![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
…»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… { .. حكاية تخطها أناملنا وتشويق مستمر .. } |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
![]() ![]()
الفصل السادس
______ قبل عشر سنوات .. لم يتمكن عايض من تحمل الأمر أكثر , كل ما اضطر للذهاب إلى عمه لسبب أو آخر , قابلها بالصدفة . كانت تبدوا مختلفة كل مرة . البريق في عينيها , اختفى تماما . ليحلّ محله غموض لم يتمكن من فهمه إطلاقا . حتى النور غاب عن وجهها . بعد أن كانت تقابله بابتسامة واسعة , صارت لا تبتسم إلا قليلا . من فتاة تحب التحدث كثيرا , والبوح عما تشعر به . صارت فتاة انطوائية , صامتة . تشغل نفسها بأعمال المنزل . بالرغم من كونها طفلة ! أصبح عاجزا , وبين نارين . لا يستطيع أن يمنحها المزيد من الاهتمام , كي لا تتعلق به . فهو لم يقتنع يوما , بفكرة الزواج بها .. أبدا . ولا يستطيع أيضا أن يتجاهل هذا الحزن العميق بعينيها . لذا .. قرر أن يبتعد . عنها , وعن المشاعر المضطربة التي تراوده كل ما لمح ظلها . ليستقر في المدينة . بعد أن كان يذهب إليها يوميا ويعود منها , من أجل الجامعة . لم يخبر يمنى بالأمر , ولم يكن لديها أي معرفة . حتى غاب أسبوعا كاملا , ولم يمر من أجل مساعد حتى . استغربت ذلك , وظلت مرتبكة . حتى أتت نجد ذات يوم , وسألتها عنه لتجيبها وهي مستغربة / تمزحين يُمنى ؟ عايض له أكثر من أسبوع راح للمدينة ولا رجع , استقر هناك خلاص , ما راح يرجع إلا بعد ما يتخرج إن شاء الله . نظرت إليها يُمنى بذهول , بعينين متسعتين , لتزدرد نجد ريقها بخوف من هذه الملامح / لا صدق ما تعرفين ؟ هزت يُمنى رأسها نفيا , وأكملت ما بيدها بصمت , حيث كانت تصنع شيئا ما بالصوف . دون أن تعلق على ما سمعت . تنهدت نجد بضيق وأمسكت بكف يُمنى / معليش يمنى , هو أساسا راح مستعجل , وما قرر إلا قبل لا يروح بكم ساعة , تدرين الطريق من المدينة للديرة قد إيش يخوف ومو ممهد أبد , يعني صعب يجي و …… قاطعتها يُمنى / طيب خلاص يسوي اللي يبيه بكفيه , ليش قاعدة تبررين نجد ؟ نجد باستغراب / يعني مو زعلانة ؟ هزت كتفيها بلا مبالاة / لا . نجد براحة / كويس أجل . ساد الصمت لفترة , قبل أن تسأل يُمنى بهدوء . بعد أن حاولت أن ترغم نفسها على السكوت ولم تتمكن / ما راح يجي حتى بالإجازات ؟ نجد / إلا أكيد راح يجي . ابتلعت يُمنى الغصة الحارقة بحلقها , وأرغمت نفسها على التحمل . ولا تبكي . نجحت في ذلك . لدرجة أنها فقدت القدرة على الشعور بأي ألم . الصدمات بسنها الصغير , كانت كافية لجعلها تفهم الأمور بوعي أكثر . وتصبح أكثر نضجا من عمرها الحقيقي . حتى أنها كلما قدِم عايض من المدينة , تختفي تماما . تحبس نفسها في حجرتها , ولا تنزل منها أبدا . حتى تسمع عن مغادرته . لم يكن ذلك الشيء جيدا بالنسبة لعايض بالتأكيد , كان يبحث عنها دائما ولا يجدها . حتى أصبح يتضايق من ذلك الشيء . إلا أنه لم يسأل عنها أبدا . يُمنى كانت أكثر قوة منه , لم تفكر يوما بالنظر إليه ولو من بعيد . لم تكن تلك المصيبة العظمى بالنسبة لعايض . بل معرفته بحقيقة أحرقته قهرا وغيظا . لم تكن تلك الحقيقة سوى تكرار سلمان الذهاب إلى منزل عمه , وعلى الدوام . حتى أنه يلازمهم لأوقات وساعات طويلة .. ويُمنى بالتأكيد , تأمن جانبه ! فهو بطلها , ومنقذها من مصيبتها العظمى ! _______ الآن .. استيقظت يُمنى من نومها منزعجة من صوت شيء قوي . ربطت شعرها بمطاط , لتتجه إلى الخارج . فتحت الباب , لتتسع عيناها باستغراب وهي ترى هذه الفوضى . ألواح خشبية في كل مكان , وحسناء هناك تجلس متربعة , تنظر إلى ورقة على الأرض . بيدها مسمار ومفك , بجانبها مطرقة ! اتجهت إليها متسائلة / وش قاعدة تسوين ؟ حسناء / يا أهلا صباح الخير , أبد شوفة عينك , قاعدة أحاول أركب هالطاولة . يُمنى / بهالوقت ؟ ما دام اليوم إجازتك ريحي شوي ونامي بدال هالشغلات , بعدين ليش ما خليتي اللي جابوا يركبون ؟ حسناء وهي تحاول التركيز على ما بالورقة / هذي طلبية والمندوب جابها , تخيلي أدخله عشان يركبها . اقتربت يُمنى لتنظر إلى الكرتون / يا ويلي هذي طاولة كبيرة المفروض إنه شغل رجال , سيبيه وخلي مساعد يركبها إذا جا . حسناء / لا والله ما طلبتها بسرعة عشان أنتظر مساعد , بموت وأشوف الطاولة كاملة . ابتسمت يُمنى وهي تجلس / بساعدك . حسناء تصطنع الصدمة / إيه صدق ؟ لو مو الطاولة هي اللي تركبك ! يُمنى بغضب / يا الله يا حسناء , خلاص لا عاد تحسسيني طفلة . وضعت حسناء كتيب التعليمات جانبا ثم أمسكت بالمفك مجددا / تمام مانتي طفلة , يلا وريني إيش تقدرين تسوين . نظرت إليها يُمنى بحنق , لتمسك بأحد أعمدة الطاولة . مر وقت طويل , قبل أن تتكتف وتنظر إلى الطاولة . بينما يُمنى تكاد تموت من الضحك على الأرض وهي تمسك ببطنها , تقول بصعوبة / يا الله مو قادرة أوقف , كيف صارت العواميد فوق ؟ ههههههههه وتقولين أنا ما أعرف ؟ إنتي سويتي كذا ؟ صرخت حسناء بغيظ , وجلست على الأرض بتعب / والله بموت ظهري انكسر في الأخير يطلع الشغل كله غلط . يُمنى بعد أن هدأت / مو مشكلة حسناء , خلاص انتي الحين مضطرة تنتظرين مساعد . استلقت في مكانها بوهن , وأخرجت هاتفها من جيب بنطالها , وضعته على اذنها بعد اتصلت به / هلا مساعد , متى بتجي هنا ؟ … طيب . تأففت وهي تقفل الخط / ما راح يجي قريب , وبشرى بيوصلها أبوي هالأسبوع , وانتي تدرين مستحيل أخلي أبوي يسويها , أنا مصرة أتعشى على هالطاولة في أقرب وقت . ابتسمت يُمنى وهي تقف وتمد يدها حتى تنهض / تمام نشوف عامل يسويها , قومي خلينا نسوي الفطور مع بعض . نهضت حسناء بمساعدتها وهي تتنهد . دخلتا إلى المطبخ وبدأتا بإحضار الفطور . وعلى السفرة , قالت حسناء بتردد / يُمنى , أبي أسألك سؤال وجاوبيني بصراحة , إجابة طالعة من قلبك مو كذب , مافي غيرنا هنا أنا وانتي وربي شاهد علينا لذك قولي الصدق , وأنا أوعدك بيكون هالكلام بيننا . نظرت إليها يُمنى باستغراب / خوفتيني وش هالمقدمة ؟ إيه اسألي وإن شاء الله أقول الصدق . حسناء بهدوء / أبد ما عندك نية ترجعين لعايض ؟ لو رجع وطلب يدك ؟ رفعت يُمنى عيناها إليها بذهول , وبعد صمت قصير / ليش تسألين ؟ تأففت حسناء / يووه يا يُمنى , أنا أكثر شيء أكرهه لما أحد يجاوب على سؤالي بسؤال , بس بكون أحسن منك وبجاوب .. لأني سمعت شيء عن عايض , وتضايقت حيل .. حابة أعرف رأيك . يُمنى بشيء من الضيق / إيش سمعتي يا حسنا ؟ عضت حسناء شفتها بإنزعاج / عمك راشد يبيه يتزوج , وفي أقرب وقت . شعرت يُمنى بقلبها يهوي ويسقط على الأرض من هول الصدمة . ولم تجب على سؤال الأخرى . نظرت إليها حسناء بحزن / إيش اللي يخليك تأذين نفسك وتأذينه يا يُمنى ؟ ما دام تحبينه ومجرد ما تسمعين أو تفكرين إنه ممكن يرتبط بغيرك تنزعجين لهالدرجة ؟ صارحيني . أكملت يُمنى تناول ما بيدها بصمت . وظلت حسناء ترقب إجابتها . إلا أنها استغربت حين رأت الأخرى تقف وتدخل إلى حجرتها , لتغلق الباب خلفها بهدوء . صرخت حسناء بغيظ / والله يا يُمنى بعلمك كيف تحترمين الكبار ولا تعطيهم ظهرك وهم يكلموك . بداخل الحجرة .. جلست يُمنى على السرير بغير تصديق . هل حقا , سيتزوج غيرها ؟ ألم يقُل سابقا أنه إن طلقها , فسيكون ذلك رغما عنه , وأنها سيحاول إعادتها إليه يوما ما , فقط . لتنسى ما حصل , وليشفى من جراحها ولو القليل , حينها سيعود لأخذها بالتأكيد . صحيح .. لم تنسَ ما حصل , ولم يشفى جراحها أبدا . إلا أنها تمنت عودته دائما , في كل لحظة وكل حين . لكَم أوجعها غيابه طيلة الخمس سنوات ! نعم طلبت الطلاق , ورغبت بالإنفصال بشدة إلا أنها كانت أيضا ترغب ببقائه بالقرب منها يا له من قاسِ . ألم تأتِ إلى المدينة ؟ ألم تنسى ( القليل ) ..! لذا تمكنت من مواصلة حياتها . تحدث إليها مرتين , لم يقل في أيّ من تلك المرات أنها يريد أن يعيدها إليه . فقط أخبرها أنه مشتاق , وأنه لا زال يحبها .. ثم لامها وعاتبها. أين وعودك يا عايض ؟ أنا لا زلت أنتظر . قلبي الملتاع ينتظر منك كلمة واحدة فقط ( عودي ) . وعمي راشد , ما باله هو الآخر ؟ ألا يعرف غير هذا الأسلوب لتزويج عايض ؟ أرغمه بالزواج منها , فاضطر الآخر أن يتقبل الأمر رغما عنه . ليجرحها , دن وعي وقصد ربما , أو متعمد ! لا يهم , طالما كانت تلك الكلمات خارجة من فاه عايض . فهي أشد وقعا من السهم على قلبها . ظلت عبارة عايض تتردد بأذنها على حين غرة ( هالعقد تم غصبا عني وأنا مو راضي , يعني لا تتوقعين إني بتزوجك بيوم من الأيام , وافقت غصبا عني عشان أبوي وأبوك اللي خايف عليك من بعد اللي صار العام الماضي , بس ينسون السالفة بتركك , فاهمة ؟ ) أغمضت عيناها بألم , لتنحدر على وجنتها دمعة يتيمة . أوجعت قلبها بشدة . ثم ما لبثت أن صارت تشهق وتبكي بقوة , وهي تتدثر ببطانيتها . ![]() ![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |