بَعْدَ ذَلِكَ الشَّاي اكملنا رِحْلَتَنَا حَتَّى وَصَلْنَا الى ثَلاثَةَ جِبَالِ
مُتَفاوِتَةٍ فِي الْاِرْتِفَاعِ قَالَ جَدِّي اِصْعَدِي الاصغر فالاكبر
وَأَنْظِرِي هُنَالِكَ وَعَدَ وَسَأَخْبُرُكَ بِحكمةِ اخرى
صَعِدَتْ الْجَبَلُ تِلْوَ الاخر وَبَعْدَ تَعِبَ عَدَّتْ ,
بَادِرِنَّي بِسُؤَّالِ مَاذَا رَأَيْتِي قَلَّتْ
كُلَّمَا صَعِدَتْ جُبِلَا كَانَتْ الْمِسَاحَةُ الَّتِي اراها أَكُبِرَ
قَالُ احسنتي هُوَ الْحُبُّ كَذَلِكَ كُلَّمَا بَذَلْتِي لَهُ
كُلَّمَا اعطاك مَسَّاحَةَ أَكُبِرَ مِنْ السَّعَادَةِ
وَلَا أَظَنَّكَ ياابنتي تَرْضَى بِقطعةِ حَلْوَى صَغِيرَةٍ ....
وك الْعَادَةَ نِعْمَ لَا أَرْضَى وَانَا لَمْ اِفْهَمْ شِيئَا .....!
وَبَعْدَ تَعِبَ تِلْكَ الْجِبَالُ مُرِّرَنَا بِشَجِرَةِ تُفَّاحِ
وَاِنْفَتَحَتْ شَهِيَّةُ جَدِّي واراد ان يَأْكُلُ
قَالُ اِذْهَبِي ياابنتي وَأُتُنَي بِتِلْكَ التُّفَّاحَةِ
نَظَرَتْ بِحُرْقَةِ الِيِهُ ياجدي الَا تَرَى انها صَعْبَةً الْقِطْفَ
قَالُ لَا تَكْثُرِي الْحَديثَ وَأُتُنَي بِهَا ,
وَبَعْدَ عِدَّةَ مُحَاوَلَاتٍ فاشِلَةً
اِسْتَطَعْتُ قَطَفَهَا وتفاجأت حِينَ قَالِ
كُلِّيُّهَا لَا أُرِيدُهَا ,
أَكَلَتْهَا مَعَ تَمْتَمَةٍ وَغَيْضَ قَالِ
اترين هَذِهِ التُّفَّاحَةَ لَنْ تَنْسَى طَعْمَهَا لَسِنِينَ وَسِنِينَ
اتعلم ياابنتي أَنْ الْعواطفَ فَاكِهَةً مَذَاقَهَا وَاُحْدُ ,
وَلَكُنَّ الْفَرْقَ فِي كَيْفِيَّةِ الْقِطْفِ
فَصَعْبَةُ الْمَنَالِ يَكْوُنَّ طَعْمُهَا أَلَذَّ لَا يَنْسَى أَبَدًا .
افهمت , نِعْمَ مَعَ اِبْتِسَامَةِ
وَانَا ك الاناء الْفَارِغَ لَمْ اِفْهَمْ شَيْءَ .....!
وَبَعْدَ تِلْكَ التُّفَّاحَةَ اخذنا بِالسِّيَرِ فِي الطُّرْقَاتِ
قَالُ جَدِّي خُذِّي حِكْمَةَ أُخْرَى
فِي الْحُبِّ لَا يُوجِدَ مِيزَانُ
وَإِنَّ وَجَدَ يَكْوُنَّ بِكَفَّةِ وَاحِدَةٍ
وَاِسْتَغْرَبَ مِمَّنْ يَضَعُ نَفْسُه بِكَفَّةِ وَحَبيبَهُ بِكَفَّةِ اخرى
وَيُقَارَّنَّ وَيَقُولُ انا فَعَلَتْ وَانَا فَعَلَتْ
أَلَا يَعْلَمُ ان مايقدمه إِنَّمَا يُقَدِّمُهُ لَنَفْسُه
وَالَا لَا اُسْمِيهِ حَبَا
افهمت يا ابنتي , نِعْمَ نِعْمَ وَكَالْْعَادَةِ لَمْ اِفْهَمْ شِيئَا ..
أَرْهِقِنَّي الْمُسَيَّرَ كَثِيرَا قَالِ جَدِّي هَيَا بِنَا نُعَوِّدُ لِلْمُنْزَلِ
وسأقول لَكَ أَخَّرَ حِكْمَةُ
فِي الْحُبِّ لَا تَسْمَعِي ولاتطيعي الَا الْحُبِّ فَقَطُّ .
دُعِيَ الْحُبُّ يَكْوُنَّ رَبَّانِ سَفِينَتِكَ
صدقيني سَيَجِدُ لَكَ اُفْضُلْ الشَّواطِئَ
وَاُكْثُرْهَا سُحِرَا وَسَعَادَةَ لِيَنْزِلُكَ بِهَا
افهمتي ياابنتي ... نِعْمَ نِعْمَ نِعْمَ ...!
عُدَّنَا الى الْمَنْزِلَ وَيَدَا جَدِّي
اُحْدُهَا تَحْمِلُنَّي والاخرى تَحْمِلُ الْعُكَّازُ
فَمَا أَعَظْمَكَ ياجدي وَمَا اُعْظُمْ الْحُكْمَ الَّتِي يَنْطِقُ بِهَا لِسَانَكَ ....!