عرض مشاركة واحدة
قديم 12-16-2019   #2


الصورة الرمزية ضامية الشوق

 عضويتي » 28589
 جيت فيذا » Oct 2015
 آخر حضور » منذ 13 ساعات (10:12 PM)
آبدآعاتي » 1,057,518
الاعجابات المتلقاة » 13960
الاعجابات المُرسلة » 8086
 حاليآ في » سلطنة عمان
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Oman
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الفنى
آلعمر  » 22سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء
 التقييم » ضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 7
مشروبك   7up
قناتك mbc
اشجع ithad
مَزآجِي  »  اطبخ

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 8 CS My Camera: استخدم كاميرا الجوال

мч ѕмѕ ~
أحبك وأنت النبض ودقات قلبي كله:066
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



في المدينة ..

كانت تجلس على جهازها في أمان الله , حين تفاجأت بصوته يصل إليها في حجرة ابنة خالتها .
لتقف بذعر , وتقفل الجهاز .
اقتربت من الباب , وقربت أذنه حتى تسمع ما يقوله .
إلا أنها تفاجأت به يفتح الباب بقوة , فعادت إلى الخلف تلقائيا .. بعينين متسعتين .
نظر إليها بغضب , وعينان تتقدان شرا / لا والله برافوا , صايرة تطلعين من البيت وتأخذين راحتك وتروحين من بيت لبيت من دون ما احد يدري .
ازدردت نوف ريقها وهي تقول بهدوء عكس الخوف بداخلها / ليش ما احد يدري أنا علمت أمي .
اقترب منها / وتشوفين اللي تسوينه عادي ؟ تروحين لبيوت فيها رجال شباب ؟ يلا الحين قدامي , البسي عبايتك وجيبي أغراضك .
هزت نوف رأسها / تكفى عمر , أنا تعبت في البيت والله خلني أقعد بس كم يوم .
أغمض عمر عيناه بقلة صبر / نوف ما أبي أتكلم أكثر مرة , الحين تلبسين عبايتك وتنزلين لي , مفهوم ؟ ما أبي أنتظر كثير .
نظرت نوف إلى خالتها تستنجد بها , إلا أن الأخرى خيبت ظنها وجرحتها كثيرا , حين قالت وهي تدعي الإحراج / آسفة نوف حبيبتي والله بيتنا مفتوح لك دايما وودي لو تقعدين على طول مو بس كم يوم , بس تعرفين عندي أولاد ما يقدرون راحتهم وفي غريبة في بيتهم , سامحيني حبيبتي .

شعرت بقلبها ينشق إلى شطرين , وهي تسمع هذا الكلام اللطيف من الخارج , والمدسوس بالسم من الداخل .
لتقع عينيها على عيني عمر المحمرتين من حديث خالته أيضا .
لتهز رأسها وتبتسم غصبا عنها / مو مشكلة , وآسفة يا خالتي إذا أزعجتك خلال الأربع وعشرين اللي حبست نفسي فيها بهالغرفة .
هذه المرة انحرجت سعاد بشدة , لتبتسم بقهر وتغادر .
التفتت نوف عن عمر سريعا , وهي تمسح دمعتها اليتيمة وتقول / بنزل الحين , اسبقني .
جلس عمر على أحد الكراسي / ما راح أسبقك , أعرف سعاد ما راح تسمح لك تخرجين قبل لا ترمي عليك كلمة ثانية , عجلي .
نظرت إليه تدّعي الصدمة وهي تلف وشاحها حول رأسها / غريبة خايف عليّ من لسانها , بس انتم يا أهلي ماحد فيكم راعى خاطري .
نظر إليها بحدة , واكتفى بالسكوت .
كيف يشرح لها ويفهمها أن الأمر ليس ما بيده ؟
وأن تلك النظرات المعاتبة التي ينظر بها إليها تصدر عن غير إرادة ؟
لم تتأخر نوف , بل لم تستغرق حتى خمس دقائق .
حين وقفت أمامه تحمل حقيبة جهازها , وحقيبة كتفها الصغيرة جدا .
أخذ عمر حقيبة الملابس وخرج .
حين استقرت على المقعد الخلفي للسيارة , نظر إليها عمر باستغراب / تعالي قدام ماني سواقك .
تظاهرت بعدم السماع , وهي تنظر إلى الخارج من خلال النافذة .
التفتت إليه حين قال بحدة / نوف قلت تعالي قدام .
ردت بخفوت / ما أبي عمر , تكفى .
زفر بقلة صبر / بتجين قدام ولا لا .
ترجلت رغما عنها , لتجلس بجانبه .


حين ابتعدت السيارة عن منزل خالتهم , نظر إليها بطرف عينه .
كانت يدها ترتجف من التوتر .
لم يسبق لها وأن جلست في المقعد الأمامي منذ أن حصل ما حصل .
حين نظر إلى وجهها , وجدها تسند رأسها خلفها على المقعد , وتغمض عينيها بقوة , ليقول لا إراديا / كان لازم تفكرين مليون مرة قبل لا تخرجين , عشان لا توصلين لهالحالة .
فتحت عيناها بدهشة / يعني الحين مخليني أجلس قدام عشان تقول هالكلام ؟
تنهد عمر ولم يرد عليها .
لتندفع هي نحوه بقهر , وهي تبكي / عمر تحسب اللي صار هين عليّ ؟ تحسبوني نسيت بسهولة يعني ؟ حتى أنا قاعدة أعاني , يمكن أكثر منكم , بس ماحد فيكم حاس فيني , وأنا بعد ساكتة ومتحملة نظراتكم وكلامكم لأني عارفة إني غلطانة , بس خلاص يكفي .. إلى هنا وبس يا عمر , تدرون إني مو متعمدة ليش تتعمدون انتوا انكم تجرحوني ؟
صرخ عمر بغضب أجفلها / لأنها بنتي الوحيدة , واللي جات بعد سنين من العلاج والمعاناة , والروحة والجية لأكثر من 100 مستشفى , جات أخيرا بعد 10 سنين حرمان , ما مدانا نفرح إلا وحرمتينا منها مرة ثانية , كيف ما تبينا نلومك ولا نعاتبك ؟ واحنا أساسا منعناك من الخروج ذاك اليوم بس ما سمعتِ كلام أحد .
صرخت نوف من صوت صرير كفرات السيارة العالية , إثر إيقاف عمر للسيارة بقوة , مما جعلها تتقدم إلى الأمام بقوة , ويضرب رأسها بما أمامها , بما أنها لم تربط حزام الأمان .


عادت إلى الخلف بذعر , وهي تضع يدها على قلبها المتسارع نبضاته .
حتى توقفت دموعها عن النزول .
وهي تبدأ بتذكر الحادث البائس الذي أفقدها الصغيرة , بياض الثلج !
ولكن ما جعلها تجفل حقا , هو صوت نحيب عمر العالي .. والذي قطع قلبها حقا هذه المرة , وجعلها تندم على كل حرف تفوهت به .
بكت هي معه بصمت .
حتى توقف بعد عدة دقائق , ومسح وجهه بمنديل .
ثم قال بهدوء / لو إيش ما صار يا نوف , إحنا اهلك .. لو طلعتي من بيت أهلك اعرفي انك ما راح تبقين عزيزة في أي بيت , وأقرب دليل اللي قالته سعاد من شوي .
هزت رأسها بصمت , وهي تقول بصمت / أنا آسفة .
رمقها بنظرة غريبة بعينيه المحمرتين , ثم أكمل القيادة .
بينما انقبض قلبها من شدة الألم والوجع .
عمر صادق ..
لن تبقى عزيزة خارج منزل والدها .
عائلتها يمكنهم لومها وعتابها طالما كانت مخطئة ( وإن ارتكبت الخطأ عن غير عمد ) .
ولكن من هم من خارج عائلتها , لا يمكنها تحمل أي كلمة غير جيدة منهم .
مثلما فعلت سعاد , وقالت عنها ( غريبة ) .
أو حتى نظرة غير مرغوبة , كما فعل ( عائض ) حين كانت تتأمله طوال الوقت , وسقطت عيناه بعينيها عدة مرات .. لتجده ينظر إليها بحدة .
لا تعلم سببه .

عادت ترتجف مرة أخرى , حين اقتربت السيارة من حيهم .
وأغمضت عيناها بقوة , فتحتهما حين سأل عمر بهدوء / كل أدويتك موجودة ؟
ردت بخفوت / إيه .
عادت لتشعر بتأنيب الضمير .
عمر يحدثها حينا بحنية العالم , وبقسوة في حين آخر ,
هل يتألم إلى هذه الدرجة ؟ ليتناقض في الساعة ألف مرة ؟
يا إلهي سامحني .
لست قادرة على التحمل أكثر من ذلك .
توترت بشدة , وارتبكت .. حين توقفت السيارة أمام الباب .
كيف ستتمكن من مواجهة هيفاء مجددا ؟
دخلت إلى المنزل , واتجهت إلى مجلس النساء .. حيث وصلها صوت والدتها التي تقرأ القرآن بصوت خاشع .
ألقت السلام / السلام عليكم أمي .
رفعت والدتها رأسها عن القرآن , وأغلقته .. وأدمعت عيناها لا إراديا , ثم ردت / وعليكم السلام .
خلعت نوف حذائها عند الباب , ثم اقتربت منها .
لتنحني وتقبل رأسها , ثم تجلس على الأرض وتعانقها / اشتقت لك يمه .
مسحت والدتها على شعرها بحنان , ثم قالت / أجل لا تتركيني مرة ثانية وتروحين لخالاتك .
ردت بغضة / إن شاء الله يمه .
سألت بتردد / هيفاء وين ؟
والدتها / هيفاء راحت عند أهلها .
تنهدت نوف براحة , ثم خلعت عباءتها ووضعتها على الأريكة .
لتستلقي على الأرض , وتضع رأسها بحجر أمها / تعبانة يمه اقرأي لي قرآن .


نظرت إليها والدتها بحزن , لتبدأ بالقراءة بصوتها المعروف بجماله .
وهي تمسح على شعر ابنتها الصغيرة , بل الطفلة التي لن تكبر بعينها أبدا
إلا أنها هذه الأيام تبدوا كإمرأة وصلت إلى أرذل العمر , بعد أن ماتت الصغيرة , حفيدتها الغالية ( رند ) .
والتي كانت بمثابة الغيث على أرض أصابها الجفاف منذ سنوات طويلة , ففرحت بشدة , من فرحة ابنها .
كانت متلهفة بشدة على قدوم أي مولود , ذكر أو أنثى .. ليفرح ابنها البار بها جدا ( عمر ) .
إلا أن ذلك الغيث , كان قصير الأمد .. ولم يروي الأرض القاحلة كما تمنت .
ولعل في الأمر خير


 توقيع : ضامية الشوق




رد مع اقتباس