"إلا الصيام فإنه لي".. رمَضَانُ شهر الاعتصام بحبل الله

إن من أعظم أصول الإسلام الاعتصام بحبل الله،
والنهى عن الفرقة والاختلاف، لتحقيق العبادة
الدينية والدنيوية، إذ أنه لا يتم أمر العباد فيما بينهم،
ولا تنتظم مصالحهم ولا تجتمع كلمتهم إلا بالألفة
والاجتماع، الذى حقيقته:
(التعاون على البر والتقوى،
والتكافل والتناصر، والتعاطف
والتناصح والتواصى بالحق والصبر عليه)،
وفى ذلك السعادة والنجاة،
وصلاح أمر الدنيا والآخرة،
وإقامة العدل، وحفظ الحقوق، ونشر الأمن والسلام.
ويتجلى كل ذلك فى شهر الصيام
عملاً بقول الله تعالى :
«وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ «
آل عمران -101،
فإنه يعني:
ومن يتعلق بأسباب الله، ويتمسَّك بدينه
وطاعته « فقد هدى»،
أى فقد وُفِّق لطريق واضح، ومحجةٍ
مستقيمة غير معوجَّة، فيستقيم به
إلى رضى الله، وإلى النجاة من عذاب الله
والفوز بجنته، والاعتصام بحبل الله
أن تهتدى بهديه، أن تتحرك وفق منهجه،
أن تستنير بنوره، أن تحقق ما أمرك به،
الاعتصام بحبل الله اعتصام معرفى،
أما الاعتصام بالله فاعتصام ، بقدرته،
و بتوفيقه وبقوته، ونصره، وتأييده
اعتصام بحكمته، اعتصام بحفظه
ومن يلتجئ إلى الله فى كل أحواله ،
ويتوكل عليه حق التوكل،
ويتمسك بدينه، فقد هدى إلى الطريق الذى
لا عوج فيه ولا انحراف. ، وفى هذا إشارة
إلى أن التمسك بدين الله وبكتابه كفيل بأن
يبعد المسلمين الذين لم يشاهدوا
الرسول صلّى الله عليه وسلّم
عما يبيته لهم أعداؤهم من مكر وخداع.
وفى قوله تعالى :
«واعتصموا بحبل الله جميعا»
آل عمران: 103.