بين الشعور والقرار

حيالسعادة… كلمة بسيطة، لكن وراها مئات المعاني، وكل إنسان يفسرها بطريقته الخاصة.
فيه من يراها لحظة تمر، وفيه من يعيشها فكرًا واختيارًا كل يوم.

السعادة كا شعور

كثير من الناس يربطون السعادة بالأحداث:
إذا نجحت، أفرح.
إذا سافرت، أرتاح.
إذا لقيت الشخص الصح، أكون سعيد.

وهنا تصير السعادة ردة فعل، شيء يجي لما تصير لنا مواقف حلوة.
لكن المشكلة إن المواقف تتغير، واللحظات الحلوة تمشي بسرعة.
فتصير السعادة مؤقتة… ترتفع وتنخفض مثل موج البحر.

هذا النوع من السعادة جميل، لكنه هشّ.
لأنك تربط إحساسك بشيء خارجي، وإذا راح السبب، راحت معه الراحة.

السعادة كقرار

في المقابل، فيه ناس يشوفون السعادة اختيار واعي.
يعني مو لازم كل شيء يكون تمام عشان تكون بخير.
السعادة هنا تصير “نظرة”، مو “نتيجة”.
تشوف النور في النص المظلم، وتبتسم رغم التعب، وتشكر رغم النقص.

اللي يقرر يكون سعيد، ما ينتظر الظروف تتغير…
هو اللي يتغيّر من الداخل، ويتقبل إن الحياة مو مثالية، بس فيها لحظات تستحق نعيشها.

هنا السعادة تصير عادة يومية،
زي لما تصحى الصبح وتقرر تشكر ربك قبل تشوف الجوال،
أو لما تختار تهدأ بدل ما ترد بعصبية،
أو لما تقرر تشوف النعمة في أشياء الناس تشوفها عادية.

بين الشعور والقرار

الحقيقة إن السعادة يمكن ما تكون “يا كذا يا كذا”،
هي مزيج بين الشعور والاختيار.
نحسها فجأة أحيانًا، بدون سبب واضح،
لكننا نقدر نحافظ عليها لأننا قررنا ما نتركها بسهولة.

السعادة تبدأ كنبضة شعور،
لكنها تكبر وتستمر كقرار يومي.
ويمكن أجمل ما فيها إنها ما تحتاج مناسبة…
بس تحتاج قلب راضي، وعقل متوازن، وروح تعرف إن كل يوم فرصة جديدة للرضا