عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 08-09-2015
Saudi Arabia     Male
لوني المفضل Darkgray
 عضويتي » 27957
 جيت فيذا » Nov 2014
 آخر حضور » منذ 4 أسابيع (02:49 AM)
آبدآعاتي » 240
الاعجابات المتلقاة » 3
الاعجابات المُرسلة » 1
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Male
آلقسم آلمفضل  » الادبي
آلعمر  » 33سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » اعزب
 التقييم » نَـوًّاَفْ has a reputation beyond reputeنَـوًّاَفْ has a reputation beyond reputeنَـوًّاَفْ has a reputation beyond reputeنَـوًّاَفْ has a reputation beyond reputeنَـوًّاَفْ has a reputation beyond reputeنَـوًّاَفْ has a reputation beyond reputeنَـوًّاَفْ has a reputation beyond reputeنَـوًّاَفْ has a reputation beyond reputeنَـوًّاَفْ has a reputation beyond reputeنَـوًّاَفْ has a reputation beyond reputeنَـوًّاَفْ has a reputation beyond repute
مشروبك   water
قناتك rotana
اشجع naser
مَزآجِي  »  احبكم
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي تــأملات في مــلــكوت الخالق ( لغز فينياس جيج)










لــغــز فينياس جيج
[/CENTER]


الزائر لمتحف وارن للتشريح (Warren Anatomical Museum) في كلية طب هارفرد، يجد بين المعروضات جمجمة بكسور بسيطة حول العينين والأنف، وثقب في الجزء العلوي الأمامي من الجمجمة.. وبجانب الجمجمة قضيب معدني طوله نحو متر وسمكه نحو 3 سنتيمترات .. إلى هنا والأمر لا يعدو كونه عادياً .. ماذا يعني جمجمة بثقب في أعلاها .. لو كان لجمجمتي نفسها ثلاثة ثقوب بدلاً عن واحد لما كان ذلك سبباً لاحتفاظ كلية طب أم القرى بها !.. فما بالك بهارفارد !..

ما السر في تلك الجمجمة؟.. وذلك القضيب بجانبها ؟ ..

هذه هي الحكاية ..

صاحب الجمجمة رجل يُدعى فينياس جيج Phineas Gage ..
في 13 سبتمبر 1848م .. كان فينياس يعمل مع فريق من العمال لإنشاء سكة حديد في ولاية فيرمونت الأمريكية .. كان عملهم تفجير الصخور تمهيداً لشق الطريق لقضبان السكة الحديد .. وكانوا يصنعون حفراً عميقة في الصخور ويضعون بها مسحوق التفجير مع الرمل (كملطّف ومخفف للإنفجار) وفتيل التفجير .. بعدها يُرص ذلك كله في الحفرة بأنبوب حديدي.. ثم يبتعد العامل ويفجّر الصخر ..
في حوالي 4,30 من عصر ذلك اليوم .. كان فينياس يرص مسحوق التفجير في الحفرة بقضيب معدني .. ويبدو أنه نسي وضع الرمل .. وأثناء ذلك ضرب الصخرة التي يعمل عليها بطرف القضيب فانقدحت شرارة لامست المسحوق .. وحصل الأنفجار فوراً !!.. ونتيجة لذلك اندفع القضيب كالصاروخ واخترق الجزء الأيسر من وجنته تحت العين اليسرى مخترقاً ما خلف العين صعوداً إلى الرأس .. حيث نفذ من أعلى الرأس !!..
كل من رأى (ويرى مثل) ذلك المنظر لن يشك في أن صاحبه قد فارق الحياة .. لكن الذي حصل أن فينياس تشنّج جسده قليلاً .. وما هي إلا دقائق وبدأ ينطق !! .. وكان يتحكّم بأطرافه !!.. تم إخراج القضيب مع لطخ من الدم ومادة المخ عالقة به !!.. وأسعف وعولج بشكل بدائي (كما لك أن تتخيّل في مثل ذلك التاريخ مقارنة باليوم !).. ونجا بأعجوبة من ذلك الحادث .. وعاش بعدها لنحو 12 عاماً .. ومات على أثر نوبات صرع متتالية عام 1860م ..

كان فينياس قبل الحادث شخصاً عاقلاً.. حساساً.. رزيناً ومتزناً في عقله وتصرفاته .. حتى عُيّن رئيساً على زملائه في العمل .. لكنه أصبح بعد الحادث عديم التفكير والتخطيط.. عصبياً .. غير مسئول .. متقلباً في رأيه.. عنيداً .. بذيئاً.. ومنتهكاً للحرمات .. ومثل الطفل في قدراته الفكرية ومهاراته الاجتماعية!..

ما الذي حدث بالضبط ؟؟..

ذلك الحادث وتلك التصرفات لفينياس بعده .. ألقت الضوء على حقائق جديدة حول الدماغ .. كان من أبرزها أن قطع أو تلف الفصّ الجبهي (الناصية) frontal lobe من الدماغ (مكان اختراق القضيب) لا يودي بالحياة .. لكن ثمنه فقد القدرات العقلية الخاصة بالتخطيط للمستقبل .. وفقد التعقّل وضبط النفس .. وتردّي السلوك .. وانعدام الشعور بالذنب .. بمعنى آخر .. تنعزل "بوصلة الأخلاق" عن "السلوك" !.. بينما تبقى "الذكريات" سليمة ..

تلك هي "بعض" أسرار مقدّم الدماغ .. الفصّ الجبهي .. أو "الناصية" بمعنى آخر ..
هل ذلك يعطينا شيئاً من معاني قوله تعالى (ناصية كاذبة خاطئة)؟.. وهل التصرّفات والتدهور في السلوك و"الخطيئة" مرهون بتغيرات في تلك المنطقة من الدماغ .. سواءاً كانت تغيرات بفقد جزء أو قطع فيها نتيجة حادث (وهنا تنجلي رحمة الله عز وجل في تقدير مسئولية الشخص ومحاسبته قبل وبعد الحادث المقدّر) .. أو كانت تغيراتٍ بتنشئة اجتماعية وتربوية "منفلتة" .. تؤثر تراكماتها في تلك المنطقة من الدماغ ..

كل تلك التساؤلات .. وغيرها من جوانب الشخصية و"عقلانية" الإنسان وتصرفاته .. تبقى في جوهر حقيقتها سراً دفينا من أسرار بحر الدماغ .. وإن كنا نعلم أن جزءاً كبيراً مما يجعل الإنسان "إنساناً" يقبع هناك .. ضمن قشرة رقيقة من مقدم المخ .. الناصية .. وما يجري بها من "عمليات" محمومة في صورة "نبضات" تتواصل "بجنون" و"سرعة" هائلة بين الملايين من الخلايا .. لتحافظ على "آدميتك" .. و"خُلُقك" .. و"لسانك" !!..

سبحان من سوّاك .. فعدلك ..
وزيّنك بخلقك .. وطِباعك ..
سبحانه .. كما ينبغي لجلال عظمته .. وعظيم سلطانه ..
.. في أمان العظيم .










نـــــواف




رد مع اقتباس