11-03-2018
|
|
الإضرار بالنفس والغضب
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( إذا غضب أحدكم فليسكت )
رواه الإمام أحمد
وذلك أن الغضبان يخرج عن طوره وشعوره
غالباً فيتلفظ بكلمات قد يكون فيها كفر
والعياذ بالله أو لعن أو طلاق يهدم بيته ، أو سب وشتم-
يجلب له عداوة الآخرين . فبالجملة :
السكوت هو الحل لتلافي كل ذلك
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس ،
فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع )
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
( ليس الشديد بالصرعة ، إنما الشديد
الذي يملك نفسه عند الغضب )
رواه أحمد 2/236 والحديث متفق عليه
الغضب أمر من طبيعة النفس يتفاوت فيه الناس ،
وقد يكون من العسير على المرء أن لا يغضب ، لكن الصدّيقين
إذا غضبوا فذكروا بالله ذكروا الله ووقفوا عند حدوده ،
وهذا مثالهم
وقد يحصل أدنى من هذا فيكسر ويجرح
، فإذا هرب المغضوب عليه عاد الغاضب على نفسه
فربما مزق ثوبه ، أو لطم خده
وربما سقط صريعاً أو أغمي عليه
، وكذلك قد يكسر الأواني ويحطم المتاع .
ومن أعظم الأمور السيئة التي تنتج عن
الغضب وتسبب الويلات الاجتماعية وانفصام عرى
الأسرة وتحطم كيانها ، هو الطلاق .
واسأل أكثر الذين يطلقون نساءهم كيف طلقوا ومتى
فسينبئونك : لقد كانت لحظة غضب .
فينتج عن ذلك تشريد الأولاد ، والندم والخيبة
والعيش المرّ ، وكله بسبب الغضب .
ولو أنهم ذكروا الله ورجعوا إلى أنفسهم
وكظموا غيظهم واستعاذوا بالله
من الشيطان ما وقع الذي وقع
ولكن مخالفة الشريعة لا تنتج إلا الخسارة

تأمل الغاضب نفسه لحظة الغضب
لو قدر لغاضب أن ينظر إلى صورته
في المرآة حين غضبه لكره نفسه ومنظره
فلو رأى تغير لونه وشدة رعدته ، وارتجاف أطرافه

، وتغير خلقته ، وانقلاب سحنته ، واحمرار وجهه
، وجحوظ عينيه وخروج حركاته عن الترتيب
وأنه يتصرف مثل المجانين لأنف من نفسه
واشمأز من هيئته ومعلوم أن قبح الباطن
أعظم من قبح الظاهر
، فما أفرح الشيطان بشخص هذا حاله !
نعوذ بالله من الشيطان والخذلان
|
|
|