تأملات في ملكوت الخالق ( لغز أينشتاين المحير )

الفص الجداري .. مكمن العبقرية (لغز أينشتاين المحير) في صباح 18 إبريل عام 1955م توفي ألبرت أينشتاين (عن عمر ناهز 76 عاماً) إثر تمدّد وتمزّق في الأوعية الدموية للأبهر البطني .. وخلال سبع ساعات بعد الوفاة .. في مستشفى برينستون (ولاية نيوجرسي الأمريكية) كان الطبيب الشرعي "توماس هارفي" قد أزال دماغ أينشتاين .. وبعد ذلك تمت معالجة دماغه لحفظه في 10% فورمالين (للمحافظة على الأنسجة كما هي لفترات طويلة) .. بعد ذلك بسنوات عديدة .. قام ثلاثة علماء كنديين بعمل أول قياسات ودراسة تشريحية إحصائية دقيقة لدماغ أينشتاين المحفوظ .. ونشروا نتائج الدراسة في الدورية الطبية المشهورة The Lancet (THE LANCET , Vol 353 , June 19, 1999) .. وكانت المقارنة بين دماغ إينشتاين .. وأدمغة 35 رجل و 56 امرأة .. كانت قياسات دماغ أينشتاين .. وصفاته التشريحية .. وحجمه ووزنه.. ضمن المعدّل البشري العادي .. باستثناء فرق واحد فقط .. كان واضحاً بشدة .. كان الفصّ الجداري السفلي inferior parietal lobe نامياً بشكل أكبر من المعدّل البشري العادي بنحو 15% .. وكان هذا النمو على حساب الوِصاد الجداري parietal operculum الذي يبدو أنه مفقود في دماغ إينشتاين !.. الفصّ الجداري السفلي يعتقد العلماء أنه مكمن التفكير الرياضي والتخيّل البصري .. وهكذا كانت هذه المنطقة من دماغ أينشتاين نامية بشكل غير طبيعي .. مما يفسّر قدرته الرياضية والتخيلية الفذة .. التي انتجت مجموعة من أكثر الأفكار والنظريات عبقرية .. ألبرت أينشتاين هو بلا شك أحد أعتى العقول عبقرية.. على مرّ التاريخ البشري .. (أتحدّث هنا عن البشر العاديين .. ولا يدخل في ذلك الأنبياء بالطبع .. فأولئك البشر اختيار إلهي .. وعقول تستقبل الوحي .. وهي خارج القياس .. بكل مقاييس العلم) .. قدرة أينشتاين الفذّة .. التي صاغت أنجح وأكثر الأفكار عبقرية .. كانت بلا شك نتاجاً لقدرته الرياضية التجريدية – التصويرية !.. وقد وصف أينشتاين نفسه "تفكيره" العلمي كالتالي : " .. الكلمات لم يبدُ أنها تلعب أي دور .." !.. في إشارة إلى أن الأفكار.. والنظريات .. وكل تلك العبقرية التجريدية .. كانت نوعاً من الإدراك "التصويري" للأفكار .. التي اُسقطت معادلاتٍ على الورق .. قلبت موازين الفيزياء والعلم برمته رأساً على عقب !.. سبحان خالق الدماغ .. سبحان مبدع فصوصه .. سبحان مصوّر الفصوص الجدارية .. سبحان من يعلم "خطرات" الفكر فيها .. وكيف "تنشأ" .. وتسري "أفكاراً" مبدعة خلاّقة .. سبحانه .. كما ينبغي لجلاله .. وعظمته .. وكبريائه .. .. في أمان العظيم .

نواف .....