عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 02-19-2024
Oman     Female
SMS ~ [ + ]
أحبك وأنت النبض ودقات قلبي كله:066
لوني المفضل White
 عضويتي » 28589
 جيت فيذا » Oct 2015
 آخر حضور » منذ 17 ساعات (10:45 PM)
آبدآعاتي » 1,057,633
الاعجابات المتلقاة » 13960
الاعجابات المُرسلة » 8086
 حاليآ في » سلطنة عمان
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Oman
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الفنى
آلعمر  » 22سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء
 التقييم » ضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond repute
مشروبك   7up
قناتك mbc
اشجع ithad
مَزآجِي  »  اطبخ
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي شرح حديث: "نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور"



شرح حديث: «نُصِرْتُ بالصَّبا، وأُهْلِكَتْ عادٌ بالدَّبُورِ»

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فعن عبدالله بن عباس رضي الله تعالى عنهما، أنَّ النبي صلى الله تعالى عليه وسلم قال: «نُصِرْتُ بالصَّبا، وأُهْلِكَتْ عادٌ بالدَّبُورِ»؛ «أخرجه البخاري (1035)، ومسلم (900)».

فإنَّ من سنن الله تبارك وتعالى تأييد الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام بما يريد سبحانه وتعالى، حيث خصَّ بعض الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام بعدة معجزات حِسِّيَّةٍ؛ وذلك لإثبات رسالتهم ونبوَّتهم، ولتكون تلك المعجزات هدايةً لأقوامهم.

وإنَّ من هذه المعجزات التي خصَّ ونصر الله تبارك وتعالى بها نبيَّنا محمدًا صلى الله عليه وسلم «الصَّبا»، وهي الرِّيح، ففي الحديث عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: «نُصِرْتُ بالصَّبا، وأُهْلِكَتْ عادٌ بالدَّبُورِ»؛ «أخرجه البخاري (1035)، ومسلم (900)».

وفي رواية عن عبدالله بن عباس رضي الله تعالى عنهما، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أتتِ الصَّبا الشمالَ ليلةَ الأحزابِ فقالت: مُرِّي حتى تنصري رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقال الشمالُ: إنَّ الحُرَّةَ لا تسري بالليلِ، فكانت الريحُ التي نُصِرَ بها رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الصَّبا»؛ «الهيثمي، مجمع الزوائد (6 /69)، رجاله رجال الصحيح، أخرجه البزَّار (4721)».

وفي رواية عن عكرمة مولى ابن عباس عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما قال: «أتت الصَّبا الشمالَ ليلةَ الأحزابِ فقالت: مُرِّي حتى ننصرَ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقالت الشمالُ: إن الحرةَ لا تسرِي بالليلِ، فكانت الريحُ التي نُصِرَ بها رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الصَّبا»؛ «الهيثمي، مجمع الزوائد (6/142)، رجاله رجال الصحيح».

وفي رواية عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: «نُصِرتُ بالصَّبا وأُهلِكَتْ عادٌ بالدَّبُورِ»، وزادَ مُسلمٌ عن مُجاهِد عنِ ابنِ عباسٍ: «وما أُرسِلَ عليهم إلَّا مِثلُ الخاتَمِ»؛ «أخرجه البخاري (1035)، ومسلم (900) مختصرًا».

يُبَيِّنُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أنَّ الله تبارك وتعالى نصره «بالصَّبا»، وهي الرِّيح الَّتي تَهُبُّ من المشرق؛ ولهذا الحديث قِصَّةٌ؛ حيث إنَّ الله تبارك وتعالى أرسل يوم غزوة الخندق ريحًا باردةً في ليلة شديدة المطر على الأحزاب الذين تجمَّعوا لمقاتلة النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين ومحاربتهم، فقلعت الريح خيام المشركين، وعملت على إطفاء نيرانهم، وقلب قُدُورهم؛ مما أدَّى ذلك إلى هزيمتهم ورجوعهم عن مقاتلة ومحاربة النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين الذين معه، وكانت هذه الواقعة والحادثة معجزةً لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ونصرةً وكرمًا وتأييدًا من الله تبارك وتعالى لنبيِّنا محمد صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين معه.

ثُمَّ قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «وأُهْلِكَت عَادٌ بِالدَّبورِ»، وهي ريح تَهُبُّ من جهة الغرب، حيث سلَّطها الله تبارك وتعالى على قوم هود سبع ليال وثمانية أيام متتابعة، فقَضَتْ عليهم وأهلكتهم.

وقيل: إنَّ الصَّبا: هي الريح التي تجيءُ من خلف الظهر إذا استَقبلْتَ القبلة، والدَّبور: هي الريح التي تجيء من قبل الوجه إذا استَقبلْتَ القبلة.

وفي هذا الحديث دلالة على أنَّ بعض الرياح قد تأتي رحمةً ونصرًا؛ كالصَّبا، وبعضها قد يكون عذابًا؛ كالدَّبور.

فلذلك لا ينبغي للعباد أن يَغتَرُّوا بعلامات الله تبارك وتعالى الكونية، فقد يكون في إحداها عَذابٌ، فالواجب المحافظة على العبادات والطاعات والقُرُبات.

وفي الحديث دلالة كذلك عن الإخبار عن الأمم الماضية السابقة وإهلاكها، مما يحتِّم الاتِّعاظ بأحوالها وما كانت عليه.

ويدلُّ الحديث على بيان تفضيل المخلوقات بعضِها على بعض والتمايز والتباين بينها؛ كحال رياح الرحمة وريح العذاب.

وفي الحديث دلالة على مشروعية إخبار الإنسان عن نفسه بما خصَّه الله تبارك وتعالى به وتفضَّل عليه، على جهة التَّحدُّث بنعم الله تبارك وتعالى وفضائله عليه، والإقرار والاعتراف بها، والإكثار من شكره سبحانه وتعالى، لا أن يكون على سبيل الفخر والإعجاب ومدح النفس والذات.

هذا ما تمَّ إيراده، نسأل الله العلي الأعلى أن يُعيننا على ذكره وشكره وحُسْن عبادته، وأن يجعله من العلم النافع والعمل الصالح، والحمد لله ربِّ العالمين.



 توقيع : ضامية الشوق



رد مع اقتباس