07-21-2016
|
|
كريستينا فيرنانديز.. القائدة المحنّكة التي ودّعها شعبها بالدموع

اِعترفت بدولة فلسطين واِنتقدت بجرأة سياسة أمريكا وحلفاءها
كريستينا فيرنانديز.. القائدة المحنّكة التي ودّعها شعبها بالدموع
ثمانية أعوام كانت كفيلة بأن تكتب فيها رئيسة الأرجنتين السابقة كريستينا إيليزابيث فيرنانديز اسمها على صفحات التاريخ بأحرف من ذهب، كيف لا وهي التي وثبت ببلادها على أكثر من صعيد، وواجهت القوى الغربية بخطاباتها النارية، ومواقفها الرافضة لكل السياسات الاستبدادية، وبادرت باعترافها بدولة فلسطين ودعمها للقضية الفلسطينية، فبكاها شعبها، ووقف لها العالم تقديرا واحتراما.
قائدة الأرجنتين المثيرة للجدل، تنحدر من عائلة بسيطة حيث ولدت سنة 1953 بمقاطعة بوينس آيرس. وكان والدها سائق حافلة، تفوقت في دراستها وتخصصت في الحقوق والعلوم السياسية في السبعينات بجامعة لابلاتا. وتحمست منذ بداية شبابها للعمل السياسي حيث أصبحت ناشطة ضمن الشباب البيروني لتتدرج بعدها في المناصب إلى أن اعتلت هرم السلطة في الأرجنتين سنة 2007 .
وحملت كريستينا إيزابيل المشعل بعد زوجها نيستور دي كيرشنرالذي حكم بدوره البلاد في الفترة الممتدة 2003 إلى 2007، حيث حظيت بثقة شعبية كاسحة لتعتلي هرم السلطة وتبدأ عهدا جديدا مع التغيير، حيث ركزت اهتمامها على التنمية الاجتماعية وحسنت من ظروف الشعب برفع الرواتب، وحسن رعاية الأطفال ودعم الطبقة الفقيرة والمتوسطة، بالإضافة إلى التنمية الاقتصادية الشاملة، حيث نجحت نجاحا مشهودا في استكمال مسيرة زوجها وإخراج البلد من أزمة خانقة إثر الأزمة الاقتصادية الكبيرة التي عصفت بالبلاد عام 2001 .
وبعد انتهاء عهدتها الأولى جدد الشعب ثقته فيها وزكاها لعهدة ثانية في 23 أكتوبر 2011، وشهدت هذه العهدة الكثير من الأحداث الهامة، حيث وبعد أيام قليلة من فوزها بالحكم، اكتشفت إصابتها بمرض السرطان فصارحت شعبها بذلك، وبعد خضوعها لعملية جراحية في 4 يناير 2012 اكتشف الأطباء أن الورم لا يحتوي على خلايا سرطانية .
ودخلت في صراع بارد مع معارضها ألبيرتو نيسمان الذي وجه لها عددا من التهم السياسية والمالية، لكنها نفت عن نفسها ذلك، ووقف في صفها الكثير من خبراء القانون الذين برؤوا ذمتها، ونسبوا تلفيق التهم إلى أعضاء من جهاز المخابرات.
وتعتبر مواقفها السياسية اليسارية من أبرز ما أثار الجدل حول شخصيتها، حيث عززت علاقات بلادها مع كل من فنزويلا وإيران والصين، فقدموا لها يد المساعدة الاقتصادية، واستطاعت أن تتجاوز أزمة انهيار العملة الوطنية.
لكنها بالمقابل جاهرت بمعارضتها لسياسة أمريكا وحلفائها، وشنّت هجوما عنيفا على مجلس الأمن في الأمم المتحدة متهمة إياهم بخداع العالم وقلب الحقائق في الحرب على "الإرهاب".
كما وجهت انتقادات لاذعة لبريطانيا بخصوص الخلاف بشأن جزر المالوين (الفوكلاند)، التي تعتبرها أرضا أرجنتيتية.
وفي موقف جريء سجله لها التاريخ وأشاد به كل شرفاء العالم، أعلنت عن اعتراف الأرجنتين بدولة فلسطين، مثيرة بذلك حفيظة إسرائيل وعرّابيها، كما جاهرت بدعمها للشعب الفلسطيني.
وفي العاشر من ديسمبر 2015 أنهت الزعيمة العادلة عهدتيها، وخلفها اليميني ماوريسيو ماكري، الذي تولى الرئاسة عقب فوزه في انتخابات نوفمبر، حيث لم يكن بوسعها المشاركة فيها طبقا لدستور الأرجنتين والذي لا يسمح لرئيس بأكثر من ولايتين متتاليتين، وهكذا ودون تنظيم مسبق احتشد آلاف الأرجنيتين قبالة القصر الرئاسي في العاصمة بوينس آيريس ليودعوا إحدى أكثر الرؤساء شعبية في تاريخ البلاد، في مشهد طغت عليه العاطفة والعرفان، مطالبين إياها بالعودة لقيادتهم عام 2019 فهل ستعود؟
|
|
|