عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 11-26-2017
    Female
لوني المفضل Aliceblue
 عضويتي » 28230
 جيت فيذا » Mar 2015
 آخر حضور » 10-28-2020 (01:39 PM)
آبدآعاتي » 152,131
الاعجابات المتلقاة » 428
الاعجابات المُرسلة » 14
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » الغنــــــد has a reputation beyond reputeالغنــــــد has a reputation beyond reputeالغنــــــد has a reputation beyond reputeالغنــــــد has a reputation beyond reputeالغنــــــد has a reputation beyond reputeالغنــــــد has a reputation beyond reputeالغنــــــد has a reputation beyond reputeالغنــــــد has a reputation beyond reputeالغنــــــد has a reputation beyond reputeالغنــــــد has a reputation beyond reputeالغنــــــد has a reputation beyond repute
مشروبك
قناتك
اشجع
مَزآجِي  »
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي رسائل الرسول صلى اللّه عليه وسلّم إلى ملوك عصره




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
لبسم الله الرحمن الرحيم:



بعث الله تعالى الرسل،والأنبياء كلٌّ إلى قومه خاصة؛ أما محمد صلى اللّه عليه وسلّم فقد أرسله اللّه للنّاس كافّة،وأكّد ذلك في عدة مواضيع من القرآن الكريم،
ولذلك كان على النّبيّ صلى اللّه عليه وسلّم تبليغ دعوته إلى النّاس خارج الجزيرة العربية،وإعطاء الإسلام دوره العالمي؛ فأرسل إلى ملوك العالم وأُمرائه ،يدعوهم إلى الإسلام،ويعرّف شعوبهم به.

قال تعالى: "مَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ".سورة سبأ﴿٢٨﴾


أولا: رسـائل الرسول مرحلة جديدة :

✴ مكاتبة الرسول صلى الله عليه وسلم الملوك:
تفرّغ الرسول صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة لتثبيت قواعد المجتمع المسلم الجديد،وبناء الدولة في المدينة المنوّرة،وتأمينها من كل المخاطر،ولمّا تمّ له ذلك بدأ النبي صلى الله عليه وسلم يعطي الإسلام دوره العالمي،وكان ذلك في السّنة السابعة هجرية،بعد صلح الحديبية؛ فبعث الدّعاة وأرسل الرّسل إلى نواح خارج الجزيرة العربية للدعوة،فأرسل إلى ملوك العالم وأمرائه يدعوهم إلى الدخول في الإسلام وتمكين شعوبهم من الاهتداء به،وقد تفاوتت ردودهم بين العنف،اللطف والإيمان والكفر.
ولمّا عزم الرسول على توجيه الدعوة عبر الرسائل إلى الملوك،قال لأصحابه:
" أيّها الناس : إنّ اللّه قد بعثني رحمة وكافة،فلا تختلفوا عليّ كما اختلف الحواريون على عيسى بن مريم .فقال أصحابه: وكيف اختلف الحواريون يا رسول اللّه؟
قال: دعاهم إلى الذي دعوتكم إليه،فأمّا من بعثه مبعثا قريبا فرَضِيَ وسلّم،وأمّا من بعثه مبعثا بعيدا فكَرِهَ وجهه وتثاقل.
ثمّ ذكر أنّه مرسل إلى هرقل،كسرى،المقوقس،النّجاشي،وغيرهم يدعوهم إلى الإسلام.
فأجابه أصحابه لمّا أراد،واستعدّوا للقيام بهذه المهمّة على أكمل وجه،مهما واجههم في سبيلها،ومهما كانت النتائج.

ولمّا بدأ الرسول صلى الله عليه وسلّم مكاتبة الملوك شاور أصحابه،على عادته فقالوا له يارسول الله،إنّ الملوك لا يقرؤون كتابا إلا إذا كان مختوما وذلك لأنّ الختم أفضل طريقة لإشعار أنّ المرسل إليه بأنه مضمون الرسالة لا يطّلع عليها غيره،فوافق الرسول صلى الله عليه وسلم على هذه الفكرة،واتّخذ خاتما من فضّة،وكان نقشه (( محمد رسول اللّه )).
واختار الرسول صلى اللّه عليه وسلّم صفوة من أصحابه للقيام بهذه المهمة؛ ممّن لهم شخصية مميّزة،ومهارة فن الحوار،والتّواصل مع الغير،من ذلك المعرفة بلغات الأجناس،والدّراية بطبائع،وديانة،وعادات من بُعثوا إليهم،والخبرة بطرق السّفر إلى بلادهم،إلى جانب فهمهم للإسلام. وكان أشهر سفراء الرسول صلى اللّه عليه وسلّم إلى الملوك:

_ دحيّة بن خليفة الكلبي إلى (هرقل).
_ عبد اللّه بن حذافة السّهميّ إلى ( كسرى أبرويز)، ملك فارس.
_ حاطب بن أبي بلتعة بخطاب إلى( المقوقس)، حاكم مصر باسم الدّولة الرومانيّة.
_ عمرو بن أميّة الضّمريّ إلى (النّجاشي).
_ عمرو بن العاص إلى ملك عمان.


ثـانيا: نمـاذج من رسائله صلى الله عليه وسلم
✴رسالة النبي صلى الله عليه وسلم إلى( هـرقـل):
أرسل النّبي صلى الله كتابه إلى هرقل ،مع الصّحابي الجليل ( دحيّة الكلبي) وهو من السّابقين للإسلام،وشهد المشاهد كلّها مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم،وكان مضرب المثل في الجمال،وهذا نصُّ الخطاب:

بسم اللّه الرحمن الرحيم
من محمد بن عبد الله ورسوله، الى هرقل عظيم الروم، سلام على من اتبع الهدى، اما بعد:فإني أدعوك بدعاية الاسلام، أسلم تسلم، يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيِّين"، ويَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلا نَعْبُدَ إِلا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ.

موقف هرقل:

رحّب قيصر الروم بمبعوث رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم واهتمّ بالرّسالة كثيرًا،وعرض على قومه أن يدخلوا في الإسلام،فرفضوا بشدّة،فخاف على ملكه وقال لهم: إنّما قلت مقالتي أختبر بها شدّتكم على دينكم،فسجدوا له،ورضوا عنه وذهب بإثمه وإثم رعيّته،وبلباقة السياسي الماكر استدعى هرقل ( دحيّة) وأوهمه بأنّه أسلم،ثمّ أعطاه قدراً من الدّنانير وصرفه،فلمّا أخبر ( دحيّة) النّبيّ بهذا النّبأ،قال صلى اللّه عليه وسلّم: { كذب عدو الله ليس بمسلم} وأمر بالدّنانير فقُسمت على المحتاجين.


✴كتاب النّبيّ إلى النّجاشي:
معلوم أنّ جماعة من المسلمين هاجروا من مكة إلى الحبشة،وقد رحّب بهم النّجاشي الذي كان يحكمها في ذلك الوقت،وأكرمهم ورفض تسليمهم لقريش،ثمّ أسلم ومات مسلما، ونعاه النّبيّ صلى اللّه عليه وسلّم.
وتولّى الحكم بعده نجاشي آخر،وهو الذي أرسل إليه النّبيّ صلى الله عليه وسلّم يدعوه إلى الإسلام.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم: كتب إلى كسرى،وإلى قيصر وإلى النّجاشي يدعوهم إلى اللّه تعالى،وليس بالنّجاشي الذي صلّى عليه النّبيّ صلى الله عليه وسلّم [ رواه مسلم]
والذي حمل إليه كتاب النبي صلى الله عليه وسلم هو ( عمرو بن أميّة الضّمريّ)، وإليكم نص هذا الخطاب:

بسم الله الرحمن الرحيم
من محمد رسول الله إلى النّجاشي عظيم الحبشة .
سلام على من اتّبع الهدى ،وآمن باللّه ورسوله وشهد أن لا إله إلا اللّه وحده ،لا شريك له،لم يتّخذ صاحبة ولا ولدا،وأن محمدا عبده ورسوله.وأدعوك بدعاية اللّه فإنّي أنا رسوله،فأسلم تسلم.
قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ ۚ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ﴿٦٤﴾ آل عمران / 64

فإن أبيت فعليك إثم النّصارى من قومك.

موقف النّجاشي:

احترم النّجاشي الكتاب،وأكرم حامله،وقال له: إنّي أعلم والله أن عيسى بشّر به،ولكن أعواني بالحبشة قليل،فأنظرني حتّى أكثر الأعوان،وأُليِّن القلوب.
ويرى بعض العلماء أنّه أسلم.


ثالثا: تحليل هذه الرسائل وفهم فقهها:
عند دراسة وتحليل كتب النّبيّ صلى اللّه عليه وسلم التي بعث بها إلى رؤساء الدّول الكبرى،وإلى الأمراء ،نقف على ما يلـــي:
_ تعظيم الله تعالى في مطلع الرسائل _ البسملة_
_بيان شخصية المرسل وصفته_ محمد،رسول الله_
_تخصيص كبار القوم وعظمائهم بالمراسلة،لأنهم أقدر الناس على التّغيير والتّأثير،لما يملكون من سلطة وقرار.
_وضوح الأدب الجم،والدّبلوماسية العالية،حيث بدأ المراسلة بلقب و منصب المرسل إليه،حسب مكانته في قومه،ثم ّالتحية والسلام.
_تميّز الكتب بالإيجاز الوافي في عرض دعوته،وهذا من بلاغته صلى الله عليه وسلم
_ الترغيب في اعتناق الإسلام
_ التّذكير بالمصير في حالة التّولي عن الإيمان بالله تعالى،وعبادته و حده لا شريك له.
_ تحميل العظماء مسؤولية توجيه شعوبهم،وإرشادهم.
_التّذكير ببعض آيات القرآن الكريم للاستئناس،وتبليغ كلام الله تعالى.
_ دعوة أهل الكتاب_ من خلال الآيات_إلى الحوار الدّيني، إلى الجامع المشترك بينهم جميعا ألا وهو : توحيد الله وعبادته.


رابعا: الأهداف المحققّة من الرسائل:
_
حققت الرسائل حملة إعلامية للإسلام،على المستوى الدولي،فدعت الناس جميعا اليه،ووضّحت أنه ليس خاصّا بالجزيرة العربية وحدها ،بل هو دين للبشرية كلّها.
_ وقد أدت إلى انتشار الإسلام في بعض الجهات كماةث في اليمن مصر وغيرهما،وإلى كسب أصدقاء له كما حدث في الحبشة.
زيادة تمسّك المسلمين بدينهم ،حينما وجدوا الملوك لم يثوروا علة رسول اللّه،بل رد عليه أكثرهم برقّة واحترام.
_ تغيير قبائل كثيرة مواقفها من الإسلام،لحسن تعامل الملوك،والعظماء مع رسول الله صلى عليه وسلم .
_ إدراك الرسول صلى الله عليه وسلم لسياسات هؤلاء الملوك والرؤساء نحو دعوته،وموقفهم من الإسلام،وبناؤه رؤيّة على أساس هذا الإدراك.





رد مع اقتباس