لا تزعج نفسكْ
وهمس الجدران حالم ..
يتصدع شقوقْ ويغادر عبر السلالم
وينبثق في جدران جارك جاسم
2
تعلم أين تخفي كرت العائلة ..
وأنت الوحيد الباقي من بينهم
تقرأ الأسماء وهي تعنيكْ
كم ليلة نمت بجانبهم ؟
كم ليلة سهرت معهم ؟
كم مرة شاهدت التلفاز معهم ؟
كم مرة نثرت الشاي
على بساط الصالة ومسحوه عنك ؟
فيجهلك الصمت وتنسى هوية الكلام
فيقرأك الحزن , بدموع الرثاء
3
والأن , فقدت النكهة الحلوة لليوم ..
وفاجأت الجديد بلا ذكرٍ للجديد
فأصبح مذاقك علقم
فطردكَ التجوال إلى خارج منزلك
4
حين خرجت مع الباب الرئيسي
تحيطك صدى الضحكات المشغوفة
تسربت من منزل جارك جاسم
وكنت ستطرق الباب وتطالب بحقك
من همس الجدران الحالم
وأدهشك ذهابك !
5
ورأيت في الجانب المطل على غرفتك المثيرة للشفقة
هي نفس الشجرة , لكن قد كبرت معك
وآن الأوان أن تصافح أوراقها شرفتك
6
لم تعد دموعك سر ..
ولم يعد القمر نهارا كما وعدك
وعدت ل تغادر لاحقاً مصطحباً صديقك " لا جديد "
7
أغضبتك حقيبتك المتكئة وراء باب الشقة
فاغتصبتها بكلا يديك وعبثت بدهاليزها
وأغمي عليها فاستيقظت في زحمة المطار
تنتظر مع انتظارك ..
حين شاهدت عالما من عالمها ..
يتساءلون أين مسافرون ؟؟
وقد توقفت طائرتك مثلك
حتى إشعار آخر
8
ويا لأيامك كأيامك الأخرى
على خطٍ زمني استوائي
نفس المناخ ونفس الملامح المتآكلة
ينقصك بقعةٌ حمراء بين عينيك !
لتقدس بقرة الأشياء المحيطة بك
ولا تحلب تفاصيلها
وتقتلها في رأس الأعياد
حين تغسل وجهك بماء الوحدة
وتُزيل الاحمرار !
9
و وحيداً تصل إلى منزلكْ
تنفض عنك غبار الطرقات
تملأك أناقة المعطف
والجيوب الطويلة
ينتثر منها صوت الناس المجاور
وصمت الجسد !
10
لا تصلك من قهوة الصباح إلا رائحتها
فتظل تعاشرك فكرة إعدادها وأنت تكرها
تحاول أن تكون مواطن عربي صالح !
11
قلبك خالي من العبير
لذلك لن تصطدم يوماً بالزهرْ
12
تخفي تحت سريرك منذ زمن بعيد
آخر الألعاب وحين تفقدتها
عبثت بالوقت وعودة للماضي
حين كنت تركب أسمك
بحروفٍ تسكن المكعباتْ !
13
تغادر إلى عملك هذا الصباح
ويغادر معك فتيان وفتيات المدرسة
يبحثون عن العلم وتبحث عن المال
كم لحظة شتمت المال ؟
لمنعك من أن تكون مثلهم هذا الصباح
14
أحببت ابنة جارك جاسم
وحين أحببتها لم تتوقع أنها ستقع في حبك
وحين فعل قلبها .. غادروا إلى منزل جديد
وتركت لك النظرات ملصوقة في الجدران
ولهثت تركض إلى حائط منزلك
تضرب بعرضه لكمات الخذلان
وتشتاق .. وتعود تلعق ملصوقاتها !
15
مضى بك الوقت دون أن تشعر بالوقت
ولم يطرأ جديد سوى جارك الجديد
وأزعجت نفسك ..
ولم يعد همس الجدران حالم