الصحابي الملقب بالمنحور

كان غاية الأماني لدى الصحابة الكرام أن ينالوا الشهادة وهم يدافعون عن دين الله ومن هؤلاء صحابي جليل لقب بالمنحور، وجاء سبب التسمية أنه كان قد رُمي يوم غزوة أُحد بسهم في نحره فجاءَ إِلى النبي صَلَّى الله عليه وسلم فبصق فيه، فبرأَ بإذن الله ومن حينها سُمى "المنحور". إنه الصحابي كُلثُومُ بن الحُصَين الذي كان يلقب كذلك بـ "أبا رُهْم الغِفاري" أسلم بعد هجرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة المنورة لم يشهد معه غزوة بدر، وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذين بايعوا تحت الشجرة. ويحكي أبا رهم عن احدى مواقفه مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيقول: "كنتُ ممّن أسوق الهَدْيَ، وأركب على البُدُن في عُمْرة القضيّة. وبينا رسول الله صَلَّى الله عليه وآله وسلم، يسير من الطائف إلى الجِعرانة وأبو رُهْم الغِفاريّ إلى جنب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم على ناقة له وفي رجليه نَعْلان له غليظتان، إذ زحمت ناقتُه ناقةَ رسول الله صَلَّى الله عليه وآله وسلم"، قال أبو رُهْم: فوقع حرف نعلي على ساقه فأوجعه فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وآله وسلم: "أوْجَعْتَني أخّر رجلك" وحرك رجله بسوط. قال: "فأخذني ما تقدّم من أمري وما تأخّر، وخَشيتُ أن ينزَّل في قرآن لعظيم ما صنعتُ. فلمّا أصبحنا بالجِعرانة، خرجتُ أرعى الظَّهْرَ وما هو يومي فَرَقًا أن يأتي للنبيّ صَلَّى الله عليه وآله وسلم رسول يطلبني فلمّا رَوّحتُ الرّكابَ سألتُ فقالوا: طلبك النبيّ صَلَّى الله عليه وآله وسلم فقلتُ: إحداهنّ والله، فجئتُه وأنا أتَرَقّبُ فقال: "إنّك أوْجَعتني برجلك فقرعتُك بالسوط فخُذْ هذه الغَنَم عِوَضًا من ضرْبتي". قال أبو رُهْم: فرضاه عني كان أحبّ إليّ من الدنيا وما فيها. وقد استخلفه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم على المدينة مرتين: مرّة في عمرة القضاءِ، ومرّة عام الفتح لما سار إِلى مكة والطائف وحُنَين. بقلم – هاني ضوَّه