الموضوع: صرخة الهداية
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 10-22-2019
Saudi Arabia     Female
SMS ~ [ + ]
وتبَقــّـَــيَ~ بيَـنْ ~آضَلُعــِــي ِ آتنفَسُكــَــ في ~كُلَّ ~ حِيـِـــنٍ
لوني المفضل Aliceblue
 عضويتي » 27920
 جيت فيذا » Oct 2014
 آخر حضور » منذ 23 ساعات (08:46 AM)
آبدآعاتي » 1,384,760
الاعجابات المتلقاة » 11618
الاعجابات المُرسلة » 6425
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » إرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond repute
مشروبك   7up
قناتك fox
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي صرخة الهداية



ذات يوم قبل فتح مكة خرج أبو العاص في رحلة مع قافلة تجارية إلى الشام، وعند عودة القافلة إلى مكة اعترضت قافلتَه سريةٌ من سرايا المسلمين، وأخذت العير، وأسرَتِ الرجال؛ ولكنَّ أبا العاص أفلت منها وهرب، حتى إذا أرخى الليل سدولَه دخل المدينة خائفًا يترقَّب، واستطاع أن يصل إلى زينب، ودخل عليها ولسان حاله يقول:
ما زلْتُ أقتطعُ البَيْداءَ مُدَّرِعًا *** جُنْحَ الظلامِ وثوبُ الليل مَسْبولُ
فاستجار بها فأجارته، ولَما تقدَّم رسـول الله صلى الله عليه وسلم لصلاة الفجر، وأحرم بها وكبَّر الناس، صرخت زينب مِنْ جهة النساء، وقالت: «أيها الناس، أنا زينب بنت محمد، وقد أجرت أبا العاص فأَجيروه، فلما سلم النبي صلى الله عليه وسلم من الصلاة، قال: ((هل سمعتم ما سمعت؟)) قالوا: نعم يا رسول الله، فقال صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفسي بيده، ما علمتُ بشيء من ذلك حتى سمعت ما سمعتموه، وإنه يُجير من المسلمين أدناهم))، ثم انصرف صلى الله عليه وسلم إلى بيته، وقال لابنته: ((أكرمي مثوى أبي العاص واعلَمي أنك لا تحلين له))، وبعد ذلك أسلم أبو العاص وحَسُنَ إسلامُه، وردَّ إليه رسول الله زوجته، وكان صلى الله عليه وسلم يقول عنه: ((حدثني فصدِّقْني، ووعدني فوفَّى لي)).

إن الوفاء العربي الذي تغلغل في عروق الفتى العربي والعرب كلهم، والتزمت به العرب في نخوتها، وشهامتها.والوفاء هو ضد الغَدْر - كما هو معلوم - وهو من أجل أخلاق العرب في زمن البيان والفصاحة والبلاغة الجليَّة، وفي عصر ما قبل البعثة.حتى إن العرب في ذلك الوقت كانت تقول في أمثالها: "أوفى من فكيهة"، "وأوفى من السموءَل".وتغنَّت بالوفاء في أشعارها؛ لأنه خُلُق أصيل، فكان الرجل ينطق بالكلمة، فيلتزم بها؛ لأن الغدر كان عارًا يجرح الشرف ويجرح المروءة عند العربي.

وإذا غدر الرجل منهم، رفعوا له راية بسوق عكاظ؛ ليشهروا به في ذلك المجمع، وانظر إلى أحدهم يقول:

أَسُميَّ، ويحكِ هلْ سمعتِ بغدرةٍ
رفعَ اللواءُ لنا بها في مجمعِ
إنا نعفٌّ فلا نريبُ حليفنا
ونكفُّ شحَّ نفوسنا في المطمعِ
فبسبب هذا الخلق حفظ حق الجار، وحق الحليف، وحق المعاهد.
فلما جاء الإسلام رفع شأن الوفاء، ونوَّه بسموِّ شرفه، فما أجلَّه! وما أبهاه من خُلُقٍ!






 توقيع : إرتواء نبض



رد مع اقتباس