الله يحييك معنآ هـنـا


 
العودة   منتديات قصايد ليل > ..✿【 قصايدلــيل الإسلامية】✿.. > …»●[ أرواح أيمـــانيـــه ]●«… > الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية
 

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 11-02-2021
Saudi Arabia     Female
لوني المفضل Pink
 رقم العضوية : 28327
 تاريخ التسجيل : May 2015
 فترة الأقامة : 3649 يوم
 أخر زيارة : منذ 2 يوم (12:23 PM)
 الإقامة : هناك !
 المشاركات : 442,833 [ + ]
 التقييم : 2347158
 معدل التقييم : لا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي مقاصد القرآن(2) تصحيح العقائد ورفع الحرج



إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ أمَّا بعد:
فالحديثُ عن "تصحيح العقائد ورفع الحرج" يُجمَع في مطلبين:
المطلب الأول: تصحيح العقائد والتصورات.
المطلب الثاني: رفع الحرج عن المكلفين.

المطلب الأول: تصحيح العقائد والتصورات:
ويتجلَّى هذا المقصد في عناصر ثلاثة:
أولًا: تصحيح عقيدة التوحيد: القرآن العظيم من أوَّله إلى آخره دعوةٌ إلى التوحيد، وإنكارٌ للشرك، وبيانٌ لحسن عاقبة الموحِّدين في الدنيا والآخرة، وسوء عاقبة المشركين في الدَّارين. وقد اعتبر القرآنُ الشركَ أعظمَ جريمة يقترفها مخلوق، قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ﴾ [النساء: 48].

وإنَّ حقيقة الشرك انحطاطٌ بالإنسان من مرتبة السِّيادة على الكون ـ كما أراد الله له ـ إلى مرتبة العبودية والخضوع للمخلوقات، سواء كانت جمادًا، أو نباتًا، أو حيوانًا، أو إنسانًا، إلى غير ذلك، قال الله تعالى: ﴿ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنْ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ * حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنْ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ ﴾ [الحج: 30، 31].

والدَّعوة إلى التَّوحيد هي المبدأ الأوَّل المشترك بين رسالات النبيين جميعًا، فكل نبيٍّ نادى قومه ﴿ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ﴾ [الأعراف: 59]، وقال الله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنْ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ﴾ [النحل: 36]، وقال سبحانه: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴾ [الأنبياء: 25]؛ فلا مكان للوسطاء بين الله عزَّ وجل وبين خلقه، قال تعالى: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ﴾ [البقرة: 186]، وقال عزَّ ثناؤه: ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ [غافر: 60].

ثانيًا: تصحيح العقيدة في النبوة والرسالة: وذلك ببيان الحاجة إلى النُّبوة والرِّسالة، قال تعالى: ﴿ كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمْ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ ﴾ [البقرة: 213].

وبيان وظائف الرُّسل، قال تعالى: ﴿ رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ ﴾ [النساء: 165]، فليس الرُّسل آلهة ولا أبناء آلهة، إنَّما هم بشر يوحى إليهم، قال تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ ﴾ [الكهف: 110].

ولا يملكون هداية القلوب، قال تعالى: ﴿ فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ ﴾ [الغاشية: 21].

وقد فنَّد القرآن الشبهات التي أثارها الناس قديمًا في وَجْه الرُّسل، كقولهم: ﴿ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا ﴾ [إبراهيم: 10]، وقولهم: ﴿ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَنزَلَ مَلَائِكَةً ﴾ [المؤمنون: 24]، فَرَدَّ القرآن عليهم بمثل قوله تعالى: ﴿ قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ﴾ [إبراهيم: 11]، ومثل قوله تعالى: ﴿ قُلْ لَوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنْ السَّمَاءِ مَلَكًا رَسُولًا ﴾ [الإسراء: 95].

وبَيَّنَ القرآنُ العظيم عاقبةَ الذين كذَّبوا المرسلين والَّذين صَدَّقُوهم، ومعظمُ قصص القرآن الكريم تدور حول هلاك المكذِّبين ونجاة المؤمنين، قال تعالى: ﴿ وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَابًا أَلِيمًا * وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا * وَكُلًّا ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ وَكُلًّا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا ﴾ [الفرقان: 37-39]. وقال تعالى: ﴿ ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [يونس: 103].

ثالثًا: تصحيح عقيدة الإيمان بالآخرة: لقد اتَّخذ القرآنُ العظيم في تصحيح عقيدة الإيمان بالآخرة وتثبيتها في نفوس المؤمنين أساليبَ شتى:
فمن بذلك: إقامةُ الأدلة على إمكان البعث، ببيان قدرة الله تعالى على إعادة الخلق كما بدأهم أوَّل مرَّة، قال تعالى: ﴿ وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ ﴾ [الروم: 27].

وقد بيَّنَ القرآن العظيم حكمة الله تعالى في الجزاء حتى لا يستوي المحسن والمسيء، والبَرُّ والفاجر، فتستحيل الحياة إلى عبث وباطل يتنزه اللهُ تعالى عنه، قال الله تعالى: ﴿ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ ﴾ [المؤمنون: 115]، وقال أيضًا: ﴿ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ النَّارِ * أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ ﴾ [ص: 27، 28].

وقد كَثُرَ حديثُ القرآن العظيم عن القيامةِ وأهوالِها، والكتابِ الذي لا يغادر صغيرةً ولا كبيرة إلَّا أحصاها، والميزانِ الذي توزن به الحسنات والسيئات، والحسابِ الدقيق الذي لا يظلم نفسًا شيئًا، ولا يحمِّل وازرةً وزر أُخرى، وعن الجنة ونعيمها، والنار وجحيمها.

وأبطل القرآنُ العظيم الأوهامَ التي أشاعها المشركون أنَّ آلهتهم المزعومة تشفع لهم عند الله تعالى، وما زعمه كذلك أهل الكتاب من شفاعة القدِّيسين وغيرهم. فلا شفاعة إلَّا بإذنِ الله، ولمؤمنٍ موحِّد، ورضا الله عن هذه الشفاعة، قال الله تعالى عن الكفار: ﴿ فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ ﴾ [المدثر: 48]، وقال أيضًا: ﴿ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ ﴾ [غافر: 18]، وقال تعالى: ﴿ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ﴾ [البقرة: 255]، وقال تعالى: ﴿ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنْ ارْتَضَى ﴾ [الأنبياء: 28][1].

المطلب الثاني: رفع الحرج عن المكلفين:
إنَّ شريعة القرآن العظيم تمتاز بكونها شريعةً عمليَّة تسعى إلى تحصيل مقاصدها، بالقول والعمل على مستوى الفرد والجماعة.

والله سبحانه وتعالى لا يخفى عليه ما في بعض التكاليف من المشاقِّ على بعض النفوس، فهو محيطٌ بضعف الإنسان المكلَّف وقلَّة حيلته، كما قال تعالى: ﴿ وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا ﴾ [النساء: 28]، وهذه المشاقُّ من قَبيل المشاقِّ المعتادة المقدور عليها، وأنَّ المقصد من إحداقها بالأفعال تربيةُ النفوس، وقهرُها، وكبحُ جماحها؛ لئلَّا تجنح إلى ما لا يحل؛ «إذ مخالفة الهوى والشَّهوة هي من المقاصد المعتبرة شرعًا»[2].

ورغم أنَّ هذه المشاق مقدورة للمكلف، إلَّا أنَّ الشَّارع الحكيم زيَّن تكاليف الشَّرع بزينة رفع الحرج والمشقَّة؛ حتى تُحِبَّها النفوس، وتُقْبِلَ على العمل بها دون كلل أو ملل، المفضي إلى الانقطاع.

ورَفْعُ الحرج من سُنَّة الأنبياء جميعًا، قال الله تعالى: ﴿ مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ ﴾ [الأحزاب: 38]؛ «أي: هذا حُكْمُ الله في الأنبياء قَبْلَه، لم يكن ليأمرهم بشيءٍ وعليهم في ذلك حرج»[3].

ومن أهل التأويل من اعتبر قولَه تعالى: ﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ﴾ [البقرة: 286] دليلًا على عدم وقوع التكليف بما لا يُطاق في شرائع الله جميعًا؛ لعموم لفظ: ﴿ نَفْسًا ﴾، التي وردت في سياق النَّفي؛ لأن الله تعالى ما شرع التكليف إلَّا للعمل واستقامة أحوال الخَلْق، فلا يكلِّفُهم ما لا يُطيقون فِعْله[4].

إذًا فالسَّماحة واليُسر من أبرز أوصاف شريعة القرآن العظيم، فقد قال الله تعالى: ﴿ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمْ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمْ الْعُسْرَ ﴾ [البقرة: 185]، وقال تعالى: ﴿ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ ﴾ [المائدة: 6]، ومن دعاء المؤمنين ما حكاه الله تعالى بقوله: ﴿ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ﴾ [البقرة: 286].

والحكمة في سماحة شريعة القرآن العظيم: «أَنَّ الله جعل هذه الشريعةَ دِينَ الفطرة. وأمورُ الفطرة راجعةٌ إلى الجِبِلَّة، فهي كائنة في النفوس، سهلٌ عليها قَبولُها. ومن الفطرة النُّفورُ من الشِّدَّة والإعنات، قال تعالى: ﴿ يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا ﴾ [النساء: 28]، وقد أراد الله تعالى أن تكون الشريعةُ الإسلامية شريعةً عامةً ودائمة، فاقتضى ذلك أن يكون تنفيذُها بين الأُمَّة سهلًا، ولا يكون ذلك إلَّا إذا انتفى عنها الإعناتُ، فكانت بسماحتها أشدَّ ملاءمةً للنفوس؛ لأن فيها إراحةَ النفوس في حاليْ خُوَيْصتها ومجتمعها. وقد ظهر للسماحة أثرٌ عظيم في انتشار الشريعة وطول دوامها، فعُلِم أنَّ اليُسْرَ من الفطرة؛ لأنَّ في فطرة الناس حُبَّ الرِّفق»[5].

ومن يتتبَّعْ آيات رفع الحرج يَلحظْ أمرين مهمين، في رفع القرآن العظيم الحرجَ عن المكلَّفين:
الأول: مجيء آيات على هيئة بشارة تنبئ بمقدم شريعة، من سماتها التَّيسير والتَّخفيف، مِنْ أمثالِ قوله تعالى: ﴿ وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى ﴾ [الأعلى: 8]، فهذه الآية الكريمة بشَّرت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وأُمَّتَه بشرعٍ سَمْحٍ سهل مستقيم عدل، لا اعوجاجَ فيه، ولا حرج ولا عُسر[6].

الثاني: مجيء آيات فيها التَّنصيص على رفع الحرج، إِمَّا بالكليَّة، وإِمَّا بالتخفيف منه.

فمن الأول: قوله تعالى: ﴿ لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة: 91]، فأوضحت الآيةُ الكريمة الأعذارَ التي لا حرج على مَنْ قعد معها عن القتال، بشرط النُّصح لله ولرسوله.

ومن الثاني: قوله تعالى: ﴿ وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنْ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمْ الَّذِينَ كَفَرُوا ﴾ [النساء: 101]. ولقد قال الصحابيُّ الجليل يعلى بن أُميَّة رضي الله عنه لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: إنما قال الله تعالى: ﴿ إِنْ خِفْتُمْ ﴾، وقد أَمِنَ الناسُ! فقالَ: عَجِبْتُ ممَّا عَجِبْتَ منْهُ، فَسَأَلْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: «صَدَقَةٌ تَصَدَّقَ اللهُ بِهَا عَلَيْكُمْ، فَاقْبَلُوا صَدَقَتَهُ»[7].

قال ابن عاشور رحمه الله: «ولا شكَّ أنَّ مَحْمَلَ هذا الخبر أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أقَرَّ عمرَ على فَهْمِه تخصيصَ هذه الآية بالقَصْرِ لأجل الخوف، فكان القَصْرُ لأجل الخوف رخصةً لدفع المشقة»[8].

وقد عبَّر النبيُّ صلى الله عليه وسلم بالصَّدقة، وهو لا يريد إلَّا دفع المشقَّة، والله أعلم[9]. فرَفْعُ الحرجِ مقصدٌ عظيم من مقاصد الشَّريعة الإسلاميَّة، جاء شاهدًا على واقعيَّة القرآن العظيم الذي يعترف بضعف الإنسان فيشرِّع له ما لا يعجزه.

[1] انظر: الوحي المحمدي (ص108).

[2] الموافقات في أصول الشريعة (2/ 455).

[3] تفسير ابن كثير (6/ 448).

[4] انظر: التحرير والتنوير (2/ 597).

[5]مقاصد الشريعة الإسلامية، لمحمد الطاهر بن عاشور (ص271).

[6] انظر: تفسير ابن كثير (8/ 350).

[7] رواه مسلم، (1/ 478)، (ح686).

[8] التحرير والتنوير (4/ 240).

[9] انظر: الكليات الشرعية في القرآن الكريم (1/ 186)، الوحي المحمدي (ص180).



 توقيع : لا أشبه احد ّ!




رد مع اقتباس
قديم 11-02-2021   #2


الصورة الرمزية ضامية الشوق

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28589
 تاريخ التسجيل :  Oct 2015
 أخر زيارة : منذ 44 دقيقة (03:32 PM)
 المشاركات : 1,101,187 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Oman
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
أحبك وأنت النبض ودقات قلبي كله:066
لوني المفضل : White
افتراضي



جزاك الله خيرا


 
 توقيع : ضامية الشوق





رد مع اقتباس
قديم 11-02-2021   #3


الصورة الرمزية نجم الجدي

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 134
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : منذ يوم مضى (09:18 AM)
 المشاركات : 355,915 [ + ]
 التقييم :  1911757231
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Darkgray
افتراضي



الله يعطيك العافيه على الطرح
اللي كله ابداااااااع

حضوري شكر وتقدير لك
ولاهتمامك في مواضيعك

اخوك
نجم الجدي


 
 توقيع : نجم الجدي








رد مع اقتباس
قديم 11-02-2021   #4


الصورة الرمزية عـــودالليل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2
 تاريخ التسجيل :  Sep 2008
 أخر زيارة : منذ ساعة واحدة (02:23 PM)
 المشاركات : 776,738 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
ياهلا باللي ينور

دنيتي صوته



كيف

لوجيتني

وش حالها الدنيا
لوني المفضل : Beige
افتراضي



اختيار جميل جدا
يدل على ثقافه عاليه

شكرا من القب
على هكذا طرح




احترامي
محمد الحريري


 
 توقيع : عـــودالليل


مهم جدآ
قرار بخصوص احتساب المشاركات وتوضيح مفصل
بالاضافة لشروط استخدام الخاص وصندوق المحادثات

تفضلوا بالدخول

طريقة احتساب المشاركات وكيف تحصل على مشاركات اضافيه بنجاح - منتديات قصايد ليل

قوانين استخدام الشات والرسائل الخاصة - منتديات قصايد ليل


رد مع اقتباس
قديم 11-02-2021   #5
http://www.tra-sh.com/up/uploads/1648853127783.gif


الصورة الرمزية ملكة الجوري

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29073
 تاريخ التسجيل :  Sep 2016
 أخر زيارة : 02-27-2025 (04:14 PM)
 المشاركات : 637,607 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
جـميلة
محيا وسمحة خلق ،
ودقيقة عود
غزالن تقود البـيض
ماهيب تنقادي


لوني المفضل : Darkkhaki
افتراضي



جزاك الله خيـــر
وزادك رفعه ورزقك الجنان


 
 توقيع : ملكة الجوري







رد مع اقتباس
قديم 11-02-2021   #6
https://www.arabsharing.com/do.php?img=332637


الصورة الرمزية دلع

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 23642
 تاريخ التسجيل :  Mar 2013
 أخر زيارة : 07-03-2022 (03:30 PM)
 المشاركات : 123,657 [ + ]
 التقييم :  462211477
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
لامنّي تباطيتڪ وجا بخاطري لڪ شووقْ

دعيت إن الفرح دربڪ .. ولاتنشآف بڪ ضيقّه
لوني المفضل : White
افتراضي



كـــ العادة إبـداع رائـع
وطرح يـسـتـحـق المتـابـعـة
بـــــ انتظار الجديد القادم


:
مع التحية والتقدير ..


 
 توقيع : دلع





رد مع اقتباس
قديم 11-02-2021   #7


الصورة الرمزية فزولهآ

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 27940
 تاريخ التسجيل :  Nov 2014
 أخر زيارة : منذ يوم مضى (12:09 PM)
 المشاركات : 978,959 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Aliceblue
افتراضي



طرح جميل


 
 توقيع : فزولهآ





احُب كل شي كان رحمه لي من الله




رد مع اقتباس
قديم 11-02-2021   #8


الصورة الرمزية زمرد

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29934
 تاريخ التسجيل :  Aug 2020
 أخر زيارة : 03-01-2025 (01:03 AM)
 المشاركات : 12,080 [ + ]
 التقييم :  1078
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : #Cadetblue
افتراضي



فيضَ مَنَ الجَمــالْ الَذي سكبتهْ
تِلَكَ الَـأنــاملْ الَذهبَية المَبدِعة ..!
طًرّحٌ مٌخملَي ..,كُلْ شَئَ مختلفْ هُنــا
يعطَيكـًم العآفية ..ولـآحرَمنآ منَكـًم
بإنتظَآرَجَديِدكًـم بشغفَ


 
 توقيع : زمرد



رد مع اقتباس
قديم 11-03-2021   #9


الصورة الرمزية إرتواء نبض

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 27920
 تاريخ التسجيل :  Oct 2014
 أخر زيارة : 08-10-2024 (08:26 PM)
 المشاركات : 1,384,760 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
وتبَقــّـَــيَ~ بيَـنْ ~آضَلُعــِــي ِ آتنفَسُكــَــ في ~كُلَّ ~ حِيـِـــنٍ
لوني المفضل : Aliceblue
افتراضي



قلائد أمتنان لهذة
الذائقة العذبة في الانتقاء
لروحك الجوري


 
 توقيع : إرتواء نبض




رد مع اقتباس
قديم 11-03-2021   #10


الصورة الرمزية نظرة الحب

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 68
 تاريخ التسجيل :  Jan 2009
 أخر زيارة : منذ 2 ساعات (01:17 PM)
 المشاركات : 714,888 [ + ]
 التقييم :  990529831
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
ماعلموك ؟
إنه في غيابك
يلف دنياي السكون وفي وجودك
تضحك احزاني وتهون..
لوني المفضل : Aliceblue
افتراضي



سلمت أناملك على الجلب المميز
اعذب التحايا لك


 
 توقيع : نظرة الحب









رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مقاصد القرآن(1) إقامة الدين وحفظه لا أشبه احد ّ! الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية 21 11-03-2021 01:29 AM
الشيخ ابن عثيمين : حكم التقليد في أبواب العقائد ضامية الشوق ( قصايد ليل للفتاوى ) 26 05-10-2020 10:42 PM
كيف لنا أن نرفع فيتامين د بسرعة بوزياد …»●[لكل داء دواء ولبــدنكـ عليكـ حق]●«… 13 03-28-2019 02:04 AM
فداك الجرح وراعي الجرح من ساسه الى راسه الغنــــــد [ابكتب من قصيدي الوزن وغيرهـ من شعر منثور] 43 02-18-2017 10:56 PM
فوق الجرح ارتب الجرح ترتيب كلمات ملك العواطف مًـِِّلـِِّكَ آلـِِّعًٍـِِّوٍآطُْـِِّفْ قصـايد ليل للخواطر المنقولة 11 05-24-2010 06:39 PM

Loading...


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية