الله يحييك معنآ هـنـا


 
العودة   منتديات قصايد ليل > ..✿【 قصــــــايـــد ليـــــــل 】✿.. > …»●[الرويات والقصص المنقوله]●«…
 

…»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… { .. حكاية تخطها أناملنا وتشويق مستمر .. }

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 12-30-2019
Oman     Female
SMS ~ [ + ]
أحبك وأنت النبض ودقات قلبي كله:066
لوني المفضل White
 رقم العضوية : 28589
 تاريخ التسجيل : Oct 2015
 فترة الأقامة : 3498 يوم
 أخر زيارة : منذ 2 ساعات (08:09 PM)
 المشاركات : 1,101,079 [ + ]
 التقييم : 2147483647
 معدل التقييم : ضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي رواية وبي شوق إليك أعلّ قلبي/البارت الثامن



الفصل الثامن
____

أمضت اليومين السابقين وهي تدخل إلى حسابات طيف في جميع مواقع التواصل .
وتتواصل مع زميلاتها في آخر سنة جامعية .
هي بطبيعتها لا تحب التحدث مع أي شخص .
لذا اقتصرت جميع صداقاتها في أيام الجامعة على مصالح الدراسة .
تساعدهم ويساعدونها , تدرس معهم .. إن رأت إحداهن متعبة ساعدتها لتتحمس من جديد .
يعني أن من رآها برفقتهن أيام الجامعة , يظن أنها ستتواصل معاهم إلى نهاية عمرها ربما .
لشدة ما كانت لطيفة ومهتمة بالجميع .
لا يعلمون أنها ما إن تغادر مكانا أو أناسا , تأخذ معها كل شيء , ولا تترك سوى الذكرى الطيبة .
لذا استغرب البعض من تواصلها معهم بعد هذه الفترة الطويلة .
إلا أنهم لم يبخلوا عليها بشيء .
حيث أخبروها بكل ما يعرفونه عن طيف .
لم يكن هناك شيء غريبا , بل أشياء صادمة .
آلمها قلبها بشدة وهي تسمعها من إحدى صديقات طيف المقربات أيام الجامعة , ثم تركتها بعد ذلك , ما إن اكتشفت أن طيف ليست فتاة جيدة على الإطلاق .
تظهر بمظهر حسن أمام الجميع .
ولكنها من الداخل , خبيثة للغاية .
لذا ..
لا تستغرب بعد الآن , من كون ذلك الغريب شقيقها .
طيف لديها العديد من العلاقات العاطفية .
منذ أن دخلت الجامعة , وحتى الآن .
تتحدث إلى أكثر من شاب .
ولكنها بالمقابل , ترغب بالزواج من شاب طيب .
لم يسبق وأن تحدث إلى إحداهن , أو كان في علاقة غرامية !
شعرت بالدم يفور في رأسها غضبا وقهرا .
كيف استطاعت أن تخدعها تلك الــ طيف ؟
كيف تمكنت من جعلها تشعر وأنها أشرف فتاة على وجه الأرض .
بل وتخبرها بكل سرور , أنها سعيدة جدا , بما أن العريس وافق عليها !
وأنها لم تتوقع ذلك .
بالطبع لم يكن عليها أن تتوقع , تلك الخبيثة المخادعة .
مهلا ..
طيف لم تخدعها , بل هي رأتها كذلك .
مثلما تحسن الظن بالجميع , أحسنت الظن بها .
وأرادت أن تربطها بإبن إبن عمها الذي تعزه كثيرا .


تنفست الصعداء حين أشارت الساعة إلى السادسة مساءً .
يعني أن بشرى ستكون مستيقظة الآن .
اتصلت بها وهي مستلقية على سريرها , انتظرت ردها .
لتجلس فجأة بقوة , وهي تسمع صوت مساعد / أهلين نجد .
ارتبكت فجأة , وهي تتذكر ما تنوي قوله لبشرى / هلا مساعد , وين بشرى ؟
مساعد بمزح / أفاا باركي لي على الأقل بما إني رديت .
قطبت جبينها بإستغراب / أبارك لك على إيش ؟
لمست الاستغراب في صوته هو أيضا / ليش زميلتك ما علمتك ؟ قبل شوي عقدنا القران .
تسارعت دقات قلبها , حتى ظنت أنها اختنقت .
أغمضت عيناها وهي ترتجف .
وعضت شفتها بقوة / من جدك مساعد ؟
ضحك مساعد من نبرتها / إيه إيش فيك انصدمتي ؟
مسحت وجهها بيدها الخالية من الهاتف بقوة , وهي تكاد تفقد وعيها من الصدمة / لا ولا شيء , خلاص بكلم بشرى بعدين .
أقفلت الخط , ودقات قلبها لا زالت متسارعة .
ظلت جالسه بذهول وغير تصديق , قبل أن تستلقِ وتغطي وجهها بالمخدة .
تحاول أن تتماسك ولا تبكي .
ما الذي فعلته ؟
ومالذي حصل !
هل حقا كانت السبب في ارتباط مساعد بطيف التي لا تستحقه !
صرخت بقوة تحت المخدة , ثم بكت دون شعور .
ماذا تفعل الآن ؟
هل تخبره بالحقيقة ؟
لينهي الموضوع باكرا ؟ قبل أن يتعلق بها ربما , ويتم الزواج !
أم سيكون ذلك بمثابة تخريب علاقة !

_____


عادت من المدرسة لتجد هديل تنام في حجرتها .
استغربت ذلك .
فهديل لم تأتِ لزيارة أختها منذ أن انتقلت هي إلى منزلها .
تركتها نائمة , الوهن بادٍ عليها بشدة .
يبدوا أن الحمل متعبها حقا .. فهي في نهاية الشهر التاسع الآن .
ظلت هديل نائمة حتى بعد العصر , ونامت هي أيضا .
لتوقظهما حسناء بعد عودتها من العمل .
خرجت إلى الصالة بعد أن صلّت العصر .
وانصدمت وهي ترى هديل تحتضن حسناء وتبكي .
اتجهت ناحيتهما وجلست وهي تنظر إلى حسناء بتساؤل .
لتأمرها الأخرى بالصمت .
حتى أفرغت هديل ما بها من دموع .
واعتدلت بجلستها وهي تمسح دموعها , ابتسمت لها يُمنى / متى جيتي ؟ لما رجعت من المدرسة كنتي نايمة .
هديل / جيت بعد ما خرجتوا انتوا في الصباح .
سألتها بتردد / فيك شيء ؟ ليش تبكين ؟
زمت هديل شفتيها وابتلعت غصتها , لتقول بضعف / تعبت منهم يا يُمنى , مو قادرة أتحمل أكثر .
حسناء بحدة / مين هم ؟ أهل حمود ؟
يُمنى بضيق / وش سووا لك ؟
نظرت إليها هديل لبعض الوقت , إن باحت لهم ما بخاطرها .
ستتضايق يُمنى بالتأكيد .
يُمنى بإصرار / أنا عارفة إنه الموضوع متعلق فيني يا هديل وما ودك تتكلمين عشان لا تضايقيني صحيح ؟
صمتت هديل ولم تجبها .
يُمنى / لا تخافين ما بتضايق , قولي يا هديل .
عضت شفتها بحيرة , قبل أن تغمض عيناها بحزن وتقول / يضايقوني بكلامهم , مو مرة ولا مرتين .. لا , كل ما شافوني , خاصة عمتي , دايم تقول لي إنه أخوي وعمتي السبب في انها محرومة من ولدها الحين , يعني أنا إيش دخلني ما أدري , أمس صارت مشكلة في بيتهم , ورحت أسلم عليهم , فجأة عصبت عليّ تقول انقلعي انتي جاية تتشمتين ؟ وانتي وأهلك أساس البلا , ومدري حمود إيش شاف فيك عشان يتزوجك , تعايرني بأمي اللي ماتت وهي تولدني , وتعايرني بأمي بشرى , تقول إنها كانت على علاقة مع أبوي قبل الزواج , وإنها لفت مخه وخلته يتزوجها عشان فلوسه , وكثير كثير كلام ما قدرت أتحمله .. عادي تقول عني أي شيء بس ما تكلم عنك انتي يا عمتي ولا عن مساعد وبشرى , ما تقذفها وتتهمها بشيء ما سوته , ما تحملت كلامها , حاولت أدافع عنكم , ما انتبهت لنفسي ولا صوتي اللي ارتفع غصبا عني من القهر , وما حسيت إلا بكف حمود على خدي .. مقهورة يا حسناء والله بموت من القهر .
أجهشت بالبكاء مرة أخرى .
لتكمل حسناء بهدوء / ما كان هذا كل شيء أن أدري , تكلمت عني بعد صحيح ؟
أغمضت هديل عيناها بضيق , وأومأت برأسها بإيجاب رغما عنها .
لتتنهد حسناء وتقول / وتقولين دايم يتكلمون ويضايقونك , ليش كنتي ساكتة ؟ ليش تحملتي كل هالوقت .


بالكاد تمكنت من أن تهديء نفسها من موجة البكاء العنيف / حسناء إنتي عارفة حمود قد إيش طيب , واني ما تزوجته إلا لأني كنت عارفة إنه غير عن أهله كلهم , حتى أبوي يحبه ويثق فيه ولا ما خلاني أرتبط بأحد يقرب سلمان لهالدرجة , غير كذا أنا حملت بأول شهر , كيف تبيني أشتكي على طول ؟ قلت يمكن إذا تحملت مرة ولا مرتين وطنشت يمكن ينسون ويتركوني بحالي , حتى لو ما تركوني كنت أقدر أتحمل , بس لما السالفة توصل إنهم يقذفونك ويقذفون بشرى , ما قدرت أتحمل .
نظرت إليها حسناء بأسى , لتعانقها وتتركها تكمل بكاءها .
انتبهوا إلى يُمنى حين قالت فجأة بهدوء / قلتي إنه حمود ضربك ؟ صراحة ما أستغرب هالشيء من أخ سلمان .
غضبت هديل / ما أسمح لك يُمنى , حمود مو مثل أخوه , أنا كنت غلطانة لما رفعت صوتي على أمه , يعني معاه حق .
صرخت حسناء بغيظ / كان سمع السالفة منك أو من أي أحد عشان يعرف الحق قبل يمد يده , انتي كيف ترضين بهالشيء يا غبية ؟ كيف تقولين إنه معاه الحق في إنه يضربك ؟ حمارة إنتي حمارة ؟ مافي أي شيء بهالدنيا يسمح للرجال إنه يمد يده على حرمة إلا إذا كان السبب قوي , وإنتي يوم رفعتي صوتك كمان معاك حق بعد .
عضت هديل شفتها بضيق , وتمنت لو أنها لم تتحدث بهذا الهراء .
فهي تحب حمود بشكل لا يصدق .
ولم ترغب بأن تسيء صورته أمام أي أحد .
لأنه أساسا لم يؤذيها أبدا , بيدّ أنه لا يوقف ألسنة أمه وإخوته إن أطلقوها لأذيتها .
نبهتها من شرودها حسناء وهي تسأل بحدة / وش جابك هنا ؟
هديل / ما قدرت أقعد معاه وأنا زعلانة منه , قلت له يوصلني بيت أهلي , بس بعدين قررت أجي هنا لأنه أساسا هم كلهم بيجون هنا عشان ملكة مساعد .
حسناء / شفتي يا هديل ؟ ما قدرتي تقعدين معاه لأن الضرب مو هين .. نفسك ما رضت هالشيء , بس انتي غبية وتقولين عادي معاه حق ؟
صرخت هديل بغيظ / يعني قصدك أتركه لأنه ضربني مرة وحدة وأنا في بطني ولده ؟ أسيبه وأشتت ولدي ؟ تبين مصيرنا كلنا يتشابه يا حسناء ؟
كتمت يُمنى شهقة الصدمة من حديث هديل , وظلت تنظر إليها بعينين متسعتين .


تجاهلت حسناء شعورها بالألم وهي تقول / لما الموضوع يكون متعلق بكرامتك يا هديل , لا تفكرين بـأي شيء غير نفسك , ولا …..
قاطعتها هديل بإصرار / أنا عندي ولدي وزوجي اللي بعمره ما أذاني إلا مرة وحدة , وجيت أفضفض لك عشان أرتاح شوي , أهم من شوية زعل يا حسناء .
أخفت حسناء قبضتها التي ترتجف من الغيظ والقهر , وادّعت الهدوء .
وهي تستمع إلى كلام أختها الجارح .
ولم ترد هذه المرة بشيء .
كانت الغصة في حلقها هذه المرة , أكبر من أن تُبتلع بسهولة .
ويبدوا أن صمتها نبّه هديل .
لتقول بنبرة معتذرة / أنا آسفة حسناء مو قصدي أجرحك , بس صدق حمود ما له ذنب , أنا زعلانة منه شوي بس بعدين راح نتراضى , صدقيني والله حمود طيب وما في منه , أنا أدري إنك خايفة عليّ ومقهورة , بس من جد حمود ما له دخل .
أومأت برأسها بإيجاب وقالت بإبتسامة مقتضبة / تمام وأنا آسفة بعد , الله يحفظكم لبعض , إذا تبين عديها هذي المرة لكن لا تسامحيه بسهولة , ترى لو سامحتي بسهولة بيرجع يكرر غلطه من دون ما يحس بالذنب .
ابتسمت هديل / إن شاء الله .
وقفت يُمنى تقول بصوت عالٍ / يا ربي من هالجو الكئيب , بروح أسوي لكم قهوة .
وقفت حسناء / اجلسي أدري إنك ما تعرفين تضبطينها .
غادرت حسناء المكان , ونظرت إليها يُمنى بضيق .
علمت أنها تريد أن تبتعد عن هديل قليلا , بعد أن قالت الأخرى ما قالت .
جلست وعيناها على هديل .
ظلت صامتة لبعض الوقت , قبل أن تسأل بهدوء / فهمت من كلامك إنه ما في أي أخبار عن سلمان .
هديل / لا , عساه بجهنم الله يأخذه .
لم تؤمن يُمنى ولم تعترض على دعوتها .
وهي تنظر إلى كفها , بذهن شارد .


عادت بذاكرتها إلى الخلف , إلى ما قبل 8 سنوات .
لمّا قابلت عائض لأول مرة بعد غيابها عنه 3 سنوات .
وبالصدفة .
اللقاء الآخر كان بإرادته هو .
حين أتاها في الغرفة .
استغربت إصراره في ألّا تقابل سلمان !
ولم تتمكن من تفسير الأمر , سوى أنه ربما يغار عليها .
حين خرج وتركها بمفردها .
وضعت يدها على قلبها , لتتنفس براحة .
بعد أن أصابها ذلك التوتر .
نهضت واتجهت ناحية النافذة .
تريد تأمل الجو بعد المطر .
لتسقط عيناها عليه وهو يخرج من منزلهم , عائدا إلى منزله ربما .
ضحكت بسعادة وهي تتذكر كلامه قبل قليل , هل حقا يغار عليها !
إذا هي محظوظة .
سرعان ما تضايقت وهي تتذكر أن خطتها فشلت , ولم تتمكن من الغياب عنه خمس سنوات على الأقل .
أحبطها الأمر جدا .
كونها لا زالت تتذكر حديثه كأنه قاله بالأمس .
أحبته وأعجبت به منذ الصغر , ولا زالت كذلك .. وستظل تحبه حتى الممات , ولكن .. هو أيضا عليه أن يشعر بها .
ويحبها كما تحبه .
لا ترغب بحب من طرف واحد على الإطلاق .
التفتت ناحية الباب , لتدخل بشرى وتقترب منها بقلق , رفعت يدها ووضعتها على جبينها / حرارتك لسه ما نزلت ليش قمتي من السرير ؟
يُمنى بإحباط / ما نجحت خطتي يا بشرى , عايض شافني لا وبأسوأ حالاتي .
ضحكت بشرى وهي تتذكر ما قالته يُمنى سابقا .
أنها ستجعل عايض يندم على حديثه .
ستغيب عنه حتى تكبر أكثر , وتصبح أجمل .
وتنوي الغياب عنه حتى تبلغ الثامنة عشر .
حتى تصبح أكثر جمالا وفتنة .
مسحت على ذراعها / لا أبشرك نجحت , لأنه عايض كان صدق خاق عليك , وجدا ندمان .
يُمنى / إيش دراك ؟
ابتسمت بشرى / شفته من الشباك أول ما راح ورى البيت , ما شفتي نظراته وهو يراقبك , عيونه كانت بتطلع من كثر ما هو خاق ههههههههه.
خجلت يُمنى / صدق كان يطالع فيني بإعجاب ؟
ضحكت بشرى من مشاعر هذه الصغيرة العجيبة / إيه والله .
ابتسمت يُمنى بخجل , واحمرّ وجهها .
لتمسك بشرى بيدها وتقودها إلى السرير / ارقدي الحين وارتاحي , نامي شوي لين يجون اخوانك ويمتلي البيت , بصحيك إذا وصلوا .
ولكنها لم توقظها حين وصلوا إخوتها .


بل ..
بعد وصولهم بساعات , حين طلب والدها رؤيتها فجأة .
فتحت عيناها لترى ملامح بشرى الوجلة , والوجه المحمر .
جلست بخوف / إيش فيك بشرى ؟
هزت بشرى رأسها نفيا / ما فيني شيء , بس البسي عبايتك وانزلي , أبوك يبي يشوفك والكل هناك الحين , عشان كذا البسي عبايتك بسرعة .
تساعرت دقات قلبها فجأة , وتجمعت الدموع في محاجرها .
كأنها شعرت بوالدها .
ظلت جالسة في مكانها دون حراك , وحرارتها ترتفع أكثر بمجرد التفكير .
لتنهض بشرى وتجلب عبائتها , وتجعلها ترتديها , لتبدأ يُمنى بالبكاء / بشرى أبوي إيش فيه ؟ ليش الكل عنده ؟ ليش يبي يشوفني الحين وقدام الكل ؟
تمالكت بشرى نفسها بقوة , وهي تساعد يُمنى على النهوض / ما أدري يُمنى إنتي روحي له وبس , لا تبكين .


شهقت يُمنى وهي تمسح دموعها بكفها .
وتتجه إلى الخارج بمساعدة بشرى , وهي تعرج بسبب ألم رجلها الذي لم يختفي تماما .
حتى وصلت إلى الأسفل .
لتجد جميع النساء من عائلتها تجلسن وعلى وجوههن ضيق وهم .
بل أن بعض شقيقاتها تبكين !
تركتها بشرى بالقرب من المجلس , ليمسك بها مساعد .
ويدخل إلى الداخل , متجه بها حيث والدها .
كان المجلس ممتلئا فعلا بالرجال , أعمامها وأبنائهم ربما .
وبالقرب من والدها بعض إخوتها , والدتها وشقيقاتها .. اقتربت منها وهي تجهش بالبكاء , من منظره وقد أصبح ضعيفا تماما .
جلست بجانبه على طرف السرير , وأمسكت بكفه تقبلها بعد أن أنزلت الغطاء عن وجهها / فديتك يبه وسلامتك من كل شر .
ابتسم لها بألم , وهو يضغط على كفها .. والدموع تنزل من عينيه أخيرا .
ليمد كفه الأخرى ويلمس بها تلك الندبة , يقول بصوت مبحوح من الألم / سامحيني يا بنتي , أدري إني زوجتك عايض غصبا عنك , يمكن تشوفيني ظلمتك لأني زوجتك وانتي صغيرة , بس ترى كله لمصلحتك , وماحد يستاهلك بهالدنيا يا بنتي , بس عايض الوحيد اللي قدرت أثق فيه .
قبلت جبينه ودموعها تهطل كالمطر / إيش هالكلام يا يبه لا تقول كذا , أنا ما عمري حسيت بهالشيء , بالعكس أنا راضية وعارفة إنك ما سويت هالشيء إلا لمصلحتي .
مسح على رأسها بحنان / الله يرضى عليك يا بنتي .
رفع صوته قليلا / وين عايض ؟
ظهر عايض من العدم فجأة , واقترب قائلا / أنا هنا يا عمي .
أشار عمه إلى جانبه , ليقترب ويجلس .
فيصبح أمام يمنى , مواجها لها .
ووجهه إلى عمه , الذي جعله يقترب بأكثر , ويهمس ببعض الكلام بأذنه .
فيوميء عايض برأسه , قبل أن يرفعه وينظر إلى يُمنى المنهارة ببكاء حزين .
ويقول بنبرة صادقة للغاية / أوعدك يا عمي إني ما أزعلها بيوم أو أضايقها .
سقطت عيناها بعينيه , لتنظر إليهما وتبحث عن الحقيقة فيهما .
هل يعني ما يقول حقا أم لا .
لم يسعها إيجاد الإجابة , حين شد والدها على يدها فجأة بقوة .
وصار جسده كله يشتد , كأن روحه تُنزع .
كان كذلك بالفعل .
بدأ إخوتها بالمحاولة في تلقينه الشهادة , حتى تمكن ولله الحمد .
ولا تدري ماذا حصل بعد نطقه للشهادة , حين اقترب منها عايض واحتضنها ليخبيء وجهها في حضنه .
وعيناها متسعتان بذهول وخوف .
حتى أن الدموع توقفت عن النزول .
وهي تشعر بيد والدها التي تمسك بكفها تتراخى وتضعف شيئا فشيئا , حتى تركت يدها وسقطت منها .
بقيت على ذلك الحال لبضع ثواني , قبل أن تسمع نحيب والدتها وإخوتها , بل الجميع ممن كان في المجلس .
وعايض لا زال يحتضنها .
حتى أبعدته عنها ببطء , وتنظر إلى والدها .
لتجده قد فارق الحياة بالفعل .
بوجه مطمئن .
بالرغم من أن ذلك كان واضحا وحقيقيا منذ أيام عدة , حين اشتد ضعفه .
إلا أنها شعرت بأنفاسها تختنق , وتصاب بدوار شديد .
حتى صوتها الذي أرادت أن تصيح به بقوة معلنة خسارتها وفقدها لأبيها , اختنق داخل جوفها .
ومنعها من إبداء أي ردة فعل .
لتتراخى عضلات جسمها , وتفقد الوعي .


تنهدت حين عادت إلى الواقع , وهي تأخذ كوب الشاي من يد حسناء .
جلست الأخرى بجانب أختها بعد أن وضعت الصينية على الطاولة الزجاجية , وسكبت لها القهوة .
نظرت إليها حسناء فجأة / إيش فيك تبكين ؟
رفعت رأسها بصمت , ثم ابتلعت ريقها وابتسمت رغما عنها / ما فيني شيء .
قالتها ومسحت دمعتها التي نزلت دون أن تشعر .
هديل / لا يكون زعلتي من كلامي عن سلمان , مو قصدي والله .
ابتسمت يُمنى وهي تقف وتقترب منها , عانقتها / لا حبيبتي ما زعلت ليش أزعل , غير إني عارفة إنه ما لي ذنب , تذكرت أبوي الله يرحمه .
أخذت كوبها من على الطاولة / يلا بروح أحل واجباتي قبل لا يجون البقية وأنشغل .
قالتها واختفت وراء باب غرفتها .
لتتنهد الأختان بالضيق .
وتريح حسناء ظهرها على الأريكة وهي تدعوا الله أن يوفق أخيها , وينجح زواجه هو على الأقل .
فشل زواج يُمنى أولا , ثم زواجها هي ..
والآن أتت هديل تشكو من زوجها الذي مدّ يده عليها !
لم يبقى سوى مساعد الغيمة , فليوفقه الله .



 توقيع : ضامية الشوق




رد مع اقتباس
قديم 12-30-2019   #2


الصورة الرمزية ضامية الشوق

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28589
 تاريخ التسجيل :  Oct 2015
 أخر زيارة : منذ 2 ساعات (08:09 PM)
 المشاركات : 1,101,079 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Oman
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
أحبك وأنت النبض ودقات قلبي كله:066
لوني المفضل : White
افتراضي





قبل يومين …
تزينت بالفعل , و( تكشخت ) كما أمرتها هيفاء !
وهي تدرك تماما ما تنوي هيفاء فعله .
تركت شعرها على طبيعته .
ووضعت مكياجا خفيفا .
كانت ترتدي فستانا باللون الأزرق الغامق , ضيقا من الأعلى , ويتسع من الأسفل .
فضلت ارتداء ذلك الفستان الواسع حتى لا تتألم في فخذها .
بالرغم من الحرق والألم بدآ بالإختفاء شيئا فشيئا , إلا أنه لا زال يضايقها .
كانت الأكمام قصيرة نوعا ما .
وذراعيها المليئتين بالخدوش ظاهرين .
فــ هيفاء جلبت لها بالأسفل عائلة شاب يريد الزواج .
وهي بالتأكيد لن تخدع أحدا .
إن تزوجت , ستتزوج من يعرف كل عيوبها .
وليت ذلك كان عايض ..!
لو لم ترغمها هيفاء , لانتظرته حتى آخر العمر ربما , دون أن تمل .
ولكنها مجبرة , من أجل سعادة عمر .
جلست على كرسي طاولة الزينة , وأغمضت عيناها تتنفس بعمق لتهديء نفسها .
دائما , دائما وأبدا ..
عليها فعل ذلك .
قبل خروجها من غرفتها .
تكون مذعورة , مرتبكة , متوترة .
وكأنها ليست تخرج إلى منزل والدها , بل إلى أناس غريبون عنها .
وقد تعبت من ذلك .
ظنت أنها ستكون مرتاحة بمجرد خلو المنزل من هيفاء .
إلا أنه العكس تماما , لم تظفر بدقيقة واحدة ترتاح بها , فور رؤيتها لملامح عمر .
حتى وإن نفذت ما قالته هيفاء , لن ترتاح ..
نعم هي تدرك ذلك جيدا , ولكن ..
عليها أن تتحمل .
تبرئة لذنبها بقتل الصغيرة , وإسعادا لعمر .


على ذكرها له في عقلها , فتح الباب ..
لترفع رأسها وتنظر إليه بإبتسامة .
بادلها عمر الإبتسام , ليقترب منها بعد أن أقفل الباب خلفه .
جلس على السرير , والتفتت هي إليه بتساؤل .
وجدته يتأمل وجهها , وكأنه يحاول قراءة شيئا ما .
ارتبكت وهي تسأل بهدوء / في شيء ؟
عقد عمر حاجبيه / أنا اللي المفروض أسأل , من وين طلعت سالفة العريس هذي يا نوف ؟
حركت كتفيها تدعي الاستغراب , لتضحك / مدري , زوجتك اللي جابت أهله ليش تسألني ؟
عمر يدقق النظر إليها / نوف جاوبيني بصراحة , في شيء صار بينكم انتي وهيفاء ؟ تصرفاتكم أبدا ماهي معقولة , فجأة قالت يا عمر تعال رجعني , وفجأة صرتوا طيبات مع بعض , وفجأة يجيك عرس من طرفها وفي اليوم الثاني بعد جيتها ؟
ارتبكت نوف بشدة , إلا إنها استطاعت أن تحافظ على هدوءها / بالعكس كلها أشياء زينة يا عمر , ليش زعلان إنت ؟
تأفف عمر / ماني زعلان يا نوف , بس الموضوع صدق غريب , قولي لي الصراحة يا بنت , في شيء صاير بينكم ؟
هزت رأسها نفيا , وقالت بكل ثقة / صدقني ما في شيء , كل اللي سويته اني كلمتها واعتذرت لها أكثر من مرة , وهيفاء ما هي سيئة عشان تحمل بقلبها عليّ لفترة طويلة , واحنا أساسا من زمان مثل الصديقات .
ظل عمر يحدق إليها بغير اقتناع .
لتضحك نوف مرة أخرى / عمر إيش فيك ؟ يعني ما كانت تبى هيفاء ترجع لك مثلا ؟ ولا علاقتنا ترجع حلوة مثل قبل ؟ أو أتزوج ؟
عمر / إيه .
اتسعت عيناها بدهشة / إيش اللي إيه ؟
عمر / ما أبيك تتزوجين , أنا فاهمك يا نوف , وعارفك زين .. كيف لا وانتي كبرتي قدام عيوني ؟ ربيتك بنفسي يا نوف , أوكي زعلت منك لفترة وغصبا عني والله , كان الموضوع صعب عليّ حيل , بس حاولت قد ما أقدر لين خف الوجع وما غاب , أنا أدري إنك تبين تجلسين فترة في البيت ترتاحين فيها من كل اللي مريتي فيه , عشان كذا وقفتي دراستك , لكن لما فجأة ألاقيك موافقة على عريس جاي من طرف هيفاء , يعني لا تعرفينه ولا احنا نعرفه , كأنك يعني تقدرين تتأقلمين وتعيشين مع شخص غريب وجديد وأوجاعك بعدها ما شفيت .

أجفلها تماما ما قاله عمر .
ولم تتمكن من الرد .
فغرت فاهها تنظر إليه بقلة حيلة .
قبل أن ينهض عمر ويقترب منها , وتنهض هي .
حاوط وجهها بكفيه بحنان بالغ , وبنبرة مؤثرة للغاية , جعلت عيناها تدمع / تمام نوف ما راح أجبرك تعلميني عن السبب اللي خلاك تقابلين أهل العريس , بس أرجوك .. لا تسوين شيء راح تندمين عليه بعدين , انتي بنتي وأنا ما أرضى إنك تعيشين مقهورة طول عمرك وتندمين على قرار اتخذتيه من دون تفكير , أنا لسه شايف فيك تأثير الحادث , نفسيتك لسه تعبانة , ومانتي مستعدة للزواج أبد , لكن لو انتي موافقة وشفت الولد طيب ويناسبك , أبد ما راح أعترض .
أنهى حديثه وقبل جبينها بحنان , ثم غادر تاركا إياها في حالة من الحزن والشعور بالذنب وتأنيب الضمير .
كادت أن تجهش بالبكاء , وتطلق دموعها المحبوسة داخل محاجرها .
لتمنعها هيفاء بدخولها .
عضت شفتها بقوة وأغمضت عيناها , حتى شعرت أنها أفضل .
وأنها لن تبكي .
وقفت هيفاء أمامها , وتأملتها لبعض الوقت بصمت / جاهزة تنزلين .
أومأت بإيجاب , وهي تنظر إلى الأسفل .
أخذت عطرها من طاولة الزينة , ورشت على فستانها .
ثم نظرت إلى المرآة نظرة أخيرة , لتعدل شعرها .


التفتت إلى هيفاء / يلا ؟
أومأت الأخرى موفقة , ثم أمسكت بذراعها / ليش لابسة فستان أكمامه قصيرة يا نوف ؟ ولا تبينهم يشوفون هالندوب ويروحون ؟
نوف بهدوء / من حقهم يا نوف يشوفوني بكل عيوبي , ومن حقي أنا بعد .. عشان لا ينخدع العريس ويشوفني بكل حلاوتي من برة , ثم بعد الزواج ينصدم بكل هالأشياء على جسمي , ولا إيش رايك يا هيفاء ؟ هذا من أبسط حقوقي , يكفي إني بتزوج شخص ما أعرفه ولا قد سمعت عنه , يعني ما في داعي أنجرح بعد الزواج بعد .
هزت هيفاء رأسها متفهمة وهي تتنهد بضيق .
لا يعجبها الأمر هي أيضا .
ولكن .. ليس هناك حل آخر .
لتنسى هي شيء من الوجع , وتُنسي عمر .
ضغطت على ذارع نوف / لا تنسي يا نوف , كله عشان عمر .
نوف / أكيد .
نزلت إلى الأسفل , تمسك بكف هيفاء .
حتى اقتربتا من مجلس النساء .
تركتها هيفاء , ودخلت .
لتسمي نوف وتذكر الله , ثم تخطو إلى داخل المجلس .
تشعر بقلبها يرتجف داخل صدرها .
وأن قدميها غير ثابتتين على الأرض , بل تشعر كأنها تمشي على طرف خيط , وستسقط في أي لحظة .
اقتربت من والدة العريس , والتي كانت عمة والد هيفاء !
نظرت إليها نوف بإعجاب , تبا ..!
لقد كانت أجمل منها بكثير , وتبدوا صغيرة .
كما لو أنها شابة , وليست أم لشاب يريد الزواج !
ابتسمت لها بإرتباك بعد أن صافحتها , لتبتعد عنها وتقترب من شابة أخرى , لم تقف لها !
بل رفعت يدها بطرقة غريبة , وكأنها لا ترى نوف !
امتعضت منها نوف , وتجاهلت شعورها بالغضب , خاصة وأن الفتاة لم تلمس سوى أصابعها .
لتبتعد عنها وتسلم على والدتها وتقبل يدها وجبينها , ثم تجلس بجانبها .
لتصبح على يمين الفتاة , على بعد كرسيين .
أنزلت رأسها تنظر إلى يدها وهي تشعر بالتوتر الشديد .
رفعته حين قالت الأم بنبرة كانت غريبة هي الأخرى / احنا جايين نشوفك ليش تخبين وجهك ؟
نظرت إليها بإبتسامة , ولكنها لم ترد الإبتسامة .


التفتت إلى هيفاء تلقائيا , وكأنها تستفسر عن سبب تصرفاتهم الغريبة !
خاصة وأن الفتاة لا تنظر إليها أبدا !
بل منشغلة بهاتفها , تضع رجلا على الأخرى .
هزت هيفاء كتفيها بلا مبالاة , لتباغتها المرأة الأنيقة بسؤال / بأي سنة الحين انتي يا نوف ؟
أجابت نوف بهدوء / المفروض تكون هذي آخر سنة لي , بس أجلت ترم .
عقدت حاجبيها / ليش ؟ عشان الحادث ؟
ارتبكت نوف قليلا / إيه ؟
المرآة / قد إيش تضررتي مثلا ؟ غير الآثار على يدينك وحتى وجهك , ورجلك الصناعية ؟
شعرت نوف بالإستفزاز من نبرتها القريبة من السخرية , لتقول بإبتسامة مصطنعة / أعتقد هيفاء قالت لكم , يعني اللي ذكرتيه كل شيء .
أكملت الأخرى بابتسامة / إيه صحيح , أنا أقصد جسمك كله , ما أعتقد إنه سلم من التشوهات , الحادث كان جدا سيء على حد علمي , يعني لدرجة إنه بنت أخوك ماتت , وانتي بتروا رجلك وركبتي غيرها صناعية .
لم تتمكن من نوف من الإجابة ولا الرد .
من شدة صدمتها ودهشتها .
كيف تمكنت من التفوه بأشياء كهذه بغاية البرود والوقاحة ؟
قالت المرأة حين طال صمتها / ممكن تورينا رجولك لركبتك على الأقل , يعني بالنهاية ولدي من حقه يعرف عيوب زوجته الجسدية ولا ينصدم .
اتسعت عيناها بغير تصديق .
وتجمعت الدموع بعينيها وهي تشعر بالإهانة .
فتحت فمها تنوي الرد وتدافع عن نفسها .
ولكن ما حصل غير متوقع , حين وقفت هيفاء تقول بنبرة حادة / اعذريني يا عمتي , بس نوف ما تقدر تسوي هالشيء , لو كانت تبي توريك كان لبست قصير من البداية , ومثل ما قلتي .. هذا من حقه , معناته لو هي يبي يشوفها قبل لا يقرر يشوفها .
وقفت نوف بغيظ , حين سمعت ضحكة الفتاة المغرورة الساخرة .
ورفعت طرف فستانها قليلا , لتخرج من الغرفة بخطوات عرجاء سريعة بذات الوقت .
تسمع والدتها أيضا تدافع عنها بطريقة مهذبة .
صعدت إلى الأعلى , تتجاهل ألم رجلها .
حتى وصلت إلى غرفتها , لتدخل وتغلق الباب خلفها وتوصده .
ثم خلعت فستانها ورمته على الأرض بقوة .
رفعت شعرها عن جبينها , ووقفت أمام المرآة .. تنظر إلى جسدها المشوه .
غير البقعة الكبيرة من أعلى فخذها حتى ركبتها .
ندوب كثيرة , لا تعد ولا تحصى .
بأحجام وألوان مختلفة .
بعضها جروح غائرة .
والأخرى بسيطة , غير أنها واضحة .
وغرز خياطات هنا وهناك .
جلست على الأرض بقلة حيلة , بعد أن ارتدت قميص منزلي .
وضمت ركبتيها إلى صدرها , لتغمض عينيها وهي تضع رأسها على ركبتيها , وتبكي بصمت .
منذ أن حصل ما حصل , بل منذ أن ولدت .
لم يهينها أحد كما أهانتها هذا المرأة وإبنتها للتو !
ولكن ما لم تتوقعه حقا , أن هيفاء تدافع عنها !
هل كان دفاعا أم تمثيل , أم كانت خطة وقحة للغاية منذ البداية .
بما أنها تقرب هاتان المرأتان , فلم تهتم .
وأحضرتها إليها وهي تعرف أطباعهم السيئة .
ثم حين أساءت إليها أمام حماتها , مثلت دور الكنة الصالحة التي لم يغيرها شيء !
لا يهم , لا يهم كل ذلك .
بما أنها لم تصمت , وجعلتها تشعر بشيء جميل في قلبها .
لن تنسى هذا المعروف لهيفاء .

_____


لقد انتهى الأٍسبوعين بالفعل .
وأتى يوم مراجعته .
الذي انتظره بشوق , لشيء غريب يحدث بداخله ولا يعرف ما هو بالضبط .
جلس بالخارج على كراسي الإنتظار , حتى أتى دوره أخيرا .
دخل وألقى السلام , لترد هي والممرضة .
ولكنها كانت غريبة للغاية ومختلفة .
عيناها لا تشعان حماسا ونشاطا مثل المرتين السابقتين اللتين رآها فيهما .
بل كانتا مظلمتين , كأن عليهما سحابة سوداء قاتمة .
جلس على المقعد أمامها , لتنظر هي إلى شاشة الحاسوب .
وتسجل بعض الملاحظات السريعة .
لتلتفت إليه بعد عدة دقائق / إيه يا أخ بدر ؟ أخبارك وأخبار السن ؟
بدر / أنا بخير الحمدلله , والسن خلعتيه شلون تسألين عنه ؟
حسناء / لا إله إلا الله أنا لما أقول سن مو شرط أقصد السن نفسه , كيف الألم الحين أكيد إنه اختفى .
بدر باستغراب / طبعا .
حسناء / كويس , ممكن ترقد هناك ؟
أومأ برأسه بإيجاب , وهو مستغرب من هدوءها وأسلوبها المهذب الذي لم يعهده , ليستلقى .
وقفت حسناء على يمينه بعد أن ارتدت القفازات , لتوجه المصباح إليه , وتفتح فمه تنظر إلى مكان الضرس المخلوع .
عادت إلى مكانها بعد أن انتهت , وهي تقول بهدوء / ماشاء الله خلاص ما عاد في أي مشكلة يا أخ بدر , وأعتقد حتى المراجعة ما كان لها داعي , شكلك انتبهت لنفسك كويس بعد الخلع .
جلس بدر ليقول ضاحكا / طبعا اللي عنده أب مثل أبوي غصبا عنه ينتبه عشان يرجع للدوام بسرعة .
ابتسمت وهي تتذكر ذلك اليوم / الله يعينك أجل , ومشكور على هذاك اليوم .
عاد ليجلس على الكرسي أمامها / عادي ما سويت شيء , يعني خلاص هذي آخر مراجعة ؟
استغربت من نبرته لتقول / طبعا , إلا إذا ودك أخلع لك باقي ضروسك .
ضحك بدر / لا , إيش عندكم خدمات ؟
ازداد تعجبها لتلتفت إلى مساعدتها / عطيه المنيو .
ضحكت الممرضة باستغراب , وضحك هو .
لتكمل حسناء / لا جد إيش هالسؤال ؟ قصدك إيش تنظيف مثلا ولا تبييض أو شيء ثاني ؟ تقويم ؟
بدر / مدري إنتي شايفة أسناني , إيش أحتاج ؟
حسناء / لا أسنانك كويسة ماشاء الله , بس يمكن تحتاج شوية تنظيف وتبييض .
بدر / تمام سوي لي .
نظرت إليه حسناء بذهول لعدة دقائق قبل أن تضحك / الحين ؟ طبعا لا إنت جاي على أساس إنها مراجعة لضرسك المخلوع , لازم موعد ثاني .. عندي مرضى كثير ينتظرون برة .
بدر / تمام , بأخذ لي موعد .
حسناء / أوكي , تروح الإستقبال وتشوف المواعيد .. خذ اللي يناسبك , بعد أسبوع أسبوعين , براحتك .

أومأ بإيجاب , وقبل أن يهم بالمغادرة قال / ممكن أسألك سؤال بس ما تعتبرينه تطفل ؟
حسناء / تفضل .
بدر / فيك شيء اليوم ؟ متضايقة ؟
صمتت من الدهشة , ثم هزت رأسها نفيا تجيبه / لا , ليش تسأل ؟
بدر / مدري بس حسيتك مو مثل المرة الماضية ولا اللي قبلها , يعني .. كأنك هادئة اليوم وحزينة .
ضحكت بغير تصديق / لا ما فيني شيء , شوية مشاكل عائلية .
نظر إليها لبعض الوقت , قبل أن يقف مبتسما ويلقي السلام ويغادر .
تنهدت حسناء بضيق ..
هي فعلا بها شيء .
ولكن من يسأل ؟
غريب لا تتمكن من البوح إليه ؟
قبل أن تفتح الممرضة الباب لتسمح للمريض التالي بالدخول قالت / معليش خليه ينتظر شوي , بأخذ بريك .
نهضت من مكانها وخرجت بعد أن عدلت حجابها ولثمتها , لتعتذر من المرضى بطريقة لبقة .. قائلة أنها تعمل منذ الصباح , وتحتاج إلى القليل من الوقت فقط لتستعيد تركيزها ونشاطها .
أوماؤا لها متفهمين .
لتتجه إلى المصعد , تستقله وتنزل إلى الدور الأرضي .
حيث الكافتيريا بداخل العيادة .
طلبت لها قهوة سوداء , واتجهت إلى الطاولة فالركن ننتظر .
كان الوقت قبيل الظهر .
يعني ليس الوقت المناسب لشرب القهوة , إلا أن ادمانها الشديد لا يجعلها تعرف الوقت المناسب أساسا .
وضعت مرفقيها على الطاولة , وأغمضت عيناها لتضع قبضتيها على منتصف جبينها .
وهي تبحر بذكرياتها بعيدا .
كانت مرتاحة جدا في الفترة السابقة .
نسيت , أو تناست .. لا يهم , المهم أنها كانت سليمة من أوجاع الرأس هذه التي تلازمها ما إن يخطر على بالها ذلك الموضوع من الماضي .
أتت هديل , وقالت من الكلام ما جعلها تشعر أنه لم يمضِ شيء على فراقها لذلك الوغد الحقير .
بل صارت تتذكره وكأنه بالأمس كان الفراق !
قبل أن تتعمق أكثر , فتحت عيناها على صوت الكوب على الطاولة .
لتعتدل بجلستها متفاجئة , وتقول / إنت لسه هنا ؟
بدر / تسمحي لي أجلس ؟


هزت رأسها بتردد وهي تمسك بكوب القهوة .
بدر بتردد / أنا آسف على التطفل , بس صدق من دخلت عندك وشفتك عرفت إنك متضايقة وفيك شيء كبير .
ابتسمت حسناء / كنت عارف إني بجي هنا ولا كيف ؟ فاجأتني .
بدر / لا كنت قاعد أفطر , ما أكلت شيء من الصباح وجعت , شفتك وانتي داخلة , ما قدرت أمشي من دون ما أسأل .
حسناء بصدق / أعتذر على الصراحة أخ بدر , بس من جد ما في داعي تسأل , ولا حتى جلستك هذي لها داعي , مثلك مثل أي مريض عندي , كيف تسألني عن اللي مضايقني وتتوقع مني أجاوب مثلا ؟
بدر بصدق هو الآخر / أنا أدري , بس إذا تبين أنا بعد أكون صريح , أنا مهتم فيك .
أجفلت حسناء وتلعثمت / إيش قصدك ؟ كيف مهتم ؟


ضحك بدر / ما أدري كيف ينقال هالشيء , ومدري كيف صار , بس صدقيني من جيت عندك أول مرة وأنا دايم أفكر فيك , وبعد ما شفتك في المكتبة صرت أفكر أكثر , كنت أظن إنه هالشيء يصير بالمسلسلات والأفلام بس , لين صار معي وتأكدت إنه حتى البشر العاديين مثلنا يحسون بهالشعور .
نظرت إليه بغير تصديق لعدة دقائق , قبل أن تهز رأسها كأنها تنفض شيئا من رأسها / لا لحظة وش قاعد تقول إنت ؟ قاعد تسمع لنفسك ؟
بدر / طبعا .
ضحكت بسخرية / شلون شلون , لا ترى صدق قاعد تمزح إنت أكيد , ولا مانت مستوعب إني أكبر منك بكثير .
بدر / عادي وين المشكلة ؟
عضت شفتها بإحراج , وتنهدت بضيق / أتمنى إني ما عاد أسمع هالكلام أخ بدر و إنت مريضي وأنا طبيبتك وانتهى , اهتمام ما إهتمام هذي بس بالأفلام وفي أحلامك .
ابتسم بدر / تمام ما قلت شيء غلط , أنا مريضك وانتِ طبيبتي يا أم عيون حلوة .
اتسعت عيناها بحدة / يا قليل الحيا , انسى .. حتى الموعد راح تلغيه , ما أعالج ناس ما تستحي وتتغزل بناس أكبر منها .
ضحك أكثر وهو يقول / بالضبط هذي الدكتورة حسناء اللي شفتها قبل أسبوعين .
أجفلت مرة أخرى / يعني كنت تضحك عشان تضحكني ؟
هز رأسه نفيا / لا طبعا , أنا صادق .
أدارت عيناها بملل / أنصحك ما تجيني مرة ثانية , لأني من جد معصبة منك وما أعجبني هالكلام أبد , سوالف الحب هذي ما تمشي عندي , ماني مراهقة ولا صغيرة عشان تلعب علي .
بدر بجدية / بس أنا ما أمزح ولا أبي ألعب .
تنهدت حسناء بقلة صبر / يعني بتتزوجني مثلا ؟
بدر / طبعا , إذا قبلتي .
لا تعلم بماذا شعرت بالضبط .
كأن الكون توقف للحظات , شيء من الخجل .. غضب وقهر بذات الوقت .
سألته بشيء من الغضب / بسألك يا أخ بدر , إنتي كيف تفكرفي بنت أو تنوي تتزوجها مثلا وانت ما تعرف عنها شيء ؟ غير إنها طبيبة أسنان ؟
بدر / عادي مو لازم أعرف شيء , هالشيء أكثر من كافي , أعرف عمرك بعد , لكن مو مهم .
حسناء بصدمة / طيب لو كنت متزوجة مثلا أو مرتبطة ؟
بدر / مانتي متزوجة , ولا مخطوبة .. مو لابسة خاتم .
ضحكت بغير تصديق / مين قال لك إنه ضروري المخطوبة ولا المتزوجة ضروري تكون لابسة خاتم ؟
بدر / إنتي ليش معصبة الحين ؟ كل اللي قلته إني مهتم فيك , وإذا رضيتي تتزوجيني بتقدم لك وأطلبك من أهلك .
وقفت بعينين محمرتين من الغيظ / ماني راضية , وأنا صدق ما أبي أشوفك مرة ثانية , لو سمحت .
أوقفها بسؤاله / طيب ليش قولي لي , خليني أعرف سبب رفضك على الأقل , وصدقيني إني ما بزعجك ولا بتشوفين وجهي مرة ثانية .
رمشت بعينيها عدة مرات , توقف دموعها عن النزول وهي توليه ظهرها , قبل أن تلتفت إليه وتقول / ماني متزوجة ولا مخطوبة , لكن مطلقة وعندي ولد , أظن هذا سبب مقنع وكافي , عشان تبعد عني وتنسى هالسخافات .

اختفت عن عينيه بلمح البصر .
ليقف هو في مكانه مذهولا مصدوما وغير مصدق ما سمع !
لم يصدق يوما ما يسمونه بالحب من أول نظرة .
ولا الإعجاب بشخص غريب , لمجرد التعامل معه لمرة واحدة ,
قبل أن يقابل حسناء بالتأكيد .
ذلك اليوم بعد أن غادر العيادة , لم تغادر هي عقله .
ظل يفكر فيها بشكل غريب جدا .
جرأتها وقوتها , وشخصيتها العجيبة .
حتى غضبها وفقدانها السيطرة على نفسها , أعجبه !
والشيء الآخر , بالتأكيد .. عيناها .
الساحرتان والجميلتان بطريقة غريبة للغاية .
منذ أن رآهما تعلق بهما , لا يعرف بالضبط ماذا يحصل معه .
كل ما يعرفه أنه أُعجِب بها , وأراد بشدة أن يتعرف عليها ويعرفها .
لذا عاد إلى العيادة مرة أخرى وتحدث إلى موظفة الإستقبال .
ويسألها عن حسناء , كما لو أنه يريد الإستفسار عن طبيب جيد .
إسمها بالكامل , عمرها , حالتها الإجتماعية .
كان متأكدا من أنها لو علمت عن ذلك ..
ستغضب بشدة .
لذا تظاهر بأنه مريض ليس أكثر .
ولكن ما سمعه للتو صدمه بشدة .
كيف لشابة حسناء مثل ( حسناء ) أن تكون مطلقة ؟
وأم لولد !


_____


منذ عدة أيام , وبعد أن أخبر والده أن عاطف معجب بنوف .
لم يفاتحه راشد بموضوع الخطبة على الإطلاق .
ما جعله يطمئن ويرتاح , ويستغرب بنفس الوقت .
هل يعقل وأن يكون والده ينوي تزويجه بنوف منذ البداية ؟
ثم حين علم أن الأمر لن يتم , ولا يتمكن هو الزواج بها .. صمت ؟
أم ما الذي حصل بالضبط ؟
نزل من غرفته ونزل متجها إلى الصالة .
حيث يجلس الجميع حول طعام العشاء .
ألقى السلام وجلس في مكانه المعتاد .
كانوا يتناولون طعامهم بصمت كالعادة , ولينا تضع المذكرة بجانب الصحن , تأكل وعيناها عليها , ليقول / بنت ريحي نفسك شوي من المذاكرة , في أحد يذاكر على طاولة الأكل ؟
رفعت عيناها متفاجئة لتقول / والله ما عندي وقت يا عايض أحسني مو مثبتة اللي ذاكرته وخايفة مرة .
ابتسم وهو يمدّ يده ويأخذ المذكرة / ذاكري بعد ما تاكلين , ما راح تستفيدي شيء إذا نجحتي ثم متي من الجوع .
نظرت إليه بحنق , لتكمل طعامها سريعا حتى تعود إلى المذاكرة .
سأل عايض / وين نجد ؟
تجيبه ضحى / نايمة البنت تقول تعبانة وما لها نفس تأكل .
هنادي بقلق / هذي لها دهر ما تعبت ماشاء الله , إيش فيها اليوم فجأة ؟ حتى ما أكلت شيء من الصبح .
استغرب عايض , لينهض ويأخذ صحنا / أجل باطلع لها الأكل فوق أنا , لا تنام جوعانة .
هنادي / إيه أحسن , خليها تأكل بالقوة .


صعد عايض إلى حجرتها يحمل بيده الصينية .
ليضعها على الأرض ثم يفتح الباب بعد أن طرقه وأذنت له نجد بالدخول .
كانت الغرفة مظلمة , ودافئة نوعا ما .
فتح الأنوار مستغربا , ليقترب منها ويضع الصينية على المنضدة .
جلس على طرف السرير , وأمسك بطرف الغطاء ليكشف وجهها .
انصدم حين وجده محمرا ومنتفخا , من أثر البكاء !
مد يده يلمس جبينها , لينصدم من حرارتها المرتفعة أيضا .
سأل بخوف / بسم الله عليك نجد , إيش فيك ؟
فتحت عيناها المحمرتان , ونظرت إليه بجمود .
ثم هزت رأسها / ولا شيء , بس سخنت .
عايض / انتي ما تمرضين ما شاء الله , وش صار لك فجأة , متضايقة ولا زعلانة من شيء ؟
هزت رأسها نفيا مرة أخرى , دون أن تتفوه بشيء .
أمسك بذارعها ليساعدها على الجلوس بإعتدال , ووضع خلفها مخدة / كلي وخذي مخفض حرارة , انتي لو تشوفين وجهك راح تنفجعين .
نجد بإعتراض وبصوت مبحوح / ما أبي عايض تكفى والله مالي نفس .
أخذ عايض صحن الرز والملعقة , ليطعمها بنفسه / بس كم لقمة , موعاجبني شكلك كذا .
ابتسمت نجد وهي تنظر إليه , وتسند رأسها إلى الخلف , ثم تأكل اللقمة رغما عنها .


لم تتمكن من إنهاء الصحن كله .
أبعدته وهي تترجى عايض أن يكف عن إطعامها .
نهض واتجه إلى غرفته , ليعود وبيده حبة دواء مخفضة للحرارة .
جلس / هيا أشوف ابلعيها , وقولي لي إيش فيك .
ابتلعت الحبة , وابتلعت معها تلك الغصة .
قلبها يؤلمها بشدة .
لا تتعرف كيف تتصرف .
لا تريد أن تخبر أحد بالأمر .
إن فعلت ستفسد الأمر أكثر , وهي لا تعلم حقا هل سيصدقونها ويعذرونها على الفور .
ربما طيف ستتغير , يعني إن فعلت وأعلمت مساعد .
ستفسد بين زوجين منذ بداية علاقتهما .
ولكن أليس ذلك أفضل ؟
أن ينتهي الأمر منذ البداية !
أفضل من أن يتعلق بها ثم ينصدم أكثر ؟
يا إلهي .. سأُصاب بالجنون حقا .
مساعد بعد أن كان متخوفا جدا من الإرتباط , ووثق بإختيارها .. تكون تلك الفتاة هي أسوأ فتاة عرفتها يوما !


تنهدت أخيرا , لتسأل / عايض لو تبي ترجع يُمنى , ليش ما تسألها أول ؟ يعني .. ترضى ولا لا ؟
أجفلته بسؤالها الغير متوقع , ليرد بهدوء / أبوي رافض يا نجد , كيف أفتح الموضوع معاها قبل وأنا عارف إنه أبوي مو راضي ؟
نجد / يا عايض أبوي رافض لأنه متوقع إنه هي بعد بتزعل من الموضوع , لو نعرف رأيها تقدر تكلم أبوي بالراحة .
تنهد بهم وهو يتذكر محادثتهما في المحطة , وهما في طريقهما إلى المدينة .
ليهز رأسه نفيا / أحتاج شوية وقت , خلي يُمنى ترتاح شوي وتتأقلم في المدينة , ثم أفتح الموضوع من جديد , بما إنه حتى أبوي ساكت هالأيام .
نجد / غريب أمرك يا عايض , ميت تبي ترجعها والحين تقول ننتظر شوي ؟ والله أخاف البنت تطير من يدك .
قطب جبينه بإنزعاج / تطير من يدي لمين ؟
هزت كتفيها / ما أدري , بس يُمنى بنت ما تتفوت صراحة , راح تتزوج بغمضة عين ومن دون ما احد يحس .
احمرّ وجهه من الغضب ومن مجرد التفكير بالأمر / خليهم بس يحاولون يقربون منها شبر , والله إني لأذبحهم .
ضحكت نجد / اهدأ يا حبيبي ولا تحلف , بس إذا تبي نصيحتي .. وإذا صدق تبي ترجعها , لا تماطل , لأني صدق خايفة تروح من يدك يا عايض , ثم تندم .
نظر إليها لبعض الوقت / تغير رايك يا نجد , قبل كنتي ضد إني أرجعها .
ارتبكت قليلا وهي تقول داخل ( جربت اليوم ذلك الشعور المر , أن يصبح من تتمناه من نصيب شخص آخر ) .
ابتسمت / أبيك تنبسط وتعيش حياتك مع الشخص اللي تحبه , كنت أفكر بيُمنى .. بس مدري ليه حاسة إنها حتى هي ما راح تنبسط إلا معاك , مجرد إحساس .
ضحك عايض , قبل أن يخرج هاتفه الذي يرن من جيبه .

لا تدري ما الذي جعلها تنظر إلى الهاتف , وتشعر بأنه هو …
فعلا , كان هو .
مساعد !
شعرت بقلبها ينقبض فجأة وصدرها يضيق .
ازدردت ريقها وهي تسمع ما يقوله / هلا مساعد , وينك الحين ؟
تمام بجيك , ربع ساعة وأكون عندك .
نهض وأخذ الصينية / نامي يا نجد وارتاحي , أنا أدري في شيء مضايقك , لكن ما ضغطت عليك الحين , وانتي ماشاء الله غيرتي الموضوع بسرعة , هين بجيك بكرة , العريس ينتظرني .
قالها وخرج .
لتبقى نجد في مكانها , تجلس بجمود .
ثم تعض شفتها بقوة .
حائرة تماما .

_____

انتهى البارت


 

رد مع اقتباس
قديم 12-30-2019   #3


الصورة الرمزية نبضها حربي

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28286
 تاريخ التسجيل :  Apr 2015
 أخر زيارة : منذ أسبوع واحد (10:44 PM)
 المشاركات : 68,361 [ + ]
 التقييم :  1397481073
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



طرح رائع
يعطيك العافيه


 
 توقيع : نبضها حربي



رد مع اقتباس
قديم 12-30-2019   #4
http://www.tra-sh.com/up/uploads/1648853127783.gif


الصورة الرمزية ملكة الجوري

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29073
 تاريخ التسجيل :  Sep 2016
 أخر زيارة : 02-27-2025 (04:14 PM)
 المشاركات : 637,607 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
جـميلة
محيا وسمحة خلق ،
ودقيقة عود
غزالن تقود البـيض
ماهيب تنقادي


لوني المفضل : Darkkhaki
افتراضي



سلم ذوقك واختيارك
ربي يعطيك العافيه
وما ننحرم من جمال طرحك
لروحك الجوري


 
 توقيع : ملكة الجوري







رد مع اقتباس
قديم 12-31-2019   #5


الصورة الرمزية نجم الجدي

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 134
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : منذ 13 ساعات (09:18 AM)
 المشاركات : 355,915 [ + ]
 التقييم :  1911757231
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Darkgray
افتراضي



الله يعطيك العافيه على الطرح
اللي كله ابداااااااع


حضوري شكر وتقدير لك
ولاهتمامك في مواضيعك


اخوك
نجم الجدي


 
 توقيع : نجم الجدي








رد مع اقتباس
قديم 12-31-2019   #6


الصورة الرمزية لا أشبه احد ّ!

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28327
 تاريخ التسجيل :  May 2015
 أخر زيارة : منذ يوم مضى (12:23 PM)
 المشاركات : 442,833 [ + ]
 التقييم :  2347158
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Pink
افتراضي








آنتقاء مميز .. مَ ننحرم من جديدك


 
 توقيع : لا أشبه احد ّ!





رد مع اقتباس
قديم 12-31-2019   #7


الصورة الرمزية ضامية الشوق

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28589
 تاريخ التسجيل :  Oct 2015
 أخر زيارة : منذ 2 ساعات (08:09 PM)
 المشاركات : 1,101,079 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Oman
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
أحبك وأنت النبض ودقات قلبي كله:066
لوني المفضل : White
افتراضي



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نبضها حربي مشاهدة المشاركة
طرح رائع
يعطيك العافيه
كل الشكر لكـِ ولهذا المرور الجميل الله يعطيكـِ العافيه يارب خالص مودتى لكـِ وتقبلي ودي واحترامي


 

رد مع اقتباس
قديم 12-31-2019   #8


الصورة الرمزية ضامية الشوق

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28589
 تاريخ التسجيل :  Oct 2015
 أخر زيارة : منذ 2 ساعات (08:09 PM)
 المشاركات : 1,101,079 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Oman
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
أحبك وأنت النبض ودقات قلبي كله:066
لوني المفضل : White
افتراضي



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجم الجدي مشاهدة المشاركة
الله يعطيك العافيه على الطرح
اللي كله ابداااااااع


حضوري شكر وتقدير لك
ولاهتمامك في مواضيعك


اخوك
نجم الجدي
كل الشكر لكـِ ولهذا المرور الجميل الله يعطيكـِ العافيه يارب خالص مودتى لكـِ وتقبلي ودي واحترامي


 

رد مع اقتباس
قديم 12-31-2019   #9


الصورة الرمزية ضامية الشوق

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28589
 تاريخ التسجيل :  Oct 2015
 أخر زيارة : منذ 2 ساعات (08:09 PM)
 المشاركات : 1,101,079 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Oman
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
أحبك وأنت النبض ودقات قلبي كله:066
لوني المفضل : White
افتراضي



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اول اطيافي مشاهدة المشاركة





آنتقاء مميز .. مَ ننحرم من جديدك
كل الشكر لكـِ ولهذا المرور الجميل الله يعطيكـِ العافيه يارب خالص مودتى لكـِ وتقبلي ودي واحترامي


 

رد مع اقتباس
قديم 12-31-2019   #10


الصورة الرمزية عـــودالليل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2
 تاريخ التسجيل :  Sep 2008
 أخر زيارة : منذ يوم مضى (11:29 AM)
 المشاركات : 776,728 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
ياهلا باللي ينور

دنيتي صوته



كيف

لوجيتني

وش حالها الدنيا
لوني المفضل : Beige
افتراضي



جمال الاختيار
خلفه ذآئقة جميله جدا

تعرف ماذا تقدم

محتوى الطرح اكثر من راقي

من الاعماق
اقدم لك شكري واحترامي




ليل المواجع
محمد الحريري


 
 توقيع : عـــودالليل


مهم جدآ
قرار بخصوص احتساب المشاركات وتوضيح مفصل
بالاضافة لشروط استخدام الخاص وصندوق المحادثات

تفضلوا بالدخول

طريقة احتساب المشاركات وكيف تحصل على مشاركات اضافيه بنجاح - منتديات قصايد ليل

قوانين استخدام الشات والرسائل الخاصة - منتديات قصايد ليل


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية