عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 08-14-2017
Saudi Arabia     Female
SMS ~ [ + ]
مَجنُـونـة ..
وسط مَحافل العَـاقليـن
و عاقِـلـة ..
وسط قوافِـل المجَـانيـن

و إن سألتمُـوني ماذا أكُـون؟
لقلتُ لكُم:
( مَجنُـونة بـ رداءِ عَـاقلـة ).
لوني المفضل Darkred
 عضويتي » 28497
 جيت فيذا » Aug 2015
 آخر حضور » 06-06-2020 (03:54 PM)
آبدآعاتي » 21,161
الاعجابات المتلقاة » 1
الاعجابات المُرسلة » 0
 حاليآ في » في قَـلْبِ فَـراشَة ..
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » عطر الغمام has a reputation beyond reputeعطر الغمام has a reputation beyond reputeعطر الغمام has a reputation beyond reputeعطر الغمام has a reputation beyond reputeعطر الغمام has a reputation beyond reputeعطر الغمام has a reputation beyond reputeعطر الغمام has a reputation beyond reputeعطر الغمام has a reputation beyond reputeعطر الغمام has a reputation beyond reputeعطر الغمام has a reputation beyond reputeعطر الغمام has a reputation beyond repute
مشروبك
قناتك
اشجع
مَزآجِي  »
بيانات اضافيه [ + ]
s17 لماذا كُـتبت الحروب على المسلمين وما ذنب الأطفال؟ ولماذا لا يستجيب الله لنا ؟








لماذا كُـتبت الحروب على المسلمين وما ذنب الأطفال؟ ولماذا لا يستجيب الله لنا ؟



السؤال :


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

يا شيخ أنا أعاني من وساوس شديدة جداً جداً
يا شيخ الوساوس كلها عن الدعاء والابتلاء
لماذا ندعو الله كثيرا ولا يستجيب لنا في كل أمورنا في الدين والدنيا
وهل الله سبحانه تخلی عنا وجعل الظالمين يقتلوننا بالذبح والتفجير وقصف الطائرات ويعذبوننا بجميع ألوان العذاب
في ليبيا وسوريا والعراق وغيرها وإذا كان ذلك بسبب الذنوب فما ذنب الأطفال ؟

وساوس كثيرة لا أستطيع كتابتها
و جزاك الله خيراً ..




الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا ، وبارك الله فيك .

أولاً : على المسلم أن يَثِق بالله عَزّ وَجَلّ ، ويُسلِّم لِحُكمِه وحِكمَتِه ، ولا يُنازِع في شيء مِن أقدار الله عَزّ وَجَلّ ؛ فإن الله عَزّ وَجَلّ عليم حكيم خبير بصير لطيف بِعباده .

ثانيا : أن يتأمّل في سَعة حِلْم الله عَزّ وَجَلّ ، وكيف أن الله يُملِي للظَّالِم حتى إذا أخذه لم يُفلِته . كما قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم .
ومَن تأمّل سَعة حِلْم الله على فرعون ؛ عَلِم كم نحن نستعجل النتائج !
فإن الله خلَق موسى عليه الصلاة والسلام وفرعون يبطش بالناس ، ويتسلّط عليهم ، وبعث موسى عليه الصلاة والسلام حينما كبر موسى ، وأمَر الله موسى أن يذهب إلى فرعون وأن يدعوه ، وأن يُقيم عليه الحجة .
وكم مكث موسى عليه الصلاة والسلام يدعو فرعون ، وفرعون يأبى ويتجبّر ؟ والله عَزّ وَجَلّ يَحلَم على فرعون رغم جبروته وبطشه .
وقد دعا موسى عليه الصلاة والسلام على فرعون (وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آَتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الأَلِيمَ) ، فقال الله عَزّ وَجَلّ له ولأخيه : (قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا)
وذَكَر غير واحد من المفسِّرين أن بَين دعوة موسى عليه الصلاة والسلام على فِرعون وقومه ، وبَين قول الله عَزّ وَجَلّ لهما : (قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا) : أربعين سَنَة !

ثالثا : ما فيه أمّة الإسلام اليوم مِن تسلّط أعدائها ، وتكالب الأمم عليها ، وما هي فيه مِن حُروب وفِتن ، ومِن جَعْل بأسهم بينهم ؛ قد يكون بسبب بُعدها عن الله ، وعن دِين الله وشَرْعِه .
فكم نُحّيت شريعة الله عن الْحُكُم ، واستُبدِلت بِزُبالات أفكار الشرق أو الغرب ؟!
وكم هي المنكرات التي تعُجّ بها شوارع بلاد المسلمين ؛ مِن خمور وحانات وفجور وعُهر وفساد ، وأخلاق فاسدة ، ونبذ لِكل ما جاء به رسول الهدى صلى الله عليه وسلم ، ومُحارَبَة له ، ولِلعلماء والمصلحين .
بل وتبديل لِدين الله ، وتغيير لِشَرعه ؛ مِن شِرْك وبِدعٍ وخرافات ، تَرُوج وتُروّج في بلاد المسلمين ، فتُرفَع الأضرحة على القبور ، وتُبنى المساجد على القبور ، مُقابِل هجر المساجد .

وسُّنة الله لا تتبدّل ولا تتخلّف : فالجزاء مِن جِنس العمل ، والفاسد يُقابِله فساد في حياة الناس ومعاشهم ، كما قال الله عَزّ وَجَلّ : (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) .

ونَصَر الأمّة مَرْهون بِنَصْرِها لله عَزّ وَجَلّ ولِدِينه (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) .
قال السمعاني : معناه : إن تنصروا نبي الله أو دين الله ينصركم . والنُّصرة مِن الله : هو الحفظ والهداية . وعن قتادة قال : مَن ينصر الله ينصره ، ومَن يسأله يُعْطه . ويَقال: ينصركم بتغليبكم على عدوكم وإعلائكم عليهم .
وقال القرطبي : أي : إن تَنْصُروا دِين الله ينصركم على الكفار . نَظِيره : (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ)
وقال ابن كثير في هذه الآية : الجزاء مِن جنس العَمل . اهـ .

فلا نَصْر لأمة الإسلام إلاّ إذا تمسّكت بِكتاب ربِّها ، ونصَرَتْ دِينها ونَبيَّها صلى الله عليه وسلم .

قال ابن كثير عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : وهو - صلوات الله وسلامه عليه - في جميع أموره على الطاعة والبر والاستقامة التي لم ينلها بشر سواه، لا من الأولين ولا من الآخرين، وهو أكمل البشر على الإطلاق ، وسيّدهم في الدنيا والآخرة . ولَمّا كان أطوع خلق الله لله ، وأكثرهم تعظيما لأوامره ونواهيه . قال حين بَرَكَت به الناقة : "حبسها حابِس الفيل " ، ثم قال : " والذي نفسي بيده ، لا يسألوني اليوم شيئا يُعَظِّمون به حُرمات الله إلاّ أجبتهم إليها" ، فلما أطاع الله في ذلك وأجاب إلى الصلح، قال الله له : (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ) أي : في الدنيا والآخرة ، (وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا) أي : بِمَا يَشرعه لك مِن الشرع العظيم والدِّين القويم .
(وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا) أي: بسبب خضوعك لأمْرِ الله يَرفعك الله وينصرك على أعدائك . اهـ .

يُضاف إلى ذلك : ما يَكون في هذه الأحداث والابتلاءات مِن تمحيص للمؤمنين واصطفاء ، وتمييز للصفّ ، وتربية للأمّة الإسلامية .
وفي التَّنْزِيل : (مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ) .

ومِن الْحِكَم البالغة : أن الله يَبْتَلي المسلمين بالكفّار ، ولو شاء الله لانْتَصَر من القوم الكافرين ، كما قال تعالى : (ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ) .
قال ابن كثير : ذَكَر تعالى أنه لو شاء لانْتَصَر مِن الكافرين ، فقال : (وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ) أي : ولو أرْسَل عليهم مَلَكًا واحدا لأبَاد خضراءهم ، ولكنه تعالى شرع لعباده المؤمنين الجهاد والقتال ، لِمَا له في ذلك من الحكمة البالغة والحجة القاطعة، والبراهين الدامغة ، ولهذا قال : (وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا) . اهـ .


والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض








رد مع اقتباس