![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
ضويت بخاطــري شمعهـ .. "يمنع اللمنقول" { .. حروف نجسّد بها مشاعرنا ونتهاداها عبر الخواطر "يمنع المنقول.. } |
![]() ![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||||
![]()
اليوم تلقيت دعوة للسهر - رغم الحذر الشائع - لكن لا أستطيع رفضها .. ما قيمة الوقت في هذا العمر إن لم يكن فيه الكثير من المغامرات؟ لا أستطيع أن اصف لكي المشاهد التي لا تنسى هنا، التي تتكرر على الدوام .. هناك المئات من الناس لا يعذبون أنفسهم بالتذّكر .. ولا ينشرون على حبال أصواتهم قمصان البكاء كل شيء هنا مرتب للعيش .. حتى أنيّ نسيت الضياع.
في أول الأيام كان السكون الموحش يفترس لحظاتي .. لكن لطالما يقطعه سربُ من الأطفال يسيرون على الرصيف، أطفال يبتسمون أمام المارين بمناظرهم الطبيه وعلى شفاهم الودّ المنشرح، يا صديقتي أن المتعة الأولى هنا هو تأمل العابرين، والنساء الوحيدات الذين يجلسون بجوار مقاعد فارغه والرجال الذين ينفجرون بالرذيله في أيام العطل الرسمية. في نهاية كل يوم هناك غروب وحانة والكثير من ينكسر وسط صوته للشوق في ظل الغياب والغربة .. والضوء في مدادُها لم يجفّ ، ومسام الجلد الذي يعرق لا يعرف النسيان والخمّار أوغل بنا كنورساً في رحلة سراب، هناك إيفا .. هناك الزجاج، هناك نساء دونما عنوان. على رأس قامتي لمثل هذا اليوم أن أعود إلى غرفتي متأخراً . ولا أجد الوقت الكافي لخلع ملابسي . قررت السير إلى المواخير وأسمع من يكرعون الخمرة في صحتي ..وكل هذا العبث على حسابي الخاص وسوف يهتفون حتى تفيض حناجرهم ثم تختار أنثى أغنية تشبهني وتدعوني لأرتشف من عيناها اللئم . ثم لكل شيء متسع .. للشوارع خطوات تزلزلها، وللصباحات أحاديث مملة، وللأبواب أنتظار من يطرقها. ولحكايتي أفواه غربية تعلكها .. يقولون لم يجد الوقت الكافي لكي يحبها، أدارت بعينيها الجميليتن وأغلظت بعطرها عليه ومضت . في هذا الحب لا أحارب سواي . و لا يلتقطني سواي . ولا تأسرني سوى روحي الخائبة . ولا يجب عليّ سوى ترتيب كلمات دامية وعنوان امتهن الثورة . وتفوح من جراحي أنفاسي . حاولتُ أن أقول بأن حياتي قصيرة ، وأنت يا خطأي أقترب على مهل حتى تصير صوابي . ولطالما ضبطت نفسي وأنا أقرع نخب خرابي . ومعارك كبيرة ترهق دمي . وحدي الشاهد . وحدي القاتل . وحدي من مات ومن ذكر مزاياي الجميلة على قبري . وقرأت على روحي الصفراء بعضاً مما كتبت . صافحت كفي .. كفي و وعدت بفعل شيئاً من أجلي . ورميت حفنة من الزهر، وقابلت أصدقاء يعرفونني .. وقلت لهم وافاني الأجل. لكنهم لم يدركوا أنيّ كنت أشبهني .. لكني لستُ أنا .. وتركوني ولم يهتّم أحد حتى في هذا الشارع الطويل ساعي البريد لا يسير دون أن يعبرني ، رسائل كثيرة عتيقة كالنبيذ يستلمها مني دون عنوان .. أعماني هوائك دون عكاز . في هذا الشارع الطويل أجتاز غريباً .. وغربة وأنتظركِ بين المارة تنفضين ودّ الموقف . أشعر أن كل متاهة تأخذني إليكِ . كل النساء هنا .. بوحدتهم وبأناقتهم وبرائحة فناجين أقدارهم لا يشبهونك . حين تبادلنا القبلة دون أن نصطدم بالأسباب، حين أنتقلنا من شعاع إلى شعاع موغلين في الثرثرة وأمواج السكون حتى دبّ في العيون بريق الحب .. وكنتِ تضحكين كأنها المتعة. من أية ريح وصلتي يا(...) ألا ينبغي بأن لا تلمني فتنة وجودك؟ وأنا في كل عمري أحمي الأزقة بالأذكار ولا كان هناك باب يصلني إلى عينان انزلقا حتى الخجل . كل شيء سقط بغتة وما كانت ملامح المدينة منتبهة .. وأنتِ تغمدين دهشتي في عطرك .. لم يكن هناك من ينتشلني لا واعض الحي لا الزمان الطلق لا صباحات القلق المستميت وكان كل شيءٍ فيني يسابقني عليك .. روحي وصلت إليكِ لاهثة غير آبهة للأبواب التي سوف تؤصد، لضياع العمر في السنين. حتى حين دلفت للعيون لم أرى زوارق صغيرة مشدودة الشراع تحارب الريح بحِلمهْ وغضَبهْ وتسألني متى تعود ؟ لا أراني .. لا أرى بحّار يفترُّ بالوصول يجول الزوارق بالعتاب . لا أرى رجالاً شاهرين صحوهم الطويل لأجلي .. لا أرى مخموراً يسألهم لفافة . أبصر من خلفهم السكون وأصغت الغيوم فوقهم لاهثة .. لا يسيرون . يا تُرى متى يعودون؟ متى تحركهم همة آخر المسافات؟ لكي يُشَّهروا بنا في وصولهم الشهري . أغادر المدى أبصارهم؟ وهم يخرجون بأجسامهم ينادون بعضهم بالكؤوس الصغيرة ويأتي غنائهم كئيباً في استغراقها . نسوا كأسي في مكانها .. نسوني في طريق عودتهم مع طنين هتافات غربلها البحر . حينها انساب دمعةً فدمعةً وأكون أغنية شريدة للريح و زهرة شتائية للنهر. سارق عطر 🥀 |
![]() |
#2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]()
|
![]()
تنبيه . ختم
|
|
![]() ![]() ![]() ![]()
|