![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
…»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… { .. حكاية تخطها أناملنا وتشويق مستمر .. } |
![]() ![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
رواية قصيرة.عينٌ عليها.. وعينٌ على قبر أمها.
![]()
بسم الله الرحمن الرحيم
(عينٌ عليها.. وعينٌ على قبر أمها) الأول,, في زمن قريب , وفي قرية جبلية هادئة ذات طبيعة خلابة ورائعة وبين تلك المزارع الخضراء والأشجار الباسقة, وفي ذلك الريف الهادئ,, تسكن أسرة في بيت متواضع, مكونة من أبوصالح ( الشايب ),, أم صالح ( العجوز ) ,,صالح ( المسافر دوماً )لأنه يعمل في مدينة بعيدة.. يكدح من أجل توفير لقمة العيش الكريمة لأهله.. يمسك ثلث راتبه ويرسل الباقي إلى أهله نهاية كل شهر ,, سارة تلك الفتاة ( الحسناء )..... سارة بنت الأول ثانوي, تعيش في كنف بل كفن والديها.. ذلك الأب في عقده السابع,,, صعب التفاهم ,متعكر المزاج , كثير الخروج من البيت,... وأماً حادة الطباع, كثيرة التوجع, سليطة اللسان.... تعيش الأسرة الصغيرة في بيت صغير متواضع كتواضع حياة سكان القرية, مكون من دورين...حيث ينام الشايب في المجلس, وأما العجوز والتي قد أعياها المرض ( فلم تعد قادرة على صعود الدرج, وقد نقلت غرفة نومها إلى غرفة أخرى سفلية كانت قد خصصت للضيوف, وبذلك لم يبق في الدور العلوي سوى غرفة سارة,, والغرفة المجاورة لها, غرفة صالح.. الضيف الخفيف على أهله......... هاهي سارة.. والتي قد سحرت بجمال وجهها, وروعة طلتها, وبهاء شكلها, وبديع خلقها.. كما أن الله قد حباها فصاحة كلام, وسلاسة أسلوب, وخفة ظل,, مزجت بابتسامات تمتع السامع والمشاهد , وبلذيذ حديث ماتع , ونعومة صوت دافئ ,ومما زاد جمال طلتها ووضاءة مقدمها.. حياءً.. تشرئب فيه احمراراً,, وحشمةً تغطي ناعم البشرة و جميل الجسد , فالأعين لا تكل والأنظار لا تمل من مشاهدة.. وجهها والذي يدخل السرور إلى القلب , أو شعرها الليلي الأسود والطويل.. المنسدل على أمتانها وقد كسا قدها المياس, أو فتنة أطرافها المتخضبة دوماً بالحناء, \ فــالوجـه مثل الصبح مُبيضٌّ .......... والشعــر مــثــل الليل مسودُّ ضــدّانِ لـمـا استجمعا حسُنا .......... والضــدُّ يــظهــر حُسنه الضــدُ بيضـاء قـــد لبس الأديم بها .......... ء الحسُن ، فهو لجِلدها جِلـــد وتــجيــل مسواك الأراك على .......... رتـل ٍ كــأن رضـــابــه الشهـد وبـــخصــرها هــيـف يزيـنـه .......... فـــإذا تـــنـــوءُ يـــكــاد يــنـقـــدُّ نعم ..لقد ذاع صيتها, وتناقل الناس أخبارها, بل أصبحت حديث المجالس , وأمنية تحلم أن تكون مثلها كل العرائس , فلا عجب أن تتسابق الأمهات لخطبتها في شراسة, فهي اختيار لا يحتاج إلى فراسة , فكل أم تتمناها لابنها , وكل أخت تحلم أن تكون لأخيها,, فمن هو سعيد الحظ , بار الوالدين..؟ و الذي ستكتب له!!!!!! لقد كثر الخاطبون والمتقدمون.. فلا يكاد يمر الأسبوع إلا وقد تقدم فيه شباب كالزهر كثر..... ولكن هيهات.. هيهات!!!!!!!!!!! فالشايب كان دوماً بالمرصاد,, كلما أتى شاباً رفض أن يزوجه,, بحجة أنه لا عائل لهم سواها, وأنه لا ينوي تزويجها إلا إذا رجع أخوها من السفر... وبقي الأمر بهذا الشكل وسارة في كل يوم تغيب شمسه.. تندب حظها العاثر أن أحرمها أبوها من فارس حلم كان سيأتي لإنقاذها من هذا البيت الكئيب,, ومن هذه الحياة المملة,, فهي ترجو حياةً سعيدة, وآفاقاً بعيدة, تملؤها المودة والرحمة....... أكملت سارة الثانوية وتخرجت بامتياز , وقد قبلت في الجامعة في المدينة المجاورة 20كيلومتر عن القرية,, وحين دخلت الجامعة لم تكن قد علمت بأن صيتها قد اشتهر وخبرها قد انتشر,, فتفاجأت بأعين الطالبات تسترق النظر, وأصابعهن تشير إليها في حذر, ثم حدث لها بعد ذلك موقف أخافها.. وهو أنها ومن أول يوم دوام.. وقعت بين أيادي عصابة من الطالبات المسترجلات ..حاصرنها, ثم أخذن منها حقيبتها اليدوية عنوة, وفتشنها.. وأخذن نقودها وبعض أغراضها الخاصة ..... خافت تلك الفتاة الريفية الشريفة .......منهم تقوم سارة بتحضير العشاء دوماً بعد صلاة المغرب , ليصلي الشايب وعجوزه صلاة العشاء , فيخلدان للنوم مباشرة, وتبقى وحيدةً في المنزل في عزلة مملة مخيفة ,,,فلا صاحب ولا أنيس........... صالح.. أخوها الوحيد.. بدأ يقدر صعوبة الوضع , وضيق العيش, وكثرة الملل ( الطفش ) الذي تعاني منه .. وفي أحد الأيام, وفي ساعة متأخرة من الليل,, رن جرس الهاتف, فقامت إليه مسرعة , وقد ظنت أنه أخوها صالح كالعادة.. على أن يترك لها المجال أن تتحدث هي,, سارة: نعم..نعم الشاب: ممكن تسمعيني شوي.. سارة: من أنت؟؟ الشاب: واحد معجب!! سارة: يا أخي اتق الله ولا تزعج الناس . ثم أغلقت سارة السماعة بغضب.. ناس ما تخاف الله......... لم يستسلم ذلك الشاب, بل إنه بنعومته, فقرر ملازمة الاتصال بهذا الرقم ,,كيف لا؟؟ وقد سبق له العلم بأن هذه الفتاة والتي ردت عليه هو هذا الشاب ؟؟وما حكايته؟؟ وكيف علم بسارة؟؟ ![]() ![]() |
![]() |
#2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() ![]()
|
![]()
الفصل الثاني,,
من هو هذا الشاب \وكيف علم بحسن سارة؟؟ إنه سلطان ...وقد ولد وفي فمه ملعقة بل ملاعق من ذهب , ابن لأثرى رجالات المدينة, فأبوه صاحب أموال كثيرة, ومناصب عالية .., كما أنه.. لطيم (أمه ميتة)..,,وهذا ما جعل والده يدللـه كثيراً, ويحرص على تلبية كل رغباته ..حتى أحس سلطان أنه يستطيع تحقيق كل أمانيه,, فليس في هذه الدنيا مشقة ولا تعب.......... في الصباح يدرس سلطان في الكلية إرضاءً لوالده ..رغم أن أكثر أوقاته أثناء الدوام يكون فيها هارباً من المحاضرات ,, مستلقياً مع شلته في إحدى( قهاوي) المدينة.. بين دخان وشيشة,, كما أن مساءه لا يختلف كثيراً عن صباحه,, فهو كسابقه يضيع في الملذات, ومغازلة البنات, وكثير الدوران بالسيارة امتاز سلطان عن غيره من الشباب بميزة منحه الله إياها,, أو لعلها كانت ابتلاءً يبتلى به المرء,, فقد آتاه الله فوق المال والجاه.. بسطةً في الجسم ,, وجمالاً في الوجه ,, وملامح جذابة.. مربوع القامة, عريض المنكبين, مستدير الوجه, لا تعجب فلك أن تتخيل سلطان عندما يلبس الثوب المركوز, والشماغ الأحمر الفاخر, وتلك الجزمة الأنيقة,, وقد فاح من جسمه المتنعم .. ازكي العطور الباريسية ... لقد كان لسلطان(زعيم الشلة).. استراحة, يجمع فيها أصحابه نهاية كل أسبوع, يشاهدون فيها التلفزيون, ويقيمون فيها سهرات غنائية حيث يغني سلطان لهم بصوت أجش, وكأنه من كبار المطربين.. وفي يده العود ومع الآخر دربكة والبقية يصفقون ويرقصون....الخ, كما أنهم أيضاً يضيعون أوقاتهم بلعب البلوت وغيره , , ويمارسون إزعاج البيوت بالاتصالات في ساعات متأخرة من الليل..., أما أكثر ما يشغلهم .. إنك لن تجد في تلك الاستراحة ما يريح النفس, أو يمتع الخاطر كذكر الله أو إقام صلاة ,, كما أنه ,,( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشةً ضنكا * ونحشره يوم القيامة أعمى......) الآية .. وفي إحدى ليالي الاستراحة.. تحدث سلطان (مزغلل عيون البنات),,مع إحدى فتياته الساقطات.. كعادته,, وفي أثناء المحادثة, أخبرته بأنها تعرف بنوته جميلة تدعى(سارة),, ( ولكن للأسف تراها مطوعه , يعني يا سلطان ما راح تعطيك وجه لو تموت )........."إن كيدهن عظيم"..!! تحدته بأن يصل إليها وأن يحادثها..وسبب هذا التحدي هو.,., <الغيرة (تمنت الزانية لو تزني كل النساء.. ليصبحن سواء).......... قبل سلطان بالتحدي فوراً وأخذ رقم الهاتف,,,, وهكذا اتصل ب(سارة).......... ألح سلطان بالاتصال, ففي اليوم الواحد يتصل غير مرة,, تحتار سارة هل هو صالح الذي على الهاتف..؟ أم أنه ذاك الشاب الوقح المزعج , فأصبحت ترد ولا تتكلم, فإذا تحدث صالح تنفست الصعداء وتهلل وجهها وتحدثت ,,, وإن لم يكن (صالح).. فلا ريب أنه الشاب المزعج وبعد مرور فترة طويلة على هذا الحال, قررت سارة الوحيدة (مجازاً) في البيت أن ترد على ذاك الشاب..حتى توقفه عند حده, فتنتهي من معاناتها معه, ومن إزعاجه لها,,,, اتصل كعادته:.... سارة ترفع السماعة: يا ابن الناس تراك أزعجتنا, حسبي الله عليك ..متى تمل أنت؟؟ .....ناس فاضية وما تخاف من دعاء المظلوم.... سلطان:اسمعي يا قمر أنا اسمي سلطان ..وأنا إنسان بصراحة معجب,, عشان كذا ما مليت ولن أمل..... سارة: طيب ليش تدق كل يوم؟؟ بسألك بالله مو حرام عليك تزعج المسلمين؟؟؟ سلطان: أدق عشان اسمع ها الصوت الحلو.. إلا مو حرام عليك أنت تحرميني من صوتك؟؟ سارة: يا أخي بالله عليك اتركنا في حالنا.. وخلك في حالك,, أنا ماني من الناس إلي تدور عليهم... واستمرت الاتصالات المزعجة مرة بعد أخرى, لتستمر معها الردود الحادة من طرف واحد.. والعبارات المرنقة العذبة والمزيفة من الطرف الآخر.. من سلطان ( مزغلل عيون البنات ) صاحب اللسان المعسول, والصوت الأجش, بعد مرور فترة على هذا النسق,, بدأت سارة بالاعتراف لنفسها.. بأنه قد وقع شيء ما في نفسها.. من أثر تلك المكالمات,,, ولم لا؟؟ وهي مرهفة الإحساس, رقيقة المشاعر, ممتلئة العاطفة , حبيسة الجدران, مقصوصة الجناحان...فرغم مقاومتها, وشديد مساومتها, وصعوبة مراسها, اقتنعت سارة بأنه ليس لها بعد الله تعالى.. سوى هذا الشاب المشاكس العنيد... فهو قد أضحى أنيس وحشتها,, ومشغل فراغ وقتها,, فأصبح قلبها يرن مع جرس الهاتف فرحاً..رغم أنها كانت في بداية الأمر تكابر, وتخفي صادق الإحساس والمشاعر,, بلا ريب..لقد كانت تلوم نفسها بعد إغلاق سماعة الهاتف, على ما تم من محادثة, وما جرى من حديث, تلك البقية الباقية من الحشمة, والقطرات الأخيرة من الحياء؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ كان سلطان يحادثها كل ليلة, ولساعات طوال دون ملل,, فالكهلان نائمان ولا رقيب,, ازداد تعلق سارة به, بل لقد بادلها نفس الشعور الصادق, فرغم علاقاته الكثيرة مع العديد من الفتيات.. إلا أنه وجد أن سارة أجملهن صوتاً, وأدفأهن عاطفةً, وأكثرهن مرحاً ولطفاً,, فمال القلب إليها ميلاً عظيماً ,,وانتابه إحساس لم يعرفه من ذي قبل, وما زال يطمح بأن يراها.. فلم يعد التحدي مع تلك الفتاة.. هو الدافع !! بل أصبح الدافع داخلي ..شعور بالحب,,وإحساس بالعشق.... وليس نزوات شيطانية كالتي كانت مع سابقاتها,,فهل سيحصل على مراده ؟؟؟؟ طلب المحب من المحبوبة أن يراها,, سواء كان ذلك عن بعد,, أو عن طريق صورة لها,, أو بأي وسيلة تراها هي... المهم أنه يريد رؤيتها بأي ثمن..!! فلم يعد لديه للأكل لذة.. ولا للنوم متعة.. بالطبع رفضت طلبه كل الرفض , فمازال للحشمة مكان وللحياء مكانة, وأخبرته بأنه إذا كان مصراً على طلبه فليأت لخطبتها ,,وهنا سيتمكن من رؤيتها كما شرع الله تعالى.. بسرعة نور البرق .. وبلهفة الصحراء للمطر.. انطلق المدلل سلطان إلى والده, طالباَ منه أن يزوجه من تلك الفتاة........ وتم قبول الطلب فوراَ (فسلطان غالي والطلب رخيص)........... دخل.. سلطان ووالده إلى مجلس الشايب , وتقدما بالطلب ..ولكن( تزول الجبال ولا تزول الطبائع ) تم الرفض كالعادة , وبذات الحجج والأعذار الواهية...!!, رجع سلطان إلى بيته "غضبان أسفاً", فهاهو الحلم قد تبدد, وهاهي الأماني قد تلاشت, فكيف السبيل إلى وصالها, وما هو الطريق إلى لقائها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ نفس الشعور بالإحباط والإحساس باليأس قد خيم على محيا سارة, بل إنها فقدت الأمل بالحياة,, فلم يعد للسعادة محل, ولا للفرح مطل..... عاد سلطان ليحادثها, وليتباحثا مستقبلهما الذي أزفت شمسه على المغيب, وأوشك أن يكون" كسرابٍ بقيعةٍ يحسبه الظمآن ماءً حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً "...فقررا أن يلتقيان ليحددا ما سيفعلان وليجدا الحل في تلك المصيبة الكبيرة< مصيبة العشق>..!!! اقترحت بأن يدخل سلطان من نافذة غرفتها الملاصقة للجبل المجاور,, فهي سهلة الدخول بالنسبة له كما أنها بعيدة عن أعين الرقابة بشرط هام( دون مساس) فالهدف من اللقاء التعرف والتخطيط للمستقبل فقط..!!! كما أن هذا اللقاء سيكون الأول والأخير,, وبكل سرور وفرح, وتلهف وشوق,, وافق سلطان.......... في ساعة متأخرة من ليلة باردة سماؤها صافية وبدرها بازغ.. اقترب سلطان من ذلك المنزل الصغير الذي أصبح في عينيه بمثابة قصر عاجي تسكنه فتاة من حور الجنة.. تقدم رويدا رويداً,, وفي كل خطوة يخطوها للأمام كانت تزداد فيها نبضات قلبه خفقاناً, وأطرافه برودة,, فشعوره بالخوف هذه المرة وبهذا القدر يعد أمراً غريباً, والسبب أنه يتجه ليرى من رسمها خيالة, ومن بنى عليها أحلام حياته, فهل سيرى ما كان يتوقعه..؟؟ وهل ستتحقق له أكبر أمانيه..؟؟ أما سارة ففي لحظات الانتظار لم تستطع الجلوس وكانت قد تصببت عرقاً, بالرغم من برودة الليل, وفي كل دقيقة تمضي يزداد فيها رجيع أنفاسها سرعة, فكانت بين الوهلة والأخرى تحدث نفسها (لازم ما أخاف ...ولازم أكون واثقة من نفسي.. وراح يكون وفيّ وما بيلمسني ..والمسلمون عند شروطهم..!!).....الخ ,,الفرق بينها وبين سلطان,, أنها للمرة الأولى التي تلتقي فيها برجل أجنبي عنها (غير ذي محرم) بل وتختلي به ...وأين؟؟؟ في بيت أهلها!! وداخل حجرتها..!! سنكمل
|
|
![]()
|