ثمة حالات يستطيع فيها البشر احتمال الألم، حتى إلى نقطة الموت، لكن ثمة شيء لدى كل شخص، لا سبيل إلى احتماله، شيء لا يمكن التفكير فيه؛ ولا علاقة للشجاعة والجبن بهذا الأمر.
"رأيت مقالًا عنوانه "تعايش مع حياتك التي لم تعشها" وجعلني ذلك أقف وأتفكر. كثيرٌ من حياتنا هو حدادٌ على مالم نصبحه. يا له من هدر، لم نضيّع أي فرص، ما أتى وذهب لم يكن مقدّرًا لنا."
"عن مُنتهى دهشة الشِّعر، ومآلاته العذبة؛ أورد أحمد الصحيّح أحد سوانحه المليحة: "الشِّعرُ أن تمنحَ وجهك للأشياء؛ أن تتبرَّع بالدم لجدار، أو كرسي، أو نافذة"، يتقاطع مع ما أستلذّ به في هذا المعنى –وهو مذهبي– بيت إياد حكمي: «آيةُ الشِعر أن أُحدِّق حتى / يعتريني من الذُّهولِ ذهولُ»"
ليس المكان هو الفخ إذ يصير في صورة، ففي الذاكرة ما يكفي من أدوات التجميل لتثبيت المكان في مكانه، لا لأنه فينا وإن لم نكن فيه، بل لأن الأمل هو قوة الضّعيف المستعصية على المقايضة. وفي الأمل ما يكفي من العافية لقطع المسافة الطويلة من اللامكان الواسع إلى المكان الضيق، أما الزمان الذي لم نشعر به الا متأخرين، فهو الفخ الذى يتربص بنا على حافة المكان الذى جئنا اليه متأخرين، عاجزين عن الرقص على البرزخ الفاصل بين البداية و النهاية...