![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
…»●[مثاليــة أفلاطــون للمجتمـع الواحد]●«… { .. المجتمع احواله كل مايدور حولنا .. } |
![]() ![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||
|
|||||||||
![]()
حدثوني عن الفراسة
قال ابن الجوزي رحمه الله: إذا تكامل العقلُ قَوِيَ الذَّكاءُ والفطنة، والذَّكيُّ يتخلَّص إذا وقع في آفَة؛ كما قال الحسن البصري: "إذا كان اللِّص ظريفًا لم يُقطع، فأمَّا المغفَّل فيجني على نفسه المِحن". هؤلاء إخوة يوسف عليه السلام أبعَدوه عن أبيه ليتقدَّموا عنده ويحبهم - ﴿ اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ ﴾ [يوسف: 9] - وما علموا أنَّ حُزنه عليه يشغله عنهم، وتهمته إيَّاهم تبغِّضهم إليه، ثمَّ رموه في الجُبِّ فقالوا: ﴿ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ ﴾ [يوسف: 10] وليس بطِفل، إنَّما هو صبيٌّ كبير، وما علموا أنَّه إذا الْتُقط يُحدِّث بحاله فيَبلغ الخبرُ إلى أبيه؛ وهذا تغفيل. ثم إنهم قالوا: ﴿ فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ ﴾ [يوسف: 17]، وجاؤوا بقميصه صحيحًا - فما أرحمَ هذا الذِّئبَ! خلَّعه القميصَ ثمَّ أكَلَه، ﴿ وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ ﴾ [يوسف: 18] - ولو خرقوه لاحتُمل الأمرُ، ثمَّ لما مضوا إليه يمتارون قال: ﴿ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ ﴾ [يوسف: 59]، فلو فطنوا لعلِموا أنَّ ملك مِصر لا غرَض له في أخيهم. ثمَّ حبسه بحجة: ﴿ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ﴾ [يوسف: 76]، ثم قال: هذا الصواع يخبرني أنه كان كذا وكذا! هذا كله وما يفطنون، فلمَّا أحسَّ يعقوب عليه السلام بهذه الأشياء قال: ﴿ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴾ [يوسف: 87]. وكان يوسف عليه السلام قد نُهي - بالوحي - أن يُعلم أباه بوجوده؛ ولهذا لما الْتَقيا قال له: هلَّا كتبتَ إليَّ، فقال: إنَّ جبريل عليه السلام مَنَعني، فلمَّا نُهي أن يعرفه خبره لينفذ البلاء كان ما فعل بأخيه تنبيهًا، فصار كأنَّه يُعرِّض بخِطبة المعتدَّة، وعلى فهم يوسف - واللهِ - بكى يَعقوب لا على مجرَّد صورته! إنَّ الفراسة ملَكة يُخلق المرءُ بها، وقد يكتسبها لو أراد أن يصِل إليها؛ كما في الحديث الذي صحَّحه بعضُ العلماء؛ ألا وهو: ((إنَّ العلم بالتعلُّم، والحلم بالتحلُّم)). العلم صِفة مُكتسَبَة، ﴿ وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا ﴾ [النحل: 78]، ثمَّ تدرَّج المرءُ في طبقات العلم حتى يقال: هو أعلم النَّاس، وتعقد عليه الخَناصر أنَّه أعلم خَلْق الله، وقد يندهش المرءُ مِن كثرة ما يَعرف هذا الإنسان في عِلمٍ أو علوم، بالرغم مِن أنَّه لما وُلِد ما كان يَعلم شيئًا؛ إذًا العلم صِفة مكتسَبَة بخلاف الحِلم، الحلم صِفة جبلِّيَّة غير عصبيَّة. العصبيَّة صفة جبليَّة، والحِلم أيضًا صفة جبليَّة، فلمَّا قارنَّا ما بين الصِّفة المكتسَبَة والصفة الجبليَّة، علمنا أنَّه بالصِّفة المكتسبة يمكن أن يصِل المرء إلى الصفة الجبلِّية. فيكون عالمًا حليمًا، حتى يقال: وُلد عالمًا! كما أنَّه وُلد حَليمًا. الفراسة تتعلَّق بالحِكمة وبُعد النَّظَر؛ فهي صِفة جبليَّة، لكن قد يَكتسبها المرء بالدَّأب والبحثِ عن هذا العلم، كما قال الشافعيُّ رحمه الله: • (تعلَّمتُ الفراسةَ قبل أن أتعلَّم الفقهَ، إنَّ الفقيه إن لم يكن متفرِّسًا يضلُّ في فتواه). وقال أبو الدَّرداء: • (اتَّقوا فراسةَ العلماء؛ فإنَّهم يَنظرون بنور الله، إنَّه شيء يقذفه الله في قلوبهم، وعلى ألسنتهم). وقال أحمد بن عاصم الأنطاكي: (إذا جالستم أهل الصدق، فجالسوهم بالصدق؛ فإنهم جواسيس القلوب، يدخلون في قلوبكم ويخرجون منها من حيث لا تحسون). من فضل الفراسة أنَّها تشفع لصاحبها، وأرى أن القاضي بين الناس أكثر النَّاس حاجةً لنِعمة الفراسة، حتى يعدِل بينهم بالحقِّ ولا يظلمَ أحدًا، كما هو الحال اليوم في جلِّ المحاكم، أغلبها أحكام مسبقة، يتبنَّى القاضي في اليوم أكثر مِن قضية، فكيف له أن ينصف ويعطي لكل ذي حق حقه؟! لا بدَّ للقاضي ولكلٍّ منَّا أن ينظر في فراسة العلماء حتى يصبح صاحبَ فراسة. عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((كانت امرأتان معهما ابناهما، جاء الذِّئبُ فذَهَب بابنِ إحداهما، فقالت لصاحبتها: إنَّما ذهب بابنك، وقالت الأخرى: إنَّما ذهب بابنك، فتحاكمتا إلى داود عليه السلام؛ فقَضَى به للكُبرى، فخرجتا على سُليمان بن داود عليهما السلام فأخبرتاه، فقال: ائتوني بالسِّكِّين أشقه بينهما، فقالت الصغرى: لا تفعل يرحمك الله! هو ابنُها، فقضى به للصُّغرى)). ![]() ![]() ![]()
آخر تعديل لا أشبه احد ّ! يوم
03-04-2018 في 01:37 AM.
|
![]() |
#2 |
![]() |
![]()
الله يعطيك العافيه على الطرح
اللي كله ابداااااااع حضوري شكر وتقدير لك ولاهتمامك في مواضيعك اخوك نجم الجدي |
![]() ![]() |
![]() |
#3 |
![]() |
![]()
طرح جميل
عوافي |
![]() ![]() ![]() القلب يميل لـ من يجتهد في احتضانـه واستيعابـه ، واحتـواءه ، يميل لمن يصارع العالـم لأجلـه ، من يشتاقه بلا سـبب ويأتيـه بلا سـبب ، من يبقى بجواره للأبد ![]() |
![]() |
#4 |
![]() |
![]()
ماشاء الله تبارك الرحمن
ذوق في اختيارك وعافيه عليك وعلى الطرح الراقي لاحرمك الله رضاه لك كل تقديري واحترامي مجنون قصآيد |
![]() ![]() |
![]() |
#6 |
![]() |
![]()
جمال الاختيار
خلفه ذآئقة جميله جدا تعرف ماذا تقدم محتوى الطرح اكثر من راقي من الاعماق اقدم لك شكري واحترامي ليل المواجع محمد الحريري |
![]() ![]() مهم جدآ قرار بخصوص احتساب المشاركات وتوضيح مفصل بالاضافة لشروط استخدام الخاص وصندوق المحادثات تفضلوا بالدخول طريقة احتساب المشاركات وكيف تحصل على مشاركات اضافيه بنجاح - منتديات قصايد ليل قوانين استخدام الشات والرسائل الخاصة - منتديات قصايد ليل ![]() |
![]() |
#10 |
http://www.tra-sh.com/up/uploads/1648853127783.gif
|
![]()
آختيَآرَ جَميلَ جِدآ
سَلمتَ علىَ هذهِ الآطَروحهَ الآنيقَهَ وَسَلِمتَ يُمنَآك المُخمليِهَ لِ جلبهآ المُتميزَ |
![]() ![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
اللوحة, هرمون |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
العين والرؤيا ... موضوع طبي شامل . | البرق النجدي | …»●[لكل داء دواء ولبــدنكـ عليكـ حق]●«… | 6 | 03-16-2009 01:04 AM |
من وصايا الرسول الكريم : | مشـ حلوهـ ـكلتي | …»●[ خ ـــيـر الخـلــق ]●«… | 11 | 02-13-2009 09:00 PM |
ااسماء الله الحسنى | ضحكة خجوله | …»●[ أرواح أيمـــانيـــه ]●«… | 8 | 01-22-2009 08:13 PM |
موسوعه قصايد ليل المعلوماتيه ...؟ | البرق النجدي | …»●[لكل داء دواء ولبــدنكـ عليكـ حق]●«… | 12 | 01-12-2009 08:18 PM |
هكذا كان محمد صلى الله عليه وسلم | النصر العالمي | …»●[ خ ـــيـر الخـلــق ]●«… | 2 | 12-05-2008 12:15 AM |
![]() |