*
كنتُ طِفله . مُشاغبه , مُشاكسه , تُحب الحياة . أصحو مُبكراَ , وأنام عشيةً . كنتَ أأكل الشوكلاا بشراهه , وأُكافئ نفسي بِ قالب آيس كريم كبيرعند نجاحِي . كنتُ أركضُ يومياً مع قطتي , نضُوج البيت بِصُراخي وضحّكتي. كنتُ أبكي فرحاً, وأكبر همومي ما ألبسهُ عند لِقائي بِصديقاتي , صديقاتي حبيباتيْ . أتشاطر يومي معهن وأستفسر بدقه عن أخبارهن . كُنت المُدلله والهنيئه بينهن . فَ أنا أُنثى لم تعشق ولم تُحب. خاليه البال والهوى .لم تطرُق بابي رياح عتيقه , ولم تعصف بي رياح مُميتة ..
كبرتُ فجأة . وكيف يكون ذلك؟ بالحُب.
نعم بالحُب , تغير كُل شيء , أصبحتُ أُنثى لعُوب , شغُوب . يعشق تفاصيل جُنونها أمير . كنتُ مُدلله من قِبله إلى حدّ الترف. أنا لن أقبل بالأقل أصلاً. كنتُ سعيدة به , سعيدة جداَ . حياتهُ عُلقت بي , وكأنما طفل أصبح في ذِمتي . يشتاقُني كثيراً و يُكرر لي دوماً ومريراً : لا تغيبي , لا تغضبي , لا تلعبي , لا ( تغليين ) وبقلبي تعبثي. كان يسرد قِصص النوم على أذناي يومياً إلى أن أغفو و وأصحو على رسالة بها قُبله , وأُحبكِ. يخاف علي جداً , من المرض والوحدة والجامعه, حتى الجامعه كان يخاف علي منها , فهي كثيراً ما كانت تُغضبني و تُؤرقني . يسئلني دوماً : حبيبي , مين حبيبي ؟ و أُجيبه خُبثاً : ألف يساوي باء ؟ يُجيبني : إن كنتي تُريدين الألف باءً فهو كذلك!. أضحك بعفوية مُجيبه: -ايه اييه يامجنون حيل أحبكّ- , يُجيبني بصوتً مليئ بالدفء , دفء رجُلاً مكث بقلبي سنين : "وأنا من جنني غيرك !". كُنت أُنثى عاشت تفاصيل الحُب بحذافيره . وكأني طبقت قوانين الحُب لأم كلثوم. سهرت وأشتقت و عاتبت وأحببت بكل ما أوتي قلبي من حب . و لم أبكي . معه ابداً لم أبكي .
شختُ فجأة . وكيف يكون ذلك؟ بالفِراق.
أولا تعرفون مالفراق؟ تلك الصفعه القاضيه التي تُصيبنا من الحياة . وكأنها تُعاقبنا على فِرطنا بالسعادة . أولم نُخلق كي نسعّد؟ ها أنا شّخت فجأة , وأصبحت فتاه هرمهه كهله . ولكّ أن تتخيل مُجريات يوم أُنثى قُسم قلبها الى شطران , شطر يعيش بجسد رجولي مُشبع بالحُزن , وشطر بجسد أُنثى فقدت طُفولتها , و قُتلت مُباغتهً أُنوثتها .لا أسمع لا أفقهه لا أتكلم . فقط أعيش يومي مُترقبه مرآتي , وأرى عُبوس وجهي يوماً بعد يوم , وفقدي لذاتي الثمينة , يوم أبتسامتي القديمة , ويوم وعيناي الجميلة ,ويوم شعري الكثيف وأخر قلبي الرقيق . شيخوختي المُبكرة قسمت ظهري , وأعصمت عينايّ عن الحياة . وأمسيتُ في كل عشيةٍ أجتثً على يداي مُنهارة , أبككي و أبككي ,لاأقوى الحديث ولا أستطيع النهوض. وكيف لِـ اُنثى ربيعه العُمر ان تُصبح بليله وضحاها أمرأة خريفيه , وطفله مُوئده , وأُنثى مُحطمه , وعجوز مُمزقه. عموماًهي دُنيا فانية, يجب علينا ان نُدرك ذلك . هُناك ربّ عظيم عليم ,و سيكون كل شيء بخير حتى ولو بعد حين . والى ذلك الوقت , عش سعيد ياحبيبي
- بالمُناسبة , أُحبك ولاأتوب.
بقلم \ ليت مني إثنين
لامست احساسي كثيرا فنقلتها لكم ............