01-15-2020
|
|
الإعجاز التربوي في رب أرني كيف تحيي الموتى
يعدّ القرآن الكريم كتابًا معجزًا بكلِّ جوانبه، فهو معجز ببلاغته وألفاظه وأحكامه وطريقة عرضه؛ لأنَّه كتاب الله -سبحانه وتعالى- ولأنَّ ما فيه من عند الله فهو مُنَزَّه عن الخطأ ومعصوم عن النسيان، أمَّا فيما يتعلَّق بالإعجاز الموجود في قوله تعالى: رب أرني كيف تحيي الموتى، فالإعجاز الموجود هو إعجاز تربويّ إلهيّ، فالآية الكريمة تبرز مدى الإعجاز التربوي الذي يحمله القرآن الكريم، وهذا الحوار العظيم بين نبي الله إبراهيم -عليه السَّلام- وربِّ العالمين -تبارك وتعالى- يبرز ويُظهر الإعجاز البلاغي والتربوي بأسمى صوره، فعندما سأل نبي الله إبراهيم ربَّه كيف يحيي الموتى، جاء الرد الإلهي لائقًا بالرسالة التربوية التي أراد الله أن يوجهها إلى نبيه وعبده، حيث سأل الله نبيه قائلًا: "قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ"، فأجاب نبي الله إبراهيم -عليه السَّلام- قائلًا: "قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي"، وهذا الجواب دليل شرعي على رغبة نبي الله في الوصول إلى أعلى مستويات التعليم، ثمَّ يثبت الله تعالى في تكملة الآية الشريفة على قدرته على البعث، ويعدُّ هذا الحوار التربوي الشريف من أبرز مظاهر الإعجاز التربوي التعليمي الذي يتمتع به كتاب الله تعالى، والله أعلى وأعلم. [٤]
أهمية الإعجاز في القرآن الكريم
يعدّ الإعجاز في كتاب الله -سبحانه وتعالى- بكلِ جوانبه من الأشياء التي يحتجُّ بها المسلمون في وجه أعداء هذا الدين العظيم، وبغض النظر عن هذه الفكرة، فإنَّ الإعجاز في كتاب الله بشكل عام يعتبر من الحقائق والدلائل المرئية التي تزيد الإنسان المسلم إيمانًا فوق إيمانه، وهو من الأشياء التي تزيد ثقة المسلم بربه، فالمتفكر والمتدبر لكتاب الله يعلم جيدًا إنَّ هذا الإعجاز بهذه الجوانب المتعددة لا يمكن أن يكون في كلام غير كلام الله، وفي كتاب غير كتاب الله، ومن أبرز فوائد الإعجاز في القرآن الكريم ما يأتي: [٥]
يحافظ الإعجاز بكلِّ صوره على استمرار معجزة القرآن الكريم واستمرار الأدلة التي تقف في وجه كلِّ من يحاول المس بقدسية كتاب الله تعالى.
يزيد البحث في مجال الإعجاز القرآني الآيات القرآنية وضوحًا وشفافية، فما كان مجهولًا من قبل يتضح ويتجلَّى دون بالتفكر والتحليل المطلوبين.
يعدّ الإعجاز العلمي والتربوي والبلاغي والتشريعي علمًا جديدًا يُضاف إلى علوم القرآن الكريم.
يُساعد الإعجاز في كتاب الله على سبر أغوار الحكمة الإلهية، وإيضاح جوانب كثيرة منها، وإزالة الستار عن كثير من الغايات التي تتخفى وراء أوامر الكتاب ونواهيه.
ويعتبر الإعجاز العلمي أيضًا توسعًا إسلاميًا فكريًا في فَهم القرآن الكريم وطريقة بناء الدعوة الإسلامية السليمة التي تترافق مع الحجج البراهين القاطعة والتي لا تحتمل المساومة أبدًا، والله أعلم.
|