الحصانة ضد الضغوط النفسية

#1 02-08-2020

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد
فالحياة لا تخلو أبدا من الضغوط النفسية التي تمر على الإنسان
وهي تختلف من إنسان إلى آخر ومنواقع إلى آخر ٠

ليست المشكلة في مرور هذه الضغوط على الإنسان مرور الكرام
ولكن المشكلة في استمرارها وديموميتها٠

والمشكلة الأكبر صناعة بعض الناس ضغوطا نفسية على أنفسهم من أمور صغيرة وعادية
ولا تستدعي أبدا تهويل الأمور في أنفسهم حتى تصل إلى ضغط نفسي رهيب ٠
قد تمر على الإنسان أمورا كبارا ينتج عنها ضغوطا نفسية عليه ؛ لا بأس بهذا
بشرط أن لا تستمر وأنيحاول مقاومتها والتخلص منها ٠
الضغوط النفسية مزعجة ومقلقة وممرضة أيضا ٠
يبدو معها الإنسان كاسف الوجه ، مشغول البال ؛ عصبي المزاج ، وغير ذلك
من الأعراض التي لا تخفى ٠
وبعض الناس للأسف يمارس صناعة الضغوط النفسية على غيره بحكم وجود
ارتباط بينهما كالأبوين أوالزوجين أو المعلم مع طلابه أو المدير مع موظفيه
أو غير ذلك من أوجه الارتباط النسبي أو المجتمعي أوالوظيفي ٠
حتى الأطفال لم يسلموا من ممارسة صناعة الضغوط النفسية عليهم من البعض٠
وللأسف البعض يظن أن وضع الإنسان تحت ضغوط نفسية محفز له على النجاح والتميز
ولذلك يعمد لذلك بعض الآباء والأمهات والمربين والمعلمين أيضاً ٠

الراحة النفسية من أعظم عوامل التحفيز٠
الضغوط النفسية قلق دائم مستمر مزعج فكيف يكون ذلك محفز للنجاح والتميز٠
صحيح انها واقع لا بد منه أحيانا ولكنها تعالج بالصبر وكثرة ذكر الله والمحافظة على الأذكار اليومية
والأوراد الشرعية وأيضا بعدم الاستسلام لها والخمول وعدم الحركة٠
الضغوط النفسية كلما استجاب الإنسان لها واستسلم في مواجهتها كلما زادت عليه وأرهقته إرهاقا٠

وكلما استعان بالله عليها ودافعها ولم يستسلم لهما كلما أعانه الله عليها
وفي الحديث ( من يصبر يصبرها لله)٠
واعلم أن الناس يختلفون في مواجهة الضغوط النفسية وفي تكونها لديهم٠
فبعض الناس يقلقه ويزعجه أبسط الأمور فينبغي مراعاة ذلك عند التعامل معه
لا تكن سببا في تكون الضغوط النفسية عند الآخرين لأن امتداداتها وتأثيرها بالنسبة لهم قد يكون فوق ماتتصور ٠

ولا تكن ذلك الضعيف الذي يقلقه ويزعجه كل شيء وأي شيء٠
عموما لا بد من تعويد النفس على تحمل ما تواجهه في الحياة
وقد استجاب الله الدعاء بأن لا يحمل المؤمن مالا طاقة له به،
وأخبر سبحانه أنه لا يكلف نفساً إلا وسعها٠

وتذكر دائما أن الحياة في قوة التحمل وقوة التحمل في ( لا حول ولا قوة إلا بالله )٠
الضغوط النفسية تهدم صحتك ،وتجعل أيامك علقما لا يستساغ
وتمر أوقاتك بلا ثمرة ولا فائدة ٠
تذكر دائما عظم أجر الصبر على ما تكره ؛ واستقبل الدعاء ، واعلم أن الفرج قريب ولن يغلب عسر يسرين ٠

خاتمة/ أكبر خاسر من تحملك الضغوط النفسية وتأثرك بها هو أنت وكل محب لك٠
أسأل الله العظيم لي ولكم الراحة والطمأنينة والسعادة والاستقرار النفسي الدائم٠

بقلم د/ مصلح بن زويد العتيبي