اللعـــب مع الذات

هل تعرف الشيء الاساسي الذي يحرك الناس ويجعلهم يؤثرون ويتأثرون بما حولهم من أحداث وتصرفات وافعال, وكيف ينطلق الناس إلى شخص ما معلنين حبهم له ورغبتهم فى مصادقته والتعاون معه, ونفورهم من شخص آخر وتجنبهم له وعدم تعاملهم معه إلا للضرورة القصوى ” انه اللعب مع الذات الإنسانية “ لأن الذات الإنسانية تشكل ذلك الشيء الثمين لصاحبها والتي لا تقبل المساس بها ، واللحظة التي تقوم فيها بالتقليل من ذات إنسان بأي طريقة من الطرق , سواء كنت متعمدا أو لم تكن على الاطلاق, وفي هذه اللحظة لا بد أن تعرف انك قد أوقعت نفسك داخل المتاعب , لأنك أثرت فى نفسية ذلك الإنسان تأثيرا نفسيا عن طريق الحط منه كانسان ، وفى هذه الحالة قد يمضى ذلك الشخص إلى أفعال متطرفة من اجل الدفاع عما يعتقده تهديدا لذاته. والعكس صحيح تماما إذا ما لعبت على نغمة إشباع الذات للآخرين عن طريق الاهتمام بهم ومدحهم ومراعاة مشاعرهم ومصالحهم ، فان تأثيرك الايجابي عليهم يدفعهم إلى التصرف بطريقة نبيلة لا تنقصها روح الشهامة والبطولة. ومن هنا لابد أن تدرك أن ثمة شيئا فى أعماق قلب كل إنسان يتسم بالأهمية ويتطلب الاحترام وان أدركته ” واحترمته ” نجحت فى التأثير الايجابي على الآخرين ويجب عليك أن تضع فى اعتبارك دائما وابدأ إن كل فرد له أهميته وذاته التي لا يقبل المساس بها ، ولكي تدرك الطريق إلى التأثير فى الناس ينبغي أن تحفر عدة حقائق فى ذهنك وتجعلها راسخة فيه ومؤشرا يدلك على الأسلوب الأمثل للتأثير الايجابي فى الناس. -الحقيقة الأولى : هي أننا كلنا محبون لذواتنا , وكما إننا كذلك يجب أن نحرص على ألا نمس ذات الآخرين. - الحقيقة الثانية : هي إننا نهتم بأنفسنا أكثر من أي شيء اخر وكذلك الناس ، ولذلك لا بد أن تراعي وأنت تهتم بنفسك أن تهتم بالناس أيضاً كي يهتمون بك. - الحقيقة الثالثة : أن كل شخص تلتقي به يريد أن يشعر بأنه مهم وانه يشكل شيئاً ما ، ولذلك لا بد أن تصبغ الآخرين بالاهتمام وتشعرهم بأهميتهم كي يشعروك بأهميتك أيضا. - الحقيقة الرابعة : ان هناك توقاً داخل كل إنسان يحظى بتقبل الآخرين له وذلك لكي يقدر على تقبله لنفسه وقبولها, وكي يتقبلك الآخرين لا بد أن تتقبلهم أنت أولا وما عليك إلا أن تبحث عن الوسائل والطرق التي تجعلك قادرا على مراعاة تلك الحقائق كي تكون قادرا على اكتساب الشخصية المؤثرة القادرة على التأثير الايجابي الطيب فى الآخرين , واشبع ذات الآخرين تؤثر فيهم وتكسب ثقتهم وصداقاتهم لان معظمنا جوعي حب الذات. وثق إن حبك لنفسك واحترامك لها وتقديرك لذاتك هو احد الإسرار الأساسية للتأثير الايجابي فى الناس وهو الدافع لك كي تصبح ودودا وكريما. الدكتور طارق الحبيب دمتم في حفظ الرحمن