01-06-2012
|
|
يمقنْ نتطورْ .. ! ,’
[table1="width:95%;background-color:black;"]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التّطور شيء جميل جدًا سواء أكان على مستوى الفرد أو الأمّة بأكملها , والتطور هو من سُنن الحياة , وعدمُ التّطور يعني الضجر من كُل شيء والرغبة في الإنتحار بشكل أو بآخر , وثمة من يكون خلف المُتطورين فيأكل من بقايا أكلهم , ويجلسُ في المكان الذي أنطلقوا مِنه , ويكتُب بما داسوه بأقدامهم , وهذا إنتكاسةٌ في مفهوم التّطور ورقي غبيّ يتداولهُ أولئك المساكين فيما بينهم لأسباب مِنها أنّهم يعجزون عن إستخدام قواهم العقليّة والبدنيّة لولادة تطور يحملُ إسمهم , ولذلك فهُم راضون بمقعدهم , يعجبُهم خطُهم , ويتلذذونَ بأكلٍ في أساسِ الأمر لم يُكن لهم بل للكلابِ أكرمكُم الله .
التّطُور ليسَ أن تستخدم أدوات جديدة فقط , إنّ التطوُر هو أن تتغَير وتُحدث بناءا على ذلك تغيرًا في كُل أمور حياتك , فعندما تُداعبُ أناملك جهاز آيفون لا يعني ذلك أنّك مُتطور فأنت مُجرد مُستخدم لهذا الجهاز ولذلك فهو يُنسب لمن يجدُه لا لمن يلعبُ به - فهل يعقل أن ألبس فانيلة ميسي وأصبح مثله ! - وشعبُنا النّبيل يظنُ نفسه مُتطورًا جدًا لأن الأجهزة الحديثة تغزوا كُل الأماكن , البيت , السيارة , الجامعة , المسجد , السوبرماركت , ورُبما هُناك من يطأها بقدمه في منزله لكثرتها , وهذا ليس تطور كما أسلفنا , والبعض من المُمكن ان ينتحر لو توقف إستيراد مثل تلك الأجهزة .
إن التطور بشكل عام هو موضوع فضفاض من الممكن أن نتحدث فيه إلى مالا نهاية ولذلك سنضع الأزرار ونضيق الثوب لنقتصر على التطور الذاتي , فالتطور الذاتي هو ما يهمنا نحن لأنه القاعدة التي تنطلقُ منها باقي التطورات في كُل مجالات الحياة , وهو التطور الذي يغفل عنه ابناء مجتمعي مُرهف الحس , من يزرع الفُكاهة في البساتين , ويغني الضحك في كُل مكان , وفي الغالب لو رأيت أحدهم بعد إنقطاع دام سنوات لوجدته تماما كما تركتُه كورقة تنقلها الرياح لأماكن عدة ولكنها تبقى ذات الورقة , وهذا أمرٌ خطير يا نُبلاء , فعدم التغير يجعل الحياة كئيبة ويقتُل الإنتاج الذي هُو أساسُ التطور في المجالات الأخرى التي تأتي بعد مرحلة التطور الذاتي.
التاريخ مليئ بالوجوه التي غيرت ملامحه , وخاصة منّا نحن العرب , العرب الذي يحاول الغرب إخفاءه تحت التُراب ودس كل قيمه وعاداته وتقاليده , حتى إنه يحارب بشكل صريح دينه وليست هذه المصيبة العُظمى بل هي أولئك الذين لا يعلمون حقيقة هذا الأمر فيتوددون إليهم ويعشقون نسائهم ورجالهم وحديثهم وملابسهم وأطفالهم وأعيادهم وشيئا فشيئا حتى ينسلخون من دينهم ويطبقون بعض تلك العادات التي تتجاوز حدود ديننا الشرعيّ ولا أظنّني هنا بحاجة لتذكيركم بالولاء والبراء فأنتم تعرفون دينكم . ساذكر لكم بإختصار بعض الشخصيات الإسلاميّة التي دفعها التطور الذاتي إلى تطورٍ أثر في التاريخ وطور البشريّة حتى إن كتبتهم إلى الان تُدرس وينبش بين سطورها , وتعد من أجمل وأفضل وأكمل ما أنتجت البشريّة اجمع , إنّه تطور حقيقيّ وللأسف هم اجدادونا نحن من أكثرنا لا يعلم عنهم شيئا.
| [/table1]
|