07-04-2015
|
|
الظلمةُ الداجيه والرحمةُ الشفوق .. قلمي
كانت تختلف لذاك المتجر يوما بعد يوم وتساوم صاحبه على ثمن ثوب لصبي وهو يشتد في مغالاته وتعود ادراجها
منكسرة كئيبه تعمد لأجتزأ قليل من المصروف القليل للبيت كي يكبر مبلغ المال الذي صار بحوزتها لعلها تكون قادره
على شراء ماأرادته وكان قلبها مستطارا يفرح بذاك المنظر الصبياني حين يلبس فقير ثوبا مرتبا ولو مرة او مرتين في العام
لعل الوقت يداهمها تغمض عينيها امام ذلك المنظر ويخفق قلبها خفقة السرور لو حاز أبنها الهديه وخفقة النادم المتحسر أمام الجزاء
لو مدت يدها لتأخذ ماليس لها بحق , غلبتها عاطفة الأمومه أمتدت يديها لمبتغاه وضعته في حقيبة أعدتها وفي عيونها دمع وفي كفيها
ربكة لا يهداها سوى إنها ترى اليد الأثمه لربما هي نفسها من تقدم الفرح لفقير عز عليه الرضا وأن يكون كباقي الصبيه متنعما
وماهي سوى لحظات حتى قبض عليها الشرطي بتهمة السرقة بعد ان رصدتها كاميرا المتجر وماكان منها سوى الصمت والعار ملاحقها
وقف التاجر قبالتها متهما اياها بالسرقه ولم تكن غير دموعها تجيبه وفي تلك الاثناء دخل رجل رث الهئية اغبر أشعث لغرفة التحقيق
وبصحبته طفل شهق بصوت عالي لا تسجنوا امي بل اسجنوني مكانها انا من كنت الح عليها لأهنا بعيدي حينها قال التاجر سأسحب القضيه
وتفضل على السيده بالثوب والعيديه وبعمل لزوجها عله يساعدها على ضنك العيش وصعوبة مايكابد الفقراء.
الاخلاق لا يحاكم عليها قانون ادبي بل هي القوانين المدنية فقط فالفقير يعاقب لو سرق ولا يعاقب الغني على فحشه ومغالاته وجراءته على
الله لو جاع إنسان فلم يجد كسرة من الخبز وهو فضلات مؤائده ترمى في النفايات .
هم البشر مختلفون في أرزاقهم بين من يكون نجمه سعد وبين من يكون نجمه نحس فمنهم من يصبر ويحتسب ومنهم من تضيق بوجهه البسيطه
حتى ليسرق ويحتال ولا يلويه عن وجهته سوى إحسان الغني صاحب السعد حينها تتطاير الاحلام السعيده حول حياتهم تطاير الحمائم البيضاء حول
المروج الخضراء فلا يسمع لهم أنينا تتصدع له القلوب بعد أن مدت لهم يد البر والمعروف .
حسب البؤساء أن يروا السعادة بأحسانكم وطوبى لمن رق قلبه وتعطفت يديه بصدقة جاريه وخير الصدقة ماأغنت لا ماأفرح الفقير في العام مرتين ولا تضطرون الناس لسرقتكم فيحاكموا محاكمة اللصوص فلعل بالأحسان يستقيم المجتمع
ودمتم .
قلم يشيع الفضيله

|
|
|