![]() |
![]() |
![]() |
|
|
|
|
||||||||
![]() |
![]() |
| …»●[ ملتــقى قصــايدلــيل ]●«… للقاءات وعقد الاجتماعات المفتوحه مع الاعضاء |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
|
#41 |
|
|
في بيت أُمِّي صورتي ترنو إليّ ولا تكفُّ عن السؤالِ: أأنت، يا ضيفي، أنا؟ هل كنتَ في العشرين من عُمري، بلا نظَّارةٍ طبيةٍ،وبلا حقائب؟ كان ثُقبٌ في جدار السور يكفي كي تعلِّمك النجومُ هواية التحديق في الأبديِّ...(ما الأبديُّ؟ قُلتُ مخاطباً نفسي) ويا ضيفي... أأنتَ أنا كما كنا؟ فمَن منا تنصَّل من ملامحِهِ؟ أتذكُرُ حافرَ الفَرَس الحرونِ على جبينكَ أم مسحت الجُرحَ بالمكياج كي تبدو وسيمَ الشكل في الكاميرا؟ أأنت أنا؟ أتذكُرُ قلبَكَ المثقوبَ بالناي القديم وريشة العنقاء؟ أم غيّرتَ قلبك عندما غيّرتَ دَربَكَ؟ قلت: يا هذا، أنا هو أنت لكني قفزتُ عن الجدار لكي أرى ماذا سيحدث لو رآني الغيبُ أقطِفُ من حدائقِهِ المُعلَّقة البنفسجَ باحترام... ربّما ألقى السلام، وقال لي: عُدْ سالماً...وقفزت عن هذا الجدار لكي أرى ما لا يُرى وأقيسَ عُمْقَ الهاويةْ.... — محمود درويش |
|
|
|
#42 |
|
|
كلما فكَّر بالأمل أنهكه التعب والملل , واخترع سراباً, وقال : بأيّ ميزانٍ أَزِنُ سرابي ؟ بحث في أدراجه عمَّن كانه قبل هذا السؤال , فلم يعثر على مُسَوَّداتٍ كان فيها القلبُ سريعَ العطب والطيش . ولم يعثر على وثيقة تثبت أنه وقف تحت المطر بلا سبب . وكلما فكَّر بالأمل اتسعت المسافة بين جسد لم يعد خفيفاً وقلب أصيب بالحكمة . ولم يكرِّر السؤال : مَنْ أنا ؟ — محمود درويش |
|
|
|
#43 |
|
|
و أنتَ الذي لا تعرف الحب إلاّ عندما تحبّ، لا تسأل ما هو ولا تبحث عنه. لكن امرأة سألتك إن كنت تحب الحب لذاته، فتمَلّصت و تخلصت من حيرة الجواب، و قلت: أُحِبُّكِ أنتِ. فألحّتْ: ألا تُحِبُّ الحُب، فقُلت: أحبكِ أنتِ لذاتك، فانصرفتْ عنكَ لأنك لا تُؤتمَنُ غيابها. ليسَ الحُبُّ فكرة. إنه عاطفةٌ تسخن و تبرد و تأتي و تذهب. عاطفة تتجسَّد في شكل و قوام، و لهُ خمسُ حواسّ و أكثر. يطلع علينا أحيانًا في شكل ملاكٍ ذي أجنحة خفيفة قادرة على اقتلاعنا من الأرض. و يجتاحُنا أحيانًا في شكل ثور يطرحنا أرضًا و ينصرف. و يهبُّ أحيانًا أخرى في شكل عاصفةٍ نتعرَّف إليها من آثارها المُدمرة. و ينزل علينا أحيانًا في شكل ندى ليليّ حين تحلب يدٌ سحريَّةٌ غيمةً شاردة. لكن هذه الأشكال كُلّها تجتمع في امرأة، حسية مرئية، ملموسة محسوسة، لا في فكرة. فنحبُّ الشكل الجاذب، و ينكبُّ الخيالُ على تفحُّصِ مافيهِ من غموض و غرائب. أما الأرواح فتتعارف و تتآلف حول الشكل المتلألىءبالجوهر. و قد تختلف على تأويل ما يقولُ الجسَدِ للجَسَد، فتنصرف إلى شفافية أخرى و تحلّ في أجسادٍ أكثرُ امتلاءً بالماءِ و التناغم و الموسيقى.... — محمود درويش |
|
|
|
#44 |
|
|
الآن بَعْدَكِ … عند قافيةٍ مناسبةٍ ومنفى، تُصلح الأشجارُ وقفتها وتضحك. إنه صيف الخريف … كَعُطْلَةٍ في غير موعدها، كثقبٍ في الزمان، وكانقطاعٍ في نشيدِ صيف الخريف تَلفُّتُ الأيام صَوْبَ حديقةٍ خضراءَ لم تنضج فواكهُها، وصَوْب حكايةٍ لم تكتمل: ما زال فينا نَوْرسان يُحَلِّقان من البعيد إلى البعيدِ إنه صيف الخريف يجيء من وقت إضافيِّ جديد . صيف الخريف يشدُّني ويشدُّكِ: انتظرا! لعلَّ نهايةً أُخرى وأجملَ في انتظاركما أمام محطة المترو. لعلَّ بدايةً دخلت إلى المقهى ولم تخرج وراءكما لعلَّ خطابَ حبّ ما تأخَّرَ في البريدِ..... اُلآن، بعدك... عند قافية ملائمة ومنفى ... تُصْلِحُ الأشجار وقفتها وتضحك. أَشتهيك وأَشتهيك وأنت تغتسلين، عن بُعْدٍ، بشمسك. إنه صيف الخريف كعطلة في غير موعدها.. سنعلم أَنه فَصْلٌ يدافع عن ضرورته، وعن حُبّ خرافيّ... سعيدِ الشمسُ تضحكُ من حماقتنا وتضحكُ، لن أَعود ولن تعودي .. — محمود درويش |
|
|
|
#45 |
|
|
في مرحلة ما من هشاشةٍ نُسَمَّيها نضجاً , لا نكون متفائلين ولا متشائمين . أَقلعنا عن الشغف والحنين وعن تسمية الأشياء بأضدادها , من فرط ما التبس علينا الأمر بين الشكل والجوهر, ودرَّبنا الشعورَ على التفكير الهادئ قبل البوح . للحكمة أسلوب الطبيب في النظر إلى الجرح . وإذ ننظر إلى الوراء لنعرف أَين نحن منَّا ومن الحقيقة نسأل : كم ارتكبنا من الأخطاء ؟ وهل وصلنا إلى الحكمة متأخرين . لسنا متأكدين من صواب الريح , فماذا ينفعنا أن نصل إلى أيّ شيء متأخرين , حتى لو كان هنالك من ينتظرنا على سفح الجبل , ويدعونا إلى صلاة الشكر لأننا وصلنا سالمين ... لا متفائلين ولا متشائمين , لكن متأخرين ! — محمود درويش |
|
|
|
#46 |
|
|
إذا كان لا بُدَّ من قمر ٍفليكن كاملاً، ووصيّاً على العاشقة! وأمّا الهلال فليس سوى وَتَر ٍمُضمرٍ في تباريح جيتارة سابقة! وإن كان لا بُدَّ من منْزلٍ فليكنْ واسعاً، لنربي الكناريّ فيه..وأشياءَ أخرى وفيه ممّر ليدخلَ منه الهواء ويخرج حرّا وللنحلِ حقُّ الإقامةِ والشغلِ في رُكنهِ المهمل وإن كان لا بُدَّ من سفرٍ فليكن باطنيّاً، لئلا يؤدّي إلى هدف وأمّا الرحيل، فليس سوى شغف مرهفٍ بالوصول إلى حُلُمٍ قُدَّ من حجر! — محمود درويش |
|
|
|
#47 |
|
|
يجلسُ الليلُ حيث تكونين. ليلُك من لَيْلَكٍ.بين حين وآخر تُفْلتُ إيماءةٌ من أَشعَّة غمَّازتَيْك فتكسر كأسَ النبيذ وتُشْعل ضوء النجوم . وليلُك ظِلُّكِ قطعةُ أرضٍ خرافيَّةٍ للمساواة ما بين أَحلامنا. ما أَنا بالمسافر أَو بالمُقيم على لَيْلكِ الليلكيِّ , أَنا هُوَ مَنْ كان يوماً أَنا ’ كُلَّما عَسْعَسَ الليلُ فيك حَدَسْتُ بمَنْزلَةِ القلب ما بين مَنْزلَتَيْن : فلا النفسُ ترضى , ولا الروحُ ترضى . وفي جَسَدَيْنا سماءٌ تُعانق أَرضاً. وكُلُّك ليلُكِ... لَيْلٌ يشعُّ كحبر الكواكب.لَيْلٌ على ذمَّة الليل , يزحف في جسدي خَدَراً على لُغَتي , كُلَّما اتَّضَحَ اُزدَدْتُ خوفاً من الغد في قبضة اليد. ليلٌ يُحدَّقُ في نفسه آمناً مطمئناً إلى لا نهاياته’لا تحفُّ به غيرُ مرآته وأَغاني الرُعاة القُدَامى لصيف أَباطرةٍ يمرضون من الحبِّ . ليل ترعرع في شِعْرِهِ الجاهليِّ على نزوات امرئ القيس والآخرين , ووسَّع للحالمين طريقَ الحليب إلى قمرٍ جائعٍ في أَقاصي الكلامْ .... — محمود درويش |
|
![]() |
| مواقع النشر (المفضلة) |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه
|
||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
| يقول الشّاعر محمود درويش عن القهوة | ملكة الجوري | قصـايد ليل للخواطر المنقولة | 18 | 11-18-2018 09:48 PM |
| عادل درويش | طهر الغيم | …»●[قصايد ليل للتربيهـ والتعليــم والاجتماعيات والتنمية البشرية]●«… | 26 | 04-24-2017 12:44 AM |
| محمود درويش | جنــــون | …»●[دواويــن الشعــراء والشاعرات المقرؤهـ المسموعهــ]●«… | 0 | 07-25-2011 07:24 PM |
| محمود درويش | جنــــون | …»●[دواويــن الشعــراء والشاعرات المقرؤهـ المسموعهــ]●«… | 0 | 06-29-2011 10:46 AM |
![]() |