#1
|
|||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||
حروف مُهاجرة
ومع هذا وذاك يبقى البوح نافذة نتنفس منها الهواء ،
ونفرغ ما تلجلج في القلب من عناء أفقدنا طعم وجمال الغناء ، رأيت الاضطراب ينسل من أفواه من أغلظ الأيمان بأنه سيهجر البيان ، وأن بينه وبين القلم والبنان طلاق لا يحل به الرجعة ولن يلتقيان ! فسرعان ما ينقض العهد ذلك الإنسان ! لأن ما به من شغف لعزف أعذب الألحان ... غرام وهيام ، فلا يمكن بعد ذا بتر وصلهما مهما كان ، لأن الحياة تحتاج لترجمان به نصبغها بأجمل الألوان ، فالحياة جميلة في عين من يرى الجمال ، وما أجملها إذا قامت على رضا الرحمن . |
07-16-2023 | #2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
ما كان لكلمة الحب أن يلحقها شرر الخلاف والإختلاف إلا بعدما تعددت معانيها في معاجم وقواميس
_ ما أنزل الله بها من سلطان ! _ من يريدون اخضاعها لهوى أنفسهم ، وما يلقيه الشيطان في روعهم ، ليفصلونها على مقاسهم ، وعلى حسب رغباتهم ! لتكون كلمة يُتعوذ منها في كل مرة تردُ على سمع أحدهم ممن تأثروا من ذلك الغزو الفكري الذي ينهال عليهم ليل نهار ، وتلك القصص التي نجد منها تلك الضحايا الذين كانوا ممن انتُهكت قلوبهم ، واعراضهم ، وعقولهم ، والتي كانت آلة الجريمة تلك الكلمة البريئة التي اُنتزعت من سياقها الحميد ، والتي تُرادف معنى السلام ، والإستسلام ، والخضوع لمن قاسموهم الروح ، وذابت الأنا بأنا ذاك المحبوب !وما ذلك التفريق المترف الذي يُخضع لميزان الإنضباط والوسطية لنحد من حدته بتلك النتيجة الواحدة ، وإن اختلفت الحيثيات وتنوعت كحال ذلك " الغرق " أكان في الماء أو الحب ، وليت يكون لنا الخيار لنختار الأجدر فالحب إذا تسور القلب أصم كل الجوارح ، وعطل الفكر والعقل ليمتزج ويختلط ويتقدم ويتأخر ، ليربك ذلك الإستقراء الذي يعقبه التمحيص ، ليُنطق بعد ذلك بيان القرار ، ليكون القرار لا يخضع لسلطان العقل في غالب الأمر ! لو كان الحب سيدتي مجرد أربعة حروف منزوعة منها الروح لما أصبحت حاملة لذلك المعنى ! وإنما أصبح محض ادعاء يحتاج لإثبات حقيقته وبرهان ، ولا يمكن في جميع الأحوال أن نلبس تلك الكلمة رداء الزيف ، والغش ، والحقيقة التي يكممها ويواريها قناع الخداع ، ولو كان ذلك المعيار والقياس لتقصي حقيقة القول والفعل لمزجنا حياتنا بخليط الشك ، والريبة ، وسوء الظن ! ولكان الحب مجرد كلمة انقرضت من حياتنا ، لتُصنف من الأساطير كحال " العنقاء " ! ومن هنا علينا الوقوف وقفة اتزان كي لا نثقُب تلك الرئة التي يتنفس منها غالب الأنام ، لا يمكن وضع الكره والحب في خانة واحدة ، ولابد أن تظهر حقيقة المرء ممن نخالطهم ، وما على المرء في تحقيق ذلك والوصول إيليه إلا الإبتعاد عن وضع القداسة والعصمة في ذات من نبادلهم تلك العواطف والمشاعر ، وما كان لمن تجسدت في ذرات ذاته تلك المعاني : السامقة السامية الحميدة الربانية حتى أصبح أثرها ظاهرا في سلوكياته وتعاملاته أن يجازي الناس بسوء طباعهم بتلك الدسائس والرغبة الجامحة في التشفي والإنتقام ! بل نكون معهم صرحاء ، بل كرماء بإظهار الصحيح من السقيم ، والصواب من الخطأ ، فمن يدري من أين يأتي الشيطان ويحول ذلك الحب لجذوة من نار الحقد ، ليبخر ما تبقى من ود واحترام ، من هنا تطل الحكمة برأسها ، فنحن من نُسير الأمور وبذلك نضمد الجروح ، أما في سوقك لذلك المثال لتلك المتخاصمة معك ، فذاك مثال من يستجير بالنار بالرمضاء ! وما درت بأنها تزيد بذلك التصرف " الطين بلة " ! وما كانت لتلك القلوب أن تتباعد ، ولمعين الحب أن ينشف ويتبخر ، لو كانت المبادرة والمصارحة هي طوق النجاة ، والقاطعة لأسباب البعد والجفاء ، هي تصرفات مُترجلة لا تخضع لمقاييس وحسابات دقيقة عن العواقب وما يترتب من ردات أفعال ! ليكون ذلك الإجتهاد منها وزرا عليها تنال منه الخسران ، ومن كلا الطرفين كان لزوم المبادرة ، هذا في حال أن تكون العلاقة قائمة على المودة والإحترام ، فطبيعة الإنسان يمر على أطوار فتغلبه ، وتعلوه ، وتقصيه هموم وأحوال ، لهذا وجب مراعاة تلك التقلبات والظروف ، ويقاس على ذلك صنوف التجليات اليومية التي تغزو مفاصل الحياة ،" وكيف للمرء أن يعيش في صمت ؟! وهو يتردد بين جنبات من يحب وهو بعيد الحس ؟! يتدفق ذلك الحب شلالاً من المشاعر على قلبه ، ولا ينطق مع كل ذلك لسانه ! لما لا تكون الوسطية هي مسافة أمان ؟! منها نحافظ على عقولنا وقلوبنا إذا ما دار الزمان دورته ، وحل مكان القرب البعد ، وحل محل الربيع الخريف ، وجففت ينابيع الوصل ، لما لا يُترجم القول الفعل ؟! بحيث يكون الحب في معناه الصحيح على أن يكون عبارة عن تضحيات ومواقف ، وأن يكون الحب راسخا ، مخافظاً على جميل الذكربات ، ولو تغيرت الظروف وخرج الأمر عن نطاق السيطرة في أي ظرف وسبب من غير عمد أو تربُص ، ليكون للقدر اليد الطولا لتبديل الحال من ثابت مستقر لمتحرك مضطرب ، كم أتفكر في ذلك التحول العظيم الرهيب الذي يكون من أقصى اليمين إلى أقصى الشمال ، ليتحول ذلك الحب العظيم لكره عظيم دفين ! هل ردة الفعل هي من تعمي البصر والبصيرة ؟! لتُنسي أو تتناسى ذلك الإرث من الذكريات الجميلة ؟! أما يكون الهلاك في اختيار ذلك الأسلوب في نزع ما علق في قلب وعقل من تغذى وشرب من ذلك الحب ؟! ليكون البكاء على الأطلال ، وجلد الذات هو الجزاء الوفاقا لذلك المكابر المحتال ! من تسلل كرهه في قلوبنا علينا أن نتحين الفرصة لنقيم المعوج منه إذا كان له القرب منا ، وإذا كان ممن يمتهنون مهنة العناد والتغاضي فيكفين تركه المقدم والأولى ولا نُوجع به بعد ذلك الفؤاد ، فما أجمل القلب عندما يكون خالياً من الحقد والنكال ، فبذلك يطول بنا المقام في روض راحة البال ، ما كان الصلاح إلى بغية الخَلق ، ممن علم علة وسبب الخَلق ، والإنسان رهين عمله وهو المحاسبُ عليه ، وما عليه إلا تهذيب نفسه وترويضها ، وأن يكون إضافة في الحياة بحيث يكون أصفاراً تلي يمين " الواحد " من العدد ، لا أن يكون أصفاراً تلي الشمال من " الواحد" من العدد ، حينها يكون لوجوده في الحياة لا يجاوز العدم !
|
|
|