الله يحييك معنآ هـنـا


 
العودة   منتديات قصايد ليل > ..✿【 قصــــــايـــد ليـــــــل 】✿.. > …»●[الرويات والقصص المنقوله]●«…
 

…»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… { .. حكاية تخطها أناملنا وتشويق مستمر .. }

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 01-01-2020
Oman     Female
SMS ~ [ + ]
أحبك وأنت النبض ودقات قلبي كله:066
لوني المفضل White
 عضويتي » 28589
 جيت فيذا » Oct 2015
 آخر حضور » منذ 11 ساعات (10:32 PM)
آبدآعاتي » 1,061,877
الاعجابات المتلقاة » 14060
الاعجابات المُرسلة » 8240
 حاليآ في » سلطنة عمان
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Oman
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الفنى
آلعمر  » 22سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء
 التقييم » ضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond repute
مشروبك   7up
قناتك mbc
اشجع ithad
مَزآجِي  »  اطبخ
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي رواية وبي شوق إليك أعلّ قلبي/البارت التاسع



الفصل التاسع
___

تنهدت يُمنى بتوتر وهي تقف أمام حجرة المديرة .
لترفع يدها وتطرق الباب بخفة .
أتاها الرد / ادخلي .
فتحت الباب , وطلت برأسها بإبتسامة .
لتهديها المديرة إبتسامة أجمل / يا هلا يا يُمنى , تعالي يا بنتي ادخلي .
اقتربت منها يُمنى وصافحتها , ثم جلست على المقعد أمامها , تقول بتردد / بخصوص موضوع دراستي , إذا بكمل منتظمة أو أنتسب .
أومأت المديرة برأسها بأن اكملي .
يُمنى بجدية / صراحة أنا فكرت كثير خلال الأيام الماضية , ولقيت إنه كل الظروف ضدي وما تسمح إني أكمل بانتظام , من ناحية إني مو قادرة أتأقلم مع البنات , ومن ناحية المعلمات اللي مو متقبليني .. ومن ناحية المواصلات بعد , بنت أخوي كل يوم تضطر تجيبني الصباح من بدري , ثم تضطر تخرج من شغلها في الظهر عشان ترجعني , يعني باختصار قاعدة أتعب كل اللي حواليني , مع ذلك ما قدرت أتقبل فكرة إني أدرس وأنا قاعدة في البيت .. أنا تعبت كثير لين وصلت لهالمرحلة , صارت لي أشياء كثيرة في العشر سنوات الماضية , وأنا متأكدة وواثقة اني لو رجعت وحبست نفسي في البيت من جديد , راح أرجع أصير أضعف من قبل .. أنا أبي أصير قوية صراحة , أتأقلم مع كل الناس صغار وكبار , والمدرسة هي الوسيلة الوحيدة , حتى لو في مليون مشكلة , ودي أتجاوزها عشان أصير أقوى .
ابتسمت المديرة بإعجاب من كلامها , لترد بهدوء / يا يُمنى حبيبتي , ما تدرين كلامك كيف أثر فيني , أنا ما أدري بالضبط إيش اللي صار لك , بس أنا معك وبساعدك عشان تكونين أقوى مثل ما تبين , حتى لو كل المعلمات رفضوا يتقبلوك أنا بخليك هنا غصبا عنهم كلهم .
نظرت إليها يُمنى بذهول , قبل أن تضحك بصوتها وهي تضع كفها على فمها بتلقائية .
ضحكت معها المديرة وهي تتأملها .
يُمنى بإمتنان / والله ما أدري إيش أقول لك أستاذة أمل , بس أنا ممتنة لك جدا , الله يسعدك يارب ويحفظ لك أولادك .
اتسعت إبتسامة المديرة / آمين يارب , تدرين هذي أحب دعوة لقلبي , عندي اثنين بس طراد ولمياء , وأنا والله أخاف عليهم من نسمة الهواء , أي أحد يدعي لهم أحبهم على طول .
ضحكت يُمنى مرة أخرى وهي تشعر بالراحة / أجل بدعي لهم على طول على شانك .


سألت المديرة / إيش كنتي تقولين بشأن المواصلات ؟ بنت أخوك تجيك من نص الدوام ؟
عبست ملامحها فجأة / إيه , أسكن معاها بشقتها , عشان كذا مافي أحد غيرها .
أمل / وش تشتغل هي ؟
يُمنى / طبيبة أسنان .
أمل / ما شاء الله تبارك الرحمن , وين تعيشين يُمنى ؟ بأي حي ؟
يُمنى / حي الــ ….
أمل بدهشة / قولي سكن الأطباء جنب متجر الــ ….
هزت يُمنى رأسها .
أمل / أجل وشو له تتعبين بنت أخوك , خلاص من اليوم ورايح أنا بجيبك وأرجعك , أنا ساكنة جنب المتجر نفسه .
يُمنى باعتراض / لا يا أستاذة ما في داعي , والله مافي داعي ما أبي أتعبك معي .
أمل بابتسامة / أي تعب يا بنتي , السيارة هي اللي بتشيلك مو أنا , بس تطلعين عند باب العمارة ونجيك هناك .
يُمنى بارتباك / بس أحس يعني .. ما يصير كذا , مبالغة .
ضحكت أمل / لا يا يُمنى مو مبالغة , انتي صديقة بنتي , وبنت عم صديق ولدي , وبحسبة بنتي .. أبد لا تستحين ولا تتردين , كلمي بنت أخوك اليوم وقولي لها , تمام ؟
زمت شفتيها بعد رضى لما سمعت / بفكر قبل وأستخير .
ابتسمت أمل / تمام , خذي راحتك .
وقفت يُمنى تبتسم لها وتصافحها بإمتنان .
ثم تغادر المكتبة وهي محرجة بشدة .
لتقابل لمياء بالقرب من الباب , نظرت إليها الأخرى متسائلة / وش كنتي تسوين عند المديرة .
ضربتها يُمنى على كتفها بخفة / المديرة ولا أمك يا قليلة الحيا ؟ ليش ما تعلميني ؟
لمياء بصدمة / يعني هي قالت لك ؟
ضربتها مرة أخرى بمرح / أسمها أمي مو هي , وإيه .. هي اللي قالت لي , من عرفت قبل الأسبوع الماضي وأنا أنتظرك تعلميني .
ابتسمت لمياء / يلا عرفتي وخلاص .
سارتا بجانب بعضهما حتى جلستا في الساحة الخارجية , لتسأل يُمنى / لمياء انتوا مين يجيبكم ويرجعكم ؟ السايق ؟
هزت لمياء راسها نفيا / لا .. أخوي يوصلنا , لا أمي ولا اخوي ولا حتى أبوي يحبون يجبيون سايق .
تنهدت يُمنى بضيق , هذا لن يفلح .
كيف سترضى بذلك وشقيقها هو من يوصلهما .
لا تلومهم على عدم ثقتهم بالسائقين .
صحيح أنه ليس الجميع سيئون .
وليسوا جمعيهم مثل من حاول أن يعتدي عليها ذات يوم حين كانت في الصف الخامس .
إلا أنه أيضا من الأفضل أن لا يتم الإستعانة بواحد من الخارج .
هذا ما تظنه على الأرجح .


تنهدت براحة حين رن الجرس معلنا إنتهاء اليوم الدراسي .
وقفت لترتدي عباءتها , تولي ظهرها شطر الباب .
تأوهت فجأة وهي تشعر بإحداهن تقفز عليها وتتعلق بعنقها , حتى جعلتها تميل إلى الخلف قليلا .
تعرفت عليها على الفور من ضحكتها .
التفتت وهي تضحك متفاجئة / ضحى وش جابك ؟
عانقتها يضحى / جاية آخذك .
عقدت يُمنى أحد حاجبيها / وين ؟ وليش ؟
تخصرت ضحى / وين يعني بنوديك بيت حسناء , وليش ؟
يُمنى / قصدي ليش انتوا ؟ وين حسناء ؟
هزت الأخرى كتفيها بلا مبالاة / ما قدرت تطلع وكلمت نجد , نجد كلمت السايق , السايق راح ياخذ لينا , فجاني عايض .. وجيتك .
فغرت فاهها بذهول , واتسعت عيناها بدهشة .. لتمسك بذارع ضحى برجاء / تكفين قولي انك تمزحين , وانك جاية مع السايق مو مع عايض .
ابتسمت ضحى / للأسف يعني , مع عايض والله .
تأوهت يُمنى من شعورها بالإحراج , لتضرب برجلها الأرض / ياخي والله ما كان في داعي .
ضحى / إيش اللي ما كان في داعي , كنتي بترجعين مشي يعني ؟
عضت شفتها بقلة صبر .
ثم ارتدت عباءتها وسارت خلف ضحى .
وهي تتأفف وتتذمر من الوضع الذي وُضِعت به دون أن تعرف ذلك .
وقفت قليلا بجانب الباب , قبل أن تمد يدها بتردد وتفتح الباب , لتجلس خلف ضحى بصمت .
وتنظر إلى ناحية النافذة .
تحركت السيارة ببطء , حتى خرجت إلى الشارع العام .
وقلب يُمنى يخفق بسرعة .
في نفس الوقت , تشعر أنها تشتاق إليه .. وتريد أن ترفع عيناها لتراه , أو تلمح جانب وجهه على الأٌقل .
فزعت من صوت عايض حين تحدث فجأة , وأخرجها من شرودها / وش تبون تتغدون يا بنات ؟
ضحى بسعادة / أبي آكل برجر من مطعم ……. تكفى .
ابتسم عايض لحماسها , ليسأل يُمنى : وانتي يا يُمنى ؟
أجابت بعد صمت قصير / بتغدى في البيت .
عايض / لا اليوم راح تتغدين على حسابي , الرفض غير مقبول .. وأنا مُصِرّ , هيا .
يُمنى بهدوء / لا عايض صدق ما أبي شيء , ما أبي أخرب نظامي .
عايض / والله يا زين إسمي على لسانك , بالله قوليه مرة ثانية .
ابتسمت يُمنى بإحراج , بينما نظرت إليه ضحى بحدة / احترم نفسك .
ضحك عايض / نسيت إنه معانا بزر .
ضحى / وإذا ماني معكم يعني بتأخذ راحتك مرة وتقعد تتغزل انت ووجهك .
عايض / خلاص يا بنتي امزح وش فيك انفجرتي فجأة .
ضحكت يُمنى / كفو ضحى .


شعر عايض بعد أن سمع أن ضحكتها أنه هام تمام ولم يعد يسير على الأرض , بل يطير في السماء .. ليقول بهيام / يا زين حسناء والله إن شاء الله دايم تنشغل وما تقدر تخرج .
غضبت يُمنى التي توترت بحق / مو على كيفك , حتى لو هي ما جات ما برجع معك .
تفاجأ عايض من غضبها , إلا أنه ضحك ليسأل / مع مين طيب ؟ سمعت إنه بشرى رجعت لمدرستها القديمة بعد ما هاوشتيهم .. بترجعين مع مين ؟
تنهدت يُمنى بضيق / مع مديرتي , هي قالت إنها تقدر ترجعني .
رفع عايض حاجبه بإستغراب / صدق ؟
لم تجبه يُمنى وهي تتكتف وتشعر بضيق شديد .
هل حقا ستُجبر على العودة مع المديرة ؟ وتصبح ثقيلة على أناس غريبون عنها !
هل هذه الحياة التي أراد الآخرون أن يخرجوها إليها بعد أن حبست نفسها 10 سنوات !
تفاجأت حين أوقف عايض سيارته أمام مطعم مختص بالأكلات الصحية .
التفتت تنظر إليه متفاجئة , احمرّ وجهها حين سقطت عيناه بعينيها وأخفضتهما خجلا .
أما هو ..
فكان سعيدا حقا , ليضحك بصوته ويسأل / أجيب لك المنيو ولا تنزلين ؟
هزت رأسها نفيا / لا .
عايض / إيش اللي لا ؟
يُمنى / ما بنزل .
عايض / تمام , وانتي ضحى ؟
ضحى / قلت أبي من ……….. ما أتبع نظام غذائي يا اخوي .
ضحك عايض وهو يلمس الغيرة في صوتها / تمام نمرّ …… ونأخذ لك ولا تزعلين .
مرت ساعة إلا ربع , حين وصلت السيارة أمام العمارة أخيرا .. بعد أن اشترى عايض الطعام لها ولضحى ولنفسه , من نفس النوع الذي طلبت منه .
حين مدت يدها لتفتح الباب , تفاجأت به يقول / لحظة يُمنى انتظري شوي , ضحى لو سمحتي ممكن تنتظري برة ؟ بس دقيقتين ؟
ضحى لم تسمع ما قاله , كانت نائمة بل غارقة في النوم .
مد يده ولوح بها أمام عيناها فلم تتحرك / نامت البنت .
التفت إليها بوجهها , ليلمح نظرات التساؤل بعينيها .. ويتنهد / ممكن أسألك سؤال وتجاوبيني بصراحة ؟
ابتلعت ريقها بتوتر , وهي تقول بصوت منخفض / إذا عن شيء صار بالماضي .. أرجوك يا عايض لا تسأل .
كسى ملامحه شيء من الحزن والضيق .
نظر إلى ضحى مرة أخرى , ثم قال / خلينا نتكلم برة .


أغمضت عيناها وضاقت بها الأرض .
وهي تفهم من ملامحه أنه بالفعل يريد السؤال عن شيء حدث في الماضي .
وإلا لم يفضل الحديث بالخارج .
وضعت الحقيبة على كتفها , وخرجت .. تنظر إلى الأرض , تضم كفيها بقوة .
مرتبكة بشدة .
حين ترجل هو الآخر , ووقف على بعد خطوات منها , سأل بصراحة / علميني يا يُمنى , عن السبب الحقيقي اللي خلاك تطلبين الطلاق وتصرين عليه ؟ بالرغم من إني قلت لك ألف مرة إني راضي , بما إنه الموضوع ما كان بيدك ولا صار برضاك .
شعرت بالدموع تتجمع داخل محاجرها فورا وتحرقها .
وهي تشد على يدها أكثر .. وتعض شفتها بقوة .
ردت بصوت مبحوح / أرجوك عايض لا تذكر هالموضوع مرة ثانية لأنه منتهي , ولا أبي أسمع شيء عنه لأنه يضايقني حيل إلا يقتلني .
اقترب خطوة أخرى يسأل بقهر / في شيء يا يُمنى إنتي خبيتيه عن الكل صحيح ؟ في شيء ماحد يعرفه غيرك .. إنتي , وأمك .
رفعت عيناها متفاجئة .. لتختنق أنفاسها .. وصدرها يعلو ويهبط من الإنفعال / كيف تخمن هالشيء عايض ؟ إيش اللي بخيبه مثلا ؟ واللي ظهر ما كان هين عشان يكون في شيء أعظم منه وأخبيه عنكم .
نظر عايض إلى عينيها , ليشعر بهما ترتجفان بشدة .
ويفهم منها أنها تكذب .
قال بقسوة , علّها تخبره / سلمان وش سوى فيك بالضبط ؟
احمرّت عيناها على نحو مفاجيء , لترفع قبضتها وتوجهها إلى صدره دون أن تشعر بنفسها / ما سوى شيء يا عايض , وأنا هذي المرة الأخيرة اللي أحذرك فيها , ما أبي أسمع مثل هالأسئلة مرة ثانية مفهوم ؟
أمسك بقبضتها بغضب / لو ما سوى شيء مثل ما تقولين , ما عصبتي لهالدرجة , علميني يا يُمنى .
سحبت يدها بقوة وعيناها تدمعان أخيرا , لتشهق ببكاء مفاجيء / يكفي عايض حرام عليك , قايلة لك هالموضوع يتعبني حيل , ما صدقت قدرت أوقف على رجولي من جديد , لا تسوي فيني كذا .
لانت ملامحه أخيرا , ليعض شفته ويتنهد / مو قصدي يا يُمنى , بس ما يصير نعلق الموضوع على نقطة معينة وأنا أجهل إيش اللي صار بالضبط , يُمنى .. أنا أبيك , أبيك ترجعين لي , عطيني فرصة أبين لك قد إيش أنا أحبك .
هزت رأسها وأغمضت عيناها بألم .. تقول وهي على وشك الاختناق / فات الأوان يا عايض , للأسف .. أظن , وبعد هالكلام , إنك لازم تتزوج غيري وتسمع كلام أبوك , وتتركني أنا أبني حياتي بعيد عنك .


ولته ظهرها وابتعدت مسرعة , حتى اختفت من أمام عينيه .
تركته يقف في مكانه حائرا .
يشعر بالأرض تضيق به وتخنقه , بعد أن شعر أنه محمل على أجنحة السعادة قبل قليل .
ما الذي فعلته يا عايض بهذه المسكينة ؟
لقد استهنت بمشاعرها وهي طفلة .
هل تعتقد أنها ستعود إليك , وتصبح مثلما تريد وهي شابة !


________


نسائم الشتاء على الأبواب , والأجواء تصبح أجمل .. شيئا فشيئا .
منذ زمن طويل , لم تصنع الأجواء الخاصة بها في هذا الوقت من النهار .
قبيل المغرب بنصف ساعة .
نزلت إلى المطبخ , والمنزل هاديء جدا .
لتحضر لنفسها كوب القهوة المفضلة لديها , والمرّة جدا .
ورتبت شيء من الحلويات الموجودة في الثلاجة على صحن صغير .
وضعتهم على الصينية وصعدت إلى حجرتها مرة أخرى .
فتحت أبواب الشرفة البسيطة , والتي جعلت منها منظرا رائعا بلمساتها الخاصة .
وضعت الصينية على الطاولة البيضاء الصغيرة .
لتجلب هاتفها من الحجرة , وتلتقط بعض الصور بطريقة احترافية للغاية .
ثم تجلس وتشرب قهوتها قبل أن تبرد .
تنظر إلى الحي الميت والهاديء جدا في هذا الوقت , بل في كل الأوقات .
قبل أن تطرق هيفاء الباب , وتقطع تأملاتها وهدوءها .
سمحت لها بالدخول .
لتقترب هيفاء وتجلس على الكرسي الآخر , تأملتها قليلا .. ثم قالت / أهل العريس موافقين يا نوف , يبون يحددون موعد عشان يخطبونك رسمي .
وضعت نوف الكوب على الطاولة بصدمة , ونظرت إليها بذهول لعدة ثوان / كيف ؟ كيف وافقوا يا هيفا ؟ كان باين من نظراتهم إني مو عاجبتهم .
حركت هيفاء حاجبيها / وش دراني يا نوف , مو شرط تكون نظراتهم معبرة عن اللي فيهم .
تضايقت نوف بشدة وهي تتذكر كلام أم الشاب , ونظرات أخته .
وبكل صدق قالت / بس هم ما عجبوني يا هيفاء , وأنا مو موافقة .
ضربت هيفاء بيدها على الطاولة بغضب حتى سقطت بعض القطرات من القهوة على الطاولة / ما أسمح لك يا نوف , كفاية إني بساعدك , وجايب لك العريس لين عندك .
نوف / ما اختلفنا يا هيفا , وأنا موافقة أتزوج .. إلا مستعدة اليوم قبل بكرة , لكن مو على شاب أهله شايفين نفسهم كذا .
ضحكت هيفاء بسخرية / آسفة نوف صدق آسفة , لكن مين راح يرضى يتزوجك وانتي كذا ؟
ارتجفت حدقتيها بشيء من الألم , أخفته بأعجوبة خلف إبتسامة مزيفة / اللي راح يتقدم لي وهو عارف عن كل شيء , ورغم معرفته راح يكون راضي , مو واحد أهله يتعالون عليّ لأنهم أجمل مني أو أغنى مني , ويسخرون من عيوب أنا ما كان لي يد فيها .
وقفت هيفاء ووضعت كفيها على الطاولة , لتقرب وجهها من الأخرى بعينين محمرتين / عندك يوم واحد يا نوف , فكري كويس .. إذا صدق رفضتي , بكرة راح يكون آخر يوم لي مع أخوك .
أنهت عبارتها وغادرت بخطوات غاضبة .


بقيت عينا نوف معلقتان حيث كانت نوف .
حتى نبهها آذان المغرب , وشعرت بنفسها .
لتستوعب ما قالته هيفاء أخيرا .
وترتجف أطرافها , وهي تقف مغمضة عيناها من الضيق .
اجتاحها شعور قوي .
للهروب والإبتعاد عن المنزل وعن الجميع .
توضأت , وصلت فرضها ..
وتجهزت على وجه السرعة .
تعلم أن لينا مشغولة بدراستها , ولا ترغب بإزعاجها على الإطلاق .
ولكنها تحتاجها بشدة .
الجلوس بجانبها سيكون أكثر من كافِ .



نزلت إلى الأسفل وهي تتصل بعمر .
الذي أخبرها أنه في طريقه إلى المنزل , وسيصل في غضون عدة ثوان .
دخلت إلى حجرة أمها التي لم تنتهي من صلاتها بعد .
انتظرتها حتى سلمت .
جلست أمامها بعد قبلت يدها وجبينها / تقبل الله يا أمي .
والدتها / منا ومنك صالح الأعمال يا بنتي , وين رايحة ؟
نوف / بروح أقعد مع لينا شوي , تسمحين ؟ يعني كم مرة خليتها تجيني والبنت مضغوطة بدراستها , خليني أنا أروح لها هالمرة .
أومأت والدتها برأسها موافقة / تمام حبيبتي روحي وانبسطي .
قبلت جبينها مرة أخرى / مشكورة حبيبتي ما انحرم منك .
نظرت إلى شاشة هاتفها / يلا عمر وصل , مع السلامة .
خرجت إليه بعد أن ارتدت نقابها , وجلست بجانبه .
والرجفة تعود إليها فور ركوبها السيارة .
ربطت حزام الأمان سريعا وهي تبتلع ريقها .
فهم عمر حركتها على الفور , ومد يده نحو المسجل .. ليشغل شيئا من القرآن , علّها تهدأ ويخفّ توترها .
حتى وصلا إلى منزل خالتهما هنادي , التزما الصمت .
ليتحدث عمر أخيرا / اتصلي لما تقرري ترجعي , بس لا تقعدي كثير .. عندهم شباب يا نوف لا تضيقي عليهم .
نوف / أبشر , مشكور يا اخوي .
قالتها وخرجت مسرعة , وهي تعلم أنه غضب من شكرها .
لا يحب سماع كلمة الشكر من أي أحد , خاصة عائلته .
هو لا يقدم لهم سوى ما يستحقونه .
ابتعد عن المنزل , وفكره مشغول تماما بخطبة نوف المفاجئة .
توجه قبل قليل , وقبل أن يأتي لإيصال نوف إلى الحي الذي تسكن به عائلة الشاب .
سأل عنه , لم يسمع أي شيء غريب أو مريب بشأنه .
سمعته جيدة , ولكن عائلته ليست كذلك .
الجميع بلا استثناء , وصف تلك العائلة بالغنية والمتعالية على الجميع .
لا أحد من ذلك المنزل , يتعامل مع الآخرين وكأنهم بشرا مثلهم!
بل لا يرون الناس أساسا .
احتار جدا وهو يسمع ذلك الحديث .
ليتجه أخيرا إلى جامع الحيّ الكبير , والذي كان قريبا من منزل الشاب .
صلّى بها فرض المغرب , ثم جلس بجانب الإمام وسلّم عليه .
وسأل عن الشاب .
انصدم تماما , وأصابته الدهشة .. حين أخبره الإمام , أنه هو من يسأل عنه !
ضحك عمر محرجا , ولم يدرِ ماذا يقول / اعذرني يا اخوي , أهلك جو أمس يشوفون أختي , كان ضروري أمرّ على الحارة أسأل عنك , يعني ما ينفع أزوجها واحد ما أعرفه ولا أعرف عنه شيء , سألت الناس برة .. في الأخير قررت أسأل الإمام , إذا كان يصلي كويس , فأكيد إنه شاب طيب , ما توقعت تكون انت المقصود .
ابتسم الشاب واعتدل بجلسته , وانحرج هو الآخر / وإيش سمعت عني .
عمر / كل خير والله كل خير .
الشاب / لكن وجهك يقول العكس يا أخ …..
عمر / عمر .
الشاب / أنا حاس إنك سامع العكس .
هز عمر رأسه نفيا / لا والله مدحوك كثير وسمعتك طيبة , بس ماحد علمني إنك إمام الجامع .
ضحك الشاب / أجل أكيد ضايقتك سمعة أهلي ؟
تنهد عمر بضيق / صراحة إيه .


سكت الشاب قليلا , ليصدم عمر / ماهم أهلي يا عمر , أبوي وأمي ميتين من كنت صغير وعمري 10 سنين , هذا بيت عمي .. هم ربوني وكبروني لين صرت بهالعمر , لكن ما أسكن معهم من سنين طويلة , ومالي غيرهم يدورون لي عروس .
تفاجأ عمر بشدة / صدق , وماحد قال لي هالكلام بعد , وأنا أحسبك تقرب لزوجتي .
اكتفى الشاب بإبتسامة هادئة .
بينما عمر شعر بشيء من الحيرة .
هيفاء لم تخبره هو أو نوف أن الشاب ليس ابن عمة والدها , بل ابن أخ زوج عمة والدها !
غير أنه لم يذكر أحد ذلك الشيء .
يقصد ممن سأل منهم .
ولكنه بالمقابل , شعوره ناحية الشاب كان طيبا .
ماذا يريد لأخته أكثر من ارتباطها بشاب طيب , إمام جامع !
ابتسم له وهو ينهض , وينهض الشاب معه / الله يكتب اللي فيه الخير أخ ليث , إذا فعلا تبي تتقدم لأختي بشكل رسمي .. فكر زين واستخير , وهي بعد بخليها تستخير قبل , لكن … إنت أكيد عارف وضعها ؟
أومأ ليث برأسه بإيجاب / إيه عارف عمتي قالت لي .
غادر بعد أن صافحه وودعه .
يشعر أن هناك أمر غريب .
أو بالأصح , غير قادر على تحديد شعوره بالضبط ..!

_______



عند نوف ..

كان الباب مفتوحا حين اقتربت منه .
دفعته بخفة , ودخلت .
لتقف بجانب الباب وتتصل بلينا .
تخاف أن تدخل إلى الداخل وتصادف أحد الأخوين .
بالرغم من تمنيها الشديد أن ترى عايض .
إلا أنها لم تعد تفكر به .
لم تعد تهتم بمشاعرها نحوه .
لأنها بالتأكيد لا تريد أن تتزوجه وتستغله من أجل أن ترضي هيفاء .
فزعت وسقط الهاتف من يدها حين سمعت صوت صراخ وركض آت من المجلس الخارجي .
لتتفاجأ بعاطف يخرج مهرولا , ثم عايض خلفه وبيده عصا .
ضحكت على هذا المنظر .
هذان الأخوان بقدر حبهما لبعضهما يختلفان .
صرخت فجأة حين اندفع عاطف نحوها دون أن يلحظ وجودها أصلا .
لتسقط , ويسقط هو بجانبها .
اتسعت عينا عاطف بصدمة , وهو يحاول إستيعاب ما حصل للتو !
هل حقا نوف هنا ؟ في منزلهم ؟ بجانبه !
اعتدل بجلسته سريعا حين سمعها تتأوه بألم .
كانت تجلس وتوليهم ظهرها المنحني .
ابتلع ريقه ورفع عيناه إلى عايض الذي ينظر إليهما بدهشة , ثم ضحك بصمت وغادر .
أما هو فلم يدرِ ماذا عليه أن يفعل , توتر وارتبك بشدة .
تحدث أخيرا بهدوء / نوف انتي بخير ؟ صار لك شيء ؟
صمتت لعدة دقائق , قبل أن تلتفت إليه بغضب وهي تبكي / لا ما صار لي شيء , وانت طبعا أعمى ما تشوف .
استغرب غضبها وانفجارها بهذا الشكل / طيب اهدأي ليش عصبتي كذا ؟
رفعت كفها اليسرى , لتريه باطنها المخدوش .. والذي نزف القليل من الدم / أنا ناقصتني ندوب وجروح ثانية طبعا.
شعر عاطف بالذنب مع أنه لم يفعل شيئا , نظر إلى عينيها المليئتين بالدموع , ليقول بكل أسف / أنا آسف نوف , أنا صدق آسف .. ما شفتك والله , سامحيني .


هدأت نوف قليلا وهي تسمع هذه النبرة الصادقة منه , ورقت عيناها بشيء من التأثر .
نوف / حصل خير عاطف , بس مرة ثانية فتح عيونك كويس .
تنهد عاطف , يتألم من أجلها ومن حبها وهي لا تدري / يعورك شيء ؟
هزت رأسها نفيا .
وحاولت أن تقف .
ألمتها رجلها المركبة بها الطرف الصناعي , وأغمضت عيناها وهي تجد صعوبة في ذلك .
نهض عاطف بسرعة , ومدّ يده إليها دون أن يشعر .
هي أيضا من فرط الألم , أمسكت بكفه ووقفت .
ليستوعبان ما حصل للتو , ويسحبان كفيهما بنفس السرعة .
وينطقان في آن واحد / آسف – آسفة .
ارتبكت نوف بشدة واحمرّ وجهها , وعاطف أيضا .
لذا لم يجد شيئا لفعله سوى الخروج من الباب بسرعة .
أما هي فوقفت في مكانها للحظة , قبل أن تغمض عيناها وتسحب إلى رئتيها بعض الهواء .


دخلت إلى الداخل أخيرا .
واستقبلتها هنادي التي كانت تجلس في الصالة تتابع التلفاز .
وأخبرتها أن لينا في حجرتها , لتصعد إليها الأخرى .
وتتجه إلى دورة المياه على الفور بعد أن سلمت عليها .
غسلت يدها ووجهها .
ثم عادت إلى لينا التي كانت منشغلة بدراستها بالفعل .
لذا لم ترغب بإزعاجها وإشغالها بهمومها .
بالكاد تمكنت من إمساك نفسها عن التحدث .
فهي لا تعتبر لينا ابنة خالة , بل تعتبرها نفسها .
لشدة تعلقهما ببعضهما .
لا تتذكر أنها أخفت عن لينا شيئا ما , ولينا أيضا .. تخبرها بكل شيء .
إلا ما تنوي فعله الآن .
لم تخبرها بنية هيفاء , ولا عن تلك الخطة الخبيثة .. والتي ربما ستجعلها تتزوج رجلا من عائلة سيئة للغاية !


________


في الحجرة القريبة منها ..
استقبلت نجد بشرى التي أتت إليها دون أن تخبرها .
رفعت بشرى يدها على الفور ووضعتها على جبين حسناء بقلق / بسم الله عليك نجد , والله خفت من سمعت انك تعبانة .
ابتسمت نجد / يعني قاطعة كل المشوار عشان تتطمنين عليّ يا أم الكل .
ضحكت بشرى وهي تضع الأكياس التي كانت بيدها على السرير وتخلع عباءتها / صحيح , غير طبعا مساعد اللي ما خلاني أرتاح بمكان واحد , كل شوي يتصل يقول اسألي نجد ليش انصدمت وليش صديقتها ما علمتها وإيش كانت تبي تقول لك يوم اتصلت .
انصدمت نجد وارتبكت , لتجلس على السرير وتقول / يعني واضح السبب , انصدمت لأن طيف ما علمتني , عن طيف والله ما أدري يا بشرى , بس خليها براحتها .
تأملتها بشرى لعدة ثوان قبل أن تهز رأسها نفيا / لا يا نجد في شيء ثاني أنا متأكدة , حتى مساعد قال إنه حاس إلا متأكد إنه في شيء غلط .
ليت إحساسه الذي أصاب هذه المرة , حسّ بي يا بشرى .
عدم شعوره , وعدم إحساسه .. أوصل الحال إلى ما هو عليه الآن .
هزت كتفيها , لتتنهد بقلة حيلة .
ثم تفاجيء بشرى ببكاءها الغير متوقع .
وهي تغطي وجهها بكفيها .
ظلت بشرى تنظر إليها بذهول , قبل أن تقترب منها تماما وتضمها إلى صدرها .
وتمسح على ظهرها بحنان / بسم الله عليك نجد , اهدأي إيش فيك تبكين كذا , اهدأي إن شاء الله كل شيء تمام .
تحدثت نجد من بين شهقاتها / ساعديني بشرى , قولي لي إيش أسوي ؟ أحس إني بموت والله مو عارفة إيش أسوي .
حاوطت بشرى وجه نجد بكفيها ومسحت دموعها بسبابتيها / أهدأي أول وعلميني بهدوء عشان أقدر أساعدك .
كفكفت نجد دموعها بصعوبة , ثم ضمت كفيها وأخفضت بصرها وهي تقول / أنا غلطت بحق مساعد يا بشرى .
عقدت بشرى حاجبيها بإستغراب / كيف يعني ؟ إيش تقصدين نجد ؟
نجد بارتباك / طيف يا بشرى , ما تناسب مساعد .


سكتت بشرى بصدمة لبعض الوقت , قبل أن تضحك بغير تصديق / كيف يعني ما تناسبه يا نجد ؟ مو انتي اللي كلمتيه وكلمتيني عنها ؟ ومدحتيها قلتي لو مساعد لف الدنيا ودار مستحيل يلقى وحدة زيها .
هزت رأسها إيجابا ودموعها تنزل مرة أخرى / إيه قلت , قلت يا بشرى .. عشان كذا من أمس حاسة إني بموت من تأنيب الضمير .
بشرى / نجد تكفين اشرحي الموضوع زين , مو قادرة أفهم عليك .
عضت نجد شفتها بضيق , قبل أن تسرد عليها وتخبرها بما سمعت ورأت عن طيف .
هزت بشرى رأسها بغير تصديق / يا الله يا نجد , قولي انك تمزحين تكفين .
حركت نجد ذراعيها بقلة حيلة وصوتها بحّ من الإنفعال والعبرة / يا ليتني أمزح ولا أكذب يا بشرى , بس .. هذي الحقيقة للأسف .
تنهدت بشرى , وهي لا تعرف بماذا عليها أن ترد .
أمسكت نجد كفها برجاء / تكفين بشرى صدقيني , أنا ما كان قصدي والله ولا كنت لا أعرف إنها كذا , ثم يوم عرفت احترت صدق وما عرفت إيش لازم أسوي , خفت إذا علمت مساعد وكان اللي سمعته غلط أظلم طيف بغير حق , وإذا سكتت وكان الكلام اللي سمعته صحيح , بظلم مساعد .. وبخليه يكمل مع وحدة أساسا ما تناسبه , بشرى .. علميني إيش أسوي .
نظرت إليها بشرى بحزن .
فعلا ..
نجد لا تُحسد على الوضع الذي هي به الآن .
شدت على كفها / خلي الموضوع عليّ نجد ولا تشيلين هم , أنا بكلم مساعد .
نجد بلهفة / إيش بتقولين له بالضبط ؟
احتارت بشرى حقا / ما أدري يا نجد , بس … خلي الموضوع عليّ , يعني بقوله الصراحة , وهو يتصرف بكيفه , مساعد شخص عقلاني وما يتصرف إلا بالطريقة المناسبة .
أومأت نجد برأسها , وقد أزيح عنها بعض الهم .
كونها شاركت المشكلة مع إنسانة عاقلة وجيدة مثل بشرى .
وكون الأخرى قررت أن تساعدها .
رفعت رأسها حين قالت بشرى / أصلا الموضوع من بدايته كان غريب , يعني أبو البنت كان قايل لسعود إنه ما يبي يزوجها بسرعة لأنها بنته الصغيرة , وإنه لازم نصبر سنة على الأقل , والعقد ماراح يتم إلا قبل الزواج بشهرين كأكثر حد , لكن فجأة أمس في الصباح اتصل وقال انه تعبان , ويبي يتطمن على بنته , ويبي بس حمود ومساعد وكم واحد معاهم يروحون عشان يعقدون , كلنا استغربنا .. بس مساعد كان طاير من الفرح وما صدق , وحمود صدق الرجال .. الحين فهمت الموضوع زين , أكيد طيف سمعت إنك قاعدة تسألين عنها , عشان كذا استعجلت ؟ يمكن الموضوع يكون كذا ؟
هزت نجد كتفيها بحيرة , وقلبها يؤلمها على مساعد بشدة .
سينصدم بالتأكيد .
وسنيجرح , كونه أقدم على الخطوة بعد تردد كبير .
غير أن عبارة ( مساعد كان طاير من الفرح ) جرحتها كثيرا .
إلا أنها لم تهتم .
تجاهلت ألمها , واعتبرته لا شيء أمام ما سيشعر به مساعد إن علم أنه خُدِع ..!
والسبب هي .


زمت بشرى شفتيها بعدم رضى على كل ما يحصل .
وآلمها قلبها على أبناء زوجها , وزوجها الذي لم يهنأ ولم يرتح باله أبدا .
في السابق زوجته التي ماتت على حين غرة .
ثم ترك حسناء للبيت , وزواجها من أخ صديقتها الذي خذلها فيما بعد وطلقها بعد أن أنجبت منه إبنا .
كان مرتاح البال تجاه هديل .
التي لم تشتكِ من زوجها حمود قط .
ولكنها بالأمس وحين كانت في بيت حسناء , بدت وكأنها تخبيء أمرا يخص زوجها ,
ولكن بما أنها لم تأتِ إليها , ولم تبوح لها بنفسها .. لم ترغب بسؤالها .
تتمنى من قلبها أن يكون إحساسها خاطئا , وأن هديل مرتاحة تماما .
الآن مساعد ومشكلة طيف التي خرجت من تحت الآرض !
حين ظنت أن مساعد نال الثريا , انصدمت بها حقا .
قبل هذا كله , ما حدث مع يُمنى المسكينة .
فليكن الله بعون الجميع !

_________


قبل العصر بساعة ..

كانت هديل تجلس في صالة شقة حسناء بملل قاتل .
بعد أن تناولت غداءها , تنتظر عودة يُمنى .
التي تأخرت كثيرا حتى قلقت عليها .
ظلت تنتظرها حتى دخلت الأخرى بإندفاع استغربت منه .
لتقف وهي تسأل / يُمنى وش فيك تأخرتي ؟
تجاهلتها يُمنى وهي تسرع نحو حجرتها وتدخل حتى دون أن تخلع نقابها / لاحد يكلمني .
وقفت هديل في مكانها مذهولة .
خاصة بعد أن أقفلت يُمنى الباب بقوة .
اقتربت من الباب بتردد , رفعت يدها وطرقت بخفة / عمتي انتي بخير ؟
لم يأتيها أي رد .
عادت لتسأل مرة أخرى بقلق / عمتي , فيك شيء ؟ صار لك شيء ؟
ردت يُمنى بغضب / هديل أرجوك روحي وفكيني , ما فيني شيء بس اتركيني .
قطبت هديل جبينها بحيرة , ثم ابتعدت بعد أن قالت بهدوء / تمام عمتي , بس قولي لي تغديتي ؟
يُمنى / إيه أكلت سم هاري .
اتسعت عينا هديل بغرابة , لتبتعد وهي محتارة جدا .
وتخاف أن يكون قد أصاب يُمنى شيئا ما حقا .
جلست على الأريكة , وأخذت هاتفها من الطاولة .. تتأمل الشاشة مجددا .
تنتظر إتصالا أو رسالة إعتذار من حمود .
فهذه المرة الأولى التي تبتعد فيها عنه ولا تسمع صوته أكثر من يوم .
منذ أن تزوجته وحتى قبل الأمس , لم يضايقها حمود على الإطلاق .
حتى وإن تخاصما واختلفا , يبادر هو بالإعتذار .
ولكن هذه المرة .. يبدوا وأنه غاضب بحق , ويريد منها هي أن تبادر هذه المرة .
هي أيضا .. يبدوا وأنها سأمت , وصارت تفكر بالإتصال به
علّ قلبها يهدأ قليلا , ويخف قلقها عليه .
بيدّ أن كلام حسناء , صار يتردد في ذهنها آلاف المرات .
لكي لا يتكرر ما حدث معها مجددا , فتعاني !
نعم تحب حمود بجنون , ولكن كما قالت حسناء .. الحب وحده غير كافي .
إن تجرأ الرجل وضربها مرة واحدة , فقد يتجرأ ويفعلها مرة ثانية وثالثة إن سكتت عنه .


استلقت تضع يدها على بطنها بتعب .
الحمل جعلها كسولة طوال الوقت , إلا أنه أجمل ما حدث في حياتها بالتأكيد .
ابتسمت وهي تمسح عليه بحنان وكأنها تمسح على رأس طفلها .
تتذكر ما حصل قبل سنة .
حين تخرجت من الثانوية , أتاها والدها يسأل .. بل يخيرها ممازحا / بتكملين دراستك وتكملين جامعة ولا تتزوجين .
لتجيب هي بكل صراحة / طبعا بتزوج يا ابوي , انت عارف إني حتى الثانوية كملتها بالقوة .
ضحك سعود / مين بتتزوجين إذا ماحد تقدم لك .
هديل / مو شرط أتزوج الحين الحين , بنتظر لين يجي العريس , بس إني ما أبي أكمل دراسة خلاص .
ضربها مساعد على رأسها بخفة / وانتي ليش طايرة تبين تتزوجين بهالسرعة , توك صغيرة يا هديل , أحسن لك تكملين دراستك .. الزواج ما راح يجيب لك شهادة .
هديل بملل / يا مساعد مو كل الناس مثل بعض , أنا ما عندي أي هدف بهالحياة .. ما أبي أصير موظفة مستقبلا , يعني ما راح أستفيد من هالشهادة , أهم شيء إني أعرف أكتب وأقرأ وماني جاهلة .
اتسعت عينا مساعد بذهول / لهالدرجة ما عندك أي هدف تبين تحققينه ؟
هزت رأسه بالنفي / لا , بس أبي أًصير ربة بيت ناجحة .
ضحك مساعد بغير تصديق , ثم قال / حتى لو كذا يا هديل , أنا ما راح أسمح لك تتزوجين وانتي بهالعمر .. تعدي العشرين على الأقل , ما أبي اللي صار مع حسناء يتكرر معك , لا أحد يستغلك يا بنت .


قاطع سعود جدالهما / تقدم لها واحد معروف وما راح يستغلها يا مساعد .
اندهشا معا , ليسأل مساعد / مين يبه ؟
سعود / حمود ولد عمي .
لم تشعر هي بشيء , سوى الخجل الذي يراود كل فتاة حين يتحدث أحدهم عن شخص تقدم لها .
فهي لا تعرف شيئا عن حمود , غير أنه ابن عم أبيها .
ولكن مساعد غضب / لا يبه مستحيل , كيف تفكر حتى مجرد تفكير إنك تزوجه بنتك ؟ بعد اللي سواه أخوه في عمتي ؟
سعود بحدة / حمود ما هو سلمان ولا مثله .
مساعد بإعتراض / حتى لو مو مثله يبه , كيف تفكر تدخل بنتك في هذيك العايلة ؟ وتتقرب منهم لهالدرجة ؟
سعود / هديل بتتزوج حمود , ما راح تتزوج أهله .. وأنا بتشرط عليه قبل , إنه يسكنها في شقة مستقلة بعيدة عن أهله .
ونظر إلى هديل / إذا وافقت عليه هديل طبعا .
رفعت هديل عيناها إليه , ونظرت إليه بحيرة .
لم تعرف بماذا عليها أن تجيب , وهي ترى والدها وشقيقها مختلفين بسبب هذا الخاطب , والذي لم يكن سوى شقيق من آذى عمتها وجعلها تصل إلى هذا الحال .
هزت كتفيها بحيرة , وتجمعت الدموع في محاجرها فجأة وهي تقف / ما أدري يبه , خلني أفكر .
قالتها والتفتت تنظر إلى مساعد الذي شد بقبضتيه طرف الأريكة بقوة , حتى ابيضت مفاصل يده .
واحمرّ وجهه بشدة .
أسرعت نحو حجرتها وبكت بلا سبب .
يومها تمنت أن تكون والدتها بجانبها , حتى تفرق لها بين الصواب والخطأ .
وبشرى بالطبع , لم يكن قدرها عاديا .
إذ لجأت إليها على الفور , وطلبت منها أن تساعدها في اتخاذ القرار الصحيح التي لن تندم عليه مستقبلا .
أمرتها بشرى بأن تستخير أولا , إن شعرت بالراحة .. عليها المضي في الأمر .
مساعد ربما لم يعجبه الأمر , ولكنه سيرضى فيما بعد .
وحمود حقا ليس سلمان , ولا يشبهه .. وكونه أخيه ليس ذنبه .
وافقت فعلا ..
ولكن حسناء أيضا عارضت الأمر , إلا أنها لم تتدخل .
فقط اكتفت بتقديم النصيحة .
هديل ليست طفلة , وهي عاقلة أيضا .
لتتخذ قرارتها بنفسها .
عادت إلى الواقع وهي تتحدث إلى طفلها بإبتسامة / ما ندمت والله , لأنك صدق أجمل شيء راح يصير في حياتي , لكن خلّ أبوك يعتذر قبل .
نامت في مكانها دون أن تشعر .
حتى عادت حسناء من العمل , قبل المغرب بساعة .
واستغربت حين وجدتها تنام على الأريكة بصعوبة , أمسكت بكتفها وهزتها بخفة / هيي بنت , هديل وش منومك هنا ؟


فتحت عيناها وتأوهت من ألم ظهرها / أف كم الساعة الحين ؟
حسناء وهي تخلع عباءتها / خمسة , ليش من متى نايمة إنتي ؟
هديل / الساعة ثلاثة , المجنونة عمتك هذي رجعت متأخرة لا ومعصبة بعد , قفلت عليها الباب ونمت أنا هنا من دون ما أحس , أفف يا ظهري بينكسر .
اقتربت حسناء من غرفة يُمنى بقلق / لا يكون عصبت لأني ما رحت أرجعها .
قبل أن تطرق الباب أوقفتها هديل / لا تدقين ما راح تفتح لك , خليها جاتها الحالة .
قطبت حسناء جبينها بإنزعاج .
مما تكون قد انزعجت أو غضبت يُمنى ؟
حسنا ستسألها فيما بعد .
لأن يُمنى حقا , وكما قالت هديل .. إن ( جاتها الحالة ) لن تتحدث حتى ولو وضعوا السكين على عنقها .
تنهدت بصوت مسموع / تمام بروح أتروش وأصلي المغرب ثم أنام , هلكانة والله بموت من الصباح قاعدة أشتغل من دون ما أوقف , صحيح اطلبي العشا على الساعة تسعة وصحيني وقتها .
دخلت إلى حجرتها , لتستحم ثم تجفف شعرها .. انتهت على صوت الآذان .
لتصلي وتستلقِ بتعب .
متعبة بشدة , تشعر بأن مفاصلها تؤلمها بشدة .
فهي منذ الأمس , وبعد أن تحدث إليها بدر وقال ما قال .
تحاول نسيان كل شيء , بالعمل الكثير .. وبالنوم .
ورغم التعب الذي يكاد يقتلها , إلا أنها لم تتمكن من النوم فورا .



بعد ربع ساعة , فتحت عيناها وهي تتنهد بضيق العالمين .
وتجلس بملل .
كانت تبحث عن فراشها منذ أن انتهت ساعات عملها .
لمَ لا تتمكن من النوم الآن .
عضت شفتها حين سقطت عيناها على الصندوق الأسود فوق دولاب الملابس .
لا تتذكر حتى متى وضعته هناك , ربما منذ أن استقرت بهذه الشقة .
نسيت أمره , بل تناست .
يؤلمها قلبها كلما سقطت عيناها عليه .
وتقتل رغبتها يوميا , في فتحه ورؤية ما بداخله .
استندت بظهرها على المخدة بعد أن عدلتها خلفها , ورفعت ركبتيها إلى صدرها تضمهما .. وعيناها لا تتحركان من على الصندوق .
حين عادت بها ذاكرتها إلى الوراء , قبل سنوات .. وحين تزوج والدها بشرى .
حاولت جاهدا أن تتقبل الأمر , وأن تقبل بشرى كزوجة أب .. بعد أن كانت صديقة .
إلا أنها لم تتمكن أبدا .
كلما رأتها برفقة والدها شعرت بغيرة شديدة , وبقهر لسبب مجهول .
ربما لو كانت تلك الزوجة إمرأة أخرى غير بشرى , أو أخرى أصغر منها
لربما تمكنت من تقبل الأمر .
انتقلت على الفور لتسكن في سكن الجامعة .
رغم محاولات والدها الكثيرة في جعلها تعود عن ذلك الأمر , وتفكر أكثر
فهو ليس لديه الكثير من الأبناء , ليكون مرتاحا وبكره بعيدة عنه .
أقنعته بعد محاولات كثيرة , تعدت الألف ربما .
ليوافق على مضض .. ورغما عنه .
لم يتركها طوال تلك المدة , يأتيها كل يوم تقريبا .


منذ صغرها , كانت حسناء تلفت النظر .. بجمالها وقوة شخصيتها .
وأخلاقها الطيبة , وروحها المرحة بالتأكيد .
لذا كان الكثير من أهل الديرة , يريدونها لأبناءهم .
وكانت هي ترفض الزواج مبكرا , خشية أن يعيقها عن تحقيق حلمها في أن تصبح طبيبة أسنان .
خطتها لم تفلح بالتأكيد .
حين رأت والدها وكيف يتعب من أجلها يوميا , قررت أن تريحه من ذلك المشوار اليومي , لتوافق على قريب لوالدتها الراحلة .
ويا ليتها لم تقرر .
ليتها لم تفكر أن تخوض تلك التجربة , في بدايات مرحلة الماجستير .
كان ( فيصل ) شيطان من شياطين البشر .
منافق من الدرجة الأولى .
كان لطيفا للغاية في بداية ارتباطهما , أشعرها أنه أطيب إنسان على وجه الأرض , وأنها هي الأنثى الوحيدة في الكون كله .
لم تكن تدري أنه كان يخدعها فقط , ويوهمها بكل تلك الأشياء .. حتى يتمكن من قلبها .
صدمها تماما بعد زواجهما بخمسة أشهر تقريبا , وفي أول شهر لها في حملها .
وكأنه كان ينتظر تلك اللحظة , لكي يتأكد أنه فعلا .. تمكن منها تماما من كل النواحي .
حين طلب منها , مبلغا كبيرا .. مما ورثته من والدتها .
حين رفضت مستنكرة , قال أن ذلك المال من حقه , بما أنه أصبح زوجها !
ومالها ماله .
من نبرته وأسلوبه في الطلب , وكلامه السخيف .. عرفت على الفور أنه تزوجها طامعا بمالها .
لأنها بالفعل , لم ترث مبلغا عاديا .. بل كبيرا .
فهو بالتأكيد عرف ذلك , بما أنه يقرب عائلة والدتها الغنية .
ظلّ يطلب منها ويزعجها بذلك الطلب يوميا تقريبا .
حتى سأمت منه فعلا .
ولكنها رغم ذلك لم تخبر أحدا , سكتت .. من أجل الطفل الذي في داخلها .
لا تريد أن تخلق أي مشكلة وهو في طريقه للخروج إلى الدنيا .
كانت مثل هديل تماما , تحب فيصل .. ولم تتمكن من الغضب عليه .
قررت أن تعطيه فرصة , ربما يعود إلى صوابه , ويكف عن طلب ذلك المال .
لأنه حتى وإن هددها بحياتها لن تعطيه شيئا .
إن أعطته مرة , سيعتاد على ذلك .. سيطلب مرة ثانية , وثالثة .
حتى يعتاد على أن تعطيه هي المال , ويتقاعس هو عن العمل .
وهو أساسا إنسان كسول من الدرجة الأولى .
وعلمت أيضا من تشجيعه لها على إكمال الدراسة , أنه يريدها أن تتوظف سريعا , لكي يرتاح هو في المنزل , ويستلقِ طوال اليوم , فتصرف هي على المنزل وعليه وعلى الأطفال .
لم تكن حمقاء لكي تنطلي عليها خدعته أبدا .
وهو لم يملّ أبدا .. حتى أتى ذلك اليوم , حين غضب عليها بشدة , بسبب رفضها .
لرفع يده ويضربها , ضربا غير عاديا .. وهي حامل !
وكانت تلك القشة التي قصمت ظهر البعير بالفعل .
فهي صبرت على إزعاجه لها طوال فترة حملها , ثمانية أشهر .
ليأتي ويكملها في التاسع ..!
تركته فورا , وعادت إلى منزل والدها .
حتى أنجبت الطفل , وقضت فترة النفاس .


ترجاها فيصل أن تعود إلى منزلها .
حسناء لم تكن تلك الفتاة التي ترضى بمعاملة مثل تلك , ولا بزوج مثله .
عيناه على مالها , وضربها من أجل ذلك المال .. الذي ادخرته من أجل دراستها .
بالطبع لم يكن ذلك السبب الذي منعها من إعطائه البعض ..
ولكنه أحد الأسباب .
هددها بأن يطلقها ويأخذ منها الطفل , لترد بكل ثقة ( انت ما راح تطلقني , أنا اللي بخلعك بنفسي ) .
حسناء أيضا ليست من النوع الذي تؤثر عليهم العواطف وتجعلهم يعودون عن قرارتهم حتى وان اتخذوها وقت الغضب .
لم تصبر يوما واحد بعد انتهاء فترة النفاس , حتى اتجهت للمحكمة .
وتمكنت من خلعه بطريقة أو أخرى .
حتى هذا اليوم , وقد مرت 8 سنوات كاملات على ما حصل .
لم تندم على ما فعلت .
على تركها لذلك الطامع بمالها , وعلى من تجرأ ومدّ يده عليها .
ولكنها تندم كل يوم , تتألم كل يوم .. تعض أصابع الندم .
على تركها لوليدها , الذي لا ذنب له أبدا فيما حصل .
كان عمره 3 أشهر , حين تركته مع والده .
بقلب قاسٍ للغاية .
لم تذرف دمعة واحدة ذلك اليوم .
قائلة أنها ستتحمل فراقه , إن كان ذلك سيجعلها تسترد كرامتها المهدورة , وكبريائها أمام فيصل .
ولكنها بعد ذلك , قضت أغلب لياليها تبكي وتنوح شوقا وألما على ذلك الطفل .
لم تتحمل الأمر أبدا , لجأت إلى المحكمة .. لكي تكون الحضانة من نصيبها هي , بما أنه لا زال طفلا رضيعا .
ولكن الشيطان كما تراه حتى الآن ( فيصل ) لديه بعض الصلات مع القضاء من تلك المحكمة , والذي وقفوا بصفه .. ورفضوا أن تحتضن هي الطفل .. بما أنها من خلعت زوجها بنفسها , وتركت الطفل بكامل إراداتها !


بالتأكيد ( معاذ ) الصغير .. كبر الآن , كبر وهو يكرهها .
لأنها تركته وهو طفل لا يفقه شيئا .
نعم كانت آخر مرة رأته بها , في المحكمة وعمره سنة واحد فقط .
تتوق لرؤيته بشدة , تشتاق إليه في كل لحظة .
تود أن تراه ولو للحظة واحد , حتى ولو من بعيد .
ولكن فيصل حرمها حتى من تحقيق ذلك الحلم , حين أخذ إبنه وزوجته الجديدة واستقر في أبعد مدينة عنها .
يقصد بذلك إيلامها بالتأكيد .
وبين الفترة والأخرى يرسل إحدى شقيقاته , اللاتي يسألنها إن كانت ترغب بالعودة !
بعد كل ما حصل ؟
بعد أن فعل بها ما فعل ؟
بعد أن حرمها من إبنها بسبب رغبته الحيوانية في الإستيلاء على أموالها !
لن تفعل بالتأكيد .
والأمر غير جائز أساسا , بما أنها لم تتزوج بعده
_____

انتهى الفصل




 توقيع : ضامية الشوق



رد مع اقتباس
قديم 01-01-2020   #2


الصورة الرمزية نبضها حربي

 عضويتي » 28286
 جيت فيذا » Apr 2015
 آخر حضور » منذ أسبوع واحد (10:30 PM)
آبدآعاتي » 68,319
الاعجابات المتلقاة » 692
الاعجابات المُرسلة » 100
 حاليآ في » السعوديه
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Male
آلقسم آلمفضل  » التراث
آلعمر  » 25سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » متزوجه
 التقييم » نبضها حربي has a reputation beyond reputeنبضها حربي has a reputation beyond reputeنبضها حربي has a reputation beyond reputeنبضها حربي has a reputation beyond reputeنبضها حربي has a reputation beyond reputeنبضها حربي has a reputation beyond reputeنبضها حربي has a reputation beyond reputeنبضها حربي has a reputation beyond reputeنبضها حربي has a reputation beyond reputeنبضها حربي has a reputation beyond reputeنبضها حربي has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 10
مشروبك   pepsi
قناتك mbc
اشجع ahli
مَزآجِي  »  اطبخ

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 9 CS2 My Camera: Sony

мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



طرح رائع
يعطيك العافيه


 توقيع : نبضها حربي





رد مع اقتباس
قديم 01-02-2020   #3


الصورة الرمزية البرنسيسه فاتنة

 عضويتي » 28643
 جيت فيذا » Oct 2015
 آخر حضور » 02-10-2021 (07:44 PM)
آبدآعاتي » 281,584
الاعجابات المتلقاة » 535
الاعجابات المُرسلة » 120
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » البرنسيسه فاتنة has a reputation beyond reputeالبرنسيسه فاتنة has a reputation beyond reputeالبرنسيسه فاتنة has a reputation beyond reputeالبرنسيسه فاتنة has a reputation beyond reputeالبرنسيسه فاتنة has a reputation beyond reputeالبرنسيسه فاتنة has a reputation beyond reputeالبرنسيسه فاتنة has a reputation beyond reputeالبرنسيسه فاتنة has a reputation beyond reputeالبرنسيسه فاتنة has a reputation beyond reputeالبرنسيسه فاتنة has a reputation beyond reputeالبرنسيسه فاتنة has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  »
مشروبك
قناتك
اشجع
مَزآجِي  »

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



راقني انتقائك الماسي
تسلم يمينك
ودام عطائك العذب
پآقة ورد


 توقيع : البرنسيسه فاتنة






رد مع اقتباس
قديم 01-02-2020   #4


الصورة الرمزية غزلان

 عضويتي » 28539
 جيت فيذا » Sep 2015
 آخر حضور » 09-25-2023 (03:38 AM)
آبدآعاتي » 124,615
الاعجابات المتلقاة » 161
الاعجابات المُرسلة » 38
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » غزلان has a reputation beyond reputeغزلان has a reputation beyond reputeغزلان has a reputation beyond reputeغزلان has a reputation beyond reputeغزلان has a reputation beyond reputeغزلان has a reputation beyond reputeغزلان has a reputation beyond reputeغزلان has a reputation beyond reputeغزلان has a reputation beyond reputeغزلان has a reputation beyond reputeغزلان has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع ithad
مَزآجِي  »  ابكي

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
ي قول انتي غاليه عندي ومحد يامر عليك
ذي روح طاهره لايمسها مخلوق روح طفله
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



الله يعطيك العافية


 توقيع : غزلان



ٳل̨هي جملني بحلتين قلب رحيم وعقل حكيم ...






رد مع اقتباس
قديم 01-02-2020   #5


الصورة الرمزية ملكة الجوري

 عضويتي » 29073
 جيت فيذا » Sep 2016
 آخر حضور » منذ 2 أسابيع (03:27 PM)
آبدآعاتي » 602,602
الاعجابات المتلقاة » 6667
الاعجابات المُرسلة » 6343
 حاليآ في » فديټ قـ❤ـڵبا اהּـآ فـيـہ
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » العام
آلعمر  » 22سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » ملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   water
قناتك mbc
اشجع hilal
مَزآجِي  »  لااله الا الله

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
جـميلة
محيا وسمحة خلق ،
ودقيقة عود
غزالن تقود البـيض
ماهيب تنقادي


мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



سلم ذوقك واختيارك
ربي يعطيك العافيه
وما ننحرم من جمال طرحك
لروحك الجوري


 توقيع : ملكة الجوري



رد مع اقتباس
قديم 01-02-2020   #6


الصورة الرمزية شموخ

 عضويتي » 28080
 جيت فيذا » Jan 2015
 آخر حضور » منذ 15 ساعات (06:15 PM)
آبدآعاتي » 183,481
الاعجابات المتلقاة » 755
الاعجابات المُرسلة » 1022
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » العام
آلعمر  » 60سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » شموخ has a reputation beyond reputeشموخ has a reputation beyond reputeشموخ has a reputation beyond reputeشموخ has a reputation beyond reputeشموخ has a reputation beyond reputeشموخ has a reputation beyond reputeشموخ has a reputation beyond reputeشموخ has a reputation beyond reputeشموخ has a reputation beyond reputeشموخ has a reputation beyond reputeشموخ has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 10
مشروبك   water
قناتك mbc
اشجع hilal
مَزآجِي  »  استغفر الله

اصدار الفوتوشوب : لا استخدمه My Camera: استخدم كاميرا الجوال

мч ѕмѕ ~
♔شموخ ♔
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



سلمت أناملك لروعة ذوقك
يسعدك ربي ويحقق أمانيك




 توقيع : شموخ






اللهم احفظ لي أمي حبيبتي اني أخشى عليها من ضرر يمسها فيمسني أضعافه اللهُم أني استودعك إياها في كل حين فاحفظها يارب♥


اللهم أرحم أبي وخالي رحمة تدخلهم بها جنة الفردوس بلا حساب ولا سابق عذاب واجبرنا جبراً انت وليه فالدنياء والأخره


رد مع اقتباس
قديم 01-02-2020   #7


الصورة الرمزية عـــودالليل

 عضويتي » 2
 جيت فيذا » Sep 2008
 آخر حضور » منذ 9 ساعات (12:43 AM)
آبدآعاتي » 750,216
الاعجابات المتلقاة » 1988
الاعجابات المُرسلة » 4001
 حاليآ في » فوق الكواكب والنجوم
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Male
آلقسم آلمفضل  » الادبي
آلعمر  » 28سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » اعزب
 التقييم » عـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك action
اشجع ithad
مَزآجِي  »  استغفر الله

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 8 CS My Camera: استخدم كاميرا الجوال

мч ѕмѕ ~
ياهلا باللي ينور

دنيتي صوته



كيف

لوجيتني

وش حالها الدنيا
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



جمال الاختيار
خلفه ذآئقة جميله جدا

تعرف ماذا تقدم

محتوى الطرح اكثر من راقي

من الاعماق
اقدم لك شكري واحترامي




ليل المواجع
محمد الحريري


 توقيع : عـــودالليل





مهم جدآ
قرار بخصوص احتساب المشاركات وتوضيح مفصل
بالاضافة لشروط استخدام الخاص وصندوق المحادثات

تفضلوا بالدخول

طريقة احتساب المشاركات وكيف تحصل على مشاركات اضافيه بنجاح - منتديات قصايد ليل

قوانين استخدام الشات والرسائل الخاصة - منتديات قصايد ليل


رد مع اقتباس
قديم 01-04-2020   #8


الصورة الرمزية الغنــــــد

 عضويتي » 28230
 جيت فيذا » Mar 2015
 آخر حضور » 10-28-2020 (01:39 PM)
آبدآعاتي » 152,131
الاعجابات المتلقاة » 428
الاعجابات المُرسلة » 14
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » الغنــــــد has a reputation beyond reputeالغنــــــد has a reputation beyond reputeالغنــــــد has a reputation beyond reputeالغنــــــد has a reputation beyond reputeالغنــــــد has a reputation beyond reputeالغنــــــد has a reputation beyond reputeالغنــــــد has a reputation beyond reputeالغنــــــد has a reputation beyond reputeالغنــــــد has a reputation beyond reputeالغنــــــد has a reputation beyond reputeالغنــــــد has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  »
مشروبك
قناتك
اشجع
مَزآجِي  »

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

افتراضي



سلمت الأناااامل
طرح جميل وممتع
وننتظر القاادم المميز

يعطيك العااافيه




رد مع اقتباس
قديم 01-06-2020   #9


الصورة الرمزية لا أشبه احد ّ!

 عضويتي » 28327
 جيت فيذا » May 2015
 آخر حضور » 03-12-2024 (05:41 AM)
آبدآعاتي » 442,833
الاعجابات المتلقاة » 5766
الاعجابات المُرسلة » 4205
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء
 التقييم » لا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   cola
قناتك fox
اشجع ithad
مَزآجِي  »  مبسوطه

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي








آنتقاء مميز .. مَ ننحرم من جديدك


 توقيع : لا أشبه احد ّ!





رد مع اقتباس
قديم 01-09-2020   #10


الصورة الرمزية نجم الجدي

 عضويتي » 134
 جيت فيذا » Feb 2009
 آخر حضور » منذ 15 ساعات (06:23 PM)
آبدآعاتي » 274,357
الاعجابات المتلقاة » 2190
الاعجابات المُرسلة » 5736
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Male
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 48سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » نجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   cola
قناتك mbc
اشجع naser
مَزآجِي  »  احبكم

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: استخدم كاميرا الجوال

мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



الله يعطيك العافيه على الطرح
اللي كله ابداااااااع


حضوري شكر وتقدير لك
ولاهتمامك في مواضيعك


اخوك
نجم الجدي


 توقيع : نجم الجدي





رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية