06-26-2018
|
|
الامثال في القران الكريم (2 )
تعريف المثل ******** الأمثال: جمع مثل، والمَثل والمِثل والمثيل:
كالشَّبه والشِّبه والشبيه لفظًا ومعنى.
والتمثيل يبرز المعاني في صورة حية تستقر في الأذهان
بتشبيه المعقول بالمحسوس وقياس النظير على النظير.
ويرى العلماء: أنَّه لا بد أن "تجتمعَ في المثلِ أربعة
لا تجتمعُ في غيره من الكلام:
إيجاز اللفظ،
وإصابة المعنى،
وحسن التشبيه،
وجودة الكتابة،
فهو نهاية البلاغة".
ولا شكَّ عند كثير من الباحثين أنَّ الكلام:
"إذا جعل مثلاً كان أوضحَ للمنطقِ وأنق للسمع،
وأوسع لشعوبِ الحديث". ويقول ابن القيم عن الأمثال القرآنية:
تشبيه شيء بشيء في حكمه، وتقريب المعقول من المحسوس،
أو أحد المحسوسين من الآخر واعتبار أحدِهِما بالآخر،
وساق لبيان هذا نحو عشرين مثلاً من القرآن الكريم،
وعندما نتأمل في هذه الأمثال،
نَجِدُ أكْثَرَها وارِدًا على طريقة التشبيه الصريح؛
كقوله تعالى:
ï´؟ مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا ï´¾ [البقرة: 17]،
وقوله تَعالى:
ï´؟ إِنَّمَا مَثَلُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ ï´¾،
يونس - الآية 24 ومنه ما يجيء على طريقة التشبيه الذي يسميه
بعض علماء البلاغة التشبيه الضمني، أو التشبيه المكنى عنه،
كقوله تعالى:
ï´؟ وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ
أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ï´¾
الحجرات - الآية 12.
إذ ليس فيه تشبيه صريح، وإنما هو تشبيه ضمني ونجد من بينها ما لم يشتمل على تشبيه ولا استعارة؛
كقوله تعالى:
ï´؟ يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ
إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا
وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا
لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ ï´¾
الحج - الآية 73.
فقوله تعالى:
ï´؟ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا ï´¾ [الحج: 73]
قد سماه الله مثلاً، وليس فيه استعارة ولا تشبيه.
وقد يستعمل القرآن كلمة "مثل" في تشبيه حال قوم بحال آخرين؛
كقوله تعالى:
مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا ï´¾ [البقرة: 17]،
أو تشبيه حال شيء بحال شيء آخر؛ كقوله تعالى:مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ
الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ
النور - الآية 35.. إلى آخر الآية.

وقد يستعمل القرآن كلمة "مثل" في وصفٍ أو قصة
تقع في نفس المخاطَب موقع الغرابة،
دون أن يكون فيه تشبيه أوِ استعارة؛
كقوله تعالى:
ï´؟ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ï´¾
[الحج: 73] الآية على ما بينَّا آنفًا.

|
|
|
|