![]() |
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
![]() ![]()
الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
نزَلتْ سورة الفاتحة بمكة؛ بدليل أنها ذُكرت في سورة الحِجْرِ، وهي مكيَّة، وذلك في قوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ﴾ [الحجر: 87]، وسورة الحجر مكية بالإجماع[1]. وقد فسَّر الرسول صلى الله عليه وسلم السَّبْعَ المثانيَ في هذه الآية بالفاتحة. فعن أبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه، قال: "كنت أصلِّي في المسجد، فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم أُجِبْهُ، فقلت: يا رسول الله، إني كنت أصلِّي، فقال: ((ألم يقُلِ الله: ﴿ اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ﴾ الآية [الأنفال: 24]))، ثم قال لي: ((لأُعلِّمَنَّك سورة هي أعظم السور في القرآن قبل أن تخرُج من المسجد))، ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج قلت له: ألم تقل: ((لأُعلِّمَنَّك سورة هي أعظم سورة في القرآن))؟ قال: ((﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيتُه))[2]. وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أمُّ القرآن، هي السبعُ المثاني والقرآن العظيم))[3]. وفي لفظ: ((هي أم القرآن، وهي فاتحة الكتاب، وهي السبع المثاني))[4]. وفي لفظ: ((﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾: أم القرآن، وأم الكتاب، والسبع المثاني))[5] ، وفي لفظ بزيادة: ((والقرآن العظيم))[6]. وأيضًا فقراءتُها ركنٌ من أركان الصلاة - على الصحيح - لا تصحُّ الصلاة بدونها، وقد فُرِضت الصلاةُ بمكة عندما أُسْرِيَ بالرسول صلى الله عليه وسلم، وما حُفِظ أنه كان في الإسلام قط صلاةٌ بغير الفاتحة[7]. بل رُويَ أنها من أول ما نزل، وأنها أول سورة نزلت كاملة[8]. [1] انظر: "المحرر الوجيز" (1/ 61)، "الجامع لأحكام القرآن" (1/ 115)، "مجموع الفتاوى" (17/ 190). [2] أخرجه البخاري في التفسير - باب قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ [الأنفال: 24] (4647). وفي باب ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ﴾ [الحجر: 87] (4703)، وفي فضائل القرآن - فضل فاتحة الكتاب (5006)، وأخرجه أبو داود - في الصلاة باب فاتحة الكتاب (1458)، والنسائي - في الافتتاح - باب تأويل قوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ﴾ [الحجر: 87] (876)، وابن ماجه - في الأدب - باب ثواب القرآن (3785)، وأحمد (4/ 211). وقد أخرجه أيضًا أحمد (2/ 413، 5/ 114)، وابن ماجه - في الفضائل (2875) من حديث أبي بن كعب بنحوه، وقد أخرجه عنه - مختصرًا - النسائي - في الموضع السابق (877)، والترمذي - في تفسير سورة الحجر (3125)، وصححه الألباني. وأخرجه مطولًا ومختصرًا ابن خزيمة - في الصلاة - باب قراءة الفاتحة (501)، والبيهقي في (2/ 376)، وفي "جزء القراءة خلف الإمام" ص(103 -105). [3] أخرجه البخاري في التفسير (4704)، وأخرجه أحمد بنحوه (2/ 448). [4]أخرجه الطبري في "جامع البيان" (134). [5] أخرجه أبو داود في الصلاة - باب فاتحة الكتاب (1457). [6] أخرجه الترمذي في تفسير سورة الحجر (3124)، وقال: "حديث صحيح". [7] انظر: "المحرر الوجيز" (1/ 61)، "الجامع لأحكام القرآن" (1/ 115)، "البحر المحيط" (1/ 16). [8] انظر: "تفهيم القرآن" لأبي الأعلى المودودي ص(33). وقد قيل: إنها نزلت بالمدينة، وقيل: نزلت مرتين: مرة بمكة ومرة بالمدينة، وقيل: نزل نصفها بمكة ونصفها بالمدينة. وكل هذه الأقوال ضعيفة لا دليل عليها. انظر: "معالم التنزيل" (1/ 37)، "الجامع لأحكام القرآن" (1/ 115 -116)، "تفسير ابن كثير" (1/ 22). ![]() ![]() |
![]() |
#2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
http://www.tra-sh.com/up/uploads/1648853127783.gif
|
![]() اسأل الله العظيم أن يرزقك الفردوس الأعلى من الجنان وأن يثيبك البارئ خير الثواب دمت برضى الرحمن
|
|
![]() ![]()
|