القيم الإيجابية والسلبية في الشعر الجاهلي
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
الشعر الجاهلي كان قد أخذ أهم جوانب الحياة في مختلف المدلولات والقيم ، شعر امتلك حرية محضة .
بل كان الدافع فيه رسم الأبيات بصورة قوية، وقد كان أغلب شعراء الجاهلية من البدو
لذلك كانت تعم ألفاظهم الغموض ، ويكثرون من الوصف
وقد اقتصر هؤلاء على وصف الصحراء ، والخيل وغير ذلك من مظاهر البادية .
منها بيت أحدهم في وصف غزالة البر ( لبيد ):
أفَتلكَ أم وحشيةٌ مسبوعةٌ
خَذَلت وهاذية الصَوار قوامُها
أما القيم التي كانوا يتحلون بها فهي وبلا شك قيما سامية
تتمثل في حالة البدوي من كرم وتضحية
في سبيل الآخرين .
ونذكر هنا كمثال قوي شعر للشاعر ( الحطيئة )
فيه تظهر خصلة الكرم التي تعدت الحالة الاجتماعية
وهذه بحد ذاتها قيمة ايجابية تتمثل في شعر هذا العصر :
وطاوي ثلاث عاصب البطن مرمل
ببــيداء لم يعرف بها ساكن رسما
أخي جفوة فيـه من الإنس وحشة
يرى البؤس فيها من شراسته نعمى
رأى شبحا وسط الظلام فراعـه
فلما رأى ضيفا تشمر واهتمـا
فقال هيا رباه ضيف ولا قــرى
بحقك لا تحرمه تا لليلة اللحمـا
فقال ابنه لــما رآه بــحيرة
أيا أبت اذبحني وهيئ له طعـما.
بالرغم من ذلك كان في الشعر بعض الخصال التي كانت تعتبر
قيما سلبية، طغى عليها الإسلام منذ بزوغ نوره
ومنها الشعر الذي يدعوا إلى العصبية، والهجاء المقذع، والغزل الفاحش،
ووصف الخمر .
فالــــــــشعر الـــــــــــــــجاهلي
كان شعراً حقيقياً مليئاً بالقيمِ السامية التي تحلى بها الفرد نفسه
إلى غير ذلك من حسن البلاغة والبيان التي استخدمها شعراء ذلك العصر،
وهذا ما دفع النقاد والشعراء في العصور المختلفة إلى الرجوع
لهذا الشعر.
أما القيم السلبية فيه والتي تتمثل في الموضوعات نفسها
لم تكن عاملا قويا في القضاء على هذا الشعر.
فلا نملك أن نهجو شعراء ذلك العصر على موضوعاتهم
حيث أن الإسلام لم يكن مشع نوره آنذاك وقد يخفى على الكثيرين منهم
التحريم لتلك المواضيع.
والشاهد على ذلك : الشاعر حسان بن ثابت
والذي كان يفخر في الجاهلية بالأحساب والأنساب
وعند دخوله إلى الإسلام رأينا فخره بالإسلام وبمحمد صلى الله عليه وسلم .
ومن أمثلة هذا الفخر قوله:
وقال الله قد أرسلت عبدا
يقول الحق إن نـفع البلاء
فإن أبي ووالده وعرضي
لـعرض محمد منكم فداء
|