04-04-2020
|
|
شيرخان بين الحقيقة والخيال
" شيرخان بين الحقيقة والخيال "
تذكرون قصص الفلم الكرتون ماوكلي وعدوه الأزلي شيرخان ؟ . هل تعلم هناك شخصية حقيقة وهناك ملك مسلم اسمه شيرخان ؟ . فمن هو الملك شيرخان ؟ القصة تعود إلى سنة 1530م ...
في عام 1530م كان هناك ملك مسلم يحكم أفغانستان وأجزاء من الهند واسمه شيرخان كان أعجوبة في العدل قل ان يرى العالم له مثيل من بعد زمن الصحابة والتابعين . كان للملك شيرخان جيش يحارب على حدود دولته فوق إحدى قمم الجبال وكان لأحد الفقراء هناك كوخ يعيش فيه واسرته .
واحتاج الجيش أن يزيل الكوخ لأمر خاص بالخطط العسكرية الخاصة بالجيش . وتمت ازالة كوخ الرجل قرر الرجل الذهاب إلى الملك شيرخان ليشتكي له قائد الجيش لهدمه بيته . وعندما وصل المدينة التي بها مقر الحكم سأل عن الملك شيرخان فقيل له إنه عند أطراف المدينة
يلعب مع الأطفال فظن الرجل ان الناس يسخرون منه لهيئته البسيطة . فسأل آخرون فقيل له نفس الرد . فذهب للمكان الذي وصفوه له خلف المسجد الكبير بالبلدة فوجد ساحة كبيرة وبها أطفال يلبسون أجمل الثياب وأغلاها ووجد الملك شيرخان يلعب مع الأطفال ! ولما سأل من هؤلاء الأطفال ؟
قال له : هؤلاء اليتامى من أطفال المسلمين . قال الفقير : ولكن مظهرهم لا يدل على أنهم ايتام !؟ فقال الرجل : اليتامي عندنا يلبسون ثيابا أفخر وأقيم مما يلبسه باقي أولادنا وهذا امر من الملك شيرخان أن يكون مظهر الايتام أعلى قيمة من باقي الأطفال .
وعندما فرغ الملك من اللعب مع الأيتام وذهب إليه أحدهم يبلغ الملك أن هناك غريب يريد الملك في حاجة له . ووقف الملك أمام الفقير وقال له بكل تواضع : لبيك يا عبد الله .. أنا خادمكم شيرخان .. هل لك من مظلمة نقضيها لك بإذن الله تعالى ؟ فانبهر الرجل الفقير من الرد وتلجلج في الكلام
فطمأنه الملك وتبسم في وجهه وقال له تحدث يا عبد الله ولا تخف من غير الله . فوالله لو كان حقك عندي لجعلتك تقتصه مني الآن . فقال الفقير قصته على الملك شيرخان فقال له شيرخان : أبشر يا عبد الله فقد قضيت مظلمتك وهي في ذمتي الآن حتى يصلك حقك .
فأمر من فوره عقابا لقائد الجيش ان يؤخذ بيت قائد الجيش حتى يبنى للفقير بيتا فوق قمة الجبل وبجواره قلعة عسكرية بها ابراج للدفاع عن المنطقة ضد أي عدوان . وحاول شكر الملك بكلمات الثناء والمديح فأوقفه الملك أن يكمل حديثه وقال بغضب وتواضع : يا رجل لا تشكرنا ان أدينا لك حقك
فهذا ليس مالي ولا مال أبي ، بل هو مال الله استخلفنا فيه لخدمة ضعفاء المسلمين قبل اقويائهم . فوالله الذي لاإله غيره لأن أخسر المعركة ويأسرني العدو ويقطعني إربا و تأكلني السباع والجوارح هو خير لي من أن ألقى الله يوم القيامة وفوق كتفى مظلمة فقير يحاججني بها بين يدي الله.
المرجع : تاريخ الإسلام في الهند – عبد المنعم النمر .
|