يا أول حب راودني للشاعر الجزائري بغداد سايح

*من أقدم أشعاربغداد السيح*

**********
مناسبتها:لا أنكر أن طفولتي منهل شاعريّتي فكيف أتنكّر لذكرياتي الجميلة؟و هل أستطيع نسيان الصبا الذي داعبت فيه من لا أبوح باسمه؟:
*************

يا أوّل حبّ راودني

يا أوّل حبٍّ راودني
مذ كنتُ رفيقاً للدّدنِ
يا أطهر عشقٍ لامرأةٍ
من عهد صباها أسعدني
يا شمس أمانٍ يذكرها
نامور فؤادي في بدني
يا أخلد جرحٍ سال دماً
بالقلب وداداً أوردني
يا آخر همسٍ في غسقٍ
للشعر زماناً أرشدني
أهديكِ قصيداً يجهلني
لا يعلمُ وجْداً أرعدني
ينهال به دمعي مطراً
يسقي جنباتي من شدني
و النجمُ بعيدٌ راقبني
و الليل عنيدٌ أسهدني
و البدر رضيعٌ يضحك منْ
تيهي و جنوني مثلَ دني
و النور ضئيلٌ داعبني
يشكو ظلمات الكرْكدنِ
و الحزنُ صديقٌ يعرفني
في فجرِ مآسٍ شاهدني
كم يسخرُ من قولي زمنٌ
عن كلّ حبيبٍ أبعدني
كم يفخر عبد المال على
ولهان قوافٍ بالرّدنِ
آهٍ عبراتي ضائعةٌ
تجتاحُ تُراباً قيَّدني
نارٌ أنا ليت البين غدا
ماءً لدخانٍ أخمدني
بالشوق يُدانُ الصب و في
دنيايَ حقيرٌ لم يُدنِ
كالموج صميمي مضطربٌ
فالنوفل هذا شرّدني
و النذل يُرى محبوب ورى
يشتاق لرعيٍ في الفدنِ
هذي صرخاتي موعظةٌ
تبدي لكِ شيئاً أقعدني
عن رَومِ لقاء الدفءِ غداً
نأتيه و لوْ خلفَ السَّدنِ
ذاك السبب الخافي هو بي
دهرٌ بفر اقٍ عوّدني
فمعذَبٌ ليلى شابهني
و جميلُ بثينةَ قلَّدني
لكنَّ هواهمْ أحجية
ما فاقَ هُياماً خلّدني
قد حان ختام النظْمِ فعي:
"ما الله لأبكي أوجدني"
يا أوّل حبٍّ راودني
في العدْنِ هوانا لا عدَنِ.



:t 133:

بقلم:بغداد سايح

:t 133: