![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
…»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… { .. حكاية تخطها أناملنا وتشويق مستمر .. } |
![]() ![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() ![]()
الفصل الثامن
____ أمضت اليومين السابقين وهي تدخل إلى حسابات طيف في جميع مواقع التواصل . وتتواصل مع زميلاتها في آخر سنة جامعية . هي بطبيعتها لا تحب التحدث مع أي شخص . لذا اقتصرت جميع صداقاتها في أيام الجامعة على مصالح الدراسة . تساعدهم ويساعدونها , تدرس معهم .. إن رأت إحداهن متعبة ساعدتها لتتحمس من جديد . يعني أن من رآها برفقتهن أيام الجامعة , يظن أنها ستتواصل معاهم إلى نهاية عمرها ربما . لشدة ما كانت لطيفة ومهتمة بالجميع . لا يعلمون أنها ما إن تغادر مكانا أو أناسا , تأخذ معها كل شيء , ولا تترك سوى الذكرى الطيبة . لذا استغرب البعض من تواصلها معهم بعد هذه الفترة الطويلة . إلا أنهم لم يبخلوا عليها بشيء . حيث أخبروها بكل ما يعرفونه عن طيف . لم يكن هناك شيء غريبا , بل أشياء صادمة . آلمها قلبها بشدة وهي تسمعها من إحدى صديقات طيف المقربات أيام الجامعة , ثم تركتها بعد ذلك , ما إن اكتشفت أن طيف ليست فتاة جيدة على الإطلاق . تظهر بمظهر حسن أمام الجميع . ولكنها من الداخل , خبيثة للغاية . لذا .. لا تستغرب بعد الآن , من كون ذلك الغريب شقيقها . طيف لديها العديد من العلاقات العاطفية . منذ أن دخلت الجامعة , وحتى الآن . تتحدث إلى أكثر من شاب . ولكنها بالمقابل , ترغب بالزواج من شاب طيب . لم يسبق وأن تحدث إلى إحداهن , أو كان في علاقة غرامية ! شعرت بالدم يفور في رأسها غضبا وقهرا . كيف استطاعت أن تخدعها تلك الــ طيف ؟ كيف تمكنت من جعلها تشعر وأنها أشرف فتاة على وجه الأرض . بل وتخبرها بكل سرور , أنها سعيدة جدا , بما أن العريس وافق عليها ! وأنها لم تتوقع ذلك . بالطبع لم يكن عليها أن تتوقع , تلك الخبيثة المخادعة . مهلا .. طيف لم تخدعها , بل هي رأتها كذلك . مثلما تحسن الظن بالجميع , أحسنت الظن بها . وأرادت أن تربطها بإبن إبن عمها الذي تعزه كثيرا . تنفست الصعداء حين أشارت الساعة إلى السادسة مساءً . يعني أن بشرى ستكون مستيقظة الآن . اتصلت بها وهي مستلقية على سريرها , انتظرت ردها . لتجلس فجأة بقوة , وهي تسمع صوت مساعد / أهلين نجد . ارتبكت فجأة , وهي تتذكر ما تنوي قوله لبشرى / هلا مساعد , وين بشرى ؟ مساعد بمزح / أفاا باركي لي على الأقل بما إني رديت . قطبت جبينها بإستغراب / أبارك لك على إيش ؟ لمست الاستغراب في صوته هو أيضا / ليش زميلتك ما علمتك ؟ قبل شوي عقدنا القران . تسارعت دقات قلبها , حتى ظنت أنها اختنقت . أغمضت عيناها وهي ترتجف . وعضت شفتها بقوة / من جدك مساعد ؟ ضحك مساعد من نبرتها / إيه إيش فيك انصدمتي ؟ مسحت وجهها بيدها الخالية من الهاتف بقوة , وهي تكاد تفقد وعيها من الصدمة / لا ولا شيء , خلاص بكلم بشرى بعدين . أقفلت الخط , ودقات قلبها لا زالت متسارعة . ظلت جالسه بذهول وغير تصديق , قبل أن تستلقِ وتغطي وجهها بالمخدة . تحاول أن تتماسك ولا تبكي . ما الذي فعلته ؟ ومالذي حصل ! هل حقا كانت السبب في ارتباط مساعد بطيف التي لا تستحقه ! صرخت بقوة تحت المخدة , ثم بكت دون شعور . ماذا تفعل الآن ؟ هل تخبره بالحقيقة ؟ لينهي الموضوع باكرا ؟ قبل أن يتعلق بها ربما , ويتم الزواج ! أم سيكون ذلك بمثابة تخريب علاقة ! _____ عادت من المدرسة لتجد هديل تنام في حجرتها . استغربت ذلك . فهديل لم تأتِ لزيارة أختها منذ أن انتقلت هي إلى منزلها . تركتها نائمة , الوهن بادٍ عليها بشدة . يبدوا أن الحمل متعبها حقا .. فهي في نهاية الشهر التاسع الآن . ظلت هديل نائمة حتى بعد العصر , ونامت هي أيضا . لتوقظهما حسناء بعد عودتها من العمل . خرجت إلى الصالة بعد أن صلّت العصر . وانصدمت وهي ترى هديل تحتضن حسناء وتبكي . اتجهت ناحيتهما وجلست وهي تنظر إلى حسناء بتساؤل . لتأمرها الأخرى بالصمت . حتى أفرغت هديل ما بها من دموع . واعتدلت بجلستها وهي تمسح دموعها , ابتسمت لها يُمنى / متى جيتي ؟ لما رجعت من المدرسة كنتي نايمة . هديل / جيت بعد ما خرجتوا انتوا في الصباح . سألتها بتردد / فيك شيء ؟ ليش تبكين ؟ زمت هديل شفتيها وابتلعت غصتها , لتقول بضعف / تعبت منهم يا يُمنى , مو قادرة أتحمل أكثر . حسناء بحدة / مين هم ؟ أهل حمود ؟ يُمنى بضيق / وش سووا لك ؟ نظرت إليها هديل لبعض الوقت , إن باحت لهم ما بخاطرها . ستتضايق يُمنى بالتأكيد . يُمنى بإصرار / أنا عارفة إنه الموضوع متعلق فيني يا هديل وما ودك تتكلمين عشان لا تضايقيني صحيح ؟ صمتت هديل ولم تجبها . يُمنى / لا تخافين ما بتضايق , قولي يا هديل . عضت شفتها بحيرة , قبل أن تغمض عيناها بحزن وتقول / يضايقوني بكلامهم , مو مرة ولا مرتين .. لا , كل ما شافوني , خاصة عمتي , دايم تقول لي إنه أخوي وعمتي السبب في انها محرومة من ولدها الحين , يعني أنا إيش دخلني ما أدري , أمس صارت مشكلة في بيتهم , ورحت أسلم عليهم , فجأة عصبت عليّ تقول انقلعي انتي جاية تتشمتين ؟ وانتي وأهلك أساس البلا , ومدري حمود إيش شاف فيك عشان يتزوجك , تعايرني بأمي اللي ماتت وهي تولدني , وتعايرني بأمي بشرى , تقول إنها كانت على علاقة مع أبوي قبل الزواج , وإنها لفت مخه وخلته يتزوجها عشان فلوسه , وكثير كثير كلام ما قدرت أتحمله .. عادي تقول عني أي شيء بس ما تكلم عنك انتي يا عمتي ولا عن مساعد وبشرى , ما تقذفها وتتهمها بشيء ما سوته , ما تحملت كلامها , حاولت أدافع عنكم , ما انتبهت لنفسي ولا صوتي اللي ارتفع غصبا عني من القهر , وما حسيت إلا بكف حمود على خدي .. مقهورة يا حسناء والله بموت من القهر . أجهشت بالبكاء مرة أخرى . لتكمل حسناء بهدوء / ما كان هذا كل شيء أن أدري , تكلمت عني بعد صحيح ؟ أغمضت هديل عيناها بضيق , وأومأت برأسها بإيجاب رغما عنها . لتتنهد حسناء وتقول / وتقولين دايم يتكلمون ويضايقونك , ليش كنتي ساكتة ؟ ليش تحملتي كل هالوقت . بالكاد تمكنت من أن تهديء نفسها من موجة البكاء العنيف / حسناء إنتي عارفة حمود قد إيش طيب , واني ما تزوجته إلا لأني كنت عارفة إنه غير عن أهله كلهم , حتى أبوي يحبه ويثق فيه ولا ما خلاني أرتبط بأحد يقرب سلمان لهالدرجة , غير كذا أنا حملت بأول شهر , كيف تبيني أشتكي على طول ؟ قلت يمكن إذا تحملت مرة ولا مرتين وطنشت يمكن ينسون ويتركوني بحالي , حتى لو ما تركوني كنت أقدر أتحمل , بس لما السالفة توصل إنهم يقذفونك ويقذفون بشرى , ما قدرت أتحمل . نظرت إليها حسناء بأسى , لتعانقها وتتركها تكمل بكاءها . انتبهوا إلى يُمنى حين قالت فجأة بهدوء / قلتي إنه حمود ضربك ؟ صراحة ما أستغرب هالشيء من أخ سلمان . غضبت هديل / ما أسمح لك يُمنى , حمود مو مثل أخوه , أنا كنت غلطانة لما رفعت صوتي على أمه , يعني معاه حق . صرخت حسناء بغيظ / كان سمع السالفة منك أو من أي أحد عشان يعرف الحق قبل يمد يده , انتي كيف ترضين بهالشيء يا غبية ؟ كيف تقولين إنه معاه الحق في إنه يضربك ؟ حمارة إنتي حمارة ؟ مافي أي شيء بهالدنيا يسمح للرجال إنه يمد يده على حرمة إلا إذا كان السبب قوي , وإنتي يوم رفعتي صوتك كمان معاك حق بعد . عضت هديل شفتها بضيق , وتمنت لو أنها لم تتحدث بهذا الهراء . فهي تحب حمود بشكل لا يصدق . ولم ترغب بأن تسيء صورته أمام أي أحد . لأنه أساسا لم يؤذيها أبدا , بيدّ أنه لا يوقف ألسنة أمه وإخوته إن أطلقوها لأذيتها . نبهتها من شرودها حسناء وهي تسأل بحدة / وش جابك هنا ؟ هديل / ما قدرت أقعد معاه وأنا زعلانة منه , قلت له يوصلني بيت أهلي , بس بعدين قررت أجي هنا لأنه أساسا هم كلهم بيجون هنا عشان ملكة مساعد . حسناء / شفتي يا هديل ؟ ما قدرتي تقعدين معاه لأن الضرب مو هين .. نفسك ما رضت هالشيء , بس انتي غبية وتقولين عادي معاه حق ؟ صرخت هديل بغيظ / يعني قصدك أتركه لأنه ضربني مرة وحدة وأنا في بطني ولده ؟ أسيبه وأشتت ولدي ؟ تبين مصيرنا كلنا يتشابه يا حسناء ؟ كتمت يُمنى شهقة الصدمة من حديث هديل , وظلت تنظر إليها بعينين متسعتين . تجاهلت حسناء شعورها بالألم وهي تقول / لما الموضوع يكون متعلق بكرامتك يا هديل , لا تفكرين بـأي شيء غير نفسك , ولا ….. قاطعتها هديل بإصرار / أنا عندي ولدي وزوجي اللي بعمره ما أذاني إلا مرة وحدة , وجيت أفضفض لك عشان أرتاح شوي , أهم من شوية زعل يا حسناء . أخفت حسناء قبضتها التي ترتجف من الغيظ والقهر , وادّعت الهدوء . وهي تستمع إلى كلام أختها الجارح . ولم ترد هذه المرة بشيء . كانت الغصة في حلقها هذه المرة , أكبر من أن تُبتلع بسهولة . ويبدوا أن صمتها نبّه هديل . لتقول بنبرة معتذرة / أنا آسفة حسناء مو قصدي أجرحك , بس صدق حمود ما له ذنب , أنا زعلانة منه شوي بس بعدين راح نتراضى , صدقيني والله حمود طيب وما في منه , أنا أدري إنك خايفة عليّ ومقهورة , بس من جد حمود ما له دخل . أومأت برأسها بإيجاب وقالت بإبتسامة مقتضبة / تمام وأنا آسفة بعد , الله يحفظكم لبعض , إذا تبين عديها هذي المرة لكن لا تسامحيه بسهولة , ترى لو سامحتي بسهولة بيرجع يكرر غلطه من دون ما يحس بالذنب . ابتسمت هديل / إن شاء الله . وقفت يُمنى تقول بصوت عالٍ / يا ربي من هالجو الكئيب , بروح أسوي لكم قهوة . وقفت حسناء / اجلسي أدري إنك ما تعرفين تضبطينها . غادرت حسناء المكان , ونظرت إليها يُمنى بضيق . علمت أنها تريد أن تبتعد عن هديل قليلا , بعد أن قالت الأخرى ما قالت . جلست وعيناها على هديل . ظلت صامتة لبعض الوقت , قبل أن تسأل بهدوء / فهمت من كلامك إنه ما في أي أخبار عن سلمان . هديل / لا , عساه بجهنم الله يأخذه . لم تؤمن يُمنى ولم تعترض على دعوتها . وهي تنظر إلى كفها , بذهن شارد . عادت بذاكرتها إلى الخلف , إلى ما قبل 8 سنوات . لمّا قابلت عائض لأول مرة بعد غيابها عنه 3 سنوات . وبالصدفة . اللقاء الآخر كان بإرادته هو . حين أتاها في الغرفة . استغربت إصراره في ألّا تقابل سلمان ! ولم تتمكن من تفسير الأمر , سوى أنه ربما يغار عليها . حين خرج وتركها بمفردها . وضعت يدها على قلبها , لتتنفس براحة . بعد أن أصابها ذلك التوتر . نهضت واتجهت ناحية النافذة . تريد تأمل الجو بعد المطر . لتسقط عيناها عليه وهو يخرج من منزلهم , عائدا إلى منزله ربما . ضحكت بسعادة وهي تتذكر كلامه قبل قليل , هل حقا يغار عليها ! إذا هي محظوظة . سرعان ما تضايقت وهي تتذكر أن خطتها فشلت , ولم تتمكن من الغياب عنه خمس سنوات على الأقل . أحبطها الأمر جدا . كونها لا زالت تتذكر حديثه كأنه قاله بالأمس . أحبته وأعجبت به منذ الصغر , ولا زالت كذلك .. وستظل تحبه حتى الممات , ولكن .. هو أيضا عليه أن يشعر بها . ويحبها كما تحبه . لا ترغب بحب من طرف واحد على الإطلاق . التفتت ناحية الباب , لتدخل بشرى وتقترب منها بقلق , رفعت يدها ووضعتها على جبينها / حرارتك لسه ما نزلت ليش قمتي من السرير ؟ يُمنى بإحباط / ما نجحت خطتي يا بشرى , عايض شافني لا وبأسوأ حالاتي . ضحكت بشرى وهي تتذكر ما قالته يُمنى سابقا . أنها ستجعل عايض يندم على حديثه . ستغيب عنه حتى تكبر أكثر , وتصبح أجمل . وتنوي الغياب عنه حتى تبلغ الثامنة عشر . حتى تصبح أكثر جمالا وفتنة . مسحت على ذراعها / لا أبشرك نجحت , لأنه عايض كان صدق خاق عليك , وجدا ندمان . يُمنى / إيش دراك ؟ ابتسمت بشرى / شفته من الشباك أول ما راح ورى البيت , ما شفتي نظراته وهو يراقبك , عيونه كانت بتطلع من كثر ما هو خاق ههههههههه. خجلت يُمنى / صدق كان يطالع فيني بإعجاب ؟ ضحكت بشرى من مشاعر هذه الصغيرة العجيبة / إيه والله . ابتسمت يُمنى بخجل , واحمرّ وجهها . لتمسك بشرى بيدها وتقودها إلى السرير / ارقدي الحين وارتاحي , نامي شوي لين يجون اخوانك ويمتلي البيت , بصحيك إذا وصلوا . ولكنها لم توقظها حين وصلوا إخوتها . بل .. بعد وصولهم بساعات , حين طلب والدها رؤيتها فجأة . فتحت عيناها لترى ملامح بشرى الوجلة , والوجه المحمر . جلست بخوف / إيش فيك بشرى ؟ هزت بشرى رأسها نفيا / ما فيني شيء , بس البسي عبايتك وانزلي , أبوك يبي يشوفك والكل هناك الحين , عشان كذا البسي عبايتك بسرعة . تساعرت دقات قلبها فجأة , وتجمعت الدموع في محاجرها . كأنها شعرت بوالدها . ظلت جالسة في مكانها دون حراك , وحرارتها ترتفع أكثر بمجرد التفكير . لتنهض بشرى وتجلب عبائتها , وتجعلها ترتديها , لتبدأ يُمنى بالبكاء / بشرى أبوي إيش فيه ؟ ليش الكل عنده ؟ ليش يبي يشوفني الحين وقدام الكل ؟ تمالكت بشرى نفسها بقوة , وهي تساعد يُمنى على النهوض / ما أدري يُمنى إنتي روحي له وبس , لا تبكين . شهقت يُمنى وهي تمسح دموعها بكفها . وتتجه إلى الخارج بمساعدة بشرى , وهي تعرج بسبب ألم رجلها الذي لم يختفي تماما . حتى وصلت إلى الأسفل . لتجد جميع النساء من عائلتها تجلسن وعلى وجوههن ضيق وهم . بل أن بعض شقيقاتها تبكين ! تركتها بشرى بالقرب من المجلس , ليمسك بها مساعد . ويدخل إلى الداخل , متجه بها حيث والدها . كان المجلس ممتلئا فعلا بالرجال , أعمامها وأبنائهم ربما . وبالقرب من والدها بعض إخوتها , والدتها وشقيقاتها .. اقتربت منها وهي تجهش بالبكاء , من منظره وقد أصبح ضعيفا تماما . جلست بجانبه على طرف السرير , وأمسكت بكفه تقبلها بعد أن أنزلت الغطاء عن وجهها / فديتك يبه وسلامتك من كل شر . ابتسم لها بألم , وهو يضغط على كفها .. والدموع تنزل من عينيه أخيرا . ليمد كفه الأخرى ويلمس بها تلك الندبة , يقول بصوت مبحوح من الألم / سامحيني يا بنتي , أدري إني زوجتك عايض غصبا عنك , يمكن تشوفيني ظلمتك لأني زوجتك وانتي صغيرة , بس ترى كله لمصلحتك , وماحد يستاهلك بهالدنيا يا بنتي , بس عايض الوحيد اللي قدرت أثق فيه . قبلت جبينه ودموعها تهطل كالمطر / إيش هالكلام يا يبه لا تقول كذا , أنا ما عمري حسيت بهالشيء , بالعكس أنا راضية وعارفة إنك ما سويت هالشيء إلا لمصلحتي . مسح على رأسها بحنان / الله يرضى عليك يا بنتي . رفع صوته قليلا / وين عايض ؟ ظهر عايض من العدم فجأة , واقترب قائلا / أنا هنا يا عمي . أشار عمه إلى جانبه , ليقترب ويجلس . فيصبح أمام يمنى , مواجها لها . ووجهه إلى عمه , الذي جعله يقترب بأكثر , ويهمس ببعض الكلام بأذنه . فيوميء عايض برأسه , قبل أن يرفعه وينظر إلى يُمنى المنهارة ببكاء حزين . ويقول بنبرة صادقة للغاية / أوعدك يا عمي إني ما أزعلها بيوم أو أضايقها . سقطت عيناها بعينيه , لتنظر إليهما وتبحث عن الحقيقة فيهما . هل يعني ما يقول حقا أم لا . لم يسعها إيجاد الإجابة , حين شد والدها على يدها فجأة بقوة . وصار جسده كله يشتد , كأن روحه تُنزع . كان كذلك بالفعل . بدأ إخوتها بالمحاولة في تلقينه الشهادة , حتى تمكن ولله الحمد . ولا تدري ماذا حصل بعد نطقه للشهادة , حين اقترب منها عايض واحتضنها ليخبيء وجهها في حضنه . وعيناها متسعتان بذهول وخوف . حتى أن الدموع توقفت عن النزول . وهي تشعر بيد والدها التي تمسك بكفها تتراخى وتضعف شيئا فشيئا , حتى تركت يدها وسقطت منها . بقيت على ذلك الحال لبضع ثواني , قبل أن تسمع نحيب والدتها وإخوتها , بل الجميع ممن كان في المجلس . وعايض لا زال يحتضنها . حتى أبعدته عنها ببطء , وتنظر إلى والدها . لتجده قد فارق الحياة بالفعل . بوجه مطمئن . بالرغم من أن ذلك كان واضحا وحقيقيا منذ أيام عدة , حين اشتد ضعفه . إلا أنها شعرت بأنفاسها تختنق , وتصاب بدوار شديد . حتى صوتها الذي أرادت أن تصيح به بقوة معلنة خسارتها وفقدها لأبيها , اختنق داخل جوفها . ومنعها من إبداء أي ردة فعل . لتتراخى عضلات جسمها , وتفقد الوعي . تنهدت حين عادت إلى الواقع , وهي تأخذ كوب الشاي من يد حسناء . جلست الأخرى بجانب أختها بعد أن وضعت الصينية على الطاولة الزجاجية , وسكبت لها القهوة . نظرت إليها حسناء فجأة / إيش فيك تبكين ؟ رفعت رأسها بصمت , ثم ابتلعت ريقها وابتسمت رغما عنها / ما فيني شيء . قالتها ومسحت دمعتها التي نزلت دون أن تشعر . هديل / لا يكون زعلتي من كلامي عن سلمان , مو قصدي والله . ابتسمت يُمنى وهي تقف وتقترب منها , عانقتها / لا حبيبتي ما زعلت ليش أزعل , غير إني عارفة إنه ما لي ذنب , تذكرت أبوي الله يرحمه . أخذت كوبها من على الطاولة / يلا بروح أحل واجباتي قبل لا يجون البقية وأنشغل . قالتها واختفت وراء باب غرفتها . لتتنهد الأختان بالضيق . وتريح حسناء ظهرها على الأريكة وهي تدعوا الله أن يوفق أخيها , وينجح زواجه هو على الأقل . فشل زواج يُمنى أولا , ثم زواجها هي .. والآن أتت هديل تشكو من زوجها الذي مدّ يده عليها ! لم يبقى سوى مساعد الغيمة , فليوفقه الله . ![]() ![]() |
![]() |
#2 |
![]() |
![]() قبل يومين … تزينت بالفعل , و( تكشخت ) كما أمرتها هيفاء ! وهي تدرك تماما ما تنوي هيفاء فعله . تركت شعرها على طبيعته . ووضعت مكياجا خفيفا . كانت ترتدي فستانا باللون الأزرق الغامق , ضيقا من الأعلى , ويتسع من الأسفل . فضلت ارتداء ذلك الفستان الواسع حتى لا تتألم في فخذها . بالرغم من الحرق والألم بدآ بالإختفاء شيئا فشيئا , إلا أنه لا زال يضايقها . كانت الأكمام قصيرة نوعا ما . وذراعيها المليئتين بالخدوش ظاهرين . فــ هيفاء جلبت لها بالأسفل عائلة شاب يريد الزواج . وهي بالتأكيد لن تخدع أحدا . إن تزوجت , ستتزوج من يعرف كل عيوبها . وليت ذلك كان عايض ..! لو لم ترغمها هيفاء , لانتظرته حتى آخر العمر ربما , دون أن تمل . ولكنها مجبرة , من أجل سعادة عمر . جلست على كرسي طاولة الزينة , وأغمضت عيناها تتنفس بعمق لتهديء نفسها . دائما , دائما وأبدا .. عليها فعل ذلك . قبل خروجها من غرفتها . تكون مذعورة , مرتبكة , متوترة . وكأنها ليست تخرج إلى منزل والدها , بل إلى أناس غريبون عنها . وقد تعبت من ذلك . ظنت أنها ستكون مرتاحة بمجرد خلو المنزل من هيفاء . إلا أنه العكس تماما , لم تظفر بدقيقة واحدة ترتاح بها , فور رؤيتها لملامح عمر . حتى وإن نفذت ما قالته هيفاء , لن ترتاح .. نعم هي تدرك ذلك جيدا , ولكن .. عليها أن تتحمل . تبرئة لذنبها بقتل الصغيرة , وإسعادا لعمر . على ذكرها له في عقلها , فتح الباب .. لترفع رأسها وتنظر إليه بإبتسامة . بادلها عمر الإبتسام , ليقترب منها بعد أن أقفل الباب خلفه . جلس على السرير , والتفتت هي إليه بتساؤل . وجدته يتأمل وجهها , وكأنه يحاول قراءة شيئا ما . ارتبكت وهي تسأل بهدوء / في شيء ؟ عقد عمر حاجبيه / أنا اللي المفروض أسأل , من وين طلعت سالفة العريس هذي يا نوف ؟ حركت كتفيها تدعي الاستغراب , لتضحك / مدري , زوجتك اللي جابت أهله ليش تسألني ؟ عمر يدقق النظر إليها / نوف جاوبيني بصراحة , في شيء صار بينكم انتي وهيفاء ؟ تصرفاتكم أبدا ماهي معقولة , فجأة قالت يا عمر تعال رجعني , وفجأة صرتوا طيبات مع بعض , وفجأة يجيك عرس من طرفها وفي اليوم الثاني بعد جيتها ؟ ارتبكت نوف بشدة , إلا إنها استطاعت أن تحافظ على هدوءها / بالعكس كلها أشياء زينة يا عمر , ليش زعلان إنت ؟ تأفف عمر / ماني زعلان يا نوف , بس الموضوع صدق غريب , قولي لي الصراحة يا بنت , في شيء صاير بينكم ؟ هزت رأسها نفيا , وقالت بكل ثقة / صدقني ما في شيء , كل اللي سويته اني كلمتها واعتذرت لها أكثر من مرة , وهيفاء ما هي سيئة عشان تحمل بقلبها عليّ لفترة طويلة , واحنا أساسا من زمان مثل الصديقات . ظل عمر يحدق إليها بغير اقتناع . لتضحك نوف مرة أخرى / عمر إيش فيك ؟ يعني ما كانت تبى هيفاء ترجع لك مثلا ؟ ولا علاقتنا ترجع حلوة مثل قبل ؟ أو أتزوج ؟ عمر / إيه . اتسعت عيناها بدهشة / إيش اللي إيه ؟ عمر / ما أبيك تتزوجين , أنا فاهمك يا نوف , وعارفك زين .. كيف لا وانتي كبرتي قدام عيوني ؟ ربيتك بنفسي يا نوف , أوكي زعلت منك لفترة وغصبا عني والله , كان الموضوع صعب عليّ حيل , بس حاولت قد ما أقدر لين خف الوجع وما غاب , أنا أدري إنك تبين تجلسين فترة في البيت ترتاحين فيها من كل اللي مريتي فيه , عشان كذا وقفتي دراستك , لكن لما فجأة ألاقيك موافقة على عريس جاي من طرف هيفاء , يعني لا تعرفينه ولا احنا نعرفه , كأنك يعني تقدرين تتأقلمين وتعيشين مع شخص غريب وجديد وأوجاعك بعدها ما شفيت . أجفلها تماما ما قاله عمر . ولم تتمكن من الرد . فغرت فاهها تنظر إليه بقلة حيلة . قبل أن ينهض عمر ويقترب منها , وتنهض هي . حاوط وجهها بكفيه بحنان بالغ , وبنبرة مؤثرة للغاية , جعلت عيناها تدمع / تمام نوف ما راح أجبرك تعلميني عن السبب اللي خلاك تقابلين أهل العريس , بس أرجوك .. لا تسوين شيء راح تندمين عليه بعدين , انتي بنتي وأنا ما أرضى إنك تعيشين مقهورة طول عمرك وتندمين على قرار اتخذتيه من دون تفكير , أنا لسه شايف فيك تأثير الحادث , نفسيتك لسه تعبانة , ومانتي مستعدة للزواج أبد , لكن لو انتي موافقة وشفت الولد طيب ويناسبك , أبد ما راح أعترض . أنهى حديثه وقبل جبينها بحنان , ثم غادر تاركا إياها في حالة من الحزن والشعور بالذنب وتأنيب الضمير . كادت أن تجهش بالبكاء , وتطلق دموعها المحبوسة داخل محاجرها . لتمنعها هيفاء بدخولها . عضت شفتها بقوة وأغمضت عيناها , حتى شعرت أنها أفضل . وأنها لن تبكي . وقفت هيفاء أمامها , وتأملتها لبعض الوقت بصمت / جاهزة تنزلين . أومأت بإيجاب , وهي تنظر إلى الأسفل . أخذت عطرها من طاولة الزينة , ورشت على فستانها . ثم نظرت إلى المرآة نظرة أخيرة , لتعدل شعرها . التفتت إلى هيفاء / يلا ؟ أومأت الأخرى موفقة , ثم أمسكت بذراعها / ليش لابسة فستان أكمامه قصيرة يا نوف ؟ ولا تبينهم يشوفون هالندوب ويروحون ؟ نوف بهدوء / من حقهم يا نوف يشوفوني بكل عيوبي , ومن حقي أنا بعد .. عشان لا ينخدع العريس ويشوفني بكل حلاوتي من برة , ثم بعد الزواج ينصدم بكل هالأشياء على جسمي , ولا إيش رايك يا هيفاء ؟ هذا من أبسط حقوقي , يكفي إني بتزوج شخص ما أعرفه ولا قد سمعت عنه , يعني ما في داعي أنجرح بعد الزواج بعد . هزت هيفاء رأسها متفهمة وهي تتنهد بضيق . لا يعجبها الأمر هي أيضا . ولكن .. ليس هناك حل آخر . لتنسى هي شيء من الوجع , وتُنسي عمر . ضغطت على ذارع نوف / لا تنسي يا نوف , كله عشان عمر . نوف / أكيد . نزلت إلى الأسفل , تمسك بكف هيفاء . حتى اقتربتا من مجلس النساء . تركتها هيفاء , ودخلت . لتسمي نوف وتذكر الله , ثم تخطو إلى داخل المجلس . تشعر بقلبها يرتجف داخل صدرها . وأن قدميها غير ثابتتين على الأرض , بل تشعر كأنها تمشي على طرف خيط , وستسقط في أي لحظة . اقتربت من والدة العريس , والتي كانت عمة والد هيفاء ! نظرت إليها نوف بإعجاب , تبا ..! لقد كانت أجمل منها بكثير , وتبدوا صغيرة . كما لو أنها شابة , وليست أم لشاب يريد الزواج ! ابتسمت لها بإرتباك بعد أن صافحتها , لتبتعد عنها وتقترب من شابة أخرى , لم تقف لها ! بل رفعت يدها بطرقة غريبة , وكأنها لا ترى نوف ! امتعضت منها نوف , وتجاهلت شعورها بالغضب , خاصة وأن الفتاة لم تلمس سوى أصابعها . لتبتعد عنها وتسلم على والدتها وتقبل يدها وجبينها , ثم تجلس بجانبها . لتصبح على يمين الفتاة , على بعد كرسيين . أنزلت رأسها تنظر إلى يدها وهي تشعر بالتوتر الشديد . رفعته حين قالت الأم بنبرة كانت غريبة هي الأخرى / احنا جايين نشوفك ليش تخبين وجهك ؟ نظرت إليها بإبتسامة , ولكنها لم ترد الإبتسامة . التفتت إلى هيفاء تلقائيا , وكأنها تستفسر عن سبب تصرفاتهم الغريبة ! خاصة وأن الفتاة لا تنظر إليها أبدا ! بل منشغلة بهاتفها , تضع رجلا على الأخرى . هزت هيفاء كتفيها بلا مبالاة , لتباغتها المرأة الأنيقة بسؤال / بأي سنة الحين انتي يا نوف ؟ أجابت نوف بهدوء / المفروض تكون هذي آخر سنة لي , بس أجلت ترم . عقدت حاجبيها / ليش ؟ عشان الحادث ؟ ارتبكت نوف قليلا / إيه ؟ المرآة / قد إيش تضررتي مثلا ؟ غير الآثار على يدينك وحتى وجهك , ورجلك الصناعية ؟ شعرت نوف بالإستفزاز من نبرتها القريبة من السخرية , لتقول بإبتسامة مصطنعة / أعتقد هيفاء قالت لكم , يعني اللي ذكرتيه كل شيء . أكملت الأخرى بابتسامة / إيه صحيح , أنا أقصد جسمك كله , ما أعتقد إنه سلم من التشوهات , الحادث كان جدا سيء على حد علمي , يعني لدرجة إنه بنت أخوك ماتت , وانتي بتروا رجلك وركبتي غيرها صناعية . لم تتمكن من نوف من الإجابة ولا الرد . من شدة صدمتها ودهشتها . كيف تمكنت من التفوه بأشياء كهذه بغاية البرود والوقاحة ؟ قالت المرأة حين طال صمتها / ممكن تورينا رجولك لركبتك على الأقل , يعني بالنهاية ولدي من حقه يعرف عيوب زوجته الجسدية ولا ينصدم . اتسعت عيناها بغير تصديق . وتجمعت الدموع بعينيها وهي تشعر بالإهانة . فتحت فمها تنوي الرد وتدافع عن نفسها . ولكن ما حصل غير متوقع , حين وقفت هيفاء تقول بنبرة حادة / اعذريني يا عمتي , بس نوف ما تقدر تسوي هالشيء , لو كانت تبي توريك كان لبست قصير من البداية , ومثل ما قلتي .. هذا من حقه , معناته لو هي يبي يشوفها قبل لا يقرر يشوفها . وقفت نوف بغيظ , حين سمعت ضحكة الفتاة المغرورة الساخرة . ورفعت طرف فستانها قليلا , لتخرج من الغرفة بخطوات عرجاء سريعة بذات الوقت . تسمع والدتها أيضا تدافع عنها بطريقة مهذبة . صعدت إلى الأعلى , تتجاهل ألم رجلها . حتى وصلت إلى غرفتها , لتدخل وتغلق الباب خلفها وتوصده . ثم خلعت فستانها ورمته على الأرض بقوة . رفعت شعرها عن جبينها , ووقفت أمام المرآة .. تنظر إلى جسدها المشوه . غير البقعة الكبيرة من أعلى فخذها حتى ركبتها . ندوب كثيرة , لا تعد ولا تحصى . بأحجام وألوان مختلفة . بعضها جروح غائرة . والأخرى بسيطة , غير أنها واضحة . وغرز خياطات هنا وهناك . جلست على الأرض بقلة حيلة , بعد أن ارتدت قميص منزلي . وضمت ركبتيها إلى صدرها , لتغمض عينيها وهي تضع رأسها على ركبتيها , وتبكي بصمت . منذ أن حصل ما حصل , بل منذ أن ولدت . لم يهينها أحد كما أهانتها هذا المرأة وإبنتها للتو ! ولكن ما لم تتوقعه حقا , أن هيفاء تدافع عنها ! هل كان دفاعا أم تمثيل , أم كانت خطة وقحة للغاية منذ البداية . بما أنها تقرب هاتان المرأتان , فلم تهتم . وأحضرتها إليها وهي تعرف أطباعهم السيئة . ثم حين أساءت إليها أمام حماتها , مثلت دور الكنة الصالحة التي لم يغيرها شيء ! لا يهم , لا يهم كل ذلك . بما أنها لم تصمت , وجعلتها تشعر بشيء جميل في قلبها . لن تنسى هذا المعروف لهيفاء . _____ لقد انتهى الأٍسبوعين بالفعل . وأتى يوم مراجعته . الذي انتظره بشوق , لشيء غريب يحدث بداخله ولا يعرف ما هو بالضبط . جلس بالخارج على كراسي الإنتظار , حتى أتى دوره أخيرا . دخل وألقى السلام , لترد هي والممرضة . ولكنها كانت غريبة للغاية ومختلفة . عيناها لا تشعان حماسا ونشاطا مثل المرتين السابقتين اللتين رآها فيهما . بل كانتا مظلمتين , كأن عليهما سحابة سوداء قاتمة . جلس على المقعد أمامها , لتنظر هي إلى شاشة الحاسوب . وتسجل بعض الملاحظات السريعة . لتلتفت إليه بعد عدة دقائق / إيه يا أخ بدر ؟ أخبارك وأخبار السن ؟ بدر / أنا بخير الحمدلله , والسن خلعتيه شلون تسألين عنه ؟ حسناء / لا إله إلا الله أنا لما أقول سن مو شرط أقصد السن نفسه , كيف الألم الحين أكيد إنه اختفى . بدر باستغراب / طبعا . حسناء / كويس , ممكن ترقد هناك ؟ أومأ برأسه بإيجاب , وهو مستغرب من هدوءها وأسلوبها المهذب الذي لم يعهده , ليستلقى . وقفت حسناء على يمينه بعد أن ارتدت القفازات , لتوجه المصباح إليه , وتفتح فمه تنظر إلى مكان الضرس المخلوع . عادت إلى مكانها بعد أن انتهت , وهي تقول بهدوء / ماشاء الله خلاص ما عاد في أي مشكلة يا أخ بدر , وأعتقد حتى المراجعة ما كان لها داعي , شكلك انتبهت لنفسك كويس بعد الخلع . جلس بدر ليقول ضاحكا / طبعا اللي عنده أب مثل أبوي غصبا عنه ينتبه عشان يرجع للدوام بسرعة . ابتسمت وهي تتذكر ذلك اليوم / الله يعينك أجل , ومشكور على هذاك اليوم . عاد ليجلس على الكرسي أمامها / عادي ما سويت شيء , يعني خلاص هذي آخر مراجعة ؟ استغربت من نبرته لتقول / طبعا , إلا إذا ودك أخلع لك باقي ضروسك . ضحك بدر / لا , إيش عندكم خدمات ؟ ازداد تعجبها لتلتفت إلى مساعدتها / عطيه المنيو . ضحكت الممرضة باستغراب , وضحك هو . لتكمل حسناء / لا جد إيش هالسؤال ؟ قصدك إيش تنظيف مثلا ولا تبييض أو شيء ثاني ؟ تقويم ؟ بدر / مدري إنتي شايفة أسناني , إيش أحتاج ؟ حسناء / لا أسنانك كويسة ماشاء الله , بس يمكن تحتاج شوية تنظيف وتبييض . بدر / تمام سوي لي . نظرت إليه حسناء بذهول لعدة دقائق قبل أن تضحك / الحين ؟ طبعا لا إنت جاي على أساس إنها مراجعة لضرسك المخلوع , لازم موعد ثاني .. عندي مرضى كثير ينتظرون برة . بدر / تمام , بأخذ لي موعد . حسناء / أوكي , تروح الإستقبال وتشوف المواعيد .. خذ اللي يناسبك , بعد أسبوع أسبوعين , براحتك . أومأ بإيجاب , وقبل أن يهم بالمغادرة قال / ممكن أسألك سؤال بس ما تعتبرينه تطفل ؟ حسناء / تفضل . بدر / فيك شيء اليوم ؟ متضايقة ؟ صمتت من الدهشة , ثم هزت رأسها نفيا تجيبه / لا , ليش تسأل ؟ بدر / مدري بس حسيتك مو مثل المرة الماضية ولا اللي قبلها , يعني .. كأنك هادئة اليوم وحزينة . ضحكت بغير تصديق / لا ما فيني شيء , شوية مشاكل عائلية . نظر إليها لبعض الوقت , قبل أن يقف مبتسما ويلقي السلام ويغادر . تنهدت حسناء بضيق .. هي فعلا بها شيء . ولكن من يسأل ؟ غريب لا تتمكن من البوح إليه ؟ قبل أن تفتح الممرضة الباب لتسمح للمريض التالي بالدخول قالت / معليش خليه ينتظر شوي , بأخذ بريك . نهضت من مكانها وخرجت بعد أن عدلت حجابها ولثمتها , لتعتذر من المرضى بطريقة لبقة .. قائلة أنها تعمل منذ الصباح , وتحتاج إلى القليل من الوقت فقط لتستعيد تركيزها ونشاطها . أوماؤا لها متفهمين . لتتجه إلى المصعد , تستقله وتنزل إلى الدور الأرضي . حيث الكافتيريا بداخل العيادة . طلبت لها قهوة سوداء , واتجهت إلى الطاولة فالركن ننتظر . كان الوقت قبيل الظهر . يعني ليس الوقت المناسب لشرب القهوة , إلا أن ادمانها الشديد لا يجعلها تعرف الوقت المناسب أساسا . وضعت مرفقيها على الطاولة , وأغمضت عيناها لتضع قبضتيها على منتصف جبينها . وهي تبحر بذكرياتها بعيدا . كانت مرتاحة جدا في الفترة السابقة . نسيت , أو تناست .. لا يهم , المهم أنها كانت سليمة من أوجاع الرأس هذه التي تلازمها ما إن يخطر على بالها ذلك الموضوع من الماضي . أتت هديل , وقالت من الكلام ما جعلها تشعر أنه لم يمضِ شيء على فراقها لذلك الوغد الحقير . بل صارت تتذكره وكأنه بالأمس كان الفراق ! قبل أن تتعمق أكثر , فتحت عيناها على صوت الكوب على الطاولة . لتعتدل بجلستها متفاجئة , وتقول / إنت لسه هنا ؟ بدر / تسمحي لي أجلس ؟ هزت رأسها بتردد وهي تمسك بكوب القهوة . بدر بتردد / أنا آسف على التطفل , بس صدق من دخلت عندك وشفتك عرفت إنك متضايقة وفيك شيء كبير . ابتسمت حسناء / كنت عارف إني بجي هنا ولا كيف ؟ فاجأتني . بدر / لا كنت قاعد أفطر , ما أكلت شيء من الصباح وجعت , شفتك وانتي داخلة , ما قدرت أمشي من دون ما أسأل . حسناء بصدق / أعتذر على الصراحة أخ بدر , بس من جد ما في داعي تسأل , ولا حتى جلستك هذي لها داعي , مثلك مثل أي مريض عندي , كيف تسألني عن اللي مضايقني وتتوقع مني أجاوب مثلا ؟ بدر بصدق هو الآخر / أنا أدري , بس إذا تبين أنا بعد أكون صريح , أنا مهتم فيك . أجفلت حسناء وتلعثمت / إيش قصدك ؟ كيف مهتم ؟ ضحك بدر / ما أدري كيف ينقال هالشيء , ومدري كيف صار , بس صدقيني من جيت عندك أول مرة وأنا دايم أفكر فيك , وبعد ما شفتك في المكتبة صرت أفكر أكثر , كنت أظن إنه هالشيء يصير بالمسلسلات والأفلام بس , لين صار معي وتأكدت إنه حتى البشر العاديين مثلنا يحسون بهالشعور . نظرت إليه بغير تصديق لعدة دقائق , قبل أن تهز رأسها كأنها تنفض شيئا من رأسها / لا لحظة وش قاعد تقول إنت ؟ قاعد تسمع لنفسك ؟ بدر / طبعا . ضحكت بسخرية / شلون شلون , لا ترى صدق قاعد تمزح إنت أكيد , ولا مانت مستوعب إني أكبر منك بكثير . بدر / عادي وين المشكلة ؟ عضت شفتها بإحراج , وتنهدت بضيق / أتمنى إني ما عاد أسمع هالكلام أخ بدر و إنت مريضي وأنا طبيبتك وانتهى , اهتمام ما إهتمام هذي بس بالأفلام وفي أحلامك . ابتسم بدر / تمام ما قلت شيء غلط , أنا مريضك وانتِ طبيبتي يا أم عيون حلوة . اتسعت عيناها بحدة / يا قليل الحيا , انسى .. حتى الموعد راح تلغيه , ما أعالج ناس ما تستحي وتتغزل بناس أكبر منها . ضحك أكثر وهو يقول / بالضبط هذي الدكتورة حسناء اللي شفتها قبل أسبوعين . أجفلت مرة أخرى / يعني كنت تضحك عشان تضحكني ؟ هز رأسه نفيا / لا طبعا , أنا صادق . أدارت عيناها بملل / أنصحك ما تجيني مرة ثانية , لأني من جد معصبة منك وما أعجبني هالكلام أبد , سوالف الحب هذي ما تمشي عندي , ماني مراهقة ولا صغيرة عشان تلعب علي . بدر بجدية / بس أنا ما أمزح ولا أبي ألعب . تنهدت حسناء بقلة صبر / يعني بتتزوجني مثلا ؟ بدر / طبعا , إذا قبلتي . لا تعلم بماذا شعرت بالضبط . كأن الكون توقف للحظات , شيء من الخجل .. غضب وقهر بذات الوقت . سألته بشيء من الغضب / بسألك يا أخ بدر , إنتي كيف تفكرفي بنت أو تنوي تتزوجها مثلا وانت ما تعرف عنها شيء ؟ غير إنها طبيبة أسنان ؟ بدر / عادي مو لازم أعرف شيء , هالشيء أكثر من كافي , أعرف عمرك بعد , لكن مو مهم . حسناء بصدمة / طيب لو كنت متزوجة مثلا أو مرتبطة ؟ بدر / مانتي متزوجة , ولا مخطوبة .. مو لابسة خاتم . ضحكت بغير تصديق / مين قال لك إنه ضروري المخطوبة ولا المتزوجة ضروري تكون لابسة خاتم ؟ بدر / إنتي ليش معصبة الحين ؟ كل اللي قلته إني مهتم فيك , وإذا رضيتي تتزوجيني بتقدم لك وأطلبك من أهلك . وقفت بعينين محمرتين من الغيظ / ماني راضية , وأنا صدق ما أبي أشوفك مرة ثانية , لو سمحت . أوقفها بسؤاله / طيب ليش قولي لي , خليني أعرف سبب رفضك على الأقل , وصدقيني إني ما بزعجك ولا بتشوفين وجهي مرة ثانية . رمشت بعينيها عدة مرات , توقف دموعها عن النزول وهي توليه ظهرها , قبل أن تلتفت إليه وتقول / ماني متزوجة ولا مخطوبة , لكن مطلقة وعندي ولد , أظن هذا سبب مقنع وكافي , عشان تبعد عني وتنسى هالسخافات . اختفت عن عينيه بلمح البصر . ليقف هو في مكانه مذهولا مصدوما وغير مصدق ما سمع ! لم يصدق يوما ما يسمونه بالحب من أول نظرة . ولا الإعجاب بشخص غريب , لمجرد التعامل معه لمرة واحدة , قبل أن يقابل حسناء بالتأكيد . ذلك اليوم بعد أن غادر العيادة , لم تغادر هي عقله . ظل يفكر فيها بشكل غريب جدا . جرأتها وقوتها , وشخصيتها العجيبة . حتى غضبها وفقدانها السيطرة على نفسها , أعجبه ! والشيء الآخر , بالتأكيد .. عيناها . الساحرتان والجميلتان بطريقة غريبة للغاية . منذ أن رآهما تعلق بهما , لا يعرف بالضبط ماذا يحصل معه . كل ما يعرفه أنه أُعجِب بها , وأراد بشدة أن يتعرف عليها ويعرفها . لذا عاد إلى العيادة مرة أخرى وتحدث إلى موظفة الإستقبال . ويسألها عن حسناء , كما لو أنه يريد الإستفسار عن طبيب جيد . إسمها بالكامل , عمرها , حالتها الإجتماعية . كان متأكدا من أنها لو علمت عن ذلك .. ستغضب بشدة . لذا تظاهر بأنه مريض ليس أكثر . ولكن ما سمعه للتو صدمه بشدة . كيف لشابة حسناء مثل ( حسناء ) أن تكون مطلقة ؟ وأم لولد ! _____ منذ عدة أيام , وبعد أن أخبر والده أن عاطف معجب بنوف . لم يفاتحه راشد بموضوع الخطبة على الإطلاق . ما جعله يطمئن ويرتاح , ويستغرب بنفس الوقت . هل يعقل وأن يكون والده ينوي تزويجه بنوف منذ البداية ؟ ثم حين علم أن الأمر لن يتم , ولا يتمكن هو الزواج بها .. صمت ؟ أم ما الذي حصل بالضبط ؟ نزل من غرفته ونزل متجها إلى الصالة . حيث يجلس الجميع حول طعام العشاء . ألقى السلام وجلس في مكانه المعتاد . كانوا يتناولون طعامهم بصمت كالعادة , ولينا تضع المذكرة بجانب الصحن , تأكل وعيناها عليها , ليقول / بنت ريحي نفسك شوي من المذاكرة , في أحد يذاكر على طاولة الأكل ؟ رفعت عيناها متفاجئة لتقول / والله ما عندي وقت يا عايض أحسني مو مثبتة اللي ذاكرته وخايفة مرة . ابتسم وهو يمدّ يده ويأخذ المذكرة / ذاكري بعد ما تاكلين , ما راح تستفيدي شيء إذا نجحتي ثم متي من الجوع . نظرت إليه بحنق , لتكمل طعامها سريعا حتى تعود إلى المذاكرة . سأل عايض / وين نجد ؟ تجيبه ضحى / نايمة البنت تقول تعبانة وما لها نفس تأكل . هنادي بقلق / هذي لها دهر ما تعبت ماشاء الله , إيش فيها اليوم فجأة ؟ حتى ما أكلت شيء من الصبح . استغرب عايض , لينهض ويأخذ صحنا / أجل باطلع لها الأكل فوق أنا , لا تنام جوعانة . هنادي / إيه أحسن , خليها تأكل بالقوة . صعد عايض إلى حجرتها يحمل بيده الصينية . ليضعها على الأرض ثم يفتح الباب بعد أن طرقه وأذنت له نجد بالدخول . كانت الغرفة مظلمة , ودافئة نوعا ما . فتح الأنوار مستغربا , ليقترب منها ويضع الصينية على المنضدة . جلس على طرف السرير , وأمسك بطرف الغطاء ليكشف وجهها . انصدم حين وجده محمرا ومنتفخا , من أثر البكاء ! مد يده يلمس جبينها , لينصدم من حرارتها المرتفعة أيضا . سأل بخوف / بسم الله عليك نجد , إيش فيك ؟ فتحت عيناها المحمرتان , ونظرت إليه بجمود . ثم هزت رأسها / ولا شيء , بس سخنت . عايض / انتي ما تمرضين ما شاء الله , وش صار لك فجأة , متضايقة ولا زعلانة من شيء ؟ هزت رأسها نفيا مرة أخرى , دون أن تتفوه بشيء . أمسك بذارعها ليساعدها على الجلوس بإعتدال , ووضع خلفها مخدة / كلي وخذي مخفض حرارة , انتي لو تشوفين وجهك راح تنفجعين . نجد بإعتراض وبصوت مبحوح / ما أبي عايض تكفى والله مالي نفس . أخذ عايض صحن الرز والملعقة , ليطعمها بنفسه / بس كم لقمة , موعاجبني شكلك كذا . ابتسمت نجد وهي تنظر إليه , وتسند رأسها إلى الخلف , ثم تأكل اللقمة رغما عنها . لم تتمكن من إنهاء الصحن كله . أبعدته وهي تترجى عايض أن يكف عن إطعامها . نهض واتجه إلى غرفته , ليعود وبيده حبة دواء مخفضة للحرارة . جلس / هيا أشوف ابلعيها , وقولي لي إيش فيك . ابتلعت الحبة , وابتلعت معها تلك الغصة . قلبها يؤلمها بشدة . لا تتعرف كيف تتصرف . لا تريد أن تخبر أحد بالأمر . إن فعلت ستفسد الأمر أكثر , وهي لا تعلم حقا هل سيصدقونها ويعذرونها على الفور . ربما طيف ستتغير , يعني إن فعلت وأعلمت مساعد . ستفسد بين زوجين منذ بداية علاقتهما . ولكن أليس ذلك أفضل ؟ أن ينتهي الأمر منذ البداية ! أفضل من أن يتعلق بها ثم ينصدم أكثر ؟ يا إلهي .. سأُصاب بالجنون حقا . مساعد بعد أن كان متخوفا جدا من الإرتباط , ووثق بإختيارها .. تكون تلك الفتاة هي أسوأ فتاة عرفتها يوما ! تنهدت أخيرا , لتسأل / عايض لو تبي ترجع يُمنى , ليش ما تسألها أول ؟ يعني .. ترضى ولا لا ؟ أجفلته بسؤالها الغير متوقع , ليرد بهدوء / أبوي رافض يا نجد , كيف أفتح الموضوع معاها قبل وأنا عارف إنه أبوي مو راضي ؟ نجد / يا عايض أبوي رافض لأنه متوقع إنه هي بعد بتزعل من الموضوع , لو نعرف رأيها تقدر تكلم أبوي بالراحة . تنهد بهم وهو يتذكر محادثتهما في المحطة , وهما في طريقهما إلى المدينة . ليهز رأسه نفيا / أحتاج شوية وقت , خلي يُمنى ترتاح شوي وتتأقلم في المدينة , ثم أفتح الموضوع من جديد , بما إنه حتى أبوي ساكت هالأيام . نجد / غريب أمرك يا عايض , ميت تبي ترجعها والحين تقول ننتظر شوي ؟ والله أخاف البنت تطير من يدك . قطب جبينه بإنزعاج / تطير من يدي لمين ؟ هزت كتفيها / ما أدري , بس يُمنى بنت ما تتفوت صراحة , راح تتزوج بغمضة عين ومن دون ما احد يحس . احمرّ وجهه من الغضب ومن مجرد التفكير بالأمر / خليهم بس يحاولون يقربون منها شبر , والله إني لأذبحهم . ضحكت نجد / اهدأ يا حبيبي ولا تحلف , بس إذا تبي نصيحتي .. وإذا صدق تبي ترجعها , لا تماطل , لأني صدق خايفة تروح من يدك يا عايض , ثم تندم . نظر إليها لبعض الوقت / تغير رايك يا نجد , قبل كنتي ضد إني أرجعها . ارتبكت قليلا وهي تقول داخل ( جربت اليوم ذلك الشعور المر , أن يصبح من تتمناه من نصيب شخص آخر ) . ابتسمت / أبيك تنبسط وتعيش حياتك مع الشخص اللي تحبه , كنت أفكر بيُمنى .. بس مدري ليه حاسة إنها حتى هي ما راح تنبسط إلا معاك , مجرد إحساس . ضحك عايض , قبل أن يخرج هاتفه الذي يرن من جيبه . لا تدري ما الذي جعلها تنظر إلى الهاتف , وتشعر بأنه هو … فعلا , كان هو . مساعد ! شعرت بقلبها ينقبض فجأة وصدرها يضيق . ازدردت ريقها وهي تسمع ما يقوله / هلا مساعد , وينك الحين ؟ تمام بجيك , ربع ساعة وأكون عندك . نهض وأخذ الصينية / نامي يا نجد وارتاحي , أنا أدري في شيء مضايقك , لكن ما ضغطت عليك الحين , وانتي ماشاء الله غيرتي الموضوع بسرعة , هين بجيك بكرة , العريس ينتظرني . قالها وخرج . لتبقى نجد في مكانها , تجلس بجمود . ثم تعض شفتها بقوة . حائرة تماما . _____ انتهى البارت |
![]() |
![]() |
#4 |
http://www.tra-sh.com/up/uploads/1648853127783.gif
|
![]()
سلم ذوقك واختيارك
ربي يعطيك العافيه وما ننحرم من جمال طرحك لروحك الجوري |
![]() ![]() |
![]() |
#5 |
![]() |
![]()
الله يعطيك العافيه على الطرح
اللي كله ابداااااااع حضوري شكر وتقدير لك ولاهتمامك في مواضيعك اخوك نجم الجدي |
![]() ![]() |
![]() |
#7 |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#8 |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#9 |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#10 |
![]() |
![]()
جمال الاختيار
خلفه ذآئقة جميله جدا تعرف ماذا تقدم محتوى الطرح اكثر من راقي من الاعماق اقدم لك شكري واحترامي ليل المواجع محمد الحريري |
![]() ![]() مهم جدآ قرار بخصوص احتساب المشاركات وتوضيح مفصل بالاضافة لشروط استخدام الخاص وصندوق المحادثات تفضلوا بالدخول طريقة احتساب المشاركات وكيف تحصل على مشاركات اضافيه بنجاح - منتديات قصايد ليل قوانين استخدام الشات والرسائل الخاصة - منتديات قصايد ليل ![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
![]() |