الله يحييك معنآ هـنـا


 
العودة   منتديات قصايد ليل > ..✿【 قصايدلــيل الإسلامية】✿.. > …»●[ أرواح أيمـــانيـــه ]●«… > الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية
 

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 09-08-2022
Saudi Arabia     Female
لوني المفضل Aliceblue
 رقم العضوية : 28440
 تاريخ التسجيل : Jul 2015
 فترة الأقامة : 3587 يوم
 أخر زيارة : منذ 3 أسابيع (04:40 AM)
 الإقامة : يســــآر صــــدره
 المشاركات : 379,380 [ + ]
 التقييم : 214754188
 معدل التقييم : كـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي سورة الحجر (الآيات 73 : 77)



قول الله - تعالى ذِكْره -: ﴿ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ * فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ * إِنَّ في ذَلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ * وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ * إِنَّ في ذَلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الحجر73: 77].

﴿ الصَّيْحَةُ ﴾ الصَّوت الهائل المُفْزِع الذي تنشقُّ منه القلوب هلعًا وفزعًا، وصوت الغارة إذا فوجِئَ الحيُّ بها، وأصله: من "الانصياح" وهو تشقُّق الأرض ونَحْوِها من اليبس والجفاف تشقُّقًا واضحًا، وفي الحديث: ((اللهم صاحت جبالنا))[1]؛ أيْ: تشقَّقَت وجفَّت، ومنه تصيَّحَت الأرض تغطَّى بعضها بالنَّبات وبقي بعضها عاريًا منه، فكانت كالثوب المتشقِّق.

فتكون ﴿ الصَّيْحَةُ ﴾ هنا: الغارة التي جاءَتْهم بأصوات مهولة تشقِّق الجبال، وتجفُّ لها حلوقُهم، وتقف بِها حركة الْحَياة في عروقهم، وتتمزَّق القلوب هلعًا وفزعًا.

و﴿ مُشْرِقِينَ ﴾؛ أيْ: حين دخولِهم في وقت شروق الشمس، يُقال: شرقت الشمس شُروقًا: طلعت، وأشرقَتْ: أضاءت وانتشر ضوءها، وشرقت الشمس أيضًا: اصفرَّت للغروب، ومنه قيل: أحمر شارق: شديد الحمرة.

و﴿ سِجِّيلٍ ﴾ "السَّْل" الصَّب المتتابع بكثرة؛ يُقال: سجلت الماء سجلاً: إذا صببته صبًّا متصلاً، ومنه "السَّجْل" للدَّلْو العظيمة، قد تتابع صَبُّ الماء فيها حتَّى امتلأَتْ، ولا يُقال لها ذلك إلاَّ وهي ممتلئة ماء، ودلو سجيلة وسجيل: ضخمة، ويقولون: سجل القاضي لفلان بِماله؛ أي: استوثق به، وأحكم أمره وضبَطَه على خصمه، وأثبته؛ حتَّى لا يضيع، ومنه "السِّجل".

قال صاحب "اللسان" في مادة "سجل": " السِّجِّيل هو حجر من طين، دخيل، معرَّب، وهو: "سَنْكِ رَكِل"؛ أي: حجارة وطين، وقال أبو إسحاق: للناس في السجيل أقوال، وفي التفسير: أنَّها من جِلٍّ وطين، وقيل: من جلٍّ وحجارة، وقال أهل اللغة: هذا فارسي، والعرَبُ لا تعرف هذا، قال الأزهريُّ: والذي عندنا - والله أعلم - أنه إذا كان التفسير صحيحًا: فهو فارسي أُعْرِب؛ لأن الله تعالى قد ذكر هذه الحجارة، وفي قصة قوم لوط: ﴿ لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ ﴾ [الذاريات: 33]، فقد بيَّن للعرب ما عَنَى بسجِّيل، ومن كلام الفُرْس ما لا يُحصى مما قد أعربَتْه العرب، نحو: جاموس، وديباج، فلا أُنْكِر أن يكون هذا مما أُعْرب، قال أبو عبيدة: ﴿ مِنْ سِجِّيلٍ ﴾: تأويله كثيرة شديدة، وقال: إنَّ مثل ذلك قول ابن مقبل:
وَرَجْلَةٍ يَضْرِبُونَ البَيْضَ عَنْ عُرُضٍ
ضَرْبًا تَوَاصَتْ بِهِ الأَبْطَالُ سِجِّينَا

قال: وسجِّينٌ وسجِّيل بِمَعنى واحد، وقال بعضهم: سجِّيل مِن أسجَلْته أيْ: أرسلته، فكأنَّها مرسلة عليهم، قال أبو إسحاق: قال بعضُهم: سجيل مِن أسجَلْت: إذا أعطَيْت وأخَذْت، وجعلَه من السِّجْل. وأنشد بيت اللهبِي:
مَنْ يُسَاجِلْنِي يُسَاجِلْ مَاجِدًا

وقيل: ﴿ مِنْ سِجِّيلٍ ﴾ كقولك: من سِجِلٍّ؛ أيْ: ما كُتِب لهم، قال: وهذا القول إذا فُسِّر فهو أبْيَنُها؛ لأنَّ من كتاب الله دليلاً عليه، قال الله تعالى: ﴿ كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفي سِجِّينٍ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ ﴾ [المطففين: 7 - 8]؛ المعنى: أنَّها حجارة مِمَّا كتب الله تعالى أن يعذِّبَهم بها، قال: وهذا أحسن ما مرَّ فيها عندي، وقال الجوهري: هي حجارة من طينٍ طُبِخَت بنار جهنَّم، مكتوبٌ فيها أسماء القوم؛ لقوله تعالى: ﴿ لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ * مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفينَ ﴾ [الذاريات: 33 - 34]، وسجَّلَه بالشيء رماه من فَوْق؛ اهـ.

فالمعنى: أرسلنا عليهم مِن فَوْقِهم حجارةً من طين، مطبوخة بنار جهنَّم إرسالاً متتاليًا، كأنَّها سجال تَنْصبُّ من فوق رؤوسهم متتابعة متَّصلة، قد كانت هذه الحجارة معدَّة لَهم ومسجَّلة باسم كلِّ واحد منهم، يأتيه منها نصيبُه الذي كُتِب باسمه لا يُخْطِئه إلى غيره، وقد وصف الله هذه الحجارة المرسلة على قوم لوطٍ في سورة هود بأنَّها: ﴿ مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ * مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ ﴾ [هود: 82 - 83] و"المنضود " الذي يشبه حبَّات العِقْد المسلوكة بجوار بعضها، متناسقة، ووصفَها في سورة القمر بأنَّها حاصب: ﴿ إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ ﴾ [القمر: 34] و"الحاصب " الحجارة الدقيقة، كأنَّها حبُّ الحِمَّص يرمى بها، ووصفها الله بأنَّها في كثرتها وتتابعها كالمطر، قال في سورة النمل: ﴿ وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ ﴾ [الشعراء: 173] ووصفها بأنها رجز، فقال في سورة العنكبوت: ﴿ إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ﴾ [العنكبوت: 34] ووصفها بأنَّها مسوَّمة؛ أيْ؛ معلَّمة، مِن السِّمة وهي العلامة، ومن التسويم وهو الإرسال والانطلاق بدون توقُّف ولا مانع يَمنعها، فقال في الذاريات: ﴿ مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفينَ ﴾ [الذريات: 34] ولَم يَذْكر الله في كتابه الكريم أنه أرسل هذه الحجارة وأمطرها رجزًا وعذابًا مهلكًا إلاَّ على قوم لوط، وعلى أصحاب الفيل: ﴿ وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ ﴾ [الفيل: 1 - 5].

و"المتوسِّمون" هم المتفرِّسون الذين يعرفون الناس والأمور بالسِّيما، وهي العلامة، يقال: توسَّمْتُ فيك كذا؛ أيْ: تفرَّسْته، كأنَّك أخذْتَ من "السيماء" فعلاً من السمة.

وقال الراغب: "المتوسِّمون: المعتبرون العارفون المتَّعِظون، وهذا التوسُّم هو الذي سَمَّاه قومٌ: الزَّكانة، وقوم: الفراسة، وقوم: الفطنة، قال -صلى الله عليه وسلم-: ((اتَّقوا فراسة المؤمن، فإنه ينظر بنور الله))[2]؛ رواه الترمذي بسند فيه ضعف"؛ اهـ.

أقول: كأن المتوسِّم بجلاء بصيرته من مداومتِه لاستحضار نِعَم الله فيه وفي الآفاق، ويقظته في تلقِّي آثار أسماء الله وصفاته ونِعَمِه، والتفكُّر في آيات الله وسُنَّتِه، والاعتبار بذلك، أوجدَتْ له حاسَّة جديدة، هي التوسُّم، يرى بها من العلامات والأدلَّة ما جعله كأنَّه كسب الأشخاص والأمور - بذكائه وبإيمانه اليقظ - سِمَات وعلامات لم تكن لَها؛ لأنَّها غير موجودة في حقِّ الكثرة من المقلدين السفهاء الغاوين الغافلين الساهين اللاهين، الذين يتَّخِذون آيات الله هزُوًا ولعبًا، فهم أضَلُّ من الأنعام سبيلاً.

و"السبيل المقيم" هو الصِّراط المستقيم في خلقه وربوبيَّته العادلة العَدْل المطلق، الحكيمة البالغة، وسُنَنه وآياته التي لا تتبدَّل بغفلة الغافلين، ولا تتحوَّل عن طريقها الثابت المطَّرِد بأماني اللاَّهين المخدوعين، ولا تَمِيل بأهواء المغرورين الجاهلين، الذين خسروا أنفسهم بِسَفهِهم وغيِّهم، فكانوا بآيات الله وسننه وحكمته من الكافرين.

يعني ربُّنا سبحانه: أنَّ هذه العقوبة التي أحلَّها الربُّ العليم الحكيم بقوم لوط: إنَّما بلغوا إليها، وحلَّت بِهم؛ بما سلكوا لَها من سبيل السَّفَه والغيِّ، والعمى عن الآيات والسُّنَن، فجرَّهم ذلك إلى الكفر والفسوق والعصيان، وهي نتيجة حتميَّة لكلِّ مَن أخذ هذه السبيل إليها، كما أخذها قومُ لوط المسرفون المجرمون.

فما كان عقابُهم لزمانٍ، ولا لمكان، ولا لِنَسب؛ وإنَّما كان عقابُهم لأحوالٍ وصفات، وعقائدَ زائفة، أدَّت بِهم إلى هذه العقوبة الأليمة، وهي كذلك تؤدِّي بكل من اتَّصَف بِها واعتقدها في أيِّ زمان، وأيِّ مكان، وبأي اسْمٍ تسمَّى، وإلى أيِّ نسَبٍ انتسب - إلى ما حلَّ بقوم لوطٍ المُجرمين، وكذلك نفهم أيضًا من "السبيل المقيم" أنَّ تلك الأحوال والصِّفات الإجراميَّة الخبيثة من الكفر الشَّنيع والفسوق القذر بإتيان الذُّاكران من العالمين: إنَّما كان بِمُقدِّمات تبدأ صغيرة، ثم يتولَّد منها نتائج تكون لغيرها مقدِّمات كبيرة، ثم يكون منها نتائِجُ تكون مقدِّمات لغيرها، وهكذا: الجهل الصَّغير يلد جهلاً كبيرًا ثم جهلاً أكبر، والسَّفه الصَّغير يلد سفهًا كبيرًا ثم سفهًا أكْبَر، والفسق الصغير يلد فسقًا كبيرًا ثُمَّ فسقًا أكبر، والفساد الصغير يلد فسادًا كبيرًا ثم فسادًا أكبَر، وهكذا مَن أخذ هذا السبيل وسار فيه على عمًى وغفلة، فهو ينتهي حتمًا إلى ما انتهى إليه قومُ لوطٍ وغيرهم من الكافرين المُجرمين، ولن تجد لسنة الله تبديلاً ولا تحويلاً؛ ولذلك قال ربُّنا بعدها: ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الحجر: 77]؛ أيْ: آيةً أوضح آية، وأظهرها للمؤمنين بالله ربًّا حكيمًا، عليمًا خبيرًا، عادلاً العدل المطلق، ما خلق شيئًا لعبًا ولا عبثًا، وما يَتْرك الإنسانَ سُدًى، ولا يحابي ولا ينظر إلى الأسماء والصُّوَر، وإنَّما ينظر إلى القلوب والأعمال، وما يظلم ربُّك أحدًا: ﴿ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ * فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ ﴾ [المؤمنون: 115 - 116] ﴿ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ ﴾ [الأنعام: 73] ﴿ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلاً ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ * أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ في الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ * كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [ص: 27 - 29]، ﴿ هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ * أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ * وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ ﴾ [الجاثـية: 20 - 22].

وقال ربُّنا في تعريفنا بسبيله المقيم الخالد الذي لا يتحوَّل أبدًا: ﴿ وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ في أُمِّهَا رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ ﴾ [القصص: 59]، وقال: ﴿ أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا في أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ * أَوَلَمْ يَسِيرُوا في الْأَرْضِ فينْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ * ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا السُّوأَى أَنْ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ ﴾ [الروم: 8 - 10]، ﴿ فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الروم: 47].

وأمثال ذلك في القرآن لا يُحصى؛ ليُعَرِّفهم الله سبحانه السبيل المقيم؛ ليكونوا على علم وبيِّنة، فيسلكوه ويحرصوا على الثبات عليه؛ ليسعدوا في حياتهم الدُّنيا والآخرة، ويا حسرةً على العباد، إنَّهم ما وقعوا في شباك الشيطان - فمزَّقهم شرَّ مُمزَّق؛ بالشِّرك والكفر والفسوق والعصيان، والاستهتار بكلِّ دينٍ وخُلُق وأدب وكرامة، ثم ألقاهم لقمة سائغة هيِّنة لعدوِّهم من اليهود والنَّصارى والوثنيِّين والملحدين - إلاَّ مِن عماهم عن سبيل الله المقيم، وسخريتهم بآيات الله المُحكمة، ولعبهم بسُنَّتِه التي لا تتبدَّل، وتقليدِهم الأعمى للآباء والشُّيوخ، فحَفَّتْهم بشتَّى المخدرات من الأمانِيِّ الكاذبة: النَّسَب إلى بيت النبوة يمنع لحوق أيِّ جريمة، التسمِّي باسم الإسلام كفيلٌ بكلِّ نجاح وعزٍّ في الدُّنيا والآخرة، الانتماء إلى المذهب الفلاني، أو الشيخ الفلاني، أو المحسوبيَّة للولِيِّ الفلاني: ضمينٌ بالفوز التامِّ والسعادة والفلاح في الدنيا والآخرة، والْمُوالاة لذئاب البشرية من الدُّول الكافرة الملحدة، والتلاشي في دينهم الإلحاديِّ وأخلاقهم الفاجرة، والتديُّن من صميم القلوب بِمَدنيَّتِهم، بل بوحشيَّتِهم وهجميَّتِهم الخاسرة - هو وحده الذي تكون به العزة والنَّصر، والقوة والرِّفعة في الحياة.

يا حسرةً على العباد! إنَّهم وقعوا في كلِّ ذلك الذي مزَّقهم شر مُمزَّق، وأذلَّهم أخسَّ ذلة، وألقاهم تحت أقدام الظالمين، حتَّى زادوا عليهم بغيًا، ولهم ظُلْمًا؛ بِعَماهم عن سبيل الله الْمُقيم في كل سُنَّتِه في أنفسهم وفي الآفاق: تتوالى عليهم لِتُوقظهم من غفلتهم، ولتجلو غشاوات الجهالة والعمه عن بصائرهم، وآيات الذِّكر الحكيم يَسْلكها الله في قلوبهم بالتِّلاوة والسَّماع، فلا يزدادون مع كلِّ ذلك إلا نُفورًا وكفورًا، ولا تزداد مَخالب الأعداء في أعناقهم إلاَّ تغلغلاً وإصرًا، ولا يرون من الله إلا غضبًا وسخطًا.

فيا ويلتا! متَى يفيقون؟ ويا حسرتا! متى يُبْصِرون السبيلَ المقيم فيُنِيبون إليه، ويأخذون سَمْتَهم في الحياة كلِّها عليه؟ ﴿ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ * لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ ﴾ [الأنبياء: 2 - 3] ﴿ وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمَنِ مُحْدَثٍ إِلَّا كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ * فَقَدْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴾ [الشعراء: 5، 6].



 توقيع : كـــآدي






القلب يميل لـ من يجتهد في احتضانـه
واستيعابـه ، واحتـواءه ، يميل لمن يصارع
العالـم لأجلـه ، من يشتاقه بلا سـبب
ويأتيـه بلا سـبب ، من يبقى بجواره للأبد


آخر تعديل كـــآدي يوم 09-09-2022 في 09:22 PM.
رد مع اقتباس
قديم 09-08-2022   #2


الصورة الرمزية عـــودالليل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2
 تاريخ التسجيل :  Sep 2008
 أخر زيارة : منذ 3 ساعات (02:23 PM)
 المشاركات : 776,738 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
ياهلا باللي ينور

دنيتي صوته



كيف

لوجيتني

وش حالها الدنيا
لوني المفضل : Beige
افتراضي



قيمه جيده لمحتها من خلال هذا
الجلب المميز في
محتواه
ونال الاستحسان
والاعجاب التام والرضى

وكل هذا
دليل ذائقه راقيه جدا أدت
لظهور هذا الطرح بهذا الشكل

اتمنى تقديم المزيد والاستمرار عل
نفس المنوال


و
لك كل احترامي وتقديري
واسعدك المولى


محمد الحريري


 
 توقيع : عـــودالليل


مهم جدآ
قرار بخصوص احتساب المشاركات وتوضيح مفصل
بالاضافة لشروط استخدام الخاص وصندوق المحادثات

تفضلوا بالدخول

طريقة احتساب المشاركات وكيف تحصل على مشاركات اضافيه بنجاح - منتديات قصايد ليل

قوانين استخدام الشات والرسائل الخاصة - منتديات قصايد ليل


رد مع اقتباس
قديم 09-08-2022   #3


الصورة الرمزية شموخ

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28080
 تاريخ التسجيل :  Jan 2015
 أخر زيارة : منذ 4 ساعات (01:15 PM)
 المشاركات : 223,399 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Saudi Arabia
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
♔شموخ ♔
لوني المفضل : White
افتراضي



سلمت اناملك لروعة ذوقك
يسعدك ربي ويحقق أمانيك


 
 توقيع : شموخ






اللهم احفظ لي أمي حبيبتي اني أخشى عليها من ضرر يمسها فيمسني أضعافه اللهُم أني استودعك إياها في كل حين فاحفظها يارب♥

اللهم أرحم أبي وخالي رحمة تدخلهم بها جنة الفردوس بلا حساب ولا سابق عذاب واجبرنا جبراً انت وليه فالدنياء والأخره



رد مع اقتباس
قديم 09-08-2022   #4


الصورة الرمزية مجنون قصايد

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 27626
 تاريخ التسجيل :  Jul 2014
 أخر زيارة : منذ 3 ساعات (02:43 PM)
 المشاركات : 326,331 [ + ]
 التقييم :  2089095625
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Tan
افتراضي



بيض الله وجهك
طرح واختيار روعه للموضوع
لاحرمك الله رضاه

لك كل
تقديري واحترامي


مجنون قصآيد


 
 توقيع : مجنون قصايد









رد مع اقتباس
قديم 09-09-2022   #5


الصورة الرمزية روح الندى

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29723
 تاريخ التسجيل :  Jul 2018
 أخر زيارة : منذ 3 يوم (05:20 AM)
 المشاركات : 136,131 [ + ]
 التقييم :  382154
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : #Cadetblue
افتراضي



جزاك الله خير


 
 توقيع : روح الندى










رد مع اقتباس
قديم 09-11-2022   #6


الصورة الرمزية نظرة الحب

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 68
 تاريخ التسجيل :  Jan 2009
 أخر زيارة : منذ 4 ساعات (01:17 PM)
 المشاركات : 714,888 [ + ]
 التقييم :  990529831
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
ماعلموك ؟
إنه في غيابك
يلف دنياي السكون وفي وجودك
تضحك احزاني وتهون..
لوني المفضل : Aliceblue
افتراضي



سلمت أناملك على الجلب المميز
اعذب التحايا لك


 
 توقيع : نظرة الحب









رد مع اقتباس
قديم 09-11-2022   #7


الصورة الرمزية كـــآدي

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28440
 تاريخ التسجيل :  Jul 2015
 أخر زيارة : منذ 3 أسابيع (04:40 AM)
 المشاركات : 379,380 [ + ]
 التقييم :  214754188
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Aliceblue
افتراضي



يسلمو على المرور


 

رد مع اقتباس
قديم 09-11-2022   #8


الصورة الرمزية نجم الجدي

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 134
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : منذ ساعة واحدة (05:00 PM)
 المشاركات : 355,919 [ + ]
 التقييم :  1911757231
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Darkgray
افتراضي



الله يعطيك العافيه على الطرح
اللي كله ابداااااااع

حضوري شكر وتقدير لك
ولاهتمامك في مواضيعك

اخوك
نجم الجدي


 
 توقيع : نجم الجدي








رد مع اقتباس
قديم 09-11-2022   #9


الصورة الرمزية كـــآدي

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28440
 تاريخ التسجيل :  Jul 2015
 أخر زيارة : منذ 3 أسابيع (04:40 AM)
 المشاركات : 379,380 [ + ]
 التقييم :  214754188
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Aliceblue
افتراضي



يسلمو على المرور


 

رد مع اقتباس
قديم 09-11-2022   #10


الصورة الرمزية لا أشبه احد ّ!

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28327
 تاريخ التسجيل :  May 2015
 أخر زيارة : منذ 2 يوم (12:23 PM)
 المشاركات : 442,833 [ + ]
 التقييم :  2347158
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Pink
افتراضي



:





















أطّروَحُة غّآمُرةَ
سَلمْتمَ وِدٌمتْم كَماَ تّحبُوٍن وَتُرضّوٌنّ


 
 توقيع : لا أشبه احد ّ!





رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سورة الحجر (الآيات 41 : 44) كـــآدي الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية 15 09-11-2022 05:41 AM
سورة الحجر (الآيات 45 : 50) كـــآدي الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية 13 09-11-2022 05:41 AM
سورة الحجر (الآيات 36 : 40) كـــآدي الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية 11 09-11-2022 05:40 AM
سورة الحجر (الآيات 32 : 35) كـــآدي الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية 18 09-11-2022 05:39 AM
سورة الحجر (الآيات 6 : 8 ) كـــآدي الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية 24 07-01-2022 08:59 PM

Loading...


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية