ليفتح الظرف ويُخرج ورقه بيضاء اصبح لون بعض اجزاءها احمر تمزق الكيس الصغير الذي كان داخل الظرف ، ليقع نظره على الخط الاسود العريض المكتوب : ( اتوقع انك تعرف هادي الرائد اكثر مني وتعرف مكانه صح ؟! ايه اكيد سابقاً تعرف بس الحين مُستحيل تعرف ، خلني اعلمك عشان تكون على بينه ، الاجابه خلف الورقه ).
انس يلف الورقه ليجد بخط اسود مُشابهه لسابق ( هادي بححح تعرف كيف بحح ؟! يعني تحت الارض وكيف تحت الارض ؟! يعني مات وبالقبر ، وهذا الشي اللي متاكد صار ب اصابع يدينكك هذا دمه ).
انس وهو يحاول ان يُخمد غضبه ليضرب بقبضته الجدار : للحين ذا الكلب يهدد .
ليسمع رنين هاتفه ليُخرج من جيبه وهو ينظر لرقم البريطاني الغريب ويفتح الخط .
ليصل له صوت الطرف الاخر بلكنة سعودية : ان شاء الله بعد موت خويك للحين حي .
انس بغضب صارخ : ي الكلب والله لقتلك لو انك رجال تجي قدامي تتكلم ماهوب تكذب على الناس وتكلمني من ورا الجوال .
الطرف الاخر بضحكة طويلة : رجال غصب عن اللي خلفك والدور على اهلك عشان تعرف اني صادق بكل تهديد .
انس يحاول ان يتكلم بهدوء : لك سنتين تهدد وتوقعته بزر يلعب بجوال ابوه .
الطرف الاخر يُقاطعه : والحين اهدد واقول الدور على اهلك .
انس بغضب : انت وش تبي ؟!
الطرف الاخر بخبث : اختك .
انس يحاول ان يمسك نفسه عن اللعن : لا تدخل الحريم بموضوعنا .
الطرف الاخر بصوت ثقيل : الحريم هم اساس اللي بينا ، الا اقول روح اسال ابوك عن الموضوع اللي قبل عشرين سنه .
انس بصوت حازم : وش دخل هادي بموضوعي انا وياك ؟! الطرف الاخر بضحكة : مو مشكلة غير الموضوع لاننا راجعين له ، اما وش دخل هادي انت تعرف .
انس ب انفاس غاضبه : لو اعرف ماجلست للحين اكلمك .
الطرف الاخر : يلا مو خسران شي ، خويك او نقول الحارس الشخصي لك كم مره لقيته يلعب معي ، اذا بتسال كيف يلعب ف بقولها كان يدور وراي يبحث يسال ، هو ماكان راح يلقى شي بس سبب لي قلق ، والحين احسن الله عزاك .
انس ينظر للهاتف بعد ان شعر ب اغلاق الخط .
ليضغط على رقم هادي ليجده مُغلق .
ليرفع اصابعه و يتامل الدم لينطق بهمس : لاقيك ي ورع ابوك مالقيت تلعب الا مع انس عايد العايد .
ليمشي لغرفته وهو ينزع كنزته ويدخل الحمام ،
ليقف تحت الماء وهو يشعر برذاذ الماء الدافئ المُنساب على جسده .
وبعد دقائق خرج وهو يتجه للخزانه ليسحب منها ثياب ارتداها على جسده المبلول بسرعه وعاد يسحب منها بعض الملابس رماها بقوه على السرير ويسحب حقيبته التي بجانب الخزانه ليضعها فوق السرير ويرمي فيها الملابس ب اهمال ليُغلقها ويسحب معطفه وهاتفه ليخرج ويُغلق الشقه وينزل بخطوات واسعه لموظف الاستقبال .
انس بلكنة انجليزية عندما اقترب منه : اُريد تنظيف الشقه جيداً ، ايضاً مُراقبتها وعدم السماح لا احد بدخولها .
الموظف ب احترام : اوك سيدي .
انس بضيق من ذاك الاتصال : شكراً
ليخرج وهو يصعد السيارة قاصداً لندن وبالتحديد والده .
..
شادن تُقبل راس والدها : سلامتك الف ي شيخ .
عايد ب تعب قد بان بِصوته : الله يسلمك ي بنتي .
لتقترب والدتها وهي تُقبل راسه وتضع كفه بين كفاها : الدكتور يقول اليوم انك احسن .
عايد يهز راسه لينطق : الحمدلله .
شادن ببتسامة : تبوني اطلع .
نوره وهي تترك كفه لتبتعد وتجلس على الكرسي : البنت ذي ماتستحي .
شادن بضحكة قصيرة : يوه يمه عشاني قلت تبوني اطلع قلتي البنت ماتستحي ، عاد صراحه انا اقصد شي وانتي تقصدين شي .
نوره بضيق : شادن ماودك تدقين على عمك وتشوفين وينه .
شادن ببتسامة : من عيوني بروح اكلمه برا .
نوره تقف بعد ان خرجت شادن لتنطق : كيفك اليوم ؟!
عايد وهو يمد كفه ليمسكها كفها وبهمس : بشوفتك ي نوره اصير بخير .
نوره بخجل تشعر به مع زوجها وكانها لم تكبر يوماً : جعلك دايم بخير .
عايد بضحكة بعد ان راى احمرارها ليكح بعدها .
نوره بخوف : ابو انس تبي ماء ؟!
عايد ببتسامة : الا ابيك .
نوره بهدوء : صدق اتكلم .
عايد بهدوء خبيث : وانا صدق اتكلم .
نوره تسحب كفها لتجلس على المقعد : الا شفت ولدك وش بيسوي .
عايد ب استفهام بعد ان راها تغير الموضوع : وش بيسوي ؟!
نوره بضيق : رايح يشتري له خيل .
عايد بتفهم : انتي عارفه ان انس يحب الخيل ويركبه ، وهو قد شاورني بالموضوع وانا وافقت .
نوره بقهر : وانت ماتخاف عليه ؟! .
عايد : ولدك عمره 29 هذا اذا مادخل ال30 وتخافين عليه ؟! ، خليه يسوي اللي يبي ويكبر تجارته .
نوره تلتفت يساراً بغضب .
ليرفع نظره عايد جهة الباب بعد دخول شادن وهي تُعدل حجابها : ان شاء الله ماخربت شي .
عايد بهدوء : لا وش قال عمك ؟! .
شادن تقترب لتسحب المقعد جانب سرير والدها : يقول راح يجي بس عنده شوي شغل اذا خلصه بيجي .
عايد يهز راسه بتفهم : الله يحيه .
..
ام مساعد تفتح الباب لتبتسم بعد ان راتهما تغُطان بالنوم لتنطق : الساعه صار 11 وللحين نايمات .
لتقترب وهي تُشغل الاضاءه وبصوت عالي : يلا اسير اثير .
اسير تجلس بتعب : تكفين شوي بس .
ام مساعد تُغلق التكييف : لا شوي ولا كثير مو باقي على الظهر شي .
اثير تُبعد اللحاف عنها وهي تحاول العوده لنوم .
ام مساعد تخرج لتنطق : حلفتكم بالله ماتشغلونه وانتظركم تحت .
اثير بغضب : يمه والله مانمت الا بعد الفجر .
ام مساعد بضحكة : ماحد قال لك تسهرين
اثير تُغطي عيناها بذراعها : كلها من اسير .
اسير تنزل من السرير : كل شي تحطينه فوق راسي .
اثير ترفع صوتها بغضب : لان كل شي منك .
اسير تفتح الباب الحمام المُشترك مع الغرفه : طيب اسمع ماله داعي الصياح .
تحت ترفع هاتفها لتنطق بعد سماع صوته : وينكم ؟!
ابو مساعد ببتسامة : نص ساعه وحنا عندكم .
ام مساعد بفرحة : بتنورون .
لتُغلق الخط وهي تتجه للمطبخ وببتسامة للخادمة : ابو مساعد ووتين بيجون بعد نص ساعه سوي القهوه وحطيها بالصاله وكثري الغداء .
الخادمة ساندي ببتسامة : اوك ماما .
..
هاجر تُشاهد مُسلسلها الاعاده بحماس .
لتدخل اماني بقهر : سويتي الغداء .
هاجر بضيق : ايه .
لتنطق بعد ثواني اماني : وش لقيتي عند عمك امس . هاجر بهدوء : مالقيت شي .
اماني بغضب لم تظهره : كيف مالقيتي شي وانتي ساحبه اخوك من النوم .
هاجر تلتفت بقرف : خلاص افهمي اني مابي اتكلم ماله داعي التحقيق ذا كله .
اماني تُعيد نظرها لتلفاز لتنطق بعد ثواني وبفضول مُتعب : وين سيف م اشوفه ؟!
هاجر تهز كتُفها بمعنى لا اعلم .
اماني تضع ساق على ساق لتنطق : هذا اخوك دقي عليه شوفي وينه ليكون صاير له شي .
هاجر ب استغراب من اصرارها : طيب .
لترفع هاتفها وهي تتصل بعد ثواني طويلة : الوو السلام عليكم
في الطرف الاخر سيف ب ابتسامة : وعليكم السلام واحلى الو سمعتها .
هاجر بضحكة قصيرة : وش سالفتك رايق ؟!
سيف وهو يمسح عرق جبينه : ي بنت لو انك عندي نقدتي على ضحكي .
هاجر ب استغراب : ليش ؟!
سيف وهو يحاول ان يخترع كذبه : عمي محمد كلمني وطلعت لمزرعتهم اساعده .
بشهقه تقف لتخرج لغرفتها على نظرات اماني القاتله والفضوليه .
سيف بضيق : وجع فقعتي لي اذني .
هاجر بغضب : رحت وخليتني ؟! ، وانت تقول بنروح اذا عزمونا صعب نقط وجيهنا .
سيف يحاول ان يرقع الموضوع : قلتك عمي كلمني يبيني اساعده ، وبعدين مافيه احد جاء بكلم تركي يجيبك .
هاجر بحُزن : انت تعرف محمد مستحيل يوافق اطلع مع عيال عمي ، وانا مابي اركب مع تركي .
سيف ببتسامة مُتعبه : خلي خلافك مع تركي على جهه ، لان هو الوحيد اللي اقدر امون عليه واكلمه يجيبك ، ومحمد راح اكلمه .
هاجر ببتسامة : خلاص ترى بجهز اغراضي لتُغلق الخط .
لتعود ببتسامة لصاله وهي تحاول جمع شعرها بربطة .
لتنطق اماني : لا تتعبين نفسك مستحيل الشعر اللي زيك ينربط .
هاجر تُنزل ذراعيها لتشعر ببعض الخُصل تُلامس وجنتيها لتنطق بهدوء : وانتي وش دخلك .
اماني بسُخرية : مشكلتك اخت زوجي وبيسالوني الناس عنك بكره وش اقول صارت بوية .
هاجر تجلس بقهر وهي تحاول ان تُعيد تركيزها لمُسلسلها .
لتنطق اماني بفضول : الا وين اخوك الداشر .
هاجر بصدمة تلتفت : وش قلتي ؟!
اماني بربكة : ماصار ينام بالبيت يعني وين يروح ؟!
هاجر ب استغراب : وش دراك انه ماينام .
اماني تقف بتوتر قد بان : بنتظر محمد لما يجي وبتغداء معه وانتي اخذي غداك وطسي لغرفتك .
هاجر ببتسامة : عز الطلب .
..
اريان وهي تُقبل كف والدتها : تكفين سامحيها .
ام علي بحنان : ي اريان الله يرضى عليك لا تخليني احرجك
اريان ببتسامة قصيرة اظهرت اسنانها : ماراح تحرجيني يلا خليني اناديها .
ام علي بضيق : خليها تعتدل .
اريان تهمس لوالدتها : انتي تعرفين الجوهره دمها حار ، وهي مستحيل تعتدل بالهواش ، حتى نجلاء زعلانه عليها ولا تكلمها ، ولو تشوفين دموعها سامحتيها
ام علي بحنان من تلك المُشاكسه : روحي ناديها .
اريان تقفز : فديتك ي احلى ام .
..
اريان تدخل الغرفه لتقترب لروان وهي تنظر للجوهره واسيل ب استغراب : وش في الغرفه كذا .
روان بتعب : الجوهره تعاند اسيل على الشنطة .
اريان بهدوء : اسيل كبري عقلك .
اسيل بغضب وهي ترمي الملابس داخل الحقيبه : الجوهره هي البادية .
اريان تنظر للجوهره التي تُخرج الملابس من الحقيبه وترميها بعيداً : انا قلت شنطتي ماراح تحطون ملابسكم فيها .
اريان تقترب للحقيبة لتسحبها : وش السالفه الحين ابي افهم .
الجوهرة تتكلم بغضب : ي طويلة العمر الاخت اسيل وروان يبون يدخلون اغراضهم معي ، وانا مابيهم يدخلونها .
اسيل تُبرر : شنطتها كبيره وتكفي احسن من اننا نعبي السيارات بالشنط اللي مالها داعي .
روان تُكمل : وحنا ماراح ناخذ اشياء كثير .
الجوهره تسحب الحقيبة الضخمه ناحيتها : اسبوع ولا راح تاخذون كثير والله الكذوب .
اريان ببتسامة نطقت وهي تغمز لاسيل : الجوهره امي رضت عنك وتناديك .
الجوهره ترمي الحقيبه بحماس لتخرج بخطوات واسعه وهي تنطق : برجعها لك ي اريان برجعها .
اريان بسرعه نطقتت : حطو عفشكم فيها وارموها على تركي والله ماتقدر تطلع اغراضكم ولا تاخذها .
روان ب استفهام : يعني كذبتي عليها ؟!
اريان ببتسامة : لا والله ماكذبت بس عاد على حظكم امي رضت .
اسيل بحماس وهي تحمل ملابسها : ي فديتك .
..
في الغرفة المجاوره .
ريما وهي تحمل بعض العابها : دخليها .
هند بعدم صبر : ريما ماتشوفيني مشغوله بملابسي . نطقت نجود الُمتربعه في الارض وهي تطوي ملابسها : وش انواع الملابس اللي اخذ .
هند بعدم تركيز وهي تبحث عن تيشريتها الزهري في الخزانه : مدري ياخي وش ذا القلق .
ريما تضع العابها فوق ملابس هند في الحقيبه : والله انتي القلق .
هند تلتفت لتقع عينها على الالعاب : وش تسوي ذي هنا ؟!
ريما وهي تحمل دُميتها لتضعها فوقها : بروح فيها معنا .
هند بغضب : بتروحين فيها حطيها بكيس بشي ثاني مو ترمينها فوق ملابسي .
نجود بضيق : هند ياخي شوي شوي صدعتي راسي .
لتدخل اريان على تافُف هند .
اريان وهي تجلس على سرير : وش في العالم اليوم .
هند تُخرج العاب ريما لترميها بغضب : الورعه ذي قلق .
ريما ببِكاء عالي : والله اعلم امي
اريان تقف لتسحب ريما وتهمس لها : خلاص بدخلها انا ، الحين هند معصبه .
ريما تدفع اريان لتخرج باكيه .
نجود بهدوء : ماكان لك داعي ي هند .
هند تُعود للخزانه للبحث : خلوني بحالي .
اريان تنحني لجمع الالعاب المُتناثره : الا كيف نزلتي الشنطه .
نجود بضحكة طويلة : نادت تركي .
اريان تنفجر ضحك : لو انك قايله لي من اول .
هند تلتفت بضيق : من طولك الحين .
اريان ببتسامة : على الاقل اطول منك .
لتنطق هند من جديد : الا شفتي تيشريتي الزهري ذاك اللي عطتني هنادي .
اريان تقترب لجهتها من الخزانه : لا ليكون كل ذي الحوسه عشانه .
..
انس يسحب الهاتف من جانبه بعد سماع رنين وصول رساله ليفتحها ( اُسرة شركة العايد تُقدم احر التعازي والمواساة لاهل الموظف الشاب هادي الرائد ).
ليسقط الهاتف و يسحب بريك بسرعه من هول الصدمة وحقيقة التهديد لتُصدر عجلات السياره صوت قوي ، بعد ثواني يُحاول ان يتنفس وهو يفتح الباب وينزل من السيارة بخطوات واسعه و يقف فوق الرصيف بتعب محاولاً التنفس ليستند على ركبتيه ويمسك صدرة بقوة .
اقتربت شقراء بخطوات واسعه لتنحي وهي تفتح زُجاجتها وتُمددها له : ايُها السيد ارتشف القليل .
انس يرتشف من الماء ليشعر بدخول الهواء وارتجاف اطرافه ليهمس بعد ان ابعد كفها بذراعه : شُكراً اصبحتُ بخير .
لتنطق بعد ثواني : شعرك مبلول فقد تمرض .
انس يرفع ذراعه ليشعر ببرودة خُصلات شعره ب اناملة : لا عليك .
ليقف ب خطوات تائهه وهو يتجه لسيارته .
الشقراء تقترب لتُحيط ذراعه بذراعها : هل تُريد مُساعدة .
انس بتعب سيطر عليه : اُريد صعود سيارتي .
الشقرإء ببتسامة خبيثه بعد ان رات فخامة السيارة : هل اقود بك ؟!
انس يفتح باب السايق ليصعد وهو يسحب ذراعه بشدة : لا شكراً لقد اتعبتك معي .
الشقراء تسحب كرتاً من جيبُها لتضعه في كفه : منزلي يُرحب بك ، و سَ اكون علاجك حينما تمرض .
انس بقرف من كُل شي ، يدفعُها ليُغلق الباب بقوة وينطلق .
الشقراء ببتسامة : سَ انتظرك ايُها الوسيم .
..
.. هُناك داخل السياره ..
انس يرمي الكرت على المقعد جانبة ليبحث عن هاتفه ويُمد ذراعه محاولاً الوصول له بعد ان راه قريباً من قدمه .
انس بتعب بعد ان اجرى اتصالاً لم يطل الطرف الاخر في الجواب عليه لينطق بسرعه : متعب دور لي اقرب حجز لرياض ، و كلم خالد يراقب اهلي .
متعب محاولاً فهم الموضوع : استاذ انس شوي شوي افهمك .
انس يقطع الاتصال ليُنزل الهاتف ويمسك المقود بغضب بانت من اثره عروق ذراعه .
..
ابرار تفتح عيناها بعد ان شعرت برائحة عُطر رجالية لترمي اللُحاف وهي تستوعب انهُ عطر ذاك المدعو ماجد لتنطق بغضب : مالت عليه توه يحس حسبي عليه انكسر ظهري .
.
.
..(نهاية البارت التاسع )..
.
.
|