ننظرُ إلى السماء ونذهبُ إليها

**ننظر الى السماء ونذهب اليها …

*******جسمي يتغير …أمّا أنا فأنا هنا منذ كنت : أنا مثل طرف من أطراف قوس قزح …وهل أذهبُ إلّا أن يذهب قوس قزح …وأنا مثل نجمة هناك عالقة في أثير هذا الكون …لا تذهب إلّا أن يذهب الكون …والكون لا يذهب ..لأنه مع الله باق ….ولكن جسمي هذا يغيّر ..لون شعري وذبول وجهي وضعف عظمي ….وسوف يصبح هذا الجسم مسكنا لا يصلح لروحي وستخرج منه الى السماء ….وسأكون هناك بلا عينين ولا أسمْع ولا قلبي يفكّر ….ثم يُرجع الله من يشاء …الى الحياة

**ولكنّي أشعر أنني كأنما كنتُ في أقصى بهجتي وأنا أدخل البستان وصرتُ عند الباب الأخير حيث يخرج الناس ..فانقبضتُ وقلت : لا لا أريد الموت ..أعيدوني كما كنتُ مبتهجا في الطريق : قبل أن ارى الباب ….قالوا : عُد …فحاولتُ أن أعود …فلم تمشِ قدماي إلّا جهة الموت ……………………أنت رهين بعض أعضاء جسمك ..ان توقّف بعضها عن العمل ..فرّت روحك إلى السماء …وستختبىء عند الله حتى تعود من جديد ……

**سمعت عن ملِك زاهد ..فقلت :لولا انه ينتظر الجنّة هل يترك جنة الدنيا ..…ويصير الفقير في مملكته أغنى منه ..!!.هو يؤمن ان الله يستحق أن يغادر نفسه المليئة بالشهوات اليه ….ويستحق أن يعصي نفسه التي تعده بالمسرّات ويطيع الله …لأنّ الله يعده وعودا
أكبر ….والله أيضاً قادر على تعذيبه ….
…ونحن ألسنا مؤمنين مثله …فلماذا لا نهمل نفوسنا المشتهية اشفاقا على نفوسنا التي ستتعذّب …لو عصينا الله ….لماذا لا نفعل فعله وكلّنا مؤمنون…!
…فإذا فنيَ الإنسان في الله وعاشت ارادته فيه …فلا نفعل إلّا مايريد الله ….كيف يصير هذا العالم ….!!!...بلا شرور أنفسنا
ودرب هذه الدنيا قصير والناس يموتون حولي ….فأين أذهب …!!....قال لي الزاهد : ننظر الى السماء ونذهب اليها ….!!
عبدالحليم الطيطي