الله يحييك معنآ هـنـا


 
العودة   منتديات قصايد ليل > ..✿【 قصايدلــيل الإسلامية】✿.. > …»●[ أرواح أيمـــانيـــه ]●«…
 

…»●[ أرواح أيمـــانيـــه ]●«… { .. كل مايختص بأمور ديننا ودنيانا و يتعلق بأمور الدين الحنيف لأهل السنة و الجماعة فقط .. }

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 12-26-2024
Oman     Female
SMS ~ [ + ]
أحبك وأنت النبض ودقات قلبي كله:066
لوني المفضل White
 رقم العضوية : 28589
 تاريخ التسجيل : Oct 2015
 فترة الأقامة : 3498 يوم
 أخر زيارة : منذ 57 دقيقة (08:09 PM)
 المشاركات : 1,101,079 [ + ]
 التقييم : 2147483647
 معدل التقييم : ضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي خطبة فضائل الشكر



فضائلُ الشُّكر

1-الشُّكرُ في القُرآن:
في (مدارج السالكين): ([حَقِيقَةُ الشُّكْرِ]:... وَقَدْ أَمَرَ اللَّهُ بِه، وَنَهَى عَنْ ضِدِّهِ، وَأَثْنَى عَلَى أَهْلِهِ، وَوَصَفَ بِهِ خَوَاصَّ خَلْقِهِ، وَجَعَلَهُ غَايَةَ خَلْقِهِ وَأَمْرِهِ، وَوَعَدَ أَهْلَهُ بِأَحْسَنِ جَزَائِهِ، وَجَعَلَهُ سَبَبًا لِلْمَزِيدِ مِنْ فَضْلِهِ، وَحَارِسًا وَحَافِظًا لِنِعْمَتِهِ، وَأَخْبَرَ أَنَّ أَهْلَهُ هُمُ الْمُنْتَفِعُونَ بِآيَاتِهِ، وَاشْتَقَّ لَهُمُ اسْمًا مِنْ أَسْمَائِهِ، فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ هُوَ الشَّكُورُ، وَهُوَ يُوَصِلُ الشَّاكِرَ إِلَى مَشْكُورِهِ؛ بَلْ يُعِيدُ الشَّاكِرَ مَشْكُورًا، وَهُوَ غَايَةُ الرَّبِّ مِنْ عَبْدِهِ، وَأَهْلُهُ هُمُ الْقَلِيلُ مِنْ عِبَادِهِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ وَاشْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ﴾[النحل: 114]، وَقَالَ: ﴿ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ﴾[البقرة: 152]، وَقَالَ عَنْ خَلِيلِهِ إِبْرَاهِيمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ﴿ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ ﴾ [النحل: 120، 121]، وَقَالَ عَنْ نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ: ﴿ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا ﴾[الإسراء: 3]، وَقَالَ تَعَالَى: ﴿ وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾[النحل: 78]، وَقَالَ تَعَالَى: ﴿ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾[العنكبوت: 17]، وَقَالَ تَعَالَى: ﴿ وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ ﴾[آل عمران: 144]، وَقَالَ تَعَالَى: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾[إبراهيم: 7]، وَقَالَ تَعَالَى: ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ﴾ [إبراهيم: 5]، وَسَمَّى نَفْسَهُ شَاكِرًا وَشَكُورًا، وَسَمَّى الشَّاكِرِينَ بِهَذَيْنِ الِاسْمَيْنِ، فَأَعْطَاهُمْ مِنْ وَصْفِهِ، وَسَمَّاهُمْ بِاسْمِهِ، وَحَسْبُكَ بِهَذَا مَحَبَّةً لِلشَّاكِرِينَ وَفَضْلًا. وَإِعَادَتُهُ لِلشَّاكِرِ مَشْكُورًا؛ كَقَوْلِهِ: ﴿ إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا ﴾ [الإنسان: 22]، وَرِضَا الرَّبِّ عَنْ عَبْدِهِ بِهِ؛ كَقَوْلِهِ: ﴿ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ ﴾ [الزمر: 7]، وَقِلَّةُ أَهْلِهِ فِي الْعَالَمِينَ تَدُلُّ عَلَى أَنَّهُمْ هُمْ خَوَاصُّهُ؛ كَقَوْلِهِ: ﴿ وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ﴾[سبأ: 13]).

2- الشُّكرُ في الأحاديثِ:
1- عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ بِيَدِهِ، وَقَالَ: «يَا مُعَاذُ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ»، فَقَالَ: "أُوصِيكَ يَا مُعَاذُ، لَا تَدَعَنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ تَقُولُ: اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ، وَشُكْرِكَ، وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ"؛ سُنن أبي داود. حديث (1522) [حكم الألباني]: صحيح.

2- وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَدْعُو: "رَبِّ، أَعِنِّي وَلا تُعِنْ عَلَيَّ، وَانْصُرْنِي وَلا تَنْصُرْ عَلَيَّ، وَامْكُرْ لِي وَلا تَمْكُرْ عَلَيَّ، وَاهْدِنِي وَيَسِّرِ الْهُدَى إِلَيَّ، وَانْصُرْنِي عَلَى مَنْ بَغَى عَلَيَّ، رَبِّ اجْعَلْنِي لَكَ شَكَّارًا، لَكَ ذَكَّارًا، لَكَ رَهَّابًا، لَكَ مِطْوَاعًا، إِلَيْكَ مُخْبِتًا، لَكَ أَوَّاهًا مُنِيبًا، رَبِّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتِي، وَأَجِبْ دَعْوَتِي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي، وَاهْدِ قَلْبِي، وَسَدِّدْ لِسَانِي، وَاسْلُلْ سَخِيمَةَ قَلْبِي"؛ المُسند. حديث (1997) قال مُحققوه: إسناده صحيح.

3- وعَنْ صُهَيْبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ»؛ مُسلم. حديث 64 - (2999).

4- وعَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِذَا مَاتَ وَلَدُ العَبْدِ، قَالَ اللَّهُ لِمَلَائِكَتِهِ: قَبَضْتُمْ وَلَدَ عَبْدِي، فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، فَيَقُولُ: قَبَضْتُمْ ثَمَرَةَ فُؤَادِهِ، فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، فَيَقُولُ: مَاذَا قَالَ عَبْدِي؟ فَيَقُولُونَ: حَمِدَكَ وَاسْتَرْجَعَ، فَيَقُولُ اللَّهُ: ابْنُوا لِعَبْدِي بَيْتًا فِي الجَنَّةِ، وَسَمُّوهُ بَيْتَ الحَمْدِ"؛ سُنن الترمذي، حديث (1021) [حكم الألباني]: حسن.

3- الشُّكرُ في الآثار:
1-5- في (مدارج السالكين): (وَقَالَ أَبُو عُثْمَانَ: الشُّكْرُ مَعْرِفَةُ الْعَجْزِ عَنِ الشُّكْرِ. وَقِيلَ: الشُّكْرُ قَيْدُ النِّعَمِ الْمَوْجُودَةِ، وَصَيْدُ النِّعَمِ الْمَفْقُودَةِ، وَشُكْرُ الْعَامَّةِ: عَلَى الْمَطْعَمِ وَالْمَشْرَبِ وَالْمَلْبَسِ، وَقُوتِ الْأَبْدَانِ. وَشُكْرُ الْخَاصَّةِ: عَلَى التَّوْحِيدِ وَالْإِيمَانِ وَقُوتِ الْقُلُوبِ. وَقَالَ دَاوُدُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: يَا رَبِّ، كَيْفَ أَشْكُرُكَ؟ وَشُكْرِي لَكَ نِعْمَةٌ عَلَيَّ مِنْ عِنْدِكَ تَسْتَوْجِبُ بِهَا شُكْرًا. فَقَالَ: الْآنَ شَكَرْتَنِي يَا دَاوُدُ... وَقَالَ الْجُنَيْدُ - وَقَدْ سَأَلَهُ سَرِيٌّ عَنِ الشُّكْرِ، وَهُوَ صَبِيٌّ - الشُّكْرُ: أَلَّا يُسْتَعَانَ بِشَيْءٍ مِنْ نِعَمِ اللَّهِ عَلَى مَعَاصِيهِ. فَقَالَ: مِنْ أَيْنَ لَكَ هَذَا؟ قَالَ: مِنْ مُجَالَسَتِكَ)، وفي (الرسالة القُشيرية) عنِ الجُنيد أَنَّه قال: (كنتُ بَيْنَ يدي السري ألعب- وأنا ابْن سبع سنين، وبين يديه جَمَاعَة يتكلمون فِي الشكر- فَقَالَ لي: يا غلام، مَا الشكر؟ فَقُلْتُ: أَلَّا تعصي اللَّه بنعمة، فَقَالَ: يوشك أَن يَكُون حظُّك مِن اللَّه تَعَالَى لسانُك. قَالَ الجُنيدُ: فلا أزال أبكي عَلَى هذه الكلمة الَّتِي قالها السري).

6- وفي (عدَّة الصابرين): (الباب التاسع عشر: في أن الصبر نصف الإيمان: والإيمان نصفان: نصف صبر، ونصف شكر. قال غير واحد من السلف: الصبر نصف الإيمان. وقال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: "الإيمان نصفان: نصف صبر، ونصف شكر"؛ ولهذا جمع الله سبحانه بين الصبر والشكر في قوله: ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ﴾[إبراهيم: 5] في سورة إبراهيم وفي سورة الشورى وفي سورة سبأ وفي سورة لقمان)، والدليلُ على انقسام الإيمانِ إلى نِصفين: صبر وشكر قوله تعالى:﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنا تُرْجَعُونَ ﴾ [الْأَنْبِيَاء: 35].

قلتُ: (أُوصي بالرجوع إلى باقي كلامه؛ وإنَّما لم أذكره كُلَّه اختصَارًا).

7- وفي (صفة الصفوة) لابن الجوزي: (عن عبدالملك بن أبجر، قال: ما من الناس إلا مُبتلًى بعافية لينظر كيف شكره، أو مبتلًى ببلية لينظر كيف صبره).

8-9- وفي (حلية الأولياء: (عن أبي عبدالله الرازي قال: قال لي سفيان بن عيينة: يا أبا عبد الله، إن من شكر الله على النعمة: أن تحمده عليها، وتستعين بها على طاعته؛ فما شكر الله، مَنِ استعان بنعمته على معصيته. وعن سلام - بن أبي مطيع - قال: كن لنعمة الله عليك في دينك، أشكر منك لنعمة الله عليك في دنياك).

10- وفي (إيقاظ الهِمَمِ شرح متن الحِكَم لابن عجيبة: (وقال في (لطائف المنن): الشكر على ثلاثة أقسامٍ: شكر اللسان، وشكر الأركان، وشكر الجَنَان؛ فشكر اللسان التحدث بنعم الله، قال تعالى: ﴿ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ﴾[الضحى: 11]، وشكر الأركان العمل بالطاعة لله تعالى، قال تعالى: ﴿ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ﴾ [سبأ: 13]، وشكر الجنان بالاعتراف بأن كل نعمة بك أو بأحدٍ مِن العباد هي مِنَ الله تعالى، قال الله تعالى: ﴿ وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ﴾ [النحل: 53]).

11-12- وفي (الرسالة القُشيرية): (حقيقة الشكر عِنْدَ أهل التحقيق الاعتراف بنعمة المنعم عَلَى وجه الخضوع. وعلى هذا القول يوصف الحق سبحانه بأنه شكور توسُّعًا، ومعناه أَنَّهُ يجازي الْعِبَاد عَلَى الشكر، فسَمَّى جزاء الشكر شكرًا؛ كَمَا قَالَ تعالى: ﴿ وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا ﴾[الشورى: 40]، وقيل: شكره إعطاؤه الكثير مِنَ الثواب عَلَى العمل اليسير مِنْ قولهم: دابة شكور إِذَا أظهرت مِنَ السِّمَن فَوْقَ مَا تُعطى مِنَ العلف. ويحتمل أَن يقال: حقيقة الشكر الثناء على المحسن بذكر إحسانه، فشكر العبد لِلَّهِ تَعَالَى ثناؤه عَلَيْهِ بذكر إحسانه إِلَيْهِ، وشكر الحق سبحانه للعبد ثناؤه عَلَيْهِ بذكر إحسانه لَهُ. ثُمَّ إِن إحسان العبد طاعته لِلَّهِ تَعَالَى، وإحسان الحق إنعامه عَلَى العبد بالتوفيق للشكر لَهُ، وشكر العبد عَلَى الحقيقة إِنَّمَا هُوَ نطقٌ اللسان، وإقرارُ القلب بإنعام الرب تَعَالَى. والشكر ينقسم إلى: شكرٍ باللسان: وَهُوَ اعترافه بالنعمة بنعت الاستكانة، وشكرٍ بالبدن والأركان: وَهُوَ اتِّصاف بالوفاق والخدمة، وشكرِ القلب: وَهُوَ اعتكاف عَلَى بساط الشهود بإدامة حفظ الحرمة، ويقال: شُكْرٌ هُوَ شُكْرُ العاملين يَكُون مِنْ جملة أقوالهم، وشُكْرٌ هُوَ نعت العابدين يَكُون نوعًا من أفعالهم، وشُكْرٌ هُوَ شُكْرُ العارفين يَكُون باستقامتهم لَهُ فِي عموم أحوالهم).

13- وفي (عدَّة الصابرين): (الباب السادس والعشرون: في بيان دخول الصبر والشكر في صفات الرب جل جلاله، وتسميته بالصبور والشكور ولو لم يكن الصبر والشكر من الفضيلة إلا ذلك لكفى به:... ومن شكره سبحانه أنه يجازي عدوَّه بما يفعله من الخير والمعروف في الدنيا، ويخفف به عنه يوم القيامة، فلا يضيع عليه ما يعمله مِنَ الإحسان، وهو من أبغض خلقه إليه، ومن شكره أنه غفر للمرأة البغي بسقيها كلبًا كان قد جهده العطش حتى أكل الثرى، وغفر لآخر بتنحيته غصن شوك عن طريق المسلمين. فهو سبحانه يشكر العبد على إحسانه لنفسه. والمخلوق إنما يشكر مَنْ أحسن إليه. وأبلغ من ذلك أنه سبحانه هو الذي أعطى العبد ما يحسن به إلى نفسه، وشكره على قليله بالأضعاف المضاعفة التي لا نسبة لإحسان العبد إليها، فهو المحسن بإعطاء الإحسان وإعطاء الشكر. فمن أحق باسم الشكور منه سبحانه؟! وتأمل قوله سبحانه: ﴿ مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا ﴾[النساء: 147]، كيف تجد في ضمن هذا الخطاب أن شكره تعالى يأبى تعذيب عباده سدى بغير جرم، كما يأبى إضاعة سعيهم باطلًا، فالشكور لا يضيع أجر محسن، ولا يعذب غير مسيء. وفي هذا رد لقول مَنْ زعم أنه سبحانه يكلفه ما لا يطيقه، ثم يعذبه على ما لا يدخل تحت قدرته، تعالى الله عن هذا الظن الكاذب والحسبان الباطل علوًّا كبيرًا! فشكره سبحانه اقتضى ألَّا يعذب المؤمن الشكور، ولا يضيع عمله، وذلك مِنْ لوازم هذه الصفة، فهو منزهٌ عَنْ خلاف ذلك كما ينزه عن سائر العيوب والنقائص التي تنافي كماله وغناه وحمده، ومِنْ شكره سبحانه أنه يخرج العبد من النار بأدنى مثقال ذرة من خير ولا يضيع عليه هذا القدر، ومن شكره سبحانه أن العبد من عباده يقوم له مقامًا يرضيه بين الناس فيشكره له، وينوه بذكره، ويخبر به ملائكته وعباده المؤمنين كما شكر لمؤمن آل فرعون ذلك المقام، وأثنى به عليه، ونوَّه بذكره بين عباده، وكذلك شكره لصاحب يس مقامه ودعوته إليه، فلا يهلك عليه بين شكره ومغفرته إلا هالك، فإنه سبحانه غفور شكور يغفر الكثير مِنَ الزلل، ويشكر القليل مِنَ العمل، ولما كان سبحانه هو الشكور على الحقيقة، كان أحب خلقه إليهم مَنِ اتصف بصفة الشكر، كما أن أبغض خلقه إليه من عَطَّلها واتَّصف بضدها. وهذا شأن أسمائه الحسنى، أحب خلقه إليه من اتَّصف بموجبها، وأبغضهم إليه من اتَّصف بأضدادها؛ ولهذا يبغض الكفور الظالم والجاهل والقاسي القلب والبخيل والجبان والمهين واللئيم. وهو سبحانه جميل يحب الجمال، عليم يحب العلماء، رحيم يحب الراحمين، محسن يحب المحسنين، شكور يحب الشاكرين، صبور يحب الصابرين، جواد يحب أهل الجود، ستَّار يحب أهل الستر، قادر يلوم على العجز، والمؤمن القوي أحب إليه من المؤمن الضعيف، عفو يحب العفو، وتر يحب الوتر، وكل ما يحبه فهو من آثار أسمائه وصفاته وموجبها، وكل ما يبغضه فهو مما يضادها وينافيها).

14- وفي (جلاء الأفهام في فضل الصلاة على محمد خير الأنام) لابن القيم: (الْفَصْل الثَّالِث: فِي معنى اسْم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم واشتقاقه:... فصلٌ: إِذا ثَبت هَذَا فتسميته صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِهَذَا الِاسْم؛ لما اشْتَمَل عَلَيْهِ من مُسَمَّاهُ وَهُوَ الْحَمد، فَإِنَّهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَحْمُود عِنْد الله، ومحمود عِنْد مَلَائكَته، ومحمود عِنْد إخوانه مِنَ الْمُرْسلين، ومحمود عِنْد أهل الأَرْض كلهم، وَإِن كفر بِهِ بَعضهم، فَإِن مَا فِيهِ من صِفَات الْكَمَال محمودة عِنْد كل عَاقل، وَإِن كَابر عقله جحُودًا أَو عنادًا، أَو جهلًا باتصافه بهَا، وَلَو علم اتصافه بهَا لحمده؛ فَإِنَّهُ يحمد من اتَّصف بِصِفَات الْكَمَال، ويجهل وجودها فِيهِ، فَهُوَ فِي الْحَقِيقَة حَامِد لَهُ، وَهُوَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اخْتصَّ من مُسَمَّى الْحَمد، بِمَا لم يجْتَمع لغيره، فَإِن اسْمه مُحَمَّد وَأحمد، وَأمته الْحَمَّادُونَ، يحْمَدُونَ الله على السَّرَّاء وَالضَّرَّاء، وَصَلَاة أمته مفتتحة بِالْحَمْد، وخطبته مفتتحة بِالْحَمْد، وَكتابه مفتتح بِالْحَمْد، هَكَذَا عِنْد الله فِي اللَّوْح الْمَحْفُوظ، أَن خلفاءه وَأَصْحَابه يَكْتُبُونَ الْمُصحف مفتتحًا بِالْحَمْد، وَبِيَدِهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لِوَاء الْحَمد يَوْم الْقِيَامَة، وَلما يسْجد بَين يَدي ربه عز وَجل للشفاعة، وَيُؤذن لَهُ فِيهَا، يحمد ربه بِمَحَامِد يفتحها عَلَيْهِ حِينَئِذٍ، وَهُوَ صَاحب الْمقَام الْمَحْمُود الَّذِي يغبطه بِهِ الْأَوَّلونَ وَالْآخرُونَ، قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا ﴾[الإسراء: 79].

4- مِنْ أخبار وقِصَصِ الشاكرين:
1- في (صحيح البخاري) الأحاديث (1130-4836-6471): ولفظُ أولها: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ المُغِيرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: إِنْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيَقُومُ لِيُصَلِّيَ حَتَّى تَرِمُ قَدَمَاهُ - أَوْ سَاقَاهُ - فَيُقَالُ لَهُ فَيَقُولُ: «أَفَلا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا»، وأخرجه مُسلمٌ في صحيحه. الحديثان 79 - (2819) 80 - (2819) 81 - (2820) ولفظُ آخرهما: عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذَا صَلَّى قَامَ حَتَّى تَفَطَّرَ رِجْلَاهُ، قَالَتْ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَتَصْنَعُ هَذَا، وَقَدْ غُفِرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ، فَقَالَ: «يَا عَائِشَةُ، أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا» وفي (المسند الموضُوعي الجامع للكتب العشرة) لـ/صهيب عبدالجبار: أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاشِعٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سُوَيْدٍ النَّخعِيِّ، حَدَّثَنَا عَبْدُالْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَعُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ، عَلَى عَائِشَةَ، فَقَالَتْ لِعُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ: قَدْ آنَ لَكَ أَنْ تَزُورَنَا، فقَالَ: أَقُولُ يَا أُمَّهْ كَمَا قَالَ الْأَوَّلُ: زُرْ غِبًّا تَزْدَدْ حُبًّا، قَالَ: فَقَالَتْ: دَعُونَا مِنْ رَطَانَتِكُمْ هَذِهِ، قَالَ ابْنُ عُمَيْرٍ: أَخْبِرِينَا بِأَعْجَبِ شَيْءٍ رَأَيْتِهِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَسَكَتَتْ ثُمَّ قَالَتْ: لَمَّا كَانَ لَيْلَةٌ مِنَ اللَّيَالِي، قَالَ: "يَا عَائِشَةُ، ذَرِينِي أَتَعَبَّدُ اللَّيْلَةَ لِرَبِّي"، قُلْتُ: وَاللَّهِ، إِنِّي لَأُحِبُّ قُرْبَكَ، وَأُحِبُّ مَا سَرَّكَ، قَالَتْ: فَقَامَ فَتَطَهَّرَ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي، قَالَتْ: فَلَمْ يَزَلْ يَبْكِي حَتَّى بَلَّ حِجْرَهُ، قَالَتْ: ثُمَّ بَكَى فَلَمْ يَزَلْ يَبْكِي حَتَّى بَلَّ لِحْيَتَهُ، قَالَتْ: ثُمَّ بَكَى فَلَمْ يَزَلْ يَبْكِي حَتَّى بَلَّ الْأَرْضَ، فَجَاءَ بِلَالٌ يُؤْذِنُهُ بِالصَّلَاةِ، فَلَمَّا رَآهُ يَبْكِي، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لِمَ تَبْكِي وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ وَمَا تَأَخَّرَ؟ قَالَ: "أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا، لَقَدْ نَزَلَتْ عَلَيَّ اللَّيْلَةَ آيَةٌ، وَيْلٌ لِمَنْ قَرَأَهَا وَلَمْ يَتَفَكَّرْ فِيهَا ﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ... ﴾[آل عمران: 190] "الْآيَةَ كُلَّهَا [آل عمران: 190] 620 [قال الألباني]: حسن - "الصحيحة" (68)، "التعليق الرغيب" (2/ 220).

2-3- في (عدَّة الصابرين): (الباب العشرون: في بيان تنازع الناس في الأفضل من الصبر والشكر:... ورأى بكر بن عبدالله المزني حَمَّالًا عليه حمله وهو يقول: الحمد لله، أستغفر الله، قال: فانتظرته حتى وضع ما على ظهره، وقلتُ له: أما تحسن غير هذا؟ قال: بلى، أحسن خيرًا كثيرًا. أقرأ كتاب الله غير أن العبد بين نعمة وذنب، فأحمد الله على نعمه السابغة، وأستغفره لذنوبي، فقلتُ: الحمال أفقه من بكر... وعن أنس رضي الله قال: سمعتُ عمر بن الخطاب رضي الله عنه سَلَّم على رجل، فرد عليه السلام، فقال عُمرُ للرجل: كيف أنت؟ قال الرجل: أحمد إليك الله. قال: هذا أردت منك. قال ابن المبارك: وأخبرنا مسعود، عن علقمة بن مرقد، عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: لعلنا نلتقي في اليوم مرارًا، يسأل بعضنا عن بعض، ولم يُرد بذلك إلا ليحمد الله عز وجل).

4- وفي (إحياء علوم الدين): (شكا بعضهم فَقْرَهُ إلى بعض أرباب البصائر وأظهر شدة اغتمامه به، فقال له: أيسرُّك أنك أعمى ولك عشرة آلاف درهم؟ فقال: لا، فقال: أيسرُّك أنك أخرس ولك عشرة آلاف درهم؟ فقال: لا، فقال: أيسرُّك أن أقطع اليدينِ والرِّجْلينِ ولك عشرون ألفًا؟ فقال: لا، فقال: أيسرُّك أنك مجنون ولك عشر آلاف درهم؟ فقال: لا، فقال: أما تستحي أن تشكو مولاك وله عندك عروض بخمسين ألفًا؟

5- ودخل ابن السماك على بعض الخلفاء وبيده كوز ماء يشربه، فقال له: عظني، فقال: لو لم تعط هذه الشربة إلا ببذل جميع أموالك، وإلا بقيت عطشان فهل كنت تعطيه؟ قال: نعم، فقال: لو لم تعط إلا بملكك كله، فهل كنت تتركه؟ قال: نعم، قال: فلا تفرح بملك لا يساوي شربة ماء. فهذا تبين أن نعمة الله تعالى على العبد في شربة ماء عند العطش أعظم من ملك الأرض كلها، وإذا كانت الطباع مائلة إلى اعتداد النعمة الخاصة دون العامة).

الخطبة الثانية
5-تكملة من أخبار وقصص الشاكرين:
5- في (صحيح ابنِ حِبَّان): حديث (5216) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ بِالْهَاجِرَةِ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَسَمِعَ بِذَلِكَ عُمَرُ، فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ، مَا أَخْرَجَكَ هَذِهِ السَّاعَةَ؟ قَالَ: مَا أَخْرَجَنِي إِلَّا مَا أَجِدُ مِنْ حَاقِّ الْجُوعِ، قَالَ: وَأَنَا وَاللَّهِ مَا أَخْرَجَنِي غَيْرُهُ، فَبَيْنَمَا هُمَا كَذَلِكَ إِذْ خَرَجَ عَلَيْهِمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «مَا أَخْرَجَكُمَا هَذِهِ السَّاعَةَ؟»، قَالَا: وَاللَّهِ، مَا أَخْرَجَنَا إِلَّا مَا نَجِدُ فِي بُطُونِنَا مِنْ حَاقِّ الْجُوعِ، قَالَ: «وَأَنَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا أَخْرَجَنِي غَيْرُهُ، فَقُومَا»، فَانْطَلَقُوا حَتَّى أَتَوْا بَابَ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، وَكَانَ أَبُو أَيُّوبَ يَدَّخِرُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَعَامًا أَوْ لَبَنًا، فَأَبْطَأَ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ، فَلَمْ يَأْتِ لِحِينِهِ، فَأَطْعَمَهُ لِأَهْلِهِ، وَانْطَلَقَ إِلَى نَخْلِهِ يَعْمَلُ فِيهِ، فَلَمَّا انْتَهَوْا إِلَى الْبَابِ خَرَجَتِ امْرَأَتُهُ، فَقَالَتْ: مَرْحَبًا بِنَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبِمَنْ مَعَهُ، فَقَالَ لَهَا نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَأَيْنَ أَبُو أَيُّوبَ؟»، فَسَمِعَهُ وَهُوَ يَعْمَلُ فِي نَخْلٍ لَهُ، فَجَاءَ يَشْتَدُّ، فَقَالَ: مَرْحَبًا بِنَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبِمَنْ مَعَهُ، يَا نَبِيَّ اللَّهِ، لَيْسَ بِالْحِينِ الَّذِي كُنْتَ تَجِيءُ فِيهِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صَدَقْتَ» قَالَ: فَانْطَلَقَ فَقَطَعَ عِذْقًا مِنَ النَّخْلِ فِيهِ مِنْ كُلِّ التَّمْرِ وَالرُّطَبِ وَالْبُسْرِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا أَرَدْتُ إِلَى هَذَا، أَلَا جَنَيْتَ لَنَا مِنْ تَمْرِهِ؟»، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَحْبَبْتُ أَنْ تَأْكُلَ مِنْ تَمْرِهِ وَرُطَبِهِ وَبُسْرِهِ، وَلَأَذْبَحَنَّ لَكَ مَعَ هَذَا، قَالَ: «إِنْ ذَبَحْتَ فَلَا تَذْبَحَنَّ ذَاتَ دَرٍّ»، فَأَخَذَ عَنَاقًا أَوْ جَدْيًا فَذَبَحَهُ، وَقَالَ لِامْرَأَتِهِ: اخْبِزِي وَاعْجِنِي لَنَا، وَأَنْتِ أَعْلَمُ بِالْخَبْزِ، فَأَخَذَ الْجَدْيَ فَطَبَخَهُ وَشَوَى نِصْفَهُ، فَلَمَّا أَدْرَكَ الطَّعَامُ، وُضِعَ بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ، فَأَخَذَ مِنَ الْجَدْيِ فَجَعَلَهُ فِي رَغِيفٍ، فَقَالَ: «يَا أَبَا أَيُّوبَ، أَبْلِغْ بِهَذَا فَاطِمَةَ، فَإِنَّهَا لَمْ تُصِبْ مِثْلَ هَذَا مُنْذُ أَيَّامٍ»، فَذَهَبَ بِهِ أَبُو أَيُّوبَ إِلَى فَاطِمَةَ، فَلَمَّا أَكَلُوا وَشَبِعُوا، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خُبْزٌ وَلَحْمٌ وَتَمْرٌ وَبُسْرٌ وَرُطَبٌ» وَدَمِعَتْ عَيْنَاه: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّ هَذَا لَهُوَ النَّعِيمُ الَّذِي تُسْأَلُونَ عَنْهُ، قَالَ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا: ﴿ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ﴾ [التكاثر: 8]، فَهَذَا النَّعِيمُ الَّذِي تُسْأَلُونَ عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»، فَكَبُرَ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: «بَلْ إِذَا أَصَبْتُمْ مِثْلَ هَذَا، فَضَرَبْتُمْ بِأَيْدِيكُمْ، فَقُولُوا: بِسْمِ اللَّهِ، وَإِذَا شَبِعْتُمْ فَقُولُوا: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هُوَ أَشْبَعَنَا وَأَنْعَمَ عَلَيْنَا وَأَفْضَلَ، فَإِنَّ هَذَا كَفَافٌ بِهَا»، فَلَمَّا نَهَضَ قَالَ لِأَبِي أَيُّوبَ: «ائْتِنَا غَدًا» كَانَ لَا يَأْتِي إِلَيْهِ أَحَدٌ مَعْرُوفًا إِلَّا أَحَبَّ أَنْ يُجَازِيَهُ، قَالَ: وَإِنَّ أَبَا أَيُّوبَ لَمْ يَسْمَعْ ذَلِكَ، فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَكَ أَنْ تَأْتِيَهَ غَدًا، فَأَتَاهُ مِنَ الْغَدِ، فَأَعْطَاهُ وَلِيدَتَهُ، فَقَالَ: «يَا أَبَا أَيُّوبَ، اسْتَوْصِ بِهَا خَيْرًا، فَإِنَّا لَمْ نَرَ إِلَّا خَيْرًا مَا دَامَتْ عِنْدَنَا»، فَلَمَّا جَاءَ بِهَا أَبُو أَيُّوبَ مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَا أَجِدُ لَوَصِيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْرًا مِنْ أَنْ أَعْتِقَهَا، فَأَعْتَقَهَا؛ [تعليق الألباني] ضعيف.



 توقيع : ضامية الشوق




رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فضائل شهر رجب ضامية الشوق …»●[ أرواح أيمـــانيـــه ]●«… 20 02-26-2024 04:46 PM
شهر رمضان: فضائل وأحكام (خطبة) ضامية الشوق ... رمضـــــانيات ... 19 04-12-2023 04:41 AM
كيف انزل السكر التراكمي بدون علاج | ماهو فحص السكر التراكمي الطبيعي والخطير وخزان السكر ضامية الشوق …»●[لكل داء دواء ولبــدنكـ عليكـ حق]●«… 12 01-13-2023 03:18 PM
ترك خطبة بنت عمته وأصر على خطبة فتاة أحبها فاعترض أهله ضامية الشوق ( قصايد ليل للفتاوى ) 18 01-14-2019 09:40 PM
السكر وماوراء السكر دايت إرتواء نبض …»●[لكل داء دواء ولبــدنكـ عليكـ حق]●«… 24 11-25-2014 07:27 PM

Loading...


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية