06-03-2017
|
|
التنكر لرئيسي الأهلي
خارج الصندوق
التنكر لرئيسي الأهلي
سلطان السيف
اشتكى رئيس الأهلي المستقيل أحمد المرزوقي من قسوة النقد الجماهيري والإعلامي تجاهه شخصياً وإدارته، وأشار في حديث تلفزيوني إلى أن الانتقادات تحولت إلى هجوم وصل حد الإساءة والتجريح الشخصي، وقبله كان الرئيس "الذهبي" مساعد الزويهري تذمر من الهجوم الجماهيري عليه بشكل مكثف بعد خسارة مباراة دورية أمام نجران عبر رسائل "الواتسآب" حتى بلغ الأمر مطالبة أشقائه له بترك المجال الرياضي بلا عودة.
المرزوقي والزويهري اسمان حضرا لناديهما وقدما عملاً كبيراً استحقا عليه التقدير والاحترام، فالأول رأس النادي في العقد الماضي وحقق بطولة الأندية العربية وكأس ولي العهد وكأس الأمير فيصل بن فهد، فيما الزويهري كان أيقونة العودة إلى تحقيق بطولة الدوري بعد غياب لثلاثة عقود فضلاً عن تحقيقه لقب كأس خادم الحرمين الشريفين.
رحل الزويهري وحضر المرزوقي في وقت ضيق ولم يكن قادراً على اتخاذ قرارات بالتعاقد مع مدربين أو حتى لاعبين أجانب بل جاء بطريقة أشبه ما تكون بتسيير الأعمال داخل النادي بعدما أصر سلفه على الرحيل والاكتفاء بمنجزات الموسم السابق، في حين لم تكن البداية السيئة للأهلي في الموسم المنصرم نتيجة لقرارات كان للمرزوقي أي علاقة بها، إذ حضر ليملأ فراغاً إدارياً كبيراً بطريقة مستعجلة ولإعادة الفريق لمساره الصحيح في وقت باكر أملاً بالحفاظ على ألقابه وتوهجه، لكن الطبيعي أن هذا لم يتحقق بسبب الخلل الكبير في المنظومة بعد رحيل ثنائي الذهب الزويهري والسويسري كريستيان غروس، والأخير لم يسعفه الوقت ولا الظروف في الحفاظ على إرثه الذي خلفه في الموسم التاريخي للفريق "الأخضر" لكن الهجوم كان مركزاً على المرزوقي الذي سيظل كما الزويهري اسما لامعاً في التاريخ الأهلاوي.
التنكر والجحود في الوسط الرياضي أصبح سائداً في معظم الأندية وبشكل غريب وغير مفهوم، إذ أصبح مألوفاً أن يهاجم بعض الإعلام والجماهير رئيساً أو إدارياً عند أي إخفاق ولو كان يقدم عملاً مميزاً في وقت نجد أن إعلاميين يذهبون لتمجيد أشخاص لم يقدموا لأنديتهم سوى المشكلات الإدارية والمالية والديون والصراعات وتشكيل التيارات.
غريب أمر هذا الوسط الرياضي الذي لا يعترف ولا يقدر إلا الأقوياء في الإعلام، القادرين على لفت الأنظار وجمع الآخرين حولهم، فيما لا قيمة لمن يقدم العمل الجيد ويتعامل مع ناديه والآخرين بمثالية واحترام، فهو لا يملك أدنى حصانة ضد إعلام منفلت أو جماهير طائشة، ولا يُقابل إلا بالجحود والتنكر لما قدمه.
|