دروس في مصطلح الحديث وعلومه ..!!

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليماً.
أما بعد:

فان الامة اليوم احوج ما تكون الى العلم الشرعي وقد نظرت الى قسم الحديث في منتدانا الكريم فلم أجد من كتب في علم المصطلح وهو من ارفع العلوم واجلها خصوصا في هذه الازمان وقد خلطت العامة في الحديث فلا تميز الصحيح من السقيم , فأحببت ان اقدم بين يديكم اخواني ملخصا فيه وقد اعتمدت في دروسي هذه على أمور :

أ- كتب اهل العلم في المصطلح الصغيرة والكبيرة مثل : البيقونية ومصطلح الحديث والباعث الحثيث وتدريب الراوي وتعليقات اهل العلم عليها وبالاخص كتب العلامة محمد بن صالح العثيميين تغمده الله برحمته . وغيرها .

ب- ما تعلمناه من مشايخنا وعلمائنا حفظهم الله وذلك بقراءة متون علم الحديث عليهم وقد اكرمني الله بعدد منها مثل قصب السكر على شيخنا د . بندر العبدلي حفظه الله في بلا الحجاز , ومن خلال متابعتنا لدرس الحديث والاسانيد في بلدنا الاردن حماها الله على شيخنا العلامة محدث الشام مشهور بن حسن آل سلمان اطال الله في عمره ونفعنا بعلمه , آآآمين , واني اذ اذكر هذا ليعلم من اين أجيء بما اكتب والعلم دين فلينظر احدكم عن من يأخذ دينه .
.
وستكون هذه الدروس لعامة اخواننا مبسطة سهلة ان شاء الله ومن اشكل عليه شيء فليسأل فان اجبته انا او اخوتي مراد السادس ومحمود احمد حفظهما الله ونفع بهما اعضاء المنتدى ان شاء الله انتفع وتحصل المطلوب ... وساكتب ان شاء الله بعدها ان شاء ربنا في علوم القران واصول الفقه ( مختصرة ) , مع الاستمرار في الموسوعة الميسرة للمذاهب و..., واسأكون شاكرا للاخوة المشرفين عند تثبيتها ليستمر النفع بها باذن الله .

هذا واسال الله التوفيق والرشد والهداية والسداد وان يجعله خالصا لوجهه الكريم انه وولي ذلك والقادر عليه ..

ولله عاقبة الامور ,
كتبه ابو انس بن احمد عفا الله عنه
وعن والديه ومشايخه اجمعين .

بسم الله الرحمن الرحيم

فهذه مقدمة في علم مصطلح الحديث:


المصطلح: علم يعرف به أحوال الراوي والمروي من حيث القبول والرد.

وفائدة علم المصطلح: هو تنقية الأدلة الحديثية وتخليصها مما يشوبها من: ضعيف وغيره، او معرفة ما يقبل ويرد من الراوي والمروي ليتمكن من الاستدلال بها لأن المستدل بالسنة يحتاج إلى أمرين هما:

1 ـ ثبوتها عن النبي صلى الله عليه وسلّم.
2 ـ ثبوت دلالتها على الحكم.

فتكون العناية بالسنة النبوية أمراً مهماً، لأنه ينبني عليها أمرٌ مهم وهو ما كلف الله به العباد من عقائد وعبادات وأخلاق وغير ذلك.

وثبوت السنة إلى النبي صلى الله عليه وسلّم يختص بالحديث، لأن القرآن نُقل إلينا نقلاً متواتراً قطعياً، لفظاً ومعنى، ونقله الأصاغر عن الأكابر فلا يحتاج إلى البحث عن ثبوته.
ثم اعلم أن علم الحديث ينقسم إلى قسمين:

1 ـ علم الحديث رواية.
2 ـ علم الحديث دراية.

فعلم الحديث رواية يبحث عما ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلّم من أقواله وأفعاله وأحواله. ويبحث فيما يُنقل لا في النقل.

مثاله: إذا جاءنا حديث عن النبي صلى الله عليه وسلّم فإننا نبحث فيه هل هو قول أو فعل أو حال؟
وهل يدل على كذا أو لا يدل؟

فهذا هو علم الحديث رواية، وموضوعه البحث في ذات النبي صلى الله عليه وسلّم وما يصدر عن هذه الذات من أقوال وأفعال وأحوال، ومن الأفعال الإقرار، فإنه يعتبر فعلاً، وأما الأحوال فهي صفاته كالطول والقِصَر واللون، والغضب والفرح وما أشبه ذلك.

أما علم الحديث دراية فهو: علم يُبحث فيه عن أحوال الراوي والمروي من حيث القبول والرد.

مثاله: إذا وجدنا راوياً فإنا نبحث هل هذا الراوي مقبول أم مردود؟

أما المروي فإنه يُبحث فيه ما هو المقبول منه وما هو المردود؟

وبهذا نعرف أن قبول الراوي لا يستلزم قبول المروي؛ لأن السند قد يكون رجاله ثقاةً عدولاً، لكن قد يكون المتن شاذًّا أو معللاً فحينئذ لا نقبله. كما أنه أحياناً لا يكون رجال السند يصِلون إلى حد القبول والثقة، ولكن الحديث نفسه يكون مقبولاً وذلك لأن له شواهد من الكتاب والسنة، أو قواعد الشريعة تؤيده.

إذن فائدة علم مصطلح الحديث هو: معرفة ما يُقبل وما يردّ من الحديث.
وهذا مهمّ بحد ذاته؛ لأن الأحكام الشرعية مبنية على ثبوت الدليل وعدمه، وصحته وضعفه.



يتبع ان شاء الله ......