الفتاة وهي تحظر الفطيرة الخاصة بها، ولكنه لم يستطع أن يقول شيئا لفترة بدت له طويلة جدا .لم يكن يرى سوى شفتي"بيب" الممتلئتين وهما تنغلقان حول الفطيرة التي تتناولها.
ولأول مرة في حياته يتمنى " سوير هايس" أن يكون هو نفسه فطيرة!
|
|
|
01-21-2012
|
#7
|


************************
تساءلت "بيب" وهي تنزل مسرعة من الطائرة المروحية:
- أين نحن الآن؟
- في مزرعة شركة"ميرث"؟
- هل شركة"ميرث" تمتلك مزرعة؟
- بطريقة ما.
- وماهي على وجه الدقه الميادين التي تستثمرها شركة "ميرث"؟
خلع "هايس" قبعته وأدخل أصابعة داخل شعره:
- أشياء كثيرة ومتنوعة في الحقيقة .في البداية كان نشاطنا يتركز على تطوير وصناعة كل أنواع الألعاب الاجتماعيه أو التي تتعلق بالرياضة .أما قسم المعلومات فقد جاء بعد ذلك بوقت طويل ، ولكنه يزداد اتساعا مع مرور الوقت.
- فهمت. ولكن لماذا تستخدم هذه المزرعة؟
ودوى صوت عال يأتي من خلفهما:
- "سوير" ، "سوير".
التفتا ليريا طفلا يعدو نحوهما وكان وجهه مغطى بالنمش.
والقى الطفل الصغير بنفسه بين ذراعي "هايس"، مما افقد هذا الأخير توازنه وبعد لحظة كان الاثنان يلهوان ويتقلبان فوق العشب ويضحكان كالمجانين.
مضت لحظات، توقف بعدها الرجل لينظر إلى الطفل وهو يبتسم له ابتسامة عريضة ويقول له:
- قل لي يا "سكوتر" ، أرى انك فقدت إحدى اسنانك مرة اخرى.
رد الولد بفخر:
- نعم ، وقمت بوضعها تحت وسادتي ليلة امس ، وعندما صحوت في الصباح لم أجدها،بل وجدت مكانها قطعة نقود.
ورد "سوير":
- الم اقل إنك يجب ان تثق بالفأرة الصغيرة.
ثم التفت إلى "بيب" وقال:
- "سكوتر" ، اقدم لك الدكتورة " بيب" ، "بيب" هذا احد رفقائي المخلصين، "سكوتر ويجينز".هذا الطفل لايتجاوز السادسه من عمره كما كانت المرأة الشابة تفكر بينما كان هو ينظر إليها نظرة عدم تصديق.
وقال بلهجة المصدوم:
- ولكنها فتاة!
- شكرا يا "سكوت" لقد لاحظت ذلك مسبقا.
- هل تقوم بإعطاء الحقن؟
- لا، إنها ليست من ذلك النوع من الاطباء. إنها من النوع الذي يعمل في الصواريخ مع رواد الفضاء.
ورد "سكوتر" بصوت عال وكأنه فتن بهذا الاكتشاف المفاجىء:
- هل هذا صحيح؟هل سبق لك أن ركبت في مركبة فضائية؟
- لقد حدث لي ذلك بالفعل.
- وهل سبق لك أن ذهبتي إلى القمر؟
ردت "بيب" وفي صوتها نبرة إحباط:
-للأسف ،لا، ولكن في مقابل ذلك فلقد عملت مع عدد من رواد الفضاء الذين ذهبوا إلى الفضاء.
رد الطفل بصوت اشبة بالصرخة من فرط الإثارة:
-حقا؟ أنا ايضا ، اريد أن اصبح رائد فضاء عندما اكبر.
واحتج "سوير"قائلا:
-ظنت انك تريد ان تقوم باصطياد الثيران البرية في حلبة مصارعة الثيران.
رد "سكوتر" بسرعة:
- لكنني سأقوم بلاثنين معا! أهيا الغبي وسأقود أيضا الكثير من الطائرات المروحية.
ونظر بفخر إلى محدثه، كان من الواضح أن "سوير" هو مثله الأعلى .
سأل "هايس" الطفل وهو يمرر يده داخل شعر هذا الأخير:
- وأين الباقون ؟
- لقد ذهب الجميع إلى السينما عدا"دافي" والسيد"مات " وأنا طبعا.
ولماذا بقيت أنت و"دافي" هنا؟
طأطأ"سكوتر" رأسه وتمتم بكلمات غير مفهومة.
رد "هايس" بهدوء:
- لم أسمع جيدا ماتقول.
-إنه بسبب "والتر" .لقد كان المسكين مغطى بالحشرات ، وظننا أنه من الأفضل أن نقوم بحلاقة شعره وبالتالي لن يهرش ثانية.وأردنا أن نستخدم في ذلك ماكينة الحلاقة الخاصة بالسيد "مات" لكنه عندما رآنا احمر وجهه، وقالت لنا الآنسة "ماري" إننا لن نذهب ‘لى السينما.
- هل تريد أن تقول "إنكم قمتم بحلاقة شعر"والتر" بماكينة الحلاقة الكهربائية الخاصة بـ"مات"؟
احتج الطفل قائلا:
- لا. ليس كل شعر "والتر" ، بل المنطقة التي كانت تعج بالحشرات فقط
التفت "سوير" وهو يخفي ضحكه ناحية الفتاة يشرح لها قائلا:
-إن "والتر" هو أحد كلاب المزرعة.وهو تحت مسؤولية الأطفال لكنني أظن أنهم أدوا عملهم بحماس زائد نوعا ما.
-أمرنا السيد"مات" أنا و"دافي" بالبقاء في غرفتنا والتفكير فيما فعلناه، وفكر "دافي" بشدة لدرجة أنه نام، أما انا فلقد سمعت صوت الطائرة المروحية فأسرعت إلى هنا.
كان من الصعب على "بيب" و"سوير" الأحتفاظ بجديتهما . لكن "سوير" تمالك نفسه وقال:
- أرجو أن تكون قد تعلمت شيئا اليوم.
وتمتم "سكوتر" قائلا:
- ألا تحلق شعر كلب بواسطة ماكينة حلاقة ليست ملكك؟
- حسنا
- -الست غاضبا مني؟
- لا.
أكد الطفل بلهجة استعطاف قائلا:
- ألن تقوم بجلدي بواسطة حزامك؟
-إنك تعلم جيدا أن هذا ليس أسلوبنا .
-أعلم ذلك، ولكن "دافي" كان يخشى من هذا وقلت له ألا يقلق ولكنه بالرغم من هذا كان خائفا.
ربت"سوير" بلطف على راس الطفل وقال :
- لا داعي للخوف . والآن اذهب وأخبر "مات" أنني عدت مع ضيفة وأننا سوف نقوم بجولة على ظهور الخيل.
رد"سكوتر" وهو ينطلق مثل السهم في اتجاه المنزل:
-عُلِـم .
تابعت "بيب"هذا الحوار بكل شغف ، كانت تشعر أن هناك تفاهما كبيرا بين "سوير " والطفل.
|
|
|
01-21-2012
|
#8
|


العفو نومه وكثري من دعواتك اقول ههههههه ويالله تفضلو القصه
*************************************************
ونظرت إليه وهو يعدو وقالت:
-إنه لطيف ونشيط جدا.
رد"هايس"
- لقد تحسن كثيرا ، كان عليك أن تشاهديه منذ ستة اشهر ، لقد كان متوحشا ويفر من أدنى اتصال، كان مثل كلب مذعور.
قالت "بيب" :
-لست أفهم ماذا تقصد؟
وضع الشاب يده حول كتفيها وبدآ في السير:
- هذا الطفل مثل بقية الأطفال الموجودين هنا تعرضوا إلى معاملات سيئة في أسرهم. والبعض منمهم كان يعاني اضطرابات نفسية خطيرة.
-بقية الأطفال؟
-إن لدينا هنا بصفة عامة حوالي اثني عشر طفلا في المزرعة، تتراوح أعمارهم مابين السادسة والثانية عشرة. ويقوم آل "إميرسون-السيد "مات"،والآنسة "ماري"- بلإشراف على المزرعة ولدينا أيضا معلمان، وطبيب نفسي خاص بلأطفال، واثنان من رعاة البقر للإشراف على الحيوانات . دون ذكر امرأتين طيبتين جدا تقومان بمساعدة السيدة "إميرسون" في غسيل الثياب والطبخ. ويعلم الله مدى صعوبة ذلك في وجود كل هؤلاء الأطفال؟
ردت "بيب" حالمة:
-لاشك في ذلك، هل تقوم"ميرث" بالإنفاق على هذا البرنامج؟
- نعم .
- يبدو أنك تقضي وقتا طويلا هنا، إنه لشرف لك وللمجتمع كله.
ظهر تعبير على وجه"سوير":
-لكن هذا غير كاف، ونود أن نفعل المزيد..
قطعا حديثهما ليسلما على رجل يظهر الشيب على جانبي شعره كان يتقدم نحوهما بصحبة طفل يصر على طأطأة رأسة.
وقال "سوير" :
- أهلا"مات"
والتفت إلى الفتاة وقال لها: - وهذا "دافي" ، شريك "سكوتر" في الجريمة. ارجو أن تكون قد استوعبت الدرس؟
رد "مات" بصوت ممزوج بحدة كبيرة:
-لقد افسدا ماكينة حلاقتي، ولذلك فهما محرومان من الذهاب إلى السينما ومن البيتزا لمدة اسبوع كامل.
وقال "هايس" باهتمام:
- هل اعتذرت للسيد "مات"؟
رد الطفل بلإيجاب بواسطة حركة من رأسه.
قال"سوير " مقترحا:
- ولماذا لاتفعل ذلك أمامنا؟
وبدون أن ينطق بكلمة واحدة، ووجهه غارق في الدموع ، مد الطفل يده إلى الرجل العجوز ليلتقطها هذا الأخير بكل عطف وحنان، كانت "بيب" على وشك ان تنهار باكية هي أيضا.
وعندئذ قال"سوير" :
"دافي" ، هذه هي الدكتورة "بيب" ، سوف أريها كيف تمتطي الجواد، هل تريد انت و"سكوتر" أن تساعدا في ذلك؟
نظر "دافي" طويلا إلى الفتاة ثم رد بحركة أخرى من رأسه. وقال الشاب موضحا:
- إنه لايتكلم كثيرا بعد.
وظهر "سكوتر" فجأة قائلا:
-إلا معي.
قال "هايس" بلهجة أمر:
- - حسنا، اذهبا إذن بالدكتورة "بيب" إلى مربض الخيول، سوف الحق بكم على الفور.
وقاد الطفلان الفتاة إلى الحظيرة الموجودة بعيدا نوعا ما.
سأل "سكوتر" "بيب" :
- هل تظنين أننا كنا أشرارا عندما أردنا حلاقة شعر"والتر"؟
- لا ،لا أعتقد ذلك ، أظن فقط أن المسألة كانت سوء تقدير منكما .
وقال الطفل ذو النمش مخاطبا صديقه:
-أرأيت يا"دافي" ، لقد قلت لك : إننا لم نكن أشرارا ، إنه فقط سوء تقرير.
وتداركته "بيب":
- تقدير.
- نعم هذا ماكنت أقول. هل رواد الفضاء يمكن ان يقعوا في سوء التقر...التقد...ير ؟
- نعم يمكن ، أن يحدث ذلك ، ولكنهم بوجه عام ، يحاولون أن يتفادوا ذلك، لأن العواقب يمكن أن تكون وخيمة.
-مامعنى"عواقب وخـ..." لست ادري ماذا؟
-معناه انهم إذا ما ارتكبوا خطأ ما فسوف ينتج عنه أخطاء متعددة وبالتالي سوف تفشل رحلتهم.
- هل مثال ذلك عندما يضغطون على الزر الخطأ ، فيذهبون إلى المريخ بدلا من الذهاب إلى القمر؟
ردت "بيب" بابتسامة قائلة:
- هذا هو بالضبط. اقترب "سوير" وهو يجر حصانين صغيرين للأطفال .
وقال متسائلا:
- على ماذا تتآمرون أنتم الثلاثة؟
- كانت الدتورة "بيب" تشرح لنا أننا لم نكن أشرارا عندما قمنا بحلاقة شعر"والتر" ولكننا وقعنا في خطأ "سوء التقرير".
وقامت "بيب" بالتصحيح مرة أخرى وهي تضحك.
- سوء التقدير.
- نعم هذا هو. ورواد الفضاء انفسهم يمكن أن يفعلوا ماهو أسوء مما فعلناه.
تفحصها "هايسط بنظرة ريب.
ابتسمت هي وقالت للشاب:
-إنها مجرد مدخل لشرح مبدأ سبب الفعل.
رد هو الابتسامة ثم قال:
- فهمت، لكن لاتبالغي كثيرا ، لأنهم قد يعودون إلى فعلتهم بحجة خدمة العلم. أي حصان تختارين؟
- اترك لك الأختيار فأنا لا أعلم عنها شيئا.
مد إليها اللجام وقال:
- خذي إذن "بلوسوم" كبداية.
تساءلت في حيرة قائلة:
- كبداية؟ نعم ولكن من أين؟
- أمسكي؟ ذروة السرج ، ضعي قدمك اليمنى في الركاب ثم اصعدي على ظهر الجواد في نفس الوقت.
حاولت أن تنفذ ماشرحه لها ولكنها لم تنجح بعد ثلاث محاولات متتالية وظهر القلق على الحصان.
وقال "سوير" وهو يساعدها :
- لاتخافي.
ووجدت الفتاة نفسها على ظهر الحصان، فقامت بالتشبث بكل قوتها في ذروة السرج.
وعلق "سكوتر" قائلا:
- أظن أنها خائفة جدا أن تبقي وحدها على ظهر " بلوسوم"، اعتقد أنه من الأفضل أن تعلمها بالطريقة التي استخدمتها معنا.
- معك حق يا "سكوت" ، هيا يا "بيب" تقدمي إلى الأمام على السرج.
ابتعد "سوير" قليلا ثم تقدم مسرعا ليقفز راكبا خلف الفتاة وسرعات ما تملكها الإضطراب، وخافت "بيب" وقامت بلإلتصاق به تماما وعندها أحست بقشعريرة تسري في كل جسدها. زادت حرارة الشمس ومعها أصبحت روائح البراري أكثر وضوحا.
همس لها قائلا:
- استرخي وابقي ملتصقة بي فلن اتركك تسقطين.
- اتعدني بذلك؟
- اعدك. سوف نقوم بدورة أو دورتين حول الحظيرة لتشاهدي ماعليك القيام به.
بعد هذه الكلمات المطمئنة استرخت "بيب" مباشرة، وكان جسمها المسترخي يستسلم شيئا فشيئا ليندمج أكثر مع تفاصيل جسد"سوير" وبدأ يشعر بحراة شديدة .
كانت تلتصق به كأنها خلقت له.
-إنها فعلا خلقت من اجلي.
ظهرت له هذه الحقيقة فجأة قام بتحريك الفرس بهدوء، وسرعان ما توافقت حركات جسديهما، ولم يستطع "هايس" أن يمنع نفسه من الاحمرار بسبب الاضطراب الذي كان يحس به. وتركت هي نفسها بطريقة جد طفولية، بدون أدنى شك في هذا التصرف الغريب وهو كونها ملتصقة برجل على هذا النحو...
كان عطرها الرقيق يجعل إحساس "سوير" أمام امتحان صعب . وفجأة انفجرت "بيب" ضاحكة.
سألها وصوته محتبس نتيجة تدافع الأحاسيس بداخله:
- هل تحبين هذا؟
ردت الفتاة بصوت أكثر غرابة:
- نعم ، إنه امر مختلف ، وجديد.
حاولت أن تتقدم بجسدها إلى الأمام ولكن "سوير" تبعها ليبقي جسده ملتصقا بجسدها.
وتمتم قائلا:
- كنت أظن أنك ستقولين مثيرا؟
وردت بلهجة غامضة:
- هو كذلك أيضا.
ودوت أصوات صفير ومزاح أدت إلى اخراجهما من حوارهما الهادىء .
كان هناك مجموعة من الأطفال تنظر إليهما بهتمام . أحس "سوير" بأن المرأة الشابة أحرجت.
قالت:
_ أظن أنه من الأفضل أن نترجل .
ورد هوموضحا:
-أظن أنه عليك، أن تترجلي، أما أنا فمن الأفضل أن ابقى قليلا.
سألته في حيرة:
- ولماذا؟
- حتى يتسنى لي ان اخفي عنهم اضطرابي .
ابتلعت "بيب" ريقها
- هل ضايقك كلامي هذا؟
- ضايقني؟ لكن لماذا؟ إنني إمراة متحظرة، أتعلم ذلك؟كان "سوير"متأكدا من العكس، خاصة عندما ذكر موضوع اضطرابه وصل به الحالإلى ان يتساءل عن احتمال وجود رجال في حياة هذه المرأة واتنتج في النهايةإنها لم تقابل الكثير منهم وربما لم يكن هناك اي رجل في حياتها .
كانت هذه الفكرة تروق له. كان هو شخصيا يعاني من تأخر صحوة هذه الأحاسيس، لكنه بطبيعة الحال ، استطاع أن يتدارك الموقف منذ ذلك الوقت ، ولكنه في نفس الوقت لم يسبق له أن قابل امرأة أيقظت بداخله تلك الشعلة الساحرة الصغيرة إلى أن تقابل "بيب".
قطعت الفتاة حبل أفكاره الحالمة لتسأله:
- والآن ماذا ستفعل؟
كان يودلو استطاع ان يخطفها بعيدا عن أعين هؤلاء الأطفال الفضوليين، وأن يأخذها إلى وسط الحقول حتى يصبحا وحيدين عند غروب الشمس . ولكن بدلا من أن يفعل ذلك قام بإنزالها من على ظهر الفرس بهدوء ثم اتجه إلى "بيل" أحد رعاة البقر الذين يعملون في المزرعة وهو يمسك بلجام الفرسين الكبيرين والحصانين الصغيرين.
وسأله "سوير" قائلا :
- هل يمكنك يا "بيل" أن تعتني بالأطفال بينما اقود "بلوسيم" إلى الإسطبل.
ابتسم راعي البقر لرئيسه قائلا:
- إن هذه الفتاة يمكنها ان تشعل النار في قطعة من الثلج ، اليس كذلك يا رئيس؟
ابتسم "سوير هايس" كعادته ليرد عليه. ولكن "بيل" كان على حق، فقد كان يشعر حقا أنه قطعة ثلج وضعت وسط صحراء!
نظرت "بيب" إليه وهو يبتعد في إتجاه الإسطبل . كانت تحس بدوار وبحرارة شديده داخلها .كانت انفاسها متقطعه وحلقها جاف جدا.
كانت تبتسم بدون سبب أو على الأقل هذا ماكان يخيل اليها وقالت في نفسها:
- إن هذا الأمر غريب وغريب جدا.
"ماذا يمكننا فعله عندما نقع في الحب؟" طردت الفتاة هذه الفكرة السخيفة من عقلها . لم يمض وقت طويل على معرفتها بهذا الشاب لتقع في حبه . ثم اعترفت بداخلها .
"من الواجب أن اعترف أنه ليس لدي أية افكار مسبقة عن هذا الموضوع".
لم تعرف أبدا هذا النوع من الرغبات من قبل.كانت علاقتها بالرجال محصورة في العلاقات الفكرية . دعوات غداء، حفلات موسيقيه او مسرحية . كان الأتصال الجسدي الوحيد مع الرجال هو قبلة عابرة على شفتيها قام بها زميل لها في العمل وجدت أنه كان لطيفا. لكن هذا الإحساس الذي اجتاحها في تلك اللحظات لم تجد له مثيلا يمكن تذكره.
كانت تجد أن تسرع هذا الرجل فيه شيء من الفجاجة وإن لم يكن بذيئا أيضا.
وقالت في نفسها:
"إنه ليس شاعريا على الإطلاق وفي كل الأحوال".
مع ان "بيب" كانت تعرف كل شيء عن الغرائز وبكل التفاصيل ، فلقد قرأت العديد من الكتب التي تعالج هذا الموضوع وخرجت في النهاية بنتيجة واضحة ألا وهي أن المجتمع الإنساني قام بتضخيم حجم هذا الموضوع ليهمل باقي المواضيع المهمة.
كان عليها أن تعترف أن دخولها إلى الجامعة قبل مرحلة البلوغ لم يسهل عليها هذه المهمة ، مامن أحد كان ليهتم بهذه الفتاة الصغيرة وكل ما كان يلفت انتباههم فيها هو كم المعلومات الغزير الذي تتمتع به ، ونتائج الإمتحانات الرائعة بالنسبه لصغر سنها. ومع ذلك كان هناك شيء جديد يحدث الآن بداخلها لم تعرفه من قبل فقد فتح "سوير هايس" لتوه بابا كانت انوثتها ترقد خلفه منتظرة من يستطيع إيقاظها.
عادت "بيب" لتذكر كل احاسيسها عندما كانت فوق ظهر الحصان . لم يخطىء "هايس" عندما ضمها إليه فقد كان في هذا الإتصال شيء مثير جدا. كان شيئا مودخا، مسكرا، مخيفا ولكنها كانت تستمتع به.
قررت الفتاة الآن أن تقوم بتعميق معلوماتها في هذا المجال الغريب بالنسبة لها . وصممت الذهاب إلى مكتبة الجامعة منذ صباح الغد ، بل في الساعات الأولى من النهار.
لكنها بمجرد أن رات "سوير" يخرج من الإسطبل عرفت بسرعة ماكان عليها ان تفعله: كان عليها ان تلمس هذا الرجل.
|
|
|
| | | | | | |