عرض مشاركة واحدة
قديم 10-13-2019   #3


الصورة الرمزية إرتواء نبض

 عضويتي » 27920
 جيت فيذا » Oct 2014
 آخر حضور » منذ 6 ساعات (08:16 PM)
آبدآعاتي » 1,384,760
الاعجابات المتلقاة » 11617
الاعجابات المُرسلة » 6425
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » إرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك fox
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه

اصدار الفوتوشوب : لا استخدمه My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
وتبَقــّـَــيَ~ بيَـنْ ~آضَلُعــِــي ِ آتنفَسُكــَــ في ~كُلَّ ~ حِيـِـــنٍ
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



ماضٍ

اسْتَيْقَظَ مُبَكّراً بحماس أعاد النشاط لعضلاته القويَّة..قَضى ساعة كامِلة جَرياً حَول الفُندق الذي يقبع فيه..قبل أن يَعود لغرفته ليستحم و يتجهز من أجل تحقيقه الجَديد..ابتسم و هو يَخطو فوق الثلج الكثيف و عيناه مُتَعَلّقتان بمتجر الورد الذي أشارت إليه بالأمس..كان متجرٌ صغير نسبياً،عُلّقت فوق بابه الزُجاجي ذو الإطار الأبيض لوحة سوداء كُتِبَ عليها بالطباشير كلمة استطاع أن يتهجَّأها بطريقة لا يعلم إن كانت صحيحة دون أن يفهم معناها "فرولينق"
دَلفَ للداخل ليستقبلهُ عَبير لَطيـف بهِ شيء من انتعاش..اقترب من العَجوز الواقفة خلف منضدة خَشبية يعلوها زَهرٌ غَريب المنظر يراه للمرة الأولى..كانت مُسِنَّة تجاعيدها تَحكي سنوات عُمرها والتي يتضح أنَّها تجاوزت السبعون..كانت ترتدي منديل أبيض تعلوه تطريزات لزهور صغيرة..فُستان أرجواني قصير و من فوقه معطف صوفي زهري غَفَت فوق صدره زهرة صوفية تبدو أنَّها أحاكتها بأصابعها..،حَشرَ كفّيه في جيبا معطفه الجلدي و هو ينطق بتحية،:هالو سيدتي
بصوتها المُتَخذ من السنين تَعَرّجها،:مرحبا يا شاب "أكملت و هي تُشير لوجهه" اذاً أنت هُو ؟
حاول أن يصطاد الكلمات ليفهم ما قالته لكنّهُ فشل و هي أكملت بعد أن تناولت ورقة مطوية من جيب معطفها،:هذا عنوان وآآد
مَدَّ يده يلتقط الورقة و الاستغراب يَحوم بين عينيه..رفعها بطرف إبهامه ليُبصِر كلمات و أرقام استطاع أن يستوعب أنَّها عنوان لمكان ما..رفع رأسه مُتسائلاً بالإنجليزية،:هل هذه من وعد ؟
أجابت بابتسامة عريضة عندما التقطت مسامعها الاسم و هي تهز رأسها بالإيجاب،:نعم نعم وآآد نعم وآآد
ابتسم لها وهو يُومئ برأسه شاكِراً قبل أن يستدير مُغادراً المتجر و عيناه تبدآن بحثهما بين الطُرقات..استغرقه الأمر سبع دقائق حتى استطاع أن يجد المَبنى الذي أشارت إليه الأرقام..صَعَد العتبات الخمس دالفاً للداخل..رفع رأسه ينظر للأعلى قبل أن يستقل السلالم..فرقم الشقة المذكور هُنا هو ثمانية..،تَوَقَّف أمام الباب الخشبي و تساؤل واحد تَعَلَّق بتعجُب فوق عقله..هل سيجلسان في الشقة ؟! رفع يده داقاً الجرس..في المَرَّة الأولى لم يأته الرد و في الثانية كان الرَد كفيلاً ليجعله يفغر فاهه باستنكار..فالقُفل قد فُتِح و كأنَّها تسمح لهُ بالدخول بكُل أريحية..دَعَكَ خدّه بتفكير..رُبما والدها أو فرداً من عائلتها يُشاركها الشقة لذلك هي لم تتردد في دعوته ! عند هذه الفكرة أمسك بالمقبض ليصبح بعد ثانيتان داخل الشقَّة..تَقَدَّم دون أن يُغلِق الباب و عيناه تَطوفان ببطئ على أركانها الساكِنة..الأضواء كانت مُغلَقة..و الستائر الثقيلة تكاد تحجب ضوء الشمس الباهت..أين هي ؟! فتح فمه يُناديها باستفسار،:وَعْـد ؟
عدا صوته لم يخترق أُذنه بعدها.. و عدا ضوء الشمس المَخنوق لم تُبصِر عيناه..فغشاوة مُصمَتة ابتلعت حواسه بأكملها إثر ضربة قَويَّة وُجّهت لرأسه من الخلف..،



حاضر

جَسَدها النَحيل مُستَرخٍ باستلقاءٍ على السَرير..ظاهر يدها مُسْتَقَرَّاً لذقنها المُتَصَلّب من أفكار غَرَس بُذورها ذاك الغَريب..أو مُحَمَّد !بملامح مُنكَمِشة كانت تُقَلّب البِطاقة بين أصابعها و العَين قد حَفِظت كُل حَرف كُتِبَ فيها..لم تقطعها إرباً إربا مثلما أرادت..فهي لم تفعل شيء سُوى إعادة قراءتها من بعد الغداء حتى هذه الساعة ! زَفَرت بمَلل رَسَم خطوطه بين طَيَّات ملامحها السمراء..انقلبت لتستقر على ظهرها و هي تُلقي البطاقة بعيداً إلى موضع لم تنظر إليه..هي أساساً غير مُهتَمَّة بها..كُل ما يُشغِل حَيّز أفكارها الآن علاقته بحادثة والدها..أدارت رأسها الغافي فوق الوسادة مُبصِرة باب غُرفتها المُوصَد..تعترف أيضاً انَّ والدتها لم يَغِب زعلها عن عقلها و لو للحظة..و هذا ما أجَّجَ ضيقاً مُر وسط صدرها..لا تَقوى على استمرار هذا البُعد بينهما..رفعت جسدها مُغادرة بساقيها السرير لتَحط قدماها المُتدثرتين بجوربين قصيرين على الأرضية الرُخامية..أصابعها التقطت خصلاتها المُتناثِرة لتجمعها عند قِمَّة رأسها بارتخاء..وقفت و هي تُواسي بلوزتها الصفراء عند خصرها قبل أن تَتَحَرَّك لغُرفة الجلوس حيث أمام التلفاز وجدت والدتها تجلس..اقتربت منها بخطوات التَبَست شيء من تَردد يَخشى تَوبيخاً آخر..جَلست عند نهاية الأريكة و أصابعها تُحيكان كلمات لا تدرِ أيُّهم تبدأ بها..رفعت ساقها تَطويها أسفل فخذها و الأخرى لازمت الأرض باهتزاز..دَعَكَت صدغها بطرف سَبَّابتها قبل أن تُناديها بهدوء،:مـاما
جالت عدستاها على ملامحها تبحث عن انتباه و لكن كان انتباهها مُوَجَّه للتلفاز و لا غير..نادتها من جديد و هذه المَرَّة صوتها تَعَلَّق بأغصانٍ من رجاء،:مــامااا
كان رَدَّها تغيير للقناة التي كانت تُشاهدها..زَمَّت ملاك شفتيها و الضيق لا زالت أبوابه مُشَرَّعة بين عينيها..تَحَرَّكت تُقَرَّب جسدها منها و هي تنطق بقلّة حيلة أرادت أن تستعطف بها والدتها،:يُمه والله آسفة،احلف إني ما بعيدها مرة ثانية..خلاص عرفت غلطي "احتضنت كفّها بيدها مُردِفة باستعطاف" يُمَّه يله عاد ارضي علي والله ما اتحمل زعلش
استدارت لها مُفرِجة عن صوتها أخيراً،:شالفيادة ارضى عليش و بتردين تعيدينها
نَطَقت بسرعة و حدقتاها تتسعان بوضوح و كأنَّها تُريد أن تُريها حجم صدقها،:لااا يُمه والله والله ما اعيدها..مُستحيــل اعيدها،ثقي فيني
غادرت صدرها تنهيدة أحدث كُسور قلق بين خلجاتها مُذ سَرَقَ المَوت رفيق دربها،:يا بنتي أنا واثقة فيش و في تربيتي..و ادري هاللي تسوينه عشان ابوش..بس يا ملاك لازم تفرقين بين الصح والغلط و تتخلين عن جُرأتش لأنها مُمكن تسبب لش مشاكل..ما يصير تجيبين الحجي لنفسش انتِ بنت و وراش زواج
انحنت تُرخي رأسها وسط حضنها و كفّيها لم تُحَرران يدها الحانية..رفعت عينيها إليها من موضعها لتُعَقّب بابتسامة عريـضة،:لا تخافين يُمَّه..انا زواج ما بتزوج بقعد عندش ليـــن ما اصير عَجوز
ارتفع حاجبها و عيناها تُطلقان نظرات تستصغر كلماتها و هي تقول،:عيارتش..بتقنعيني اذا جاش ولد الحلال ما بيدق قلبش له ؟
تَخَلَّت عن ابتسامتها العريضة لتُلبِس شفتيها ابتسامتها المُمَيَّزة و هي تُقَرّب كف والدتها من خدّها ليلتحف بدفئها،:لا يُمه..قلبي مقفول بالشمع الأحمر "أغمضت عينيها باسترخاء و هي تُواصل بهمس ناعِس" قلبي أبداً مو متفَرّغ لقصص المُراهقين



في العاصمة دُبْلن كان المُستَقَر..في أحد الفنادق الراقـية انحشرت حقائبهم و تم تَسليمهم مفاتيح الغُرف..بالطبع كانت هي و سارة تتشاركان الغُرفة نفسها..خَيرُ رفيق لها في هذه الرِحلة و التي بدأت آمالها تشتد لتنتهي بأسرع وَقت مُمكنَ..فَفَهْد بدأ بعقد خُططه العَوجاء المُتَنَبّئ لها عبدالله مُسْبَقاً !حَشَرت كَفّيها وسط جيبا معطفها الكُركمي و هي تَجُرَّهُ بحَنَق للأسفل مع إفراغها لزَفْرة تَعَلّقت بها شذرات قِلَّة صَبر تَرجو أن لا يَذوي عنها حتى لا تُحدِث مُشكِلة..أبعدت عينيها عنه وهو يُحادث أحد الاطباء المُرافقين لترنو بحِدَّة لسارة التي ارتسمت على شفتيها ابتسامة فَحواها خَبَثٌ شَقِي..نَطَقَت بهمس تَرَاشَقَ من بين أسنانها،:ساروه ليش توافقين ؟ تدرين فيني بعَصّب
أجابت و هي تَبتلع ضحكتها المُداعِبة حنجرتها،:مَسكين الرجال عَرض علي هالعرض اللطيف شلون ما اوافق ؟ "أكملت بسرعة و هي تَرى كيف اتسعت حَدقتي نُور تُحَذّر بالتوبيخ" و بعدين تدرين فيني احب استكشف الأماكن الجديدة و هو يعرف المكان فبيكون لنا مثل المُرشد السياحي
تَقَدَّمت خطوة مُفرِغة تَوبيخها وسط أُذن سارة الواقفة على أعتاب ضحكة طَويلة،:احنا جايين اهني نشتغل لو سياحة ! "أردفت بجديَّة استكانت بين عينيها" أرجوش سارة مالي خلق مزح و هذي آخر مرة تقبلين منه أي شي
هَمَسَت لها بتسليم و عيناها تنحرفان يساراً جهة قُدوم فَهْد،:زيــن خلاص آخر مرَّة،اللحين سكتي فشله لا يسمعنا
انتفاخ بسيط كَوَّر خديها فاصِحة عن زَفرة ضَجَر عَبرت ما بين شفتيها مع وقوف فَهْد أمامهما..تساءل بابتسامة عَريضة استفزتها،:ها جاهزين للجولة ؟
هي لم تمنع نفسها من إطلاق وابل من نظرات احتقار تَراكمت مُنذ فَترة خلف حائط التَماسك و كَظم الغَيظ و الذي يَبدو أنَّ انهياراً مُباغت قد طاله..سارة تداركت الوضع و أجابت عن سؤاله المُوَجَّه لنُور خصّيصاً،:ايــه دكتور جاهزين
هَزَّ رأسه ثمَّ تَقَدَّمهما بعد أن اجترعت حَواسه تَجاهل نُور الواضح جـداً..أسهم عينيها الجليدية شَعَرَ بها تَمْرَق جلده واخِزة بؤرة الحَرَج المُتناثر على جوانب وجهه..،رافقهما في جَولة أعادتهُ لذكريات دراسته قبل أعوام..كان يتحدث و من عينيه تَبْرُق شُهب ماضٍ يتضح أنَّهُ كان سعيداً و ذو ذكرى مُصفَّاة من الشوائب..،سارة كانت مُسْتَمِعَة جَيَّدة،تُناقشه و يطلق لسانها بعض التعليقات المَرِحة أو أسئلة استفسار تستفيد منها لثقافتها الشخصية..،أما هي..نُور الغارقة..مُنْفَصِلة عنهما و تماماً،و كأنَّها تَمشي على أرضٍ ليست بأرضهما..و السَماء من فوقها تَعَرَّت من شمس سماءهما حتى باتت بَلقعاً لا يَحْوي سوى شُروخٍ سوداوية تُسْتَرجع منها الذكريات بمذاقٍ مُرّ لا يُحَلَّى..اليومان الماضيان لم تستطع أن تَخلو بنفسها لتستمع لشَكوى مشاعرها المُتيقظة على ضوء ثوب شقيقتها الأبيض..ذلك الضوء أعادها لسنواتٍ مَضَت كانت فيها هي عَروس،بحُلَّة مُميزة و عَهْدٌ قَطَعَتهُ بِيَدِ روحها التي احتواها عبدالله برِقَّة..استطاع طوال فترة خطوبتهما الطويلة نسبياً أن يبني لنفسه بيتاً ذو إطلالة بديعية بين حُجرات قلبها..بلطفه و مَرحه المُشاكِس نَحَت اسمه بين أضلُعها حتى باتَ زَوجاً و صديقاً و حبيباً..و هي التي اعتقدت أنَّها ستفشل في نسيانها..و لكنَّها نست..ببساطة نست أو أجبرت نفسها على النسيان..أصمتت ذلك العِرق الذي كان ينبض باسم طلال،حَرمته من الارتواء من ضخ دمائها و أيتمتهُ من بين عروقها التي انعقدت حول روح واحدة..زوجها عبدالله..،لا زالت ارتعاشة ليلتهما الأولى تقبع وسط صُندوق ذكرياتها،الفَرحة التي رأتها تَطفو بين عيون أحبّائها،على الرغم من التَجاهل الذي كانت تستقبله من تصرفات والدته إلا أنَّهما كانا سعيدان..لأكثر من عام من الزواج كانا سعيدان و الراحة سَكَنهما..لكن ذلك الكابوس..تَصَدَّعت ملامحها و هي تتذكر استيقاظها في الصباح،لُهاثها و زخَّات العَرَق المُتعاضدة مع قطرات المَطر المُبَلّلة ملابسها..نعم كانت الليلة السابقة مُمطرة و رائحة التُربة المُخَصَّبة اختلطت مع رائحة أخرى لم تترك أنفاسها حتى اليوم عندما يُلَوَح لها علم الذِكرى..تَباطأت خطواتها و بين حاجبيها استَقَرَّت خُطوط تَركيز و انشداه،توقفت عن مَشيها و المكان من حولها انْشَطَبَت رؤيته لترتفع أمام بَصَرِها رؤى ذلك الصباح المُثير للرَيّبة..الرجفة نفسها عادت بقبضتها القاسية مُتَمَكّنة من يدها التي ارتفعت لفمها تُكبِح رغبة جديدة بالاستفراغ..الرائحة ليست مُقرفة بل كانت تعشقها في طفولتها..فهو كان يحمل تلك الرائحة بين خيوط ملابسه بعد عودته من البَحْر لتستنشقها عندما يتلقفها بذراعيه القويتين دافنةً وجهها في صدره المُتَشَبّع بها..لكنَّها الآن كُلَّما هاجمتها سيطر عليها الاستفراغ..رُبما لأنَّها تلك الليلة استفرغت و المطر من فوقها يغسل وَهْنها ! تَعَلَّقت عيناها بطرف خيطٍ جَرَّ روحها لساعات الماضي الغريبة..،

،

شَهْقَة مُتَهَدّجَة فَرَّت من حنجرتها و الصَحوة قد لازمتها بفجأة نَثَرَت ألماً يُشبِه الانقباض وسط صدرها..جَسدها فَرَّ من استلقائه لتجلس بأنفاس شَقَّت الصَمت من فرط اضطرابها المجنون..ارتفعت يديها و الرَّعْشَة لَبَّاسهما لتحط بهما فوق أرض وجهها المأهول بالعَرَق..أناملها لُسِعت من الحرارة المُتَوَهّجة منه،يُشارك جسدها الاحتراق نفسه..نبضاتها ترتطم بجُدران قلبها بخفقان مُدوي و كأنَّها تُعاقبها على فعلتها الشَنعاء..تَحَرَّكت يديها مُخَلّلة أصابعها في خصلاتها الذابلة من غَرَقٍ ماء..عيناها باتتا مَخْدَعاً لسَرب دموع نَعَقَت بضجيج حول جفنيهما..كيف استطاع عقلها أن يمتطي هذا الحُلم الشيطاني ! ليس حُلماً بل كابوس ذو أنياب اخترقت جلدها مُبصِقة سُمَّاً لَوَّث طُهرها الذي كانت تعتقد أنَّ روحها ترتديه..استدارت يميناً جهة نوم عبدالله الفارغة مُنذُ أُسبوع لسفره..غادرت الدموع أرض عينيها لتُسقِي خَدّيها المُرتَعين على حَريقٍ مُوجِع..و بالتطارد انخفضت يدها ماسَّة بأناملها المُرتَعِشة مَوضع استلقائه..مُودِعة إشارات اعتذار صامتة..شَدَّت بقبضتها حاشرة الغطاء بين راحتها المُتَعَرّقة،و في اشتدادها كانت تكتب فوق خطوط يدها كلمات اعتذار لخيانتها له في مَنامها..ليتها لم تنم ليلتها..ليت السواد لم يغشاها و يبتلعها لتلك الحفرة النتنة..حيثُ هُناك كانت هي و طلال وو..أغمضت عينيها مُقتَطِعة أحداث الكابوس المُقرِف..لا تُريد أن تتذكر يجب أن تنسى..فتحت عينيها و التَعب يغفو أسفل جفنيها..هي أضغاثُ أحلام فقط،الشيطان أراد أن يَجُر روحها لذنوب الماضي عندما كانت عاشقة تناست مبادئ دينها..،مَسحَت وجهها تُزيح بقايا دُموع الخَشية و هي تتحرّك مُغادرة السرير..مع التقاء باطن قدميها بالأرضية الباردة اصطدمت أنظارها بالنافذة المُتَسَلّل من جوانب ستائرها أشعة شمس هَوجاء ! اتساع من ذهولٍ و أسف عانق حدقتيها هامِسةً بضيق تكالب عليها،:استغفر الله فاتتني الصلاة
خَطَت مُسْرِعة لدورة المياه،تَخَلًّصت من ملابسها الباقي فيها آثار كابوس لا تعلم كيف تَحَوّر إلى حقيقة مُبْهَمة،و كأنَّ الرائحة كانت فعلاً تختلط مع المطر لتسكن ملابسها..وقفت تحت الماء مُغتَسِلةً من نجاسة شعرت فعلاً أنَّها التصقت بجلدها الذي احمَرَّ من فرط دعكها إليه..كان كُل شيء يُشبِه الحقيقة،الخَواء بعد الجَريمة المُبتلع تلك الساعات..اضطراب نبضاتها و وقع صَدى الارتجاف الخانق روحها..عَدا أنَّهُ كابوس فإن الشُعور كان حقيقة !تَدَثَّرت برداء الاستحمام تاركةً دورة المياه بخطوات مُسْتَعجِلة،تُريد أن ترتدي ملابسها لتُصلي صلاة الفَجر التي رُبما ارتفع أذانها و وعيها يمتزج مع ماء نومها الآسن..ارتدت لها ملابس قُطنية من قطعتين لم تلتفت لألوانها،كانت تُريد فقط شيئاً يبعث دفئاً آمن لخلاياها المُعتَلَّة من ذَنْب..إلى جانب أنَّ برودة خفيفة اقتربت من عظامها تُهَيِأها لمرضٍ قريب..حملت معها ثوب الصلاة و سَجَّادتها عائِدة لغُرفة نومهما حيثُ هُناك تَعَلَّقت أنظارها بأُم عبدالله المُتَوَسّطة الغُرفة..تَجاهلت دخولها لموضعهما الخاص دون إستئذان و بكُل أريحية،فرُبما طَرَقت الباب ولم تستمع لرد فدلفت..ابتسامة افتقدت للانتعاش غَفَت فوق شفتيها و هي تنحني لتفرش سَجَّادتها..فوالدتهُ و قبل أن يُسافر بأيَّام تَحَسَّنت علاقتها معها..بسحرٍ مُفاجئ بدأت تُعاملها بلُطف أراحها..،نَطَقَت و الخَجَل عقد رَسْمَه بين وجنتيها،:مادري شلون ما سمعت المُنبه و فاتتني الصلاة " رفعت رأسها إليها مُتسائلة ببحَّة" تبين شي عمتي ؟
عَقَدت ذراعيها فوق صدرها و كلماتها التي أنطلقت من قوس لسانها عَقَدَت وَجَعها سنيناً بين قلب نُور و نبضها،:الاسبوع الجاي بيرجع عبدالله.."رفعت يدها تُشير بإصبعيها مُردِفة و عيناها تنهبان السعادة من روح نُور" عندش يومين..يومين بس و عقبها تقولين لعبدالله تبين تتطلقين

،

،:نــور

استنشقت نَفَس عميــق على إثرهِ تَكَسَّرت الأُكسجينات فوق صفيح صدرها المُلتَهِب..ابتلعت غَصَّات الذِكرى و هي ترفع عينيها المُترقرق الدمع فوق عدستيهما..نَطَقت بتماسُك تُجيبه،:نعم ؟
تساءل باهتمام بدا على ملامحه،:ليش وقفتين،عَسى ماشر ؟
هَمَسَت و هي تُبعِد عينيها عن مسار عينيه المُتَفَحِصَتِين،:ما شر "تساءلت باستغراب و أثر سارة غائب عن بصرها" وين سارة ؟
أجابها و هو يُشير لأحد المتاجر،:قالت بتروح تشتري من هالمحل " و بنبرة أراد بها اكتشاف ما يدور في خلجاتها" شكلش كنتِ سرحانة و ما سمعتيها
عُقْدة استنكار بانت بين حاجبيها و لسانها لم يتنازل عن كَشف مَكنون قلبها،:هذي شلون تروح و تهدني بروحي ؟!
حاجباه عَلّاهما استنكار وَضَحَ لها في صوته،:شلون بروحش ؟ انا اهني ؟! "أكمل بلحن زعل لا يُطاق" و لا ما تحبين تبقين معاي بروحنا ؟
ركَّزت بصرها عليه و من عدستيها أفرغت حُمَماً أحرقته،:ما دامك سألت فبجوابك..ايـــه ما احب،مثل ما إني ما احب تصرفاتك اللي زادت عن حدها..أسلوب التلزق هذا و الكلام المُبطن أنا ما احبه "أكملت و هي تَلوك نبرتها بسُخرية" الواضح إنّك تفتقد للأدب يا دكتور
قَبَضَ يده و كأنَّهُ يَقبض على تماسكه حتى لا يُفلت منه..عَقَّب يُدافع عن رُجولته التي بدأت تلطمها بكلماتها،:عُذراً دكتورة بس ما ارضى تغلطين علي و أنـ
قاطعتهُ بحدَّة تَلَقَّفت أطراف ملامحها و نالت من صوتها،:و أنا بعد ما ارضى اسمي يرتبط مع اسمك بإشاعات تافهة في المُستشفى و السبب تصرفاتك المُراهِقة..ترى أنا ساكتة من زمان و كل مرة أصف لك ألف عذر..بس اكتشفت إن ما عندك أعذار
تَقَدَّم خطوة لينطق كاشِفاً عن ما نَما في قلبه مُنذ فترة ليست بالقصيرة،:وليش هالإشاعات ما تصير حقيقة ؟ "بانت على شفتيه ابتسامة و هو يَرى كيف تَخَبَّطت نظراتها بعدم فهم..أردف بثقة" نُـور أنا فعلا مُعجب فيش و بشخصيتش و حاب إن علاقتنا تتطور
صَوتٌ لهُ أزيز شتاء جَليدي و لسعات صَيفٌ شَمسهُ لا ترحم آتاهُ من خلف نُور التي تَهَدَّلت ملامحها تَعَجُّباً من وجوده،:يبدو إنك يا دكتور نسيت الرجولة بين سنين دراستك !


 توقيع : إرتواء نبض




رد مع اقتباس