![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
…»●[ أرواح أيمـــانيـــه ]●«… { .. كل مايختص بأمور ديننا ودنيانا و يتعلق بأمور الدين الحنيف لأهل السنة و الجماعة فقط .. } |
![]() ![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||
|
||||||||
![]() ![]() هي التفاصيل التي تعلق في البال وتسافر معنا اينما ارتحلنا تشد حواسنا معاتبة ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء هنا وقفة فتاملوا معي كنت اقف على الرصيف المقابل واتامل ضرير طاعن في السن يفترش قارعة الطريق يرتدي شيئا ما يشبه الثياب ويضع امامه دكانا صغيرا لا تتجاوز قيمة الاشياء المعروضة به ما يسد رمق حوجته ومع ذلك كان صابرا قنوع وانا اراقبه بجزع وهو يحاول بيديه المرتجفتين ان يعيد لملمت بضاعته المفروشة امام من اقدام العابرين الذين لا يشعرون بوجوده الا حين تصطدم احذيتهم به ويتافف بعضهم والبعض يلقون عليه نظرة باردة مستعجلة والبعض يرميه بنظرات شرر لأنه قطع عليهم خطواتهم المتعجّلة فجاة يتوقف احدهم بعد ان تجاوزه بقليل ويتذكر انه لم يتصدق منذ فترة طويلة ولعله تذكر ايضا ان كل فلسا يضعه في يد هذا الضرير المسكين سيعود اليه ضعفا مضاعف يوما ما وكانه تاجر ماهر فقرر العودة بخطوات الى هذا البائس المرتمي على الارض بكل ذل ويخرج من جيبه رزمة نقود وينتقي منها ورقة ما ويلقيها في حجر هذا الكائن البائس ببرود ويمضي سريعا دون مبالاة لان ينصت لسيل دعواته التي كان يفرك راحتيه حبورا ويستمطر بها السماء لرحمته وهناك رجلا اخر كان يسير متعجلا يرتطم عفوا بركبة هذا المسكين ويذعر من ما جنته قدماه وينحني اليه بكل عطف واهتمام معتذرا منه بشدة إن كان قد آلمه , ثم يخرج محفظة مهترئة وغير مبالي بنوعية الاوراق التي يخرجها ويضعها في يدي هذا الكسير وهو يصافحه بكل محبة ويده الاخرى تربت على كتفه بحنان صادق للعيان وكانه يخبره بان هناك رحماء يواسونه ويشعرون حقا بماساته الشخصية وان نور الوجود موجود ولا يحتاج اليه بصره كي يراه جيدا ثم مضى مبتعدا وهو يمسح دمعة عالقة وحلق ببصره للسماء وكانه يدعو الله بقلبه ان يخفف عن هذا البائس بؤسه بالتاكيد كلا الرجلين دفعا صدقة وكلاهما نالا حظا وافرا من الاجر ومن الدعاء ولكن الفرق بان كل من دفع صدقتَه بقلب محب هو اقرب من دفعها باصابعه فقط فكونوا رحماء بينكم حينها يرحمكم من في السماء |