الاعتراف الاخير

هل نسدل الستار على فصل لم يبدأ بعد، هل نلغي أجمل فصول حياتنا بعنادنا وحماقتنا؟ هل يمكن أن يمنحنا القدر هذه الفرصة مرة أخرى. وبأي ثمن ؟ الأشياء الجميلة تأتي بعد معاناة. تصالحنا مع أنفسنا. وتقودنا إلى فضاءات جديدة، نرى فيها العالم بألوان مختلفة. وهي حينما تمنحنا هذا العطاء تتوقع منا المقابل. تنتظر منا أن نرعى النبتة وننميها، أن نحتضن الفرح ونغذيه.
في لحظة انفعال يمكن لي بعجلة أن أغادر، وأترك كل أشيائي، أن أتجاهل عواطفي ومشاعري وأحاسيسي. أن انفصل عن ذاتي لأكون أي شخص آخر ما عدا أنا. الهدم من أبسط الأعمال، لكنه أخطرها. هل يمكن أن نتباعد ونضع الخط الفاصل في حياتنا. هل يمكن أن نتخذ الخطوة التي تجعل كل ما عشناه معا ماضياً وذكرى، وتجعلنا نعيش غرباء في عالم ليس هو عالمنا؟
أتحاشي المسافات بيننا، وأحاول أن أجسّر المسافة وأقربها.أحاول أن أبادر بكل خطوة تقودنا إلى المسار الصحيح. ليس ضعفا منى، ولكن حرصا على حياة حلمنا بها وتعبنا من أجلها، وعلى مشاعر ليس بالسهولة أن تتكرر. لكن المركب لكي تبحر تحتاج إلى مجدافين. اليد الواحدة في المشاريع المشتركة جهد ضائع، وربما مرارة قاسية لمن يحاول.
الأنانية داء مدمر لأي علاقة، بل للشخص نفسه. إنها تغتال لحظات الفرح ومشاعر الحب. حينما يحصر الشخص تفكيره في ذاته ويتجاهل الطرف الآخر، فإنه يتجاهل الجانب الإنساني في داخله، ويبتعد عن حقيقة الإنسان وجوهره. وأنا اعتدت أن اقدم الخطوات وأبادر بالتنازلات، وأتمنى أن نكمل المشوار سويا. لا أطلب المعجزات، ولكن أتوقع منك بعض الخطوات. مجرد إحساسي باهتمامك يمنحني الطاقة والقدرة لأكمل الطريق.
دعنا نراجع أنفسنا. دعنا نر الحقائق بشكل جديد. ربما كانت هناك أخطاء مشتركة. لكن التسامح هو لغة المحبين. وهو الذي يكشف معدن الأنقياء. ما زال قلبي يغرد كطفل صغير مع حضور طيفك. وما زال القلب يتسارع نبضه بمجرد سماع صوتك. الحياة تفتح صفحاتها لنا، ونحن من يكتب الكلمات. كلماتي لم ولن تتغير. أنت الحياة التي اخترت. وأنت بالنسبة لي الماضي والمستقبل والمصير.

للكاتب الكبير
فهد محمد الحارثي