الله يحييك معنآ هـنـا


 
العودة   منتديات قصايد ليل > ..✿【 قصــــــايـــد ليـــــــل 】✿.. > …»●[الرويات والقصص المنقوله]●«…
 

…»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… { .. حكاية تخطها أناملنا وتشويق مستمر .. }

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-14-2015   #1
 
الصورة الرمزية طهر الغيم
 

افتراضي الاسكافي الحكيم ..

[align=center][tabletext="width:80%;background-color:darkred;"][cell="filter:;"][align=center]
[align=center][tabletext="width:70%;background-color:burlywood;"][cell="filter:;"][align=center]
كان دكانه في آخر القرية ، بينه وبين الحقول مسافة قصيرة ، وكان متواضعا جدا ؛ ليتناسب مع البيئة التي فتح فيها .
رأيته جالسا على كرسي قصير ، وأمامه منضدة عالية عليها أدواته .
وكان متوسط العمر ، على وجهه آثار الصحة ، وفي كفيه خشونة تتناسب مع الصنعة ، قابلني بوجه رزين لا ينبىء بشيء .
لم يكن فيه تودد ولا ترحيب .
ألقى عليه نظرة خاطفة ، وهو يفحص الحذاء الذي قدمته له ، وأحسست بوطأة الخجل ، وهو يقلبه بين يديه ،
كما يقلب الطبيب طفلا ميتا ؛ وكأنه يقول لي بغير كلام : لم يبق فيه ، يا سيدي شيء يصلح ، ثم وضعه على المنضدة أمامه ،
وانصرف إلى خياطة حذاء جديد على وركيه .
كل هذا ولم يرفع إلي طرفا ؛ فأحسست بقلق وضجر ، وغيظ ، وبعد فترة ، تناهى إلي صوته يقول ، وهو مطرق نحو حجره : ماذا تريد يا سيدي ؟

- أريد أن تصلح لي الحذاء

. فأجاب دون أن يغير وضعه ، وكأنه يتحداني :خمسون جنيها .

- أنا لا أسألك عن تكاليف الحذاءالجديد .
- مفهوم .

وسكت كل منا ، وجعل يعمل إبرتيه المقوستين فيما بين يديه دون أن يكلمني . فقلت له :
- ألا يكفي ثلاثون ؟
- يفتح الله .

وخطفت الحذاء ، وانصرفت قبل أن أضربه بشيء ، مما أمامه . وسرت في طريقي أتمتم بدعوات وتمنيات مختلفة ،


حتى وصلت إلى حجرتي ، وجلست أستعيد الموقف . ولما هدأ غضبي قلت :
- لا مفر هل أسير حافيا ؟ ليكن ما يكون !

وعدت إليه ؛ وكان جالسا كما كان ، يعمل إبرتيه المقوستين ..
وألقيت عليه السلام، فلم يرفع إلي طرفا ، وجلست ، فلم ينظر إلي ، ووضعت الحذاء أمامه ، فلم يتحرك . عندئذ قلت :
- أرجو أن تنتهي من إصلاحه هذا اليوم .
- إن شاء الله . فبلعت ريقي ، وقلت في سذاجة :
- ألا يمكن أن تتنازل لي عن عشرة جنيهات ؟ إنك تبالغ .
- أنت تعرف جيدا الحالة التي آل إليها حذاؤك .
- افرض أنني لا أملك هذا المبلغ .
- في هذه الحالة ، استغن عن الحذاء وامش حافيا .
فرفع إلي وجهه ، وابتسم للمرة الأولى ، وقال بصوت خافت :
- لا تغضب ! ليس في الدنيا شيء يستحق الحزن .
- أنت لا تعرف كيف تتكلم !
- يخيل إلي ذلك . أنا لم أخطىء . في الدنيا ناس يتمنون على الله أن يسيروا حفاة ، ويكونوا سعداء جدا بذلك .
ألا تصدق ؟ وفك ربيعة رجليه ، وأظهر إحداهمامن تحت جلابيته فإذا بها مقطوعة ، وكان مع ذلك يبتسم في هدوء !

عندئذ ، ذكرت المثل القائل : ( خرجت أطلب حذاء فوجدت أُناسا بدون رجلين )

وعدت إلى مسكني أكثر هدوءا وسعادة .



اتمنى انكم استمتعتم بالقصه







[/align]
[/cell][/tabletext][/align]
[/align]
[/cell][/tabletext][/align]



الموضوع الأصلي : الاسكافي الحكيم .. || الكاتب : طهر الغيم || المصدر : منتديات قصايد ليل

 

التوقيع:
  رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
.., الاسكافي, الحكيم


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية