من هو خالد عبد الرحمن

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته





من هو خالد عبدالرحمن ؟




هل هو مجرد فنان أم أنه كما كتبنا عنه مرة أنه الطفرة التي تحولت إلى ظاهرة أم أنه الشاعر الكبير أم أنه الملحن الذي يعرف كيف يختار ألحانه وإيقاعات منسية من اللون الشعبي السعودي أم أنه المطرب الذي يستحق أن ينال اسم فنان العرب الجديد كما وصفته إحدى وسائل الإعلام؟؟

قبل أن أخوض في الحديث عن هذه الجوانب يحلو لي أن أتكلم عن جانب لايقل أهمية وهو الجانب الإنساني ، واعترف أنني كلما ذكرت خالد عبدالرحمن اذكر لقاءاتي المميزة معه .

ولعل اهمها اللقاءان الأخيران:

الأول في مهرجان الدوحه الغنائي ، الثاني في برج العرب أثناء ليالي دبي

في الدوحة دخلت إلى غرفته فوجدت هناك مايزيد عن عشرة أشخاص
وفهمت من كلامهم بأنهم قطريون أقرباء لخالد ومن قبيلته نفسها..

جلس خالد يتحدث معهم بكل ود وتتطرق الحديث الى فنه واغنياته
وبعد ذلك اعتذر منهم لبعض الوقت حيث شعر بانني اريد ان اجري حواري معه ودخلنا إلى غرفة ثانية فبادرني بالقول:
اعذرني ولكن لااستطيع مقابله محبه الناس الا بالود
وقلت له:
فنان مثلك ليس مضطراً للمجامله..
فقال:
ومن قال ذلك؟

بل انا اذا اخطات يكون خطئي بعشرة أضعاف ، فالناس لايرحمون الفنان الذين يحبونه ويحبون لقائه وانا بطبيعتي لااستطيع ان ارد أياً كان

المهم
حاورته وقتها وسألته عن مواضيع عديدة وكثيرة وتكلّم بصراحة مغلفة ببعض الدبلوماسية عند بعض النقاط الحساسة .

وبعد فتره التقيته في دبي حيث كان مشاركاً في مهرجان ليالي دبي وزرته وقتها في مكان إقامته ببرج العرب ليلتها سمعت خالد عبدالرحمن كما لم أسمعه من قبل فقد غنى بكل تاثر وغنى طويلا وهو يعزف على العود
كنا في الجلسه خمسة أشخاص فقط
خالد وانا وثلاثه اخرون
وكنا نحن الاربعه نستمع إلى خالد ونراقبه كيف يخرج (( آه )) من داخلنا
يومها تحدثت معه كثيرا وقلت له بالحرف الواحد:
صوتك عذب ياخالد ولكن نجاحك محلي فقط لماذا؟؟
فاجابني خالد:
وعدتني ان لاتتكلم كصحفي ولكنني رغم ذلك ساجيبك على سؤالك
فانا ادرك تماما ماتقوله ولكن هناك عامل الوقت الذي ينقضني فانا مشغول بأمور كثيره غير الفن منها أمور العائله والأهل وحياتي الخاصه وما إلى ذلك
والانطلاق الى آفاق جديده يحتاج الى خطه مدروسه ووقت كامل لتنفيذ هذه الخطه..

المهم
أنني وصلت الى نتيجه مهمة من خلال لقاءاتي المتكررة وأحاديثي الهاتفية مع خالد وهي أنه إنسان بكل معنى الكلمة

لم اشعر به لحظة واحدة غاضباً ، هو هادى الطبع دوما ومسالم ، يتحدث بهدوء وبكل ثقه
وهو من ذلك النوع من الرجال الذين لا يخشون قول كلمة (( لا اعرف ))

ولكن ماحدث أنه في تلك الجلسة سألني أحد الحاضرين:
ألم تخف من توجيه سؤال كهذا الى خالد قد يزعل منك؟؟
فقلت للسائل:
بل سأكتب هذا الكلام يوما في موضوع عن خالد.

وهذا مافعله الان وعوده الى السؤال الاول:
من هو خالد عبدالرحمن؟
اذكر التقديم الذي قاله الصديق تيسير عبدالله في مهرجان الدوحة حينما قدم للمؤتمر الصحفي لخالد حيث قال:
اولا
هو شاعر حساس.
ثانيا
هو ملحن.
ثالثا
هو مطرب.
رابعا
هو نجم.
خامسا
هو فنان.
سادسا
هو انسان
سابعا
ثامنا
تاسعا
وعاشرا
هو خالد عبدالرحمن

وطبعاً لاأنكر انني دهشت أمام مبيعات حفله خالد عبدالرحمن
حيث علق المنظمون لافته كتب عليها ( البطاقات نفدت )

أما دهشتي ودهشة جميع من حضروا هذا الحفل هو تواضع خالد عندما نزل عن المسرح وانضم إلى جمهور لسماع سلامة العبدلله .

الفنان الغائب منذ عشر سنوات عن الحفلات الغنائية
وهذه اللفته أبكت سلامة في اليوم التالي عندما سأله أحد الزملاء عن شعوره تجاه ماحصل .

وهذا الانسان هو فنان متكامل استطاع ان يكمل المثلث الغنائي باضلاعه الثلاثه منفردا
فهو يكتب الاغنيه شعرا
ويلحنها موسيقيا
ويغنيها احساسا جميلا
ويزين الاغنيه في اطار صوته وادائه الخاص

وهو يدرك ان الحزن في الاغاني مطلوب اكثر من الفرح لذلك نجد ان معظم اغنياته على مقام البيات ولا يتنقل الا نادرا وذلك الى مقام الكرد
ومقام البيات مقام شهير موسيقيا فقد استخدمه كثيرا محمد عبدالوهاب وبليغ حمدي وغيرهما الكثير لذلك فالاذن العربيه تستسيغه وتحبه وهي معتاده عليه

. ــــــــــــــــــــــــــ انتهى

هذا المقال كتبه أسامة الفا
في مجله الاسرة العصرية في عددها 1115