01-02-2018
|
|
أيها السعوديون كيف تستقبلون 2018؟
أيها السعوديون كيف تستقبلون 2018؟
أيها السعوديون كيف تستقبلون 2018؟
د.محمد المسعودي
يعمل بهمة ونشاط في إحدى الغابات، حطّابٌ منهمكٌ في قطع إحدى الأشجار الكبيرة، لم يهتم بقطرها وبزمن قطعها، مر به أحدهم وسأله ماذا تفعل؟ أجابه الحطاب كما ترى فأنا أقطع الأشجار! فهمس له الآخر برأفة لما رآه، أنت تبدو مرهقاً، فكم مضى عليك من الوقت وأنت تقطع هذه الشجرة، فرد الحطاب: أكثر من خمس ساعات استهلكت قواي ولكن العمل الشاق هكذا! سأله الآخر: حسناً لماذا لا تستريح بضع دقائق لتشحذ منشارك، لعلك لو فعلت، فسيقطع المنشار الشجرة بسرعة أكبر، وتختصر الوقت والجهد بدلاً من أن تهدره؟
أجابه الحطاب متذمراً: دعني وعملي أرجوك لا تضيّع وقتي، ألا تراني مشغولاً، وليس لدي الوقت الكافي لشحذ المنشار!
قصة مستوحاة من العادة السابعة من "العادات السبع لذوي الفعالية العالية" للمفكر الأميركي ستيفن كوفي، المتمثلة بشحذ المنشار للتعبير عن تجديد الحياة وشحذ الهمة والطاقة للاستمرار الأمثل في العيش والمحُددة بأبعاد أربعة، بدأت بالجسدي والاعتناء بالجسم من غذاء صحي وتمارين رياضية وحصول على قسط وافٍ من الراحة والاسترخاء الإيحائي والإيجابي.. لتجديد دم الحياة، أما البعد الروحي وهو "جوهر الإنسان" وما في داخله من الحياة من قرارات وأهداف ورسالة.
المجتمع السعودي ودع بالأمس عام التحديات والتحولات 2017م، وها هو يستقبل عام التفاؤل الجديد 2018، وقد نكون فيه مجددين ومتجددين معاً، حتى وإن بدأ التذمر من الكثير محملين بهموم الحياة ومتطلباتها بل استنزافها، ولكن تبقى لهم قرارات الالتزام الشخصية، فإذا فهمنا توازننا وأهدافنا فهماً جيداً استطعنا مراجعة أنفسنا في تناغم مع تلك القيم، فالبعد الفكري يأتي ليعزز ذلك نبعاً من التخطيط والتطوير الفكري والمهني، والبعض يترك عقله عرضة للضمور، ويعيش أسيراً لمتطلبات الحياة دون وعي لمتطلبات المرحلة وظروفها؛ لتستنزفه أسفاً، وشحذ الذهن وتوسيع المدارك يدعو لأفق التجديد في الحياة "السعودية الجديدة" بكافة جوانبها والوعي الكامل بالتحول مع معطياتها الآنية والمستقبلية وتفهم قوانينها الحديثة، ويتبقى البعد الاجتماعي منحصراً في الاتصال العاطفي والتعاون الخلاق مع الآخرين باعتناق احترام الآخر وقيمه دون عنصرية أو طائفية أو ازدواجية.
ممارسة الأبعاد الأربعة في حياتنا وأعوامنا تجعل "شحذ المنشار" عادة تمدنا طاقةً وتجديداً ومراجعةً للنفس نحو صنع أهداف جديدة نحو عام التفاؤل "2018م" بوقود متجدد نحو الرضا في حياتنا وبتحول نحو تطوير أنفسنا وبناء مستقبل "وطننا"؛ بأن نقف معه ونواكب أحلامه وطموح قادته معاً.
|